تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 16 أيلول 2025 العديد من المواضيع والملفات المحلية والاقليمية والدولية…
الاخبار:
روبيو: أمام «حماس» «مهلة قصيرة جداً» للاستسلام
حذّر وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، اليوم، بأن حركة «حماس» أمامها «مهلة قصيرة جداً» لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار تسلّم إثره سلاحها وتتعهد بأن لا تشكل تهديداً لإسرائيل، فيما تكثف إسرائيل قصفها على مدينة غزة.
وقال روبيو لصحافيين أثناء مغادرته إسرائيل متوجهاً إلى قطر «بدأ الإسرائيليون تنفيذ عمليات هناك (غزة). لذلك نعتقد أن أمامنا مهلة قصيرة جداً للتوصل إلى اتفاق. لم يعد أمامنا أشهر، قد تكون أياماً، أو بضعة أسابيع».
وأضاف «خيارنا الأول هو أن تنتهي هذه الأزمة عبر تسوية تفاوضية تقول فيها حماس سنسلّم السلاح، ولن نشكل تهديداً بعد الآن»، وتابع «عندما تتعامل في بعض الأحيان مع مجموعة من الهمجيين مثل حماس، لا يكون ذلك ممكناً، لكننا نأمل بأن يحدث ذلك».
كذلك، اعتبر روبيو أن قطر هي الدولة الوحيدة القادرة على التوسط بشأن غزة، رغم العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قادة من «حماس» في الدوحة قبل أسبوع.
وقال «من الواضح أن عليهم تقرير ما إذا كانوا يريدون القيام بذلك بعد ما حصل الأسبوع الماضي أم لا، لكننا نريد منهم أن يعلموا أنه إذا كانت هناك دولة في العالم يمكنها المساعدة في إنهاء هذا عبر مفاوضات فهي قطر».
والتقى روبيو أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس حيث أعرب عن دعمه للعدوان الإسرائيلي الجديد على مدينة غزة.
كاتس: غزة تحترق
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم، إن غزة «تحترق»، محذراً من أن الكيان «لن يتراجع».
وقال كاتس إن الجيش الاحتلال «يضرب البنى التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل الجنود بشجاعة لتهيئة الظروف أمام إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس. لن نتوقف ولن نتراجع حتى ننجز مهمتنا».
عون يُحذر الشرع من «الفتنة الإسرائيلية»
أكد رئيس الجمهورية، جوزاف عون، ضرورة التنسيق مع السلطة السورية «بما يضمن الحفاظ على الاستقرار على طول الحدود».
وحذّر عون، خلال لقائه الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، على هامش القمة العربية – الإسلامية الطارئة في الدوحة اليوم، «من محاولات الفتنة التي تسعى إسرائيل إلى افتعالها من خلال الاعتداءات المتكرّرة».
من جهته، أعرب الشرع عن «ارتياحه لبدء عودة مجموعات من النازحين السوريين» إلى الأراضي السورية، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
وتناول البحث بين الطرفين أهمية تعزيز التعاون لما فيه مصلحة البلدين، ولا سيما في ملف ترسيم الحدود البحرية وموضوع النازحين السوريين.
كما جرى التطرق إلى ضرورة متابعة النقاط التي أثيرت بين الوفدين اللبناني والسوري خلال المحادثات التي عُقدت في بيروت حول ملف الموقوفين، والتشديد على أهمية التعاون القضائي بين البلدين «للبت بهذا الملف وفقاً للقوانين المعمول بها».
وأشار البيان إلى أنّه «تمّ الاتفاق على استمرار التواصل بين وزيري خارجية البلدين، وتشكيل لجان مختصة، من بينها لجنة اقتصادية وأخرى أمنية، إلى جانب تعزيز الجهود لتأمين الاستقرار بين البلدين وتبادل الزيارات الرسمية».
كما ناقش الرئيسان ملفات اقتصادية وموضوع النقل البحري، إضافةً إلى الوضع في الجنوب في ضوء استمرار الاحتلال الإسرائيلي، «حيث أطلع عون نظيره السوري على الاتصالات الجارية لتثبيت الاستقرار الدائم في الجنوب».
عباس: تسليم السلاح الفلسطيني مستمر
في سياقٍ آخر، بحث عون مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، «مسار تنفيذ الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه خلال زيارة عباس إلى بيروت بشأن سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات».
وأكد عباس، وفق بيان للرئاسة اللبنانية، «حرصه على متابعة تنفيذ هذا الاتفاق بما يخدم مصلحة لبنان والفلسطينيين على حد سواء».
من جهته، شكر عون الرئيس الفلسطيني «على جهوده في هذا المجال»، مشيراً إلى «وجود لجان مشتركة تعمل على التنسيق لضمان تطبيق الاتفاق وسحب السلاح من المخيمات الفلسطينية في لبنان».
نحرص على إقامة علاقات متينة مع إيران
كذلك، التقى عون نظيره الإيراني، مسعود بزشكيان، وأكد له «حرص لبنان على إقامة علاقات متينة مع إيران تقوم على أسس الاحترام المتبادل والصراحة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين».
بدوره، شدّد الرئيس الإيراني «على التزام بلاده بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى».
وعُقدت في الدوحة، اليوم، قمة عربية – إسلامية طارئة لبحث العدوان الإسرائيلي على قطر والذي أدّى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين وعنصر من الأمن الداخلي القطري.
