شهدت الضفة الغربية والقدس المحتلة، اليوم الإثنين، سلسلة من الانتهاكات الواسعة النطاق نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، شملت عمليات قتل واعتقال واقتحامات لمناطق سكنية، إضافة إلى إجراءات مشددة استهدفت الحياة اليومية للفلسطينيين.
استهلت الأحداث باستشهاد الشاب سند ناجح حنتولي (25 عاماً) من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار عليه قرب جدار الفصل العنصري في بلدة الرام شمال مدينة القدس المحتلة. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها تسلمت جثمان الشهيد من منطقة الضاحية داخل القدس، مؤكدة أنه أصيب برصاص الاحتلال أثناء محاولته اجتياز الجدار.
بالتوازي، واصلت قوات الاحتلال حملات اقتحامها في عدة مدن وبلدات بالضفة. ففي مدينة طوباس، اقتحمت دوريات عسكرية إسرائيلية انطلقت من حاجز تياسير شرقي المدينة، وانتشرت في أحياء مختلفة، وداهمت إحدى العمارات السكنية دون أن يبلغ عن اعتقالات. وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها في المنطقة الشرقية، وهم: إبراهيم سلطان، ومحمود عماد أبو ليلى من مخيم عسكر الجديد، وسعيد قرعان من مخيم بلاطة.
أما في محافظة الخليل، فقد نفّذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت سبعة مواطنين من عدة بلدات، شملت: محمد عماد حمدان، وعماد جمال أبو صبحة من بلدة يطا جنوباً، وقيس بدير بدران شلالدة من بلدة سعير، والشقيقين وسيم ومحمد إبراهيم بحر من بلدة بيت أمر شمالاً، إضافة إلى مصعب مجد غيث من مدينة الخليل، ومحمد زياد صوالحة من بلدة بني نعيم شرق المحافظة. وخلال العملية، نصبت قوات الاحتلال حواجز عسكرية على مداخل المدينة وبلداتها ومخيماتها، وأغلقت طرقاً رئيسية وفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية، في خطوة زادت من معاناة الأهالي.
في القدس المحتلة، عرقلت قوات الاحتلال تنقل طلاب المدارس في مخيم شعفاط شمال شرق المدينة، حيث منعت حافلات تقل طلبة من مغادرة المخيم واحتجزت عشرات منهم بمحاذاة الحاجز العسكري المقام عند مدخله. كما أعاقت وصول المعلمين إلى مدارس الأغوار عبر حاجزي الحمرا وتياسير، ما تسبب بتعطل العملية التعليمية. وأوضح مدير التربية والتعليم في طوباس والأغوار الشمالية عزمي بلاونة أن عشرات المعلمين عالقون منذ ساعات الصباح، فيما ينتظر الطلبة في المناطق البدوية وصول الحافلات التي لم تتمكن من اجتياز الحواجز.
وأضاف بلاونة أن العملية التعليمية في الأغوار تواجه صعوبات متزايدة جراء تشديدات الاحتلال وإغلاقاته، مشيراً إلى أن عدد الحواجز والبوابات الحديدية التي نصبها جيش الاحتلال في الضفة بلغ 898 حاجزاً وبوابة حتى الآن، بينها 18 بوابة أقيمت منذ مطلع العام 2025، و146 بوابة أخرى منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفق بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
وفي محافظة بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال مناطق العبيدية وحرملة ورفيدة وزعترة شرقاً، إضافة إلى منازل لعائلة علي في منطقة رخمة، كما داهمت مصنعاً في المنطقة الصناعية وعبثت بمحتوياته. وفي بلدة الخضر جنوب المحافظة، استولت قوات الاحتلال على بيت متنقل “كرفان” يعود للمواطن عبد الله صلاح في منطقة “أم ركبة”.
من جانب آخر، أغلقت قوات الاحتلال صباح اليوم البوابة الحديدية عند المدخل الرئيسي لبلدة ترمسعيا شمال رام الله، ما أعاق حركة المواطنين في قرى وبلدات شمال شرق المحافظة. كما اقتحمت بلدة دير دبوان شرق رام الله، دون تسجيل اعتقالات. وفي مدينة البيرة، نفذت قوات الاحتلال اقتحامين متتاليين، الأول في حي سطح مرحبا، والثاني ظهر اليوم في حي الجنان، من دون أن تسجل مواجهات أو اعتقالات.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال عن تنفيذ مناورات عسكرية في مناطق متفرقة بالضفة الغربية منذ ساعات الصباح وحتى ما بعد الظهر، في خطوة يرى مراقبون أنها تسهم في زيادة التضييق على المواطنين، عبر تكثيف الوجود العسكري ونشر الحواجز.
كما واصلت قوات الاحتلال نصب البوابات الحديدية عند مداخل القرى والبلدات المحيطة بالقدس، حيث أقامت صباح اليوم بوابة جديدة عند مدخل بلدة مخماس شمال شرق المدينة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 900 حاجز وبوابة حديدية في عموم الضفة الغربية.
تجسد هذه التطورات اليومية صورة متصاعدة من التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس، تجمع بين القتل المباشر والاعتقالات والاقتحامات، إلى جانب القيود المفروضة على حركة المواطنين، واستهداف العملية التعليمية والبنية الحياتية الأساسية للفلسطينيين، في إطار سياسة تضييق ممنهجة تهدف إلى تقويض مقومات الصمود الفلسطيني.
المصدر: موقع المنار