الجمعة   
   12 09 2025   
   19 ربيع الأول 1447   
   بيروت 19:18

41 مسيرة شعبية حاشدة في صعدة دعماً لغزة وتحدياً لسياسة الاستباحة

شهدت محافظة صعدة صباح اليوم الجمعة توافدًا جماهيريًا غير مسبوق للمواطنين للمشاركة في مسيرات حاشدة انطلقت من الساحة المركزية وامتدت إلى 41 ساحة أخرى في مختلف المديريات، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، تحت شعار: «وفاءٌ للشهداء.. لن نتراجع في إسناد غزة مهما كانت التضحيات».

وتأتي هذه المسيرات استجابةً لدعوة قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتأكيدًا على الوفاء للشهداء، كما جاءت إعلانًا عن الجهوزية الكاملة لمساندة أبناء غزة في ظل القصف المتواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات التهجير القسري.

وتميّزت المشاركة الشعبية هذه المرة بأنها عكست مستوىً عاليًا من الوعي والإصرار، حيثُ إن المواطنين المشاركين الذين سبق لهم المشاركة في المسيرات المليونية الأسبوع الماضي بمناسبة المولد النبوي الشريف، يدركون أهمية الخروج في هذا التوقيت الحرج الذي تسعى فيه جهات تدعم الاحتلال الأمريكي والاحتلال الإسرائيلي إلى نشر ثقافة الاستباحة في المنطقة.

وشهدت الساحات حضورًا من مختلف شرائح المجتمع، من كبار السن إلى الشباب والأطفال، كما شارك الجرحى والمعاقون، ما يؤكد أن القضية الفلسطينية تُعد قضية جامعة لكل اليمنيين.

وأكد المشاركون في مسيرات صعدة أنهم لا يكتفون بالمساندة اللفظية، بل أعربوا عن استعدادهم للالتحاق بمراكز التدريب والتعبئة لخوض أي معركة تتطلبها المرحلة، مؤكدين أن صوتهم في المسيرات مكمل للصواريخ والطائرات المسيّرة التي تستهدف الاحتلال الإسرائيلي.

ووصف المشاركون هذه المسيرات بأنها تحدٍ مباشر لسياسة الاستباحة التي يحاول الاحتلال فرضها على الأمة، مؤكدين أن الخروج في هذه المظاهرات هو جزء من هويتهم الدينية والثقافية المستمدة من القرآن الكريم، التي ترفض الهيمنة والظلم.

وأوضحوا أن هذا الإصرار على التضامن ينبع من شعور عميق بالغيرة على أبناء الأمة الذين يتعرضون للقتل دون محاسبة، مؤكدين أن الشعب اليمني، رغم الظروف الصعبة، لا يزال يولي القضية الفلسطينية أهمية قصوى، ويعتبرها قضيته المركزية التي لا يمكن التخلي عنها.

ورُفعت هتافات وشعارات أكدت أن الشعب اليمني لن يرضخ لأي ضغوط أو تهديدات، وأنه سيبقى متمسكًا بعهد التضامن مع فلسطين مهما طال الزمن، فيما استنكرت الشعارات محاولات بعض الأنظمة العربية الخاضعة التي تكتفي بالمشاهدة بينما تُذبح غزة.

وفي سياق متصل، جدَّد البيان الصادر عن مسيرات صعدة تحت عنوان «وفاءٌ للشهداء.. لن نتراجع في إسناد غزة مهما كانت التضحيات» التأكيد على موقف الشعب اليمني الثابت تجاه القضية الفلسطينية.

وأوضح البيان أن المشاركة في هذه المسيرات المليونية تأتي استجابة دينية وطاعةً لله، واصفًا إياها بأنها «أعظم معركة» يخوضها الشعب اليمني لدعم القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، ومواجهة ما وصفه بـ«أبشع مجرمي العالم»، في إشارة تُعبّر عن غضب المشاركين من ما يجري. وأضاف البيان أن التراجع عن هذا الواجب يعد تراجعًا عن الدين وقبولًا للاستضعاف والإذلال.

وتوجَّه البيان برسالة إلى أهالي غزة مفادها أن الشعب اليمني لن يتركهم مهما كانت التضحيات، وأن ثمن المواقف العظيمة قد يكون الدماء، لكن عاقبته — بحسب البيان — «النصر الموعود والفتح المبين»، محذّرًا من أن التفريط يؤدي إلى الذل والهوان، وأن التاريخ سيحكم على المتخاذلين.

وأشار البيان إلى أن الأمة الإسلامية أمة واحدة وجسد واحد، وأنها ترفض واقع التقسيم والتفتيت الذي يسعى إليه الأعداء، موضحًا أن أي عدوان أو استباحة في أي بلد إسلامي هو استهداف للجميع، وأن كل شهيد هو «شهيد منا»، مما يعلن التضامن الشامل مع الأمة بأسرها.

وأشاد البيان بالعمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد أهداف تابعة للاحتلال الإسرائيلي، داعيًا إلى مواصلة الجهود لتطوير القدرات العسكرية من أجل الردع، معبّراً عن قناعته بأن حجم المعركة كبير لكنه قابل للنجاح بالتوكل على الله والثقة به.

وخلال المسيرات، استمع أبناء صعدة إلى كلمة مسجّلة للشهيد السيد حسين بدرالدين الحوثي، قدّم فيها رؤيته حول مفهوم الجهاد، مركّزًا على أهميته ودلالاته في الإسلام، ومواجهًا ما اعتبره محاولات لتشويه هذا المفهوم.

وأوضح الشهيد حسين بدرالدين الحوثي أن العرب قبل الإسلام كانوا يعيشون في حالة من التناحر والصراعات القبلية العبثية، إلى أن جاء الإسلام ليحوّل هذا النزاع إلى صراع مقدّس ذي هدف سامٍ، أطلق عليه اسم الجهاد، الذي لا يقتصر على القتال فحسب، بل يُوجَّه لنشر الحق والخير في العالم. وفي هذا السياق، لم يعد القتال وسيلة للتفاخر القبلي، بل أصبح وسيلة للارتقاء الروحي والتقرّب من الله.

ولفت إلى أن الجهاد المقدّس ليس مرادفًا للإرهاب، بل هو كلمة شريفة ومقدّسة، وجزء لا يتجزأ من الدين الإسلامي، كما أنه مفتاح للجنة وذروة الحب والذوبان في محبة الله، رابطًا بين محبة الله لعباده وبين قيامهم بالجهاد، معتبرًا ذلك فضلاً من الله يمنحه لمن يشاء.

المصدر: المسيرة نت