تعافَينا..
والجرحُ تَكفّلَ به الصبر، والبصيرةُ تُعينُ البصرَ وتنيرُ الطريق، والاِصبعُ ما فارقَ زِنادَ الوعي، واليدُ ما تركت رايةَ الحق، والنصرُ باذنِ اللهِ قريب..
تعافينا رغمَ عامِ الجراحِ العظيمة، وجرائمِ العدوِ الكبيرة، واحقادِ البعضِ الدفينة..
تعافينا وسنُعافي الوطن – ليس من جريمةِ البيجر فحسب، وانما من كلِّ الجرائمِ التي تُرتكبُ بحقِّه وحقِّ اهلِه وكلِّ امتِنا الجريحة..
عامٌ على اخطرِ واغربِ جرائمِ الحربِ في تاريخِ العالمِ التي استَخدمَ فيها الصهيونيُ العقلَ الشيطانيَ لضربِ ارادةِ المقاومةِ واهلِها. جريمةٌ ادانتها الاممُ المتحدةُ لفظاعتِها، ولم تَدْنُ الدولةُ اللبنانيةُ من اوجاع اهلِها، ولم تَحمِلْها سيفاً دبلوماسياً مُصْلَتاً على رقبةِ العدوِ لتدفيعِه الثمنَ ولو سياسياً وقانونياً..
تعافينا من جريمةٍ تَمنَّى من خلالِها العدوُ اَن يُصيبَ فينا ارادةَ الحياة، وتعالَينا على جراحٍ ارادَ اَن يُضيفَها البعضُ الى اجرامِ العدو، فكنا بفضلِ المضحِّينَ من روادِ البصيرةِ ومفتاحِ الأملِ وعشقِ الحياةِ الأبدية – كما وصفَهم الامينُ العامُّ لحزب الله سماحةُ الشيخ نعيم قاسم – اصلبَ واقوى، فباتوا النورَ الذي نرى من خلالِه سلامةَ الطريق، والحياةَ التي تُعطي النَبْضَ الحقيقيَّ للاستمرار. وكما أكدَ سماحتُه لجرحى البيجر – جرحى تلبيةِ النداء – فإنَ “إسرائيلَ” هذه ستَسقُطُ لأنها احتلالٌ وظلمٌ وإجرامٌ وعدوان، ولأنَ المقاومينَ باقون يواجهون حتى التحرير..
هو عامٌ من التضحيةِ والعطاءِ باسمِ الوطنِ وعلى دربِ المواساةِ مع الشعبِ الفلسطينيِّ الذي تُخاضُ ضدَّه حربُ ابادةٍ صهيونيةٌ اميركيةٌ مستمرة، تَتفاقمُ فظاعتُها كلَّ يومٍ مع حملةِ جيشِ الاحتلالِ لاستباحةِ مدينةِ غزةَ المُجَوَّعِ اهلُها والمحاصرون والمُقَتَّلون امامَ مراكزِ المساعدات، فيما سواعدُ الامةِ تَختبئُ خلفَ ألسنةِ زعمائِها وبياناتِ قِمَمِها الغزيرةِ الاستنكار..
عامٌ على الجرحِ الذي حمَلَهُ سيدُ شهداءِ الامة السيد حسن نصر الله قُرباناً على طريقِ الحق – قبلَ رحيلِه، وسيُبرِئُهُ الامينُ العامُّ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مع اخوانِه المجاهدينَ واهلِ المقاومةِ