قال السيد علي فضل الله، في خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت “لقد أصبح واضحًا أنّ البلد لا يمكن أن يقوم على قاعدة (قوّة لبنان في ضعفه)، ولا على اعتماده في مواجهة التحديات على تطمينات الخارج ووعوده له باستعادة حقوقه وحماية سيادته على أرضه”، وأكّد أن “لبنان يملك الكثير مما يؤهّله لحماية نفسه ومواجهة التحديات التي تعترضه، لكن ذلك مشروط بأن تتوحّد جهوده، وألا يكيد بعضه لبعض أو يعمل بعضه على إضعاف البعض الآخر”.
وعن العدوان الخطير الذي استهدف دولة قطر، قال السيد فضل الله “هذا ليس أمرًا جديدًا على هذا العدو، فقد سبق أن استهدف أكثر من بلد عربي وإسلامي، وتلاه بعد ذلك استهدافه لليمن، حيث سقط عدد كبير من الشهداء والجرحى”، مشيرًا إلى أن “الكيان الصهيوني أراد مما جرى ويجري أن يوجّه رسالة دموية إلى القاصي والداني، بأن لا أماكن محظورة عليه بعد اليوم، ولا دولة فوق الاستهداف، عندما تدعو مصالحه إلى ذلك، حتى لو كانت مطبّعة معه، ولا تكنّ له العداء، وحتى لو أحاطت نفسها بحماية القواعد الأميركية أو الأوروبية أو أي قواعد أخرى”.
ودعا السيد فضل الله “الدول العربية والإسلامية إلى وعي خطورة استمرار العدو في استباحته لهذا العالم العربي والإسلامي، والتي بات واضحًا أنها تأتي في سياق صناعة خارطة جديدة، يُراد لهذا الكيان أن تكون له اليد الطولى فيها، وذلك في إطار ما يطمح إليه من بناء دولة إسرائيل الكبرى”.
وعن الوضع في غزة، قال السيد فضل الله “العدو يواصل تدميره لأراضيها وأبنيتها وبُناها التحتية، بعد أن ضرب بعرض الحائط كل الوساطات التي كانت تُجرى، بل سعى إلى إجهاضها من خلال ما جرى من اعتداء غادر على الوفد الفلسطيني المفاوض في الدوحة، وهو ما جاء في إطار سعيه لإفراغ غزة من أهلها وتهجيرهم منها. وهو يستكمل مخطّطه هذا في الضفة الغربية، في الوقت الذي يُصرّ فيه الشعب الفلسطيني على الاستمرار في مواجهة هذا العدو بالإرادة الصلبة وبالإمكانات المحدودة التي يمتلكها، والتي شهدناها في العمليات الأخيرة”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام