أعلنت أسرة الفنان والرسام الإيراني الشهير محمود فرشجيان، أحد أعلام فن المنمنمات في إيران، عن وفاته صباح أمس السبت عن عمر يناهز 96 عاماً.
وُلد محمود فرشجيان في 25 يناير 1930 في مدينة أصفهان، ويُعتبر من أبرز الفنانين المجددين والمؤثرين في فن المنمنمات الإيرانية خلال القرن الماضي. بدأ دراسته في مدرسة الفنون الجميلة في أصفهان، ثم انتقل إلى أوروبا لاستكمال معارفه الفنية.
مزج فرشجيان بين أسلوب المدرسة التقليدية للمنمنمات الإيرانية والمدارس الفنية الحديثة، مقدماً أعمالاً إبداعية عُرضت في متاحف مرموقة داخل إيران وخارجها. ومن أبرز إنجازاته تصميم نقوش ضريحَي الإمام الحسين والإمام الرضا عليهما السلام.
يُعد فرشجيان واحداً من أكثر رسامي المناظر تأثيراً وابتكاراً في القرن العشرين، حيث دمج بين المدرسة التقليدية للرسم الإيراني والأساليب الحديثة، مبتكراً أسلوباً ومدرسة خاصة به. إذ لم يكتفِ بالحفاظ على أصالة الأسس التقليدية لهذا الفن، بل زاد من قدرة وكفاءة الرسم الإيراني بابتكار أساليب جديدة أثرت هذا الفن وأخرجته من حالة الاعتماد الإلزامي على الشعر والأدب، مما أضفى له رسالة وقيمة توازي بقية الفنون في الرسم الإيراني.
تمثل لوحات فرشجيان مزيجاً ممتعاً من الأصالة والابتكار، إذ يخلق في أعماله أسراراً ورموزاً وإشارات داخلية خفية من خلال خطوطه السلسة وتركيباته الدقيقة والدائرية. وفي الوقت ذاته، من خلال ابتكاره في اختيار الموضوعات ومعالجتها، يتجاوز الأشكال التقليدية. كما تبرز في أعماله الألوان اللامعة والموجية التي تضفي عليها طابعاً أسطورياً.
عُرضت أعمال فرشجيان في أكثر من مئة معرض فردي وجماعي داخل إيران وخارجها، ونالت تقديراً واسعاً. وتعكس إقامة هذه المعارض المتتالية شهرة الفنان على الساحة العالمية، حيث يفتخر المتاحف والمكتبات وجامعو الأعمال الفنية وعشاق الفن بامتلاك قطع من إبداعه.
تقرير: محمد حسن قاسم – طهران
المصدر: موقع المنار