السبت   
   02 08 2025   
   8 صفر 1447   
   بيروت 20:25

ايران في ذكرى اغتيال القائد هنية: مخططو الإبادة في غزة يطمعون بابتلاع مناطق استراتيجية في العالم

أكد الحرس الثوري الإيراني، في بيان أصدره بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد إسماعيل هنية، أن الجهات التي تخطط للإبادة الجماعية في غزة تسعى إلى تحقيق أهداف تتجاوز حدود القطاع، وتتمثل في ابتلاع المناطق الغنية والاستراتيجية حول العالم، ولا سيما في الدول الإسلامية.

واعتبر الحرس الثوري أن صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني في غزة في وجه الإبادة الجماعية والجرائم الصهيونية، يشكل دليلاً واضحاً على تمسكه بأهداف تحرير فلسطين والقدس الشريف، واستمراره في درب هذا الشهيد الكبير وسائر شهداء المقاومة ضد الصهيونية.

وأشار البيان إلى أن تصعيد جرائم الكيان الصهيوني، ومنع سكان غزة المظلومين من الوصول إلى الضروريات الأساسية من ماء وغذاء ودواء، يُعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي، ويُصنّف ضمن أشكال الإبادة الجماعية الحديثة.

وأضاف: “إن هذه الجرائم الفادحة والمعادية للإنسانية، التي تُرتكب في ظل صمت وتواطؤ بعض الدول الغربية التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، قد أدّت إلى تصاعد موجة الاحتجاجات العالمية ضد ممارسات الكيان الصهيوني، مما يضع المؤسسات الدولية أمام أكبر اختبار تاريخي لتحمل مسؤولياتها.”

وأشاد البيان بالموجة العالمية الداعمة للشعب الفلسطيني، واصفاً إياها بأنها “ثمرة الدماء الطاهرة للشهداء، وظلم ومعاناة أهالي غزة”، مؤكداً أن الصمود المذهل للفلسطينيين، والدعم المستمر من قوى المقاومة الإسلامية في المنطقة، ولا سيما من الشعب الإيراني الثوري الرافض للظلم، قد وجّه رسالة مرعبة ومقلقة للعصابة الإجرامية في واشنطن وتل أبيب، مفادها أن “انتصار المقاومة ضد الصهيونية بات حتمياً، وأن النصر النهائي لفلسطين على الغاصبين والمحتلين بات قريباً”.

كما أدان البيان بشدة عملية اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران، التي نُفذت أثناء زيارته لحضور مراسم تنصيب رئيس الجمهورية الإسلامية، معتبراً أن الإمكانات الخفية للمقاومة تمثّل الضامن لانتصار غزة وهزيمة الكيان الصهيوني “المزيّف والقاتل للأطفال” وخزي داعميه.

وأكد الحرس الثوري: “بعكس ما يتوهمه العدو الصهيوني الحقير والخبيث وداعموه الشياطين، فإن ’طوفان الأقصى‘ لم يكن حدثاً عابراً، بل هو منهج واستراتيجية ميدانية مرسومة بدماء الشهداء – وفي مقدمتهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار – لتحديد مستقبل المعركة”، مشدداً على أن الحديث عن “خطة شيطانية لتشكيل دولتين فلسطينية وإسرائيلية” لن يثني محور المقاومة عن هذا الطريق، ومذكّراً بشعار حركة حماس وكلمات الشهيد هنية: “لن نعترف، لن نعترف، لن نعترف بإسرائيل.”

وأدان البيان بقوة جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة، وصمت المؤسسات والمحافل الدولية أمام همجية الكيان الصهيوني، معتبراً أن التجويع المتعمد وخلق المجاعة يمثلان “جرائم ضد الإنسانية” و”جرائم حرب” بموجب القانون الدولي.