بيان قمة الدوحة: لـ«مراجعة» العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل
أعلنت القمة العربية – الإسلامية الطارئة وقوفها مع دولة قطر في كل ما تتخذه من خطوات وتدابير للردّ على العدوان الإسرائيلي على أراضيها.
وأكدت القمة، في بيانها الختامي اليوم، «التضامن المطلق مع قطر ضدّ العدوان الإسرائيلي الذي يمثل عدواناً على جميع الدول العربية والإسلامية، والوقوف معها في كل ما تتخذه من خطوات وتدابير للردّ على هذا العدوان الغادر، لحماية أمنها وسيادتها واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، وفق ما كفله لها ميثاق الأمم المتحدة».
وأشار البيان الختامي إلى أنّ «العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطر، واستمرار الممارسات الإسرائيلية العدوانية، بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والتجويع والحصار، والأنشطة الاستيطانية والسياسية التوسعية، يقوّض فرص تحقيق السلام والتعايش السلمي في المنطقة ويهدد كل ما تمّ إنجازه على طريق إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، بما في ذلك الاتفاقات القائمة والمستقبلية».
وشدّد البيان على أنّ «هذا العدوان على الأراضي القطرية يمثل تصعيداً خطيراً واعتداءً على الجهود الدبلوماسية لاستعادة السلام»، مشيراً إلى أنّ «مثل هذا العدوان على مكان محايد للوساطة لا ينتهك سيادة دولة قطر فحسب، بل يقوض أيضاً عمليات الوساطة وصنع السلام الدولية، وتتحمّل إسرائيل التبعات الكاملة لهذا الاعتداء».
وأعرب البيان عن دعم «للجهود التي تبذلها الدول التي تقوم بدور الوساطة، وفي مقدمتها قطر ومصر والولايات المتحدة، من أجل وقف العدوان على قطاع غزة».
كما أكد «الرفض القاطع لمحاولات تبرير هذا العدوان تحت أي ذريعة كانت، والتشديد على أنّه يشكّل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويستهدف بصورة مباشرة تقويض الجهود والوساطات القائمة الرامية إلى وقف العدوان على قطاع غزة، وإفشال المساعي الجادّة للتوصل إلى حلّ سياسي عادل وشامل ينهي الاحتلال ويكفل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وصون حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرّف».
كما أعرب البيان الختامي عن «الرفض الكامل والمطلق للتهديدات الإسرائيلية المتكررة بإمكانية استهداف قطر مجدداً، أو أي دولة عربية أو اسلامية، ونعتبرها استفزازاً وتصعيداً خطيراً يهدد السلم والأمن الدوليين».
وأشار إلى «ضرورة التأكيد على الوقوف ضّد مخططات إسرائيل لفرض أمر واقع جديد في المنطقة، والتي تشكل تهديداً مباشراً للاستقرار والأمن الإقليمي والدولي، وضرورة التصدي لها».
كذلك نددت الدول العربية والإسلامية بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعت «جميع الدول إلى اتخاذ كافة التدابير لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضدّ الشعب الفلسطيني، بما في ذلك دعم الجهود الرامية إلى إنهاء إفالتها من العقاب، ومساءلتها عن انتهاكاتها وجرائمها، وفرض العقوبات عليها، وتعليق تزويدها بالأسلحة والذخائر والمواد العسكرية أو نقلها أو عبورها، بما في ذلك المواد ذات الاستخدام المزدوج، ومراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها، ومباشرة الإجراءات القانونية ضدّها».
وحذرت من «التبعات الكارثية لأي قرار من قبل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، والتصدي له باعتباره اعتداءً سافراً على الحقوق التاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني، وانتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ونسفاً لكل جهود تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة».
وحثت «الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على النظر في مدى توافق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة مع ميثاقها».
وأشار البيان إلى أنّ «السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط لن يتحقق بتجاوز القضية الفلسطينية أو محاولات تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، أو من خلال العنف واستهداف الوسطاء، بل من خلال الالتزام بمبادرة السلام العربية وبقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة».
مدريد تلغي آخر عقودها العسكرية مع تل أبيب
أعلنت مدريد، اليوم، إلغاء عقد تناهز قيمته 700 مليون يورو لشراء قاذفات صواريخ إسرائيلية التصميم، في أعقاب تأكيدها الأسبوع الماضي على حظر إبرام عقود تسلح مع إسرائيل.
وينص العقد، الذي منح لاتحاد شركات إسبانية، على اقتناء 12 وحدة من نظام إطلاق صواريخ عالية الحركة «سيلام»، مطور من نظام «بولس» التابع لمجموعة «إلبيت سيستمز» الإسرائيلية، بحسب تقرير «التوازن العسكري» الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية «آي آي إس إس».
وأعلنت المنصة الإسبانية الرسمية للعقود العامة، في وثيقة مؤرخة في التاسع من أيلول، اطلعت عليها وكالة «فرانس برس»، رسمياً عن الإلغاء.
وبلغت قيمة العقد الأخير 287.5 مليون يورو، وكانت وسائل إعلام قد أفادت بإلغائه في حزيران الماضي.
وفي التاسع من أيلول، تم رسمياً إلغاء عقد آخر يشمل شراء 168 قاذفة صواريخ مضادة للمدرعات، كان من المقرر تصنيعها في إسبانيا بموجب ترخيص من شركة إسرائيلية، وفق وثائق نشرت على نفس المنصة، واطلعت عليها «فرانس برس».
وقد وضعت الحكومة الإسبانية، وفقاً لصحيفة «لافانغارديا» اليومية، خطة تعمل على تطبيقها حالياً للتخلص من الأسلحة والتكنولوجيا الإسرائيلية الموجودة لدى قواتها المسلحة.
