شهدت شوارع ومداخل العاصمة صنعاء منذ ساعات الصباح، تدفقًا جماهيريًا كثيفًا نحو ميدان السبعين للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف.
وامتدت المواكب البشرية المتدفقة في الشوارع المؤدية إلى الميدان، متشحّة بالألوان الخضراء ورافضة شعار “لبيك يا رسول الله”، في مشهد يفيض بالمشاعر الإيمانية والشوق للنبي محمد (ص)، فيما ارتسمت على وجوه المشاركين ملامح الفرح والاعتزاز بهذه المناسبة العظيمة.
ورددت الحشود الأهازيج والمدائح النبوية التي تجسد المحبة والولاء والتعظيم للنبي الكريم، مؤكدة الارتباط الوثيق للشعب اليمني بالرسول الأعظم.
وبدأت ملامح الاحتفال المهيب تتشكل في ميدان السبعين بوصول السيول البشرية التي تقاطرت من كل حدب وصوب، فيما تزينت الساحة بالأعلام الخضراء والرايات المحمدية، واتسم المشهد بمستوى عالٍ من التنظيم والانضباط، حيث تعمل اللجان التنظيمية على تسهيل مرور الحشود وضمان وصولها بانسيابية إلى الساحة.
وفي أجواء إيمانية وروحانية، توافدت الحشود منذ الصباح إلى الساحات والميادين المركزية في محافظتي ذمار والمحويت، للمشاركة في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
وفي ذمار، تركزت الفعاليات في ساحة الرسول الأعظم وسط المدينة، حيث وصل المشاركون من مختلف المديريات منذ الصباح الباكر، وسط ترتيبات أمنية وفنية واسعة تضمنت تجهيز الشاشات وأنظمة الصوت واللوحات الفنية والثقافية المعبرة عن المناسبة.
وأكد رئيس اللجنة الفنية بالساحة أن العمل جرى على قدم وساق من قبل الفرق الفنية ووزارة الاتصالات لتأمين الفعالية بأحدث الوسائل التقنية بما يليق بعظمة المناسبة.
وأشار مدير مكتب الثقافة بالمحافظة إلى أن أبناء ذمار يستقبلون ذكرى المولد النبوي وهم أكثر تمسكًا بالقيم والمبادئ التي جاء بها النبي الكريم، في ظل ما تعانيه الأمة من انحدار قيمي وأزمات إقليمية ودولية.
وفي محافظة المحويت، شكّل التوافد الجماهيري إلى الساحة المركزية مشهدًا فريدًا، إذ تحدّى المواطنون الطبيعة الجغرافية الوعرة وقطعوا المسافات الطويلة للمشاركة في الحدث الإيماني الكبير، مؤكدين أن الاحتفال ليس مجرد مناسبة دينية، بل وقفة تجديد للعهد والولاء للنبي الكريم وتجسيد عملي للقيم التي حملها من كرامة وعدل ورفع لمكانة الإنسان.
كما عبّر المشاركون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في غزة، التي تواجه عدوانًا وحصارًا خانقًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أن حضورهم في هذه المناسبة هو رسالة احتجاج على الإساءات للنبي الأكرم والصمت الرسمي تجاه ما يحدث في فلسطين.
وتستمر الحشود بالتوافد إلى الساحات المركزية في مختلف المحافظات، في مشهد يعكس حب النبي الكريم وتجديد العهد بالسير على نهجه وتجسيد القيم التي بُعث بها، في وقت تحتاج فيه الأمة إلى العودة إلى جوهر رسالتها وكرامتها وهويتها الإيمانية.
المصدر: المسيرة نت