وطالب البيان المنظمات الحقوقية والمؤسسات الدولية بتحمل مسؤولياتها عبر التحرك الفوري لرفع الحصار عن غزة، ووقف الإبادة الجماعية، واستخدام وسائل فاعلة ورادعة، وفرض عقوبات جادة على الكيان الصهيوني، والعمل على محاكمة مرتكبي هذه الجرائم أمام المحكمة الجنائية الدولية، من خلال إجراءات مماثلة لتلك التي اتُخذت بعد حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، “حتى لا يفلت الجناة من العقاب، ويستمروا في استخدام الجوع والحرمان من الغذاء كسلاح حرب”.

وفي ختام البيان، شدد الحرس الثوري على أن صمود ومقاومة أهالي غزة يمثلان امتداداً لدرب الشهيد هنية وسائر شهداء المقاومة، ويعكسان تمسك الشعب الفلسطيني بقضية تحرير فلسطين والقدس الشريف، مؤكداً أن مخططي الإبادة في غزة يسعون إلى أهداف كبرى، إلا أن كسر صمت المجتمع الدولي وتضافر موجة الاحتجاجات العالمية ضد الصهيونية، سيُفشل طموحات العصابة الإجرامية الصهيونية والأميركية، وستتكشف نهايتهم الحتمية قريباً، بإذن الله.

الخارجية الإيرانية: اغتيال الشهيد هنية جريمة كبرى وانتهاك صارخ لسيادة إيران والقانون الدولي

وبدورها، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بياناً بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الشهيد إسماعيل هنية على يد الكيان الصهيوني، مؤكدة أن هذه الجريمة تمثل انتهاكاً صارخاً للمبادئ الأساسية للقانون الدولي ولسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلامة أراضيها.

وجاء في البيان: “مرّ عام على استشهاد المجاهد الصامد، الشيخ إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس)، وأحد أبرز قادة الجهاد والمقاومة ضد المحتلين الصهاينة.”

وأضافت الخارجية الإيرانية أنها تستذكر هذا الشهيد الكبير، الذي كان رفيق درب الشهيد الحاج قاسم سليماني، بكل إجلال وإكبار، مقدّمةً تهانيها وتعازيها إلى سماحة قائد الثورة الإسلامية، والشعب الفلسطيني المقاوم، وأسرة الشهيد هنية، وحركة حماس، وكافة فصائل المقاومة في فلسطين والمنطقة، وجميع أحرار العالم، ومؤكدة أن درب الشهيد هنية وسائر شهداء المقاومة سيُستكمل بعزم وثبات حتى تحرير الشعب الفلسطيني المظلوم من نير الاحتلال، وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير مصيره.

وأكد البيان أن اغتيال الشهيد هنية في طهران، خلال مشاركته كضيف رسمي في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني السيد مسعود بزشكيان، يُعد “جريمة كبرى” وانتهاكاً صريحاً للقوانين الدولية ولأعراف العلاقات الدبلوماسية.

كما شددت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، انطلاقاً من دعمها لشرعية نضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه، على أن استهداف النخب والقيادات الفلسطينية يأتي ضمن مخطط خبيث يتبعه الكيان الصهيوني لتصفية الوجود الفلسطيني بطرق استعمارية، مطالبةً بوقف حالة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها مرتكبو هذه الجرائم، والعمل على محاسبتهم وفقاً للمعايير القانونية الدولية.

وأشار البيان إلى أن مرور عام على اغتيال الشيخ إسماعيل هنية كشف بوضوح عن الطبيعة الإرهابية والإجرامية للكيان الصهيوني، مضيفاً أن استمرار الدعم العسكري والسياسي غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية لهذا الكيان يجعلهم شركاء مباشرين في جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، ويحمّلهم المسؤولية الدولية الكاملة عنها.

وأكدت الخارجية الإيرانية مجدداً عزم الجمهورية الإسلامية على ممارسة حقها الأصيل في الدفاع الحازم ضد اعتداءات الكيان الصهيوني، داعيةً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في مواجهة الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، واتخاذ إجراءات عملية وفعّالة لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة، ومنع استمرار المجازر بحق أبنائه.

المصدر: وكالة تسنيم