الإثنين   
   01 09 2025   
   8 ربيع الأول 1447   
   بيروت 23:49

شي وبوتين ينتقدان الغرب في قمة منظمة شنغهاي للتعاون

وجّه الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين انتقادات حادة للغرب خلال افتتاح قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين شمالي الصين، في اجتماع يهدف إلى تعزيز مكانة بكين في صدارة العلاقات الإقليمية.

وبحضور نحو عشرين من قادة منطقة أوراسيا، دعا شي إلى إقامة نظام عالمي قائم على العدالة، قائلاً: “علينا تعزيز منظور تاريخي للحرب العالمية الثانية، ومعارضة عقلية الحرب الباردة ومواجهة سياسة الكتل والترهيب التي تنتهجها بعض الدول”، في إشارة مبطنة إلى الولايات المتحدة.

وانطلقت القمة الأحد قبل أيام من عرض عسكري ضخم في العاصمة بكين بمناسبة مرور 80 عاماً على نهاية الحرب العالمية الثانية.

وتضم منظمة شنغهاي للتعاون عشر دول أعضاء هي: الصين، روسيا، الهند، باكستان، إيران، كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان، أوزبكستان، وبيلاروس، إلى جانب 16 دولة بصفة مراقب أو شريك. وتمثل المنظمة نحو نصف سكان العالم و23,5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتقدَّم على أنها قوة موازنة لحلف شمال الأطلسي، مع امتلاك بعض دولها موارد طاقة هائلة.

شي حذّر من أن “الوضع الدولي الحالي أصبح فوضوياً ومتشابكاً، فيما تتعاظم التحديات الأمنية والتنموية أمام الدول الأعضاء”، مؤكداً ضرورة أن تواصل المنظمة المضي قدماً في أداء مهامها.

أما بوتين، فقد اتهم الغرب بإشعال فتيل الحرب في اوكرانيا، وقال: “الأزمة لم تكن ناجمة عن الهجوم الروسي، بل نتيجة انقلاب في أوكرانيا دعمه الغرب. كما أن المحاولات المستمرة لجرّ كييف إلى حلف شمال الأطلسي كانت سبباً ثانياً لهذه الأزمة.”

ووصل بوتين صباح الأحد بعيداً عن الإعلام، رغم ترؤسه وفداً سياسياً واقتصادياً كبيراً، وفق وسائل الإعلام الرسمية الروسية والصينية.

وعقد شي لقاءات ثنائية متتالية مع عدد من القادة، من بينهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي يزور الصين لأول مرة منذ 2018. كما شارك في القمة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف.

مودي أكد خلال لقائه شي التزام الهند “بالمضي قدماً في العلاقات على أساس الثقة المتبادلة والكرامة”، فيما وصف بوتين علاقته بمودي بأنها “صداقة مميزة”، مشيراً إلى تنسيق وثيق بين الجانبين على الساحة الدولية.

كذلك التقى بوتين إردوغان، مشيداً بجهود أنقرة للوساطة بين موسكو وكييف. من جهتها، دعت الخارجية الأوكرانية بكين إلى لعب دور أكثر فعالية في إحلال السلام، نظراً لما تمثله من ثقل جيوسياسي.

وفي موازاة ذلك، ركز لقاء بوتين بالرئيس الإيراني بزشكيان على الملف النووي الإيراني، حيث جددت موسكو دعمها لطهران، داعية الدول الغربية إلى “العودة للمنطق” والتراجع عن خطواتها التي وصفتها بـ”الخاطئة”.

القمة عُقدت وسط إجراءات أمنية مشددة، شملت نشر مركبات مدرعة وقطع حركة المرور في أجزاء واسعة من تيانجين، فيما رُفعت لافتات باللغتين المندرينية والروسية تشيد بـ”روح تيانجين” و”الثقة المتبادلة” بين بكين وموسكو.

وتُعد هذه القمة الأهم منذ تأسيس المنظمة عام 2001، كونها تأتي في ظل أزمات كبرى تواجه أعضاءها، من الحرب الروسية–الأوكرانية، إلى النزاع التجاري الأميركي–الصيني، مروراً بالملف النووي الإيراني.

ومن المنتظر أن يشارك عدد من القادة، بينهم بوتين وبزشكيان، في العرض العسكري الضخم ببكين الأربعاء، والذي ستحضره أيضاً شخصية نادرة الحضور على الساحة الدولية، الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، للقاء شي جينبينغ.

ويأتي ذلك فيما يتهم الغرب الصين بدعم موسكو في حرب أوكرانيا، بينما تؤكد بكين التزام الحياد، متهمة الدول الغربية بإطالة أمد النزاع عبر تسليح كييف.

المصدر: أ.ف.ب.