الأربعاء   
   03 09 2025   
   10 ربيع الأول 1447   
   بيروت 02:30

بوتين يشيد أمام شي بمستوى “غير مسبوق” للعلاقات الروسية – الصينية

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، بالمستوى “غير المسبوق” الذي بلغته العلاقات بين بلاده والصين، وذلك خلال لقائه نظيره الصيني شي جينبينغ في بكين، بالتزامن مع وصول الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى العاصمة الصينية.

ويأتي اللقاء عشية عرض عسكري ضخم تستعد بكين لتنظيمه في الذكرى الثمانين لاستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، بمشاركة أكثر من عشرين من قادة الدول، في استعراض يُتوقع أن يبرز تنامي القدرات العسكرية الصينية.

وعُقد الاجتماع بين شي وبوتين عقب قمة لمنظمة شنغهاي للتعاون استضافتها مدينة تيانجين، وجّه خلالها الرئيسان انتقادات لاذعة للغرب. وقال بوتين في مستهل المباحثات إن “تواصلنا الوثيق يعكس الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الروسية – الصينية التي بلغت حاليا مستوى غير مسبوق”، مضيفًا: “لقد كنا سويا على الدوام، ونحن سويا الآن”، في إشارة إلى تقارب البلدين منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا عام 2022.

كما التقى الرئيسان نظيرهما الإيراني مسعود بزشكيان، حيث أكد شي أن الصين تعارض “استخدام القوة لحل الخلافات” معربًا عن دعم بلاده “لإيران في صون السيادة الوطنية”.

وتستضيف الصين الأربعاء عرضًا عسكريًا ضخمًا بمناسبة نهاية الحرب العالمية الثانية، يتوقع أن تكشف خلاله عن أسلحة جديدة في رسالة يُنظر إليها كاختبار لهيمنة الولايات المتحدة العسكرية. ومن المتوقع أن يشارك كيم جونغ أون في المراسم ويلتقي قادة دوليين، إضافة إلى محادثات مع شي وبوتين، بحسب ما نقل برلماني كوري جنوبي عن وكالة الاستخبارات في سيول.

وفي إطار لقاءاته، اجتمع بوتين أيضًا برئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، مثنيًا على ما وصفه بـ”السياسة الخارجية المستقلة” لبراتيسلافا، التي أثارت استياء قادة الاتحاد الأوروبي لانتقادها دعم كييف ورفضها خفض واردات الطاقة الروسية.

وعززت السلطات الصينية الإجراءات الأمنية في بكين استعدادًا للعرض، حيث انتشر جنود عند الجسور والتقاطعات، وأقيمت حواجز حديدية على طول الشوارع الرئيسية.

وكان كل من شي وبوتين قد وجّها انتقادات حادة للغرب خلال افتتاح قمة منظمة شنغهاي للتعاون، إذ ندّد شي بما وصفه بـ”السلوك المتغطرس” لبعض الدول، في إشارة إلى الولايات المتحدة، بينما حمّل بوتين الغرب مسؤولية إشعال فتيل الحرب في أوكرانيا.

وأكد شي أن العلاقات بين بلاده وروسيا “صمدت أمام التغيرات الدولية”، مشددًا على استعداد بكين للتعاون مع موسكو “من أجل الدفع نحو إقامة نظام حوكمة دولية أكثر عدلا وإنصافا”.

وتشهد العلاقات الصينية – الروسية تقاربًا متزايدًا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، إذ أعلن البلدان عشية العملية الروسية في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022 عن “شراكة بلا حدود”.

ويتهم حلفاء كييف الغربيون بكين بدعم موسكو في النزاع وبتجنّب إدانة الغزو، بينما تصر الصين على حيادها وتتهم الغرب بإطالة أمد الحرب عبر تسليح أوكرانيا.

وفي سياق مواز، أفاد الإعلام الروسي الرسمي بأن مجموعة “غازبروم” وقّعت اتفاقًا مع شركة النفط الوطنية الصينية لزيادة واردات بكين من الغاز الروسي بنحو 15 في المئة.

وباتت لقاءات بوتين وشي دورية تقريبًا في الفترة الأخيرة، حيث أشاد شي الشهر الماضي بالعلاقات بين البلدين خلال اتصال هاتفي مع بوتين.

من جانبها، تدعم كوريا الشمالية موسكو بشكل علني في حربها على أوكرانيا، وقد أرسلت قوات للقتال إلى جانب الجيش الروسي، فيما قدّرت الاستخبارات الكورية الجنوبية أن بيونغ يانغ فقدت نحو ألفي جندي في المعارك.

المصدر: موقع المنار