وقبل أيام، أعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، عن تدابير جديدة تهدف إلى «إنهاء الإبادة الجماعية في غزة»، تضمنت «تعزيزاً قانونياً» لحظر عقود الأسلحة مع إسرائيل.
وكانت وزارة الداخلية الإسبانية قد قررت، في نيسان الماضي، إنهاء عقد لشراء ذخائر من شركة إسرائيلية، وجاء ذلك جزئياً بضغط من حزب سومار اليساري الراديكالي المشارك في الائتلاف الحكومي.
اللواء:
لقاءات لبنانية مستمرة.. وعون والشرع: الأولوية لملف الحدود
أمير قطر يتهم إسرائيل بالسعي لحرب أهلية.. والاحتلال يستهدف النبطية لأول مرة
رسمت قمة الدوحة العربية – الاسلامية خطاً فاصلاً بين مرحلة سبقت الاعتداء السافر على دولة قطر، ومرحلة أعقبت العدوان، واعتبرت أن الافعال الاسرائيلية تهدد مشاريع السلام في المنطقة، وأنه لا يمكن بغير الردّ كبح التطرف والغلو الاسرائيلي لحكومة اليمين، مع دعوة وزراء الدفاع في مجلس التعاون الخليجي لعقد إجتماع لأغراض عسكرية دفاعية.
وفي القمة الفاصلة هذه، سجل لبنان حضوراً متميزاً سواءٌ لجهة خطاب الرئيس جوزاف عون أمام القمة، والذي لاقى ترحيباً قوياً، لجهة الدعوة إلى الردّ بالوضوح نفسه على صورة العدوان الاسرائيلي على الدوحة.
وتضمن البيان الختامي فقرة من خطاب الرئيس عون لجهة أن المستهدف الحقيقي في العدوان على الدوحة هو مفهوم الوساطة وتصفية فكرة التفاوض نفسها.
واكدت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان خطاب رئيس الجمهورية في قمة الدوحة اتسم بكثير من الصراحة لاسيما في السؤال عن السلام المطلوب وضرورة اتخاذ القرار المناسب. وشددت على ان هذا الخطاب لم يكن تقليديا وكان مباشرا وبعيدا عن كليشهات الخطابات الرسمية.
ولفتت المصادر الى ان خطابه في الأمم المتحدة يفترض ايضا ان يكون في السياق نفسه ومن هنا كانت اشارته الى السؤال المطلوب عن السلام الذي يراد له ان يقوم، وبالتالي رسم الرئيس عون معالم هذا الخطاب.
الى ذلك،رأت المصادر ان الحكومة قطعت اشواطا لا بأس بها في ما خص القرارات التي اتخذتها حول مجموعة ملفات، واشارت الى ان موضوع اقتراع المغتربين الذي يحط في مجلس الوزراء سيشهد نقاشا واسعا وليس معلوما ما اذا كان هناك من توجُّه نهائي ستتخذه الحكومة أم لا .
في السراي الكبير، عشية جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم، عقد الرئيس نواف سلام اجتماعاً خُصِّص لمعالجة أزمة النفايات في بيروت، واتُخذت اجراءات لمعالجة المشكلة.
والابرز ما سمعه الوفد اللبناني من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لجهة تحذيره من المسعى الاسرائيلي إلى زج لبنان في حرب أهلية لوقف اعتداءاتها عليه، وقال: في لبنان يواجه قبول الحكومة اللبنانية بورقة أميركية بالقصف والاغتيالات.
لقاءات عون: معالجة المشكلات العالقة
وشكلت محطة قطر مناسبة ثمينة للرئيس عون لإجراء محادثات رئاسية تتعلق بالمشاكل المشتركة والعالقة بين لبنان وعدد من الجهات العربية وغيرها.
وصبت اللقاءات مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأحمد الشرع والايراني مسعود بزشكيان في هذا الإطار.
إذاً خطفت الانظار امس،القمة القمة العربية الاسلامية الطارئة في قطر للبحث في العدوان الاسرائيلي على الدوحة بحضور عربي واسلامي واسع، وشارك رئيس الجمهورية جوزاف عون بعد ظهر امس، في افتتاح مؤتمر القمة مع وفد يضم وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، وسفيرة لبنان لدى قطر السيدة فرح بري، ومندوب لبنان الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير علي الحلبي، والمستشار الخاص لرئيس الجمهورية العميد اندره رحال، والمدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد، ومدير الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا. وعاد ليلا الى بيروت بعد اختتام القمة صدور البيان الختامي.
وكانت الجلسة بدأت قبيل الساعة الرابعة من بعد الظهر، وسبقها التقاط الصورة التذكارية ودخول القادة العرب الى قاعة المؤتمر. وقبل التقاط الصورة، صافح الرئيس عون الرئيس السوري احمد الشرع، وكانت له لقاءات سريعة مع كل من: عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ورئيس الوفد العُماني الى القمة نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع السيد شهاب بن طارق آل سعيد، تم في خلالها عرض الأوضاع في المنطقة والتحديات التي تواجهها في ظل الخطر الإسرائيلي الذي يخيّم على دولها.
وبدأ رئيس الجمهورية لقاءاته فور وصوله إلى مقر مؤتمر القمة العربية الإسلامية في فندق شيراتون في الدوحة، بلقاء مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في جناحه في مقر المؤتمر، وعقد معه اجتماعا حضره رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، فيما حضر عن الجانب اللبناني الوزير رجي وعضو الوفد اللبناني إلى القمة العميد اندره رحال .
