الإثنين   
   11 08 2025   
   17 صفر 1447   
   بيروت 23:11

فصائل المقاومة الفلسطينية تنعى شهداء خيمة الصحفيين وتحمل الاحتلال المسؤولية

نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهداء الذين ارتقوا في الغارة على خيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء، وهم: مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعد المصور محمد نوفل.

وقالت الحركة في بيانها إن الشهيد أنس الشريف كان مثالًا للصحفي الحر، الذي وثّق جريمة التجويع وكشف للعالم مشاهد المجاعة التي يفرضها الاحتلال على أهل غزة. وأكدت أن الاستهداف المتواصل للصحفيين في القطاع هو رسالة إرهاب إجرامي إلى العالم بأسره، ومؤشر على انهيار كامل لمنظومة القيم والقوانين الدولية، في ظل صمت دولي شجع الاحتلال على المضي في قتل الصحفيين دون رادع أو محاسبة.

وأضافت أن تهديدات متكررة صدرت عن الناطقين العسكريين لجيش الاحتلال ضد عدد من الصحفيين الفلسطينيين، ومنهم الشهيدان الشريف وقريقع، بهدف ثنيهم عن أداء واجبهم في نقل الحقيقة وصور الإبادة الوحشية في القطاع، لترجمة هذه التهديدات لاحقًا بعملية اغتيال تؤكد السلوك الفاشي لهذا الكيان الإرهابي. وحذرت الحركة من أن اغتيال الصحفيين وترهيب من تبقى منهم يمهد لجريمة كبرى يخطط الاحتلال لارتكابها في مدينة غزة، بعد إسكات صوتها الإعلامي ليستفرد بأهلها وينفذ مجازره بعيدًا عن أعين العالم.

وشددت حماس على أن هذه الجرائم الوحشية بحق الصحفيين، وآخرها هذه الجريمة البشعة، تستدعي تفاعلًا واسعًا من الصحفيين والإعلاميين حول العالم لفضح الاحتلال وجرائمه، وإعلاء صوت الحقيقة الذي يحاول طمسه، ودعت المجتمع الدولي ومؤسساته، وفي مقدمتها مجلس الأمن، إلى إدانة الجريمة والتحرك الفوري لوقف انتهاكات الاحتلال غير المسبوقة للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية، ومحاسبة قادته على جرائمهم ضد الإنسانية.

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن استهداف جيش الاحتلال لخيمة الصحفيين عند مدخل مستشفى الشفاء، بشكل متعمد، مساء الأحد، هو جريمة حرب شنيعة تُرتكب أمام مرأى العالم، ودليل إضافي على انعدام أدنى القيم الأخلاقية والإنسانية لدى جيش الاحتلال، الذي وصفته بأنه الأكثر وحشية وإجرامًا في العالم.

وحذرت الحركة من أن هذه الجريمة تؤكد أن حكومة الاحتلال بدأت بتجهيز مسرح جرائمها القادمة عبر إسكات الصحفيين الذين يفضحون جرائمها للعالم، وحملت الحكومات العربية والغربية مسؤولية وضع حد لهذه الانتهاكات. وأشارت إلى أن هذا الاستهداف يعكس رفض الاحتلال لكل جهود التوصل إلى وقف للحرب أو إتمام صفقة تبادل الأسرى.

ونعت الحركة شهداء الحقيقة: أنس الشريف، ومحمد قريقع، وإبراهيم ظاهر، ومؤمن عليوة، ومحمد نوفل، وتقدمت من ذويهم وزملائهم بأحر التعازي، سائلة الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نعت بدورها شهداء قناة الجزيرة، مؤكدة أن استهدافهم جريمة حرب مكتملة الأركان، وأن الاحتلال لا يعرف للإنسانية أو القانون أي معنى.

وقالت الجبهة إن هذا الاستهداف الوحشي، الذي وقع داخل مستشفى وأثناء ممارسة الصحفيين لعملهم النبيل، يبرهن أن الاحتلال يعتبر الحقيقة عدوًا مباشرًا له ويسعى لإسكات كل صوت حر. وحذرت من أن هذه الجريمة مؤشر على نية الاحتلال ارتكاب أفظع الجرائم في غزة، وسعيه لطمس أي تغطية إعلامية لجرائمه.

وأشادت الجبهة بالدور البطولي للشهيد أنس الشريف وزملائه الذين كانوا صوت الضحايا وصورة الألم، ورأت أن استهدافهم جاء في الوقت الذي يروّج فيه الاحتلال كذبًا عن سماحه بدخول الصحفيين الأجانب، بينما ينفذ على الأرض مجزرة بحق صحفيين مدنيين.

وحملت الجبهة الصمت الدولي جزءًا من المسؤولية، ودعت النقابات الصحفية والاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان للتحرك العاجل لتقديم قادة الاحتلال للمحاكم الدولية، مؤكدة أن صوت الحقيقة لن يُقتل، وأن دماء الشهداء ستبقى شاهدة على الجريمة.

أما لجان المقاومة في فلسطين فقد نعت الشهيدين أنس الشريف ومحمد قريقع، مؤكدة أنهما كانا مثالًا للشجاعة والتضحية والكلمة الحرة، ونقلا للعالم حقيقة المحرقة الصهيونية.

وقالت اللجان إن اغتيالهما ينسف أكاذيب الاحتلال ويدلل على حقيقة منعه للصحفيين الدوليين من دخول غزة، مشيرة إلى أن الشهيدين أوصلا صوت غزة حتى بعد رحيلهما، وأثبتا أن العدو لا يفرّق بين صغير وكبير.

وأكدت أن شمس الحقيقة الفلسطينية ستظل ساطعة، وأن الكيان الصهيوني يخشى الكلمة والصورة والقلم أكثر من أي سلاح، ونعَت أنس الشريف بوصفه أيقونة فلسطين وصوتها، متعهدة بمواصلة الطريق الذي سار عليه الشهداء دفاعًا عن حرية الكلمة حتى نيل الحرية وزوال كيان الاحتلال.

المصدر: موقع المنار