مع دخول إسبانيا أسبوعها الثالث من التحذيرات المناخية بسبب موجة حر شديدة، لا تزال فرق الإطفاء تكافح سلسلة من حرائق الغابات المستعرة في مناطق الشمال الغربي والغرب، وسط تصاعد الدخان والنيران ودمار كبير في الممتلكات.
وأعلنت الحكومة الإسبانية نشر وحدات من الجيش لمساعدة فرق الإطفاء، بعد أن خرجت بعض الحرائق عن السيطرة، خصوصًا في مناطق قشتالة وليون، غاليسيا، أستورياس، وإكستريمادورا. وقد وصلت طائرات إطفاء من فرنسا وإيطاليا إلى قاعدة جوية قرب مدينة سالامانكا لتعزيز جهود الإطفاء.
وقال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، عبر منصة “إكس”، إنه ترأس اجتماعا تنسيقيا لمتابعة الوضع، مؤكدًا أن “الحكومة تواصل العمل بكل الوسائل المتاحة لمكافحة الحرائق”.
في بلدة كاستريّو دي كابريرا، تظهر لقطات حصرية دخانًا كثيفًا يتصاعد من الغابات، فيما تشارك طائرات مروحية في إسقاط المياه من خزانات مؤقتة قريبة من مناطق سكنية ومزارع مواشٍ. وعلى الأرض، يعمل رجال الإطفاء بصعوبة بجانب ألسنة اللهب المتقدمة.
وفي بلدة كاسترو كالبون المجاورة، أظهرت صور من المكان منازل محترقة بالكامل، وجرارات زراعية متفحمة، وأطلالًا سوداء لما كانت في السابق مزارع وممتلكات أسرية، مما يعكس حجم الدمار الذي خلفته النيران.
وقد طالب رئيس إقليم قشتالة وليون، ألفونسو فرنانديز مانويكو، الحكومة المركزية بـ”استجابة استثنائية”، قائلاً: “نحتاج إلى مزيد من القوات العسكرية لمواجهة هذه الكارثة”. كما قدمت إكستريمادورا طلبًا رسميًا لتعزيز الدعم العسكري.
وعلى الرغم من أن مسؤولية مكافحة الحرائق تقع بشكل رئيسي على عاتق الحكومات الإقليمية، فإن تدخل الدولة المركزية يصبح ضروريًا في حالات الكوارث الكبرى.
أغلقت السلطات نحو 10 طرق رئيسية وخط السكك الحديدية الرابط بين مدريد وغاليسيا، فيما أرسلت خدمات الطوارئ في غاليسيا رسائل إنذار لسكان عشرات البلدات تدعوهم إلى التزام الهدوء، وتجنب التنقل غير الضروري، والبقاء في المنازل قدر الإمكان.
وفي تطور لافت، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية أن الدخان الناتج عن حرائق إسبانيا والبرتغال وصل إلى المملكة المتحدة، في مؤشر على شدة هذه الكارثة البيئية.
وبحسب خريطة “نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبية” (EFFIS)، فقد أتت النيران على أكثر من 157,000 هكتار من الغابات في إسبانيا منذ بداية العام، في حين يتوقع استمرار التحذيرات من موجة الحر حتى يوم الإثنين المقبل، ما يزيد من مخاطر اندلاع حرائق جديدة.
المصدر: كالات