في مستهل الاجتماع، جدد الرئيس عون ادانته للاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة، مؤكداً وقوف لبنان إلى جانب قطر وتضامنه معها ومع الشعب القطري الشقيق. وشكر الرئيس عون أمير قطر على الدعم الذي تقدمه بلاده للبنان في مختلف الظروف، مشيراً إلى أن هذا الدعم هو موضع امتنان جميع اللبنانيين.
ورد أمير قطر مرحباً بالرئيس عون والوفد المرافق شاكراً تضامن لبنان مع قطر وادانته للعدوان الاسرائيلي، مشدداً على «وقوف قطر إلى جانب لبنان ودعمها الدائم للشعب اللبناني، وسعيها الدؤوب من اجل تحقيق الامن والاستقرار في لبنان» .
والتقى رئيس الجمهورية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على هامش أعمال القمة العربية – الإسلامية في قطر بحضور الوفد الرسمي للبلدين، واكد له «حرص لبنان على إقامة علاقات متينة مع إيران تقوم على أسس الاحترام المتبادل والصراحة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين» . وشدّد الرئيس الإيراني بدوره، على التزام بلاده بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
كماعقد عون اجتماعاً مع الرئيس السوري احمد الشرع، وجرى بحث في استكمال ترتيب العلاقات اللبنانية السورية.وحضر الاجتماع وزيرا الخارجية جو رجي واسعد الشيباني. وتم الاتفاق على عقد اجتماع لوزيري خارجية البلدين لوضع تصور عن العلاقات، واعادة تفعيل اللجان.
وتناول الرئيس عون ملف ترسيم الحدود وعودة النازحين والتعاون الاقتصاديّ، وفق ما كشفت المعلومات. كما تناول التعاون القائم بين البلدين في ملف أمن الحدود، وسيتم البحث في ملف المعتقلين حيث أن الملف يحتاج الى معالجة قضائية. واكد عون ضرورة التنسيق بما يضمن الحفاظ على الاستقرار على طول الحدود.
ومساء اجتمع الرئيس عون مع الملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين، حيث أعرب عن شكره لـ«الدعم الذي تقدمه الأردن إلى لبنان في المحافل الإقليمية والدولية، والمساعدات التي توفرها للجيش اللبناني».
وبحث الرئيس عون مع نظيره الفلسطيني في المستجدات في الأراضي الفلسطينية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة جماعية، وحصار وتجويع، خاصة في قطاع غزة، وأعرب عباس عن اعتزازه بالعلاقات الاخوية التي تجمع فلسطين ولبنان.
كلمة لبنان
والقى الرئيس عون كلمة لبنان في القمة وقال فيها: «إسمحوا لي أن أخاطبَكم بكلامٍ مباشرٍ ومقتضب.لأنّ الظرفَ والمأساةَ لا يحتملان غيرَ ذلك، فنحن لم نأتِ إلى هنا لنتضامنَ مع دولةٍ شقيقة. نحن هنا، باسمِ لبنان، كلِ لبنان، لنتضامنَ فعلاً وعمقاً، مع أنفسِنا..المستهدف الحقيقي في العدوان الأخير على الدوحةِ الحبيبة، لم يكنْ مجموعةَ أشخاص، بل مفهومُ الوساطةِ ومبدأُ الحلولِ بالحوار. لم يكنْ هدفُ الاعتداء محاولةَ اغتيالِ مفاوضين، بل تصفيةُ فكرةِ التفاوضِ نفسِها.
وتابع: نعرفُ جميعاً أنّ نُذُراً من ذلك السلوك، نعيشُها كلَ يوم، بضربِ الأطفالِ الجياعِ في غزة، وقصفِ المدنيين العُزّل في سوريا، واستهدافِ الأبرياءِ في لبنان، لكنّ الرسالةَ عبرَ الاعتداءِ على قَطر، كانت أكثرَ وضوحاً وسُفوراً. وبناءً عليه، أعتذرُ منك، أخي سمو الأمير تميم، ومنكم إخوتي رؤساءِ الوفود، عن عدمِ تكرارِ مفرداتِ الإدانة ولازماتِ التنديدِ والشجب، فهذه قد ملأت تاريخَنا وحاضرَنا، حتى باتت تثيرُ السأَمَ في نفوسِ شعوبِنا، أو أكثرَ من السأم.
وأردف رئيس الجمهورية: أنا هنا لأقول، استناداً إلى ما سبق، إنّ الصورةَ بعد عدوانِ الدوحة، باتت واضحة جلية، وإنّ التحدي المطلوبَ رداً عليها، يجب أن يكونَ بالوضوحِ نفسِه، فنحن بعد أيامٍ على موعدٍ مع الجمعيةِ العمومية للأممِ المتحدة في نيويورك، حيثُ يلتئمُ كلُ العالمِ الساعي إلى السلام، فلنذهبْ إلى هناك بموقفٍ موحّد، يجسّدُه سؤالٌ واحد: هل تريد حكومة إسرائيل، أي سلام دائم عادل في منطقتنا؟
وتابع: إذا كان الجواب نعم، فنحن جاهزون وفقاً لمبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة العربية السعودية الشقيقة في قمة بيروت عام 2002 وتبنّتها جامعتنا العربية بالإجماع، وهي تلقى تأييداً دولياً واسعاً بدأ يترجم من خلال اعتراف دول عديدة بدولة فلسطين، وخير دليل على ذلك الإعلان الذي صدر منذ أيام عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة تحت مسمى «إعلان نيويورك» وذلك نتيجة جهد دؤوب من المملكة العربية السعودية الشقيقة، وفرنسا الصديقة، الذي يحدد خطوات ملموسة ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها نحو حل الدولتين.
