داخل كرة صغيرة قاسية وشبه حجرية، نجد ثمرة تشبه شكل الدماغ البشري ولها فوائد صحية جمة. إنها ثمرة الجوز، كنز غذائي غني بالعناصر المفيدة لصحة الإنسان.
يُعد الجوز من أغنى المكسرات بالعناصر الغذائية، إذ تحتوي الحصة الواحدة، البالغة نحو 28 غراماً، على نحو 185 سعرة حرارية تشمل 4.3 غرام من البروتين و1.9 غرام من الألياف. كما يتميز بتركيبة فريدة من الدهون الصحية، لا سيما أحماض الـ”أوميغا 3″ التي تسهم في دعم صحة القلب والدماغ.
الدراسات العلمية تؤكد أن تناول الجوز بانتظام يمكن أن ينعكس إيجاباً على صحة القلب والدماغ والجسم بشكل عام، وفي ما يلي ثمانية من أبرز فوائد هذه الثمرة.
1- تعزيز صحة القلب
الجوز غني بالأحماض الدهنية غير المشبعة، وبخاصة حمض ألفا-لينولينيك (ALA)، وهو نوع من أحماض “أوميغا-3” النباتية. تشير الدراسات إلى أن تناول الجوز بانتظام يساعد في خفض الكوليسترول الضار (LDL) وتحسين مرونة الأوعية الدموية، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. وأشارت دراسة صغيرة نُشرت عام 2019، إلى أن تناول الجوز قد يُسهم في خفض ضغط الدم حتى لدى الأشخاص المصابين بارتفاع الضغط.
2- خفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية
تحليل لبيانات 26 تجربة سريرية أظهر أن الأنظمة الغذائية الغنية بالجوز تقلل من الكوليسترول الكلي بمعدل 7 ميليغرامات في الديسيلتر، والكوليسترول الضار بمعدل 5.5 ميليغرام في الديسيلتر، إضافةً إلى خفض الدهون الثلاثية بنسبة 5.5 في المئة.
3- دعم صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الجوز يشبه الدماغ في شكله، وربما هذا ليس صدفة. فهو يحتوي على أحماض “أوميغا-3” ومضادات الأكسدة التي تحارب الالتهابات والإجهاد التأكسدي، ما يسهم في تحسين الذاكرة وتقليل خطر التدهور المعرفي والأمراض مثل ألزهايمر. وعلى رغم الحاجة لمزيد من الدراسات البشرية على هذا الصعيد، خلصت دراسة أجريت على الفئران إلى أن تناول الجوز أسهم في تحسن وظائف الدماغ لدى هذه الحيوانات، بما في ذلك الذاكرة والقدرة على التعلم والتطور الحركي والسلوك المرتبط بالقلق.
4- تقليل الالتهابات
الالتهاب المزمن يرتبط بأمراض خطيرة مثل السكري وأمراض القلب. الجوز غني بالبوليفينولات والمغنيسيوم، وهما عنصران يساعدان في تقليل الالتهابات وتحسين الصحة العامة.
5- تحسين صحة الأمعاء
تناول الجوز بانتظام يعزز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يحسن الهضم ويقوي جهاز المناعة. أظهرت دراسة أجريت عام 2018 أن تناول 43 غراماً من الجوز يومياً يزيد من تنوع البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
6- مصدر غني بمضادات الأكسدة
الجوز يحتوي على مستويات عالية من مضادات الأكسدة مثل فيتامين “إي” (E) والميلاتونين والبوليفينولات، التي تحارب الجذور الحرة وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
7- المساعدة في التحكم بالوزن
على رغم أن الجوز غني بالسعرات الحرارية، إلا أن الدراسات تشير إلى أنه لا يسبب زيادة في الوزن عند تناوله باعتدال، بل قد يساعد في الشعور بالشبع لفترة أطول بفضل محتواه من الألياف والدهون الصحية. لقد أظهرت دراسة أجريت عام 2019، أن تناول مشروب يحتوي على الجوز يومياً لمدة خمسة أيام يسهم في تقليل الشهية والجوع لدى المشاركين المصابين بالسمنة، مقارنةً بمشروب مماثل في السعرات والعناصر الغذائية.
8- تعزيز الشيخوخة الصحية
تناول الجوز بانتظام يرتبط بتحسين المؤشرات الصحية مع التقدم في العمر، بما في ذلك صحة القلب والدماغ، مما يجعله جزءاً مهماً من نظام غذائي متوازن للوقاية من الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن.
في ضوء كل ما سبق، إذا كنت تسأل نفسك كيف أضيف الجوز إلى نظامي الغذائي؟ فيمكنك تناوله كوجبة خفيفة وحده، وإضافته إلى السلطات، أو حتى استخدامه في المخبوزات. ويوصى بتناول نحو 28 غراماً يومياً، وهو ما يعادل حفنة صغيرة من الجوز.
المصدر: الاندبندنت