مجزرة اهدن.. ثبات الموقف تعمد بالدم – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

مجزرة اهدن.. ثبات الموقف تعمد بالدم

مجزرة اهدن
ذوالفقار ضاهر

 

في 13 حزيران/يونيو في العام 1978 وقعت مجزرة اهدن بحق آل فرنجية في محاولة للنيل من خطهم الوطني وفي محاولة لالغاء الآخر دون رحمة في ظل انعدام قبول الرأي والرأي المقابل، فوقتها كان صوت الموت هو الفيصل في اي خلاف سياسي او غير سياسي.

قضى في تلك المجزرة 31  شهيدا من أبناء منطقة زغرتا وانصار تيار المردة ومحبي وعائلة الرئيس الراحل سليمان فرنجية، إلا ان الأبرز على الإطلاق والمستهدف يومها كان “نجل الرئيس فرنجية” طوني -الوريث الطبيعي سياسيا له بحسب مجريات الامور- وقضت معه زوجته وطفلتهما، يومها اعتقد البعض انه بقتله طوني فرنجية سيوجه رسالة واضحة للرجل الوطني اي الرئيس فرنجية وسيغلق احد البيوت السياسية الوطنية في لبنان التي رفضت الانجراف نحو المشاريع التقسيمية او المخططات المشبوهة للفتنة في لبنان.

مقاومة عابرة للطوائف..

شهداء اهدن_1اليوم في الذكرى الـ39 للمجزرة التي ارتكبتها القوات اللبنانية – الجناح العسكري وقتها لحزب الكتائب اللبنانية، تعود الى العلن وتطفو على السطح من جديد المبادئ التي قضى من اجلها “شهداء المردة”، الايام اوضحت لماذا قضى هؤلاء الشهداء وقدموا ما قدموه وامام اي خط وقفوا وضحوا في عز الصراع والهجمة الشرسة على الكيان اللبناني وكل محاولات سرقة الهوية والتاريخ والانتماء العربي والقومي وسحب لبنان الى المحور المعادي للقضية الفلسطينية والمؤيد لكيان الاحتلال، ودماء شهداء المردة أكدت ان مواجهة الاحتلال وادواته لم تكن من لون واحد او طائفة واحدة او دين محدد، بل كانت مقاومة عابرة للطوائف والمذاهب والمناطق وهي فعلا عابرة للتاريخ والجغرافيا، فهذه المقاومة التي تقاتل على امتداد الجبهات ساهم بها تيار المردة عندما رفض الخضوع للمشاريع الاسرائيلية وقدم قياداته في هذا السبيل دفاعا عن لبنان ورفضا لالغائه تحت اي مسمى، هذه التضحيات التي قادها آل فرنجية اكدت ان المقاومة هي خط بياني مستمر عبر الزمن معياره الحق ومواجهة الباطل أيا كان لبوسه واداوته.

شهداء من كل الاعمار..

شهداء اهدن_2واللافت ان الذي ارتكب الجريمة لم يكن يهمه الأعداد انما هدف الى القضاء -بحسب اعتقاده- على هذا البيت الوطني، لذلك لم يفرق بين احد فحصدت نيرانه ما امكنها بدءا من الطفلة الصغيرة بنت 3 سنوات وصولا الى الشيخ الكبير صاحب لـ94 عاما، اما شهداء المجزرة الـ31 فهم: طوني سليمان فرنجية(34 سنة)، فيرا قرداحي (31 سنة)، جيهان فرنجية (3 سنوات)، جوزيف منصور (23 سنة)، فدوى بركات ( 55 سنة)، أنطوان بولس فرنجية ( 26 سنة)، أنطوان يوسف فنيانوس ( 22 سنة)، نبيل حليم غالب فرنجية ( 27 سنة)، خليل حبيب بك كرم (20 سنة)، سركيس البدوي إسكندر ( 24 سنة)، حليم يوسف الجعيتاني (59 سنة)، قبلان قبشي (94 سنة)، أنطوان سمعان أنطون فرنجية ( 21 سنة)، بدوي شهاب غالب فرنجية (35 سنة)، غالب بولس فرنجية، جوزيف غالب بولس فرنجية ( 18 سنة)، تريز بولس فرنجية ( 41 سنة)، وجيه موسى عزيزي ( 52 سنة)، محسن دحدح ( 54 سنة)، منير محسن دحدح ( 22 سنة)، يوسف البدوي إسكندر ( 17 سنة)، شهيد رومانوس إسكندر ( 31 سنة)، يوسف بولس سمعان فرنجية ( 54 سنة)، أنطوان يوسف بولس فرنجية ( 21 سنة)، جوزيف مخائيل المقسيسة ( 24 سنة)، طوني جرجس البدوي فرنجية ( 30 سنة)، سمعان جرجس إبراهيم فرنجية ( 25 سنة)، سايد جرجس إبراهيم فرنجية ( 27 سنة)، موسى الرعيدي (42 سنة)، طنوس واكيم يمين ( 46 سنة) وسمير طنوس قبشي( 24 سنة).

مبادئ ثابتة لا تتغير..

النائب سليمان فرنجيةوبالعودة الى الابعاد السياسية للجريمة الفظيعة وما جرى حتى اليوم من نتائج لها، معظم اللبنانيين يشهدوا ان بيت فرنجية وبالتحديد منزل الرئيس ساليمان فرنجية وصولا الى النائب الحالي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الحفيد، هو بيت وطني بامتياز لم يغير لغته السياسية ولم يتاجر بمبادئه، فكانت القيم نفسها واضحة للعيان دون تغيير منذ عشرات السنين همها مصلحة لبنان والامة لأن لا مصلحة ولا قيمة للبنان بدون قضايا الأمة الحقيقة.

فكيف تتجدد هذه الذكرى وكيف تعيش في قلوب ومحبي تيار المردة رغم مرور كل هذه السنين؟ وما الذي يجعل هذه القضية حية في وجدان أبناء زغرتا وتيار المردة؟ وما سر هذه العلاقة بين كل هؤلاء وآل فرنجية؟ هل هو وحدة الدم ووحدة المسار والمصير في الحياة والممات حيث لا فرق بينهم بل كلهم يضحون وبنفس الطريقة خدمة للقضية والموقف الشريف؟

لمعرفة كلمة السر في كل ذلك يمكن الاشارة الى ما قاله النائب فرنجية في القداس الذي أقيم الاحد 11-6-2017 في اهدن بمناسبة الذكرى السنوية للمجزرة، حيث قال “من 39 سنة ولغاية اليوم نحن نفتخر بأننا نتكلم اللغة السياسية نفسها وما زلنا على نفس المبادئ”، وتابع “شهداؤنا يتطلعون إلينا ويجدون بأننا نتكلم بالمبادىء التي إستشهدوا من أجلها ويتطلعون إلينا ويفتخرون بكم وبنا ويعلمون ان الخط الذي إستشهدوا من أجله ما زلنا عليه ونتكلم بنفس اللغة ونقاتل بالسياسة طبعا لنفس المبادئ نقاتل لنفس القناعات والإيمان بلبنان الحر الموحد والعربي الإنتماء”.

 

غرافيكس: وسيم صادر

المصدر: موقع المنار