حزب الله يشيد بموقف قائد الجيش
ومع ما يجري في المنطقة، اعتبر المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل، أن «إملاءات خارجية صيغت تحت عنوان حصرية السلاح بنسة 99 بالمئة، وما ورد في خطاب القسم وفي البيان الوزاري يخالف ما يجري طرحه اليوم بهذا الشأن». وإذ ادان العدوان الاسرائيلي على قطر داعيا الى رد بمستوى الحدث،قال:لا شك أن الإعتداء الصهيوني على الدوحة يزيدنا تمسكا بالسلاح، فكيف يطلب منا أحد أن نسلم سلاحنا بعد الذي حدث في غزة، وفي سوريا التي استباح العدو أراضيها؟
اضاف: إن المواقف الرائدة والحازمة للرئيس نبيه بري والوحدة بين حركة أمل وحزب الله عززت موقفنا السياسي الثابت»، ونحن لم نلجأ إلى الشارع للضغط على الحكومة لكن وقفنا وقفة مشرفة وكبيرة جداً.
وأشار إلى «أن موقف قائد الجيش في تقديم ما سُمّي بالخطة العسكرية لتنفيذ قراري 5 و7 آب إتسم بالحكمة أكثر بكثير من قرارات الحكومة وساهم في تنفيس الأجواء». وقال إذا بقيت قيادة الجيش حكيمة بلغتها وبممارساتها على الأرض، فإن لا أحد يريد التصادم على الأرض، لذا نأمل استمرار هذه الفرملة من أجل استقرار البلد».
إحباط أكبر عملية تهريب كبتاغون كانت محضَّرة إلى السعودية
وفي اطار عمليات تهريب المخدرات والكبتاغون، كشف وزير الداخلية احمد الحجار عن إحباط عملية تهريب كمية هائلة من المخدرات انطلاقا من لبنان، هي عبارة عن 6 مليون و500 ألف حبة كبتاغون و700 كلغ من الحشيشة. وكان الوزير الحجار تفقد مقر شعبة المعلومات فرع الحماية والتدخل في ساحة العبد، حيث عقد اجتماعًا أمنيًا، وكشف في مؤتمر صحافي تفكيك شبكة دولية لتهريب المخدرات تمتد بين لبنان وتركيا وأستراليا والأردن، وتم توقيف رئيس الشبكة وعدد من أفرادها، بعد مراقبة دقيقة استمرت أشهراً. وأشار إلى أن «شعبة المعلومات نفّذت عدداً من العمليات الأمنية بكل فعالية ولكن بصمت وشهدنا عددا من التوقيفات المرتبطة بالإرهاب وبالعمالة بالإضافة الى ضبط عمليات جرمية».
واكد انه «تمّ توقيف أشخاص ومجموعات صغيرة في ملف الإرهاب منذ أيام وأسابيع قليلة وتأتي هذه التوقيفات في إطار العمل الاستباقي كما أوقفنا عدداً من العملاء للعدو الإسرائيلي». وكشف عن «تفكيك شبكة لتهريب الكبتاغون والحشيشة ذات بُعد دوليّ وتوقيف رئيسها بالإضافة الى أشخاص آخرين وهذه المجموعة كانت قيد المراقبة على مدى الأشهر الماضية حتى توصلنا الى ضبطها وتفكيكها». ولفت إلى أنّه تم «ضبط 6 مليون و500 ألف حبة كبتاغون محضّرة للتهريب إلى السعودية عبر مرفأ بيروت، وتوقيف رأس الشبكة وآخرين تم خلال وقت متزامن وبمعلومات محلية وجهد من شعبة المعلومات، كما تمّ ضبط العملية قبل الوصول إلى مرفأ بيروت لشحنها». وشدد على أن «لا منطقة ولا هوية ولا طائفة للجريمة ومكافحة المخدرات عملية شاملة وممتدة على كل الأراضي اللبنانية والشبكة التي ضبطناها لها فعلاً أبعاد دولية». كما شدد على ان «لا غطاء فوق رأس أحد والسلطة السياسية تقدّم كل الدعم للأجهزة الأمنية لتقوم بعملها على أكمل وجه ولا أحد يغطي بأي شكل أي نوع من أنواع الجرائم»..
الجنوب: شهيد وتفجيرات
ميدانياً، في الجنوب استمر الاحتلال الاسرائيلي في توتير الاجواء اللبنانية لا سيما في الجنوب عبر مواصلة عدوانه الغادر، فاستهدفت مسيّرة معادية بصاروخين سيارة «رابيد» في منطقة طيرحرفا عند مدخل بلدة ياطر والمعلومات الأولية افادت عن إرتقاء شهيد.
وتوغّلت قوة معادية فجر أمس، نحو 900 متر في الحي الشرقي من بلدة حولا، متجاوزة الموقع المستحدث في المنطقة، وأقدمت على تفجير أحد المباني داخل البلدة.
ومساء أمس سُجِّل تحليق منخفض للطيران المسيّر المعادي فوق مدينة بنت جبيل.
وليلاً أمس، أغارت طائرة لسلاح الجو الاسرائيي على ما زعم الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ادرعي أنه مقر لحزب الله، وأدى إلى سقوط شهيد.
وتحدثت وزارة الصحة عن 12 إصابة و7 نساء أيضاً بينهم أطفال، وهرعت إلى مكان القصف سيارات الاسعاف إلى المبنى المستهدف في منطقة كسار زعتر في مدينة النبطية مقابل مطعم العبدالله، فيما تحدثت مواقع عبرية عن عملية اغتيال نوعية.
البناء:
القمة العربية الإسلامية تنتقل من خطاب التنديد إلى «مراجعة» و«دراسة وفحص»
غياب أي خطة أو موقف لتعزيز صمود ساحات المواجهة في غزة ولبنان وسورية
نتنياهو يستبق القمة بالتناغم الأميركي الإسرائيلي ويواكبها بدوي تفجيرات غزة
كتب المحرر السياسي
لم تستطع القمة العربية الإسلامية تجاوز الخط الأحمر الأميركي، فتجنبت إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية للمشاركين فيها مع كيان الاحتلال، وتفادت إعلان وقف أي نوع من أنواع العلاقات الاقتصادية مع الكيان، ووقف المبادلات التجارية معه، ولم تصل إلى إعلان إقفال الأجواء والمياه الإقليمية لدولها أمام الطائرات والسفن الإسرائيلية، وكلها إجراءات ليس فيها حشد جيوش ولا خوض حروب، بل عقوبات يمكن ربطها بوقف الحرب على غزة وقبول حل الدولتين الذي أكد المجتمعون أنهم يرونه الحل الوحيد للأزمات في المنطقة، لكنهم لم يحددوا خريطة طريق لبلوغه بديلة عن خريطتهم السابقة الفاشلة القائمة على استرضاء أميركا ورؤسائها وإغرائهم بالأموال والقواعد الأميركية في الدول العربية والإسلامية، أملاً بأن تضغط أميركا على «إسرائيل» لوقف الحروب وقبول الحل التفاوضي وفق قاعدة حل الدولتين، وخلال ربع قرن أثبت هذا الرهان عقمه، وصولاً إلى العدوان على قطر الذي قال إن أميركا وقواعدها لا تحمي أحداً من «إسرائيل»، وإن القدس عاصمة أبدية موحدة لـ«إسرائيل» بمباركة أميركية، وإن المحاكم الدولية إذا فكرت بمساءلة «إسرائيل» وقادتها تصبح عرضة للعقوبات الأميركية، ومثلها المؤسسات الإنسانية التي ترعى الفلسطينيين في ظل حرب الإبادة، وعلى قاعدة عدم مراجعة القمة لهذا الرهان الخاطئ، قررت عدم إزعاج خاطر أميركا بإجراءات المقاطعة، واكتفت بالدعوة لمراجعة الاتفاقات القائمة مع «إسرائيل» سياسياً ودبلوماسياً، ومراجعة وفحص التعاون مع كيان الاحتلال، وفيما عدا ذلك دعت القمة إلى أشياء كثيرة مثل اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كيان الاحتلال وقادته، كما دعت إلى فرض العقوبات وملاحقة قادة الكيان أمام المحاكم الجنائية، ودعت إلى تعزيز السعي لفرض حل الدولتين، وكلها دعوات تنتظر لترجمتها إرادة ثالثة تملك واشنطن قدرة تعطيلها، خصوصاً عندما يتصل الأمر بالمنظمات الأممية.
بنيامين نتنياهو الذي استبق القمة بصفعة قاسية لحكام الدول العربية والإسلامية بتظهير جوهر زيارة وزير خارجية أميركا ماركو روبيو للكيان بصفتها إطاراً لتأييد دعم الكيان وعدم تأثر العلاقات الأميركية الإسرائيلية بالعدوان على قطر، خلافاً لما سوّق له عدد من المشاركين في القمة حول غضب أميركي سوف يترجم خلال زيارة روبيو بمشروع اتفاق لوقف الحرب على غزة دون التمسك بالشروط الإسرائيلية المستحيلة، ورد نتنياهو على القمة بتفجيرات نوعيّة في غزة وصلت أصواتها إلى تل أبيب، كما قال مراسلو القنوات العبرية، وربما تكون وصلت إلى أكثر من عاصمة عربية.
وفيما لم يسجل المشهد السياسي الداخلي أي جديد باستثناء شن الاحتلال الإسرائيلي غارات على مدينة النبطية، خطفت القمة العربية الإسلامية الطارئة في قطر الأضواء وما تخللها من مواقف لا سيما لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي أشار إلى أن «إسرائيل» تعمل على تقسيم سورية وزعزعة استقرار لبنان وزجّه بحرب أهلية.
وتوقفت مصادر سياسية لبنانية عند كلام أمير قطر عن أن «إسرائيل» تعمل على زج لبنان بحرب أهلية، مشيرة لـ«البناء» أن «هذا يكشف حجم التآمر الإسرائيلي على لبنان وأمنه واستقراره واقتصاده منذ عقود وليس الآن، ما يفترض على اللبنانيين حكومة ورؤساء وجيشاً وشعباً ومقاومة الوقوف صفاً واحداً في مواجهة المشاريع الإسرائيلية – الأميركية التي تستهدف لبنان بأمنه واستقراره وثرواته ووجوده، وبالتالي أن تتعامل الحكومة بكل دراية وحكمة ووطنية مع ملف سلاح المقاومة انطلاقاً من كيفية حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية وتحرير الأرض المحتلة واستعادة الأسرى ومواجهة المشروع الإسرائيلي بإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان ومنع عودة الجنوبيين إليها وقضم المزيد من الأراضي واستباحة لبنان وتنفيذ اغتيالات بشكلٍ يومي»، وبالتالي على الحكومة وفق المصادر أن «تتنبّه للفخ الذي ينصبه العدو للبنان عبر إيقاع الفتنة بين اللبنانيين عبر الضغط الأميركي – السعودي على الحكومة ورئيسها لإصدار قراري 5 و7 آب الماضي ووضعت البلد على فوهة فتنة أهلية تريدها «إسرائيل» وتعمل على حصولها، لكن حكمة قيادة المقاومة ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة الجيش اللبناني حال دون ذلك، ما دفع بأهل القرارين الى إعادة حساباتهم وتصحيح المسار عبر قرار 5 أيلول الذي أعاد الربط بين مصير سلاح حزب الله والمقاومة وبين الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ووقف الاعتداءات».
لكن المصادر حذرت من أن «»إسرائيل» لن تهدأ ولن تكل وتمل من تكرار محاولات جر لبنان الى الفتنة الأهلية بين مكونات البلد أو بين المقاومة وبيئتها وبين الجيش اللبناني لإغراق حزب الله وحركة أمل في فتنة داخلية لاستنزاف قدرة المقاومة في وقت تكون إسرائيل تحضر لحرب واسعة جديدة على لبنان للقضاء على حزب الله والمقاومة في إطار مشروعها الشرق الأوسط الجديد وإعلان دولة «إسرائيل» الكبرى». ودعت المصادر الحكومة ووزير الخارجية الى «استغلال العدوان الإسرائيلي على قطر وبيان وقرارات القمة العربية – الإسلامية عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية للضغط على «إسرائيل» للانسحاب الكامل من الجنوب ووقف العدوان واستعادة الأسرى، وإلا يصبح خيار المقاومة هو الأجدى لتحرير الأرض وردع الاعتداءات وإعادة الأسرى رغم التضحيات الكبيرة التي يمكن أن تترتّب على هذا الخيار لكنه يبقى أقل كلفة من حرب الاستنزاف والموت البطيء التي تشنها «إسرائيل» على لبنان من جانب واحد فيما لبنان ملتزم بالهدنة ووقف إطلاق النار من طرف واحد».
وطالبت عائلات الأسرى اللبنانيين المعتقلين في سجون العدو الإسرائيلي الحكومة بالتحرّك السريع والفعّال من أجل تحرير أبنائها من سجون الاحتلال، معتبرةً أن عدم اكتراثها بهم يشكّل وصمة عار على جبين الدولة، ويعكس تخليها عن واجباتها تجاه شعبها.
إلى ذلك واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب، وبالتزامن مع إعلان بيان ومقررات القمة العربية الإسلامية في قطر، شنّ الطيران الإسرائيلي غارة استهدفت حي كسار زعتر في النبطية.
وأفادت وزارة الصحة عن «إصابة ثمانية مواطنين بجروح في حصيلة أولية في الغارة الإسرائيلية على منطقة كسار زعتر في مدينة النبطية»، فيما تحدّث الإعلام العبري عن اغتيال لأحد قيادات حزب الله لكن لم يعلن أي معلومات حول ذلك.
كما أعلن المركز أن «غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة ياطر جنوب لبنان أدت إلى إصابة مواطن بجروح».
وحذرت أوساط دبلوماسية أوروبية من نيات إسرائيلية عدوانية تجاه لبنان، مشيرة لـ«البناء» الى أن «إسرائيل» لن تنسحب من جنوب لبنان وتريد إنشاء منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي بعمق 7 كلم في المرحلة الأولى على أن تنتظر الفرصة المناسبة لتوسيع مساحة المنطقة العازلة الى حدود الليطاني، كاشفة عن قرار في الحكومة الإسرائيلية وبتغطية أميركية كاملة بتدمير غزة المدينة بشكل كامل تمهيداً لتنفيذ اجتياح برّي واسع مطلع الشهر المقبل، على أن تتفرّغ للوضع اللبناني بعد الحسم في قطاع غزة.
واعتبر المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل، أن «إملاءات خارجية صيغت تحت عنوان حصرية السلاح بنسة 99 بالمئة، وما ورد في خطاب القسم وفي البيان الوزاري يخالف ما يجري طرحه اليوم بهذا الشأن». ولفت إلى أن «المواقف الرائدة والحازمة للرئيس نبيه بري والوحدة بين حركة أمل وحزب الله عززت موقفنا السياسي الثابت»، مشدداً على أن «لم نلجأ إلى الشارع للضغط على الحكومة لكن وقفنا وقفة مشرفة وكبيرة جداً».
وأشار إلى أن «موقف قائد الجيش في تقديم ما سُمّي بالخطة العسكريّة لتنفيذ قراري 5 و7 آب اتسم بالحكمة أكثر بكثير من قرارات الحكومة وساهم في تنفيس الأجواء». وقال «أذكّر أنفسنا والحكومة وقادة هذا البلد أن لدينا أموراً أساسيّة تجب معالجتها، على رأسها وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب الإسرائيلي الكامل عن التراب اللبناني المحتل وإعادة الإعمار وإعادة الأسرى». وتابع «لبنان من حيث موقعه الجغرافيّ ما زال في مهبّ العاصفة، فهو على تخوم فلسطين المحتلة بوجود عدوّ إسرائيلي لا يكفّ عن اعتداءاته ومشروعه التوسّعي الكبير، لذا علينا تجنيد أنفسنا ومجتمعنا والحكومة للتعاضد ومقاومة المحتلّ». ولفت إلى أن «إذا بقيت قيادة الجيش حكيمة بلغتها وبممارساتها على الأرض، فإن لا أحد يريد التصادم على الأرض، لذا نأمل استمرار هذه الفرملة من أجل استقرار البلد». وشدّد على أن «أصحاب الوصاية كانوا يعملون في الليل والنهار لإقصاء حزب الله عن الحكومة، وعليه فإن وجودنا داخل الحكومة أمر جيّد وإيجابي، مع المقارعة من داخل الحكومة وخارجها والوقوف كسدّ منيع داخل الحكومة وخارجها».
وأشار الرئيس جوزاف عون في مؤتمر القمة العربية الإسلامية في قطر إلى أن «نحن لم نأتِ إلى هنا لنتضامنَ مع دولةٍ شقيقة، نحن هنا، باسمِ لبنان، كلِ لبنان، لنتضامنَ فعلاً وعمقاً، مع أنفسِنا». وأكد أن «المستهدف الحقيقي في العدوان على الدوحة هو مفهوم الوساطة ومبدأ الحلول بالحوار»، لافتاً إلى أن «أنا هنا لأقول إن الصورة بعد عدوان الدوحة باتت واضحة والتحدّي المطلوب يجب أن يكون بالوضوح نفسه».
وقال «لنذهب إلى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بموقف موحّد»، مضيفاً «لنقول للعالم إننا جاهزون للسلام وفقاً لمبادرة السلام العربية التي لاقت تأييداً دولياً واسعاً».
وعقد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون سلسلة لقاءات فور وصوله إلى مقر مؤتمر القمة في فندق شيراتون في الدوحة، فزار أمير قطر في جناحه في مقر المؤتمر، وعقد معه اجتماعاً حضره رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، فيما حضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي وعضو الوفد اللبناني إلى القمة المستشار الخاص لرئيس الجمهورية العميد اندره رحال. في مستهلّ الاجتماع، جدّد الرئيس عون إدانته للاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة، مؤكداً وقوف لبنان إلى جانب قطر وتضامنه معها ومع الشعب القطري الشقيق. وشكر الرئيس عون أمير قطر على الدعم الذي تقدمه بلاده للبنان في مختلف الظروف مشيراً إلى أن هذا الدعم هو موضع امتنان جميع اللبنانيين. وردّ أمير قطر مرحباً بالرئيس عون والوفد المرافق شاكراً تضامن لبنان مع قطر وإدانته للعدوان الإسرائيلي، مشدداً على وقوف قطر إلى جانب لبنان ودعمها الدائم للشعب اللبناني، وسعيها الدؤوب من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في لبنان.
كما أكد الرئيس عون للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على هامش أعمال القمة العربيّة – الإسلامية في قطر، «حرص لبنان على إقامة علاقات متينة مع إيران تقوم على أسس الاحترام المتبادل والصراحة وعدم التدخل في الشؤون الداخليّة، بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين»، وشدّد الرئيس الإيراني بدوره، على التزام بلاده بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
كما التقى الرئيس عون الرئيس السوري أحمد الشرع، بحضور وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني، والوزير رجي وأعضاء الوفد اللبناني، وعرضا العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها، وضرورة التنسيق بما يضمن المحافظة على الاستقرار على طول الحدود.
كما تطرّق البحث إلى «أهمية التعاون لما فيه مصلحة البلدين، لا سيما ترسيم الحدود البحرية، وملف النازحين السوريين حيث أعرب الرئيس الشرع عن ارتياحه لبدء عودة مجموعات من النازحين إلى الأراضي السورية».
وتناول البحث «ضرورة التنسيق في ما خص النقاط التي أثيرت بين الوفدين اللبناني والسوري خلال المحادثات التي أجريت في بيروت في ملف الموقوفين، وتأكيد أهمية التعاون القضائي بين البلدين للبت في هذا الملف، وفقاً للقوانين المعمول بها».
وتم الاتفاق على «التواصل بين وزيري الخارجية، وتشكيل لجان مختصة منها لجنة اقتصادية وأخرى أمنية، والعمل على تعزيز الجهود لتوفير الاستقرار بين البلدين، وتبادل الزيارات للمسؤولين». وتطرّق البحث أيضاً إلى «مواضيع اقتصادية، وموضوع النقل البحري، والوضع في الجنوب في ضوء استمرار الاحتلال الإسرائيلي، حيث وضع الرئيس عون الرئيس السوري في أجواء الاتصالات الجارية لتحقيق الاستقرار في الجنوب بشكل دائم».
وحذّر الرئيس عون من «الفتنة التي تحاول «إسرائيل» خلقها عبر الاعتداءات التي تقوم بها».
كما التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، بحضور الوزير رجي وأعضاء الوفد اللبناني، والوفد الأردني. خلال اللقاء، شكر الرئيس عون «العاهل الأردني على الدعم الذي قدّمته بلاده للجيش اللبناني»، فيما أبدى الملك الأردني «الاستعداد لتقديم المزيد من الآليّات التي تساعد الجيش على القيام بالمهام الموكلة اليه».
ومساء أمس، غادر رئيس الجمهورية العاصمة القطرية الدوحة، عائداً إلى بيروت بعد انتهاء أعمال القمة.
على صعيد آخر، أفادت معلومات قناة «الجديد» عن «توقيف مالك سفينة روسوس إيغور غريتشوشكن الذي يحمل الجنسيتين الروسية والقبرصية في بلغاريا وهي السفينة التي حملت نترات الأمونيوم الى مرفأ بيروت».
المصدر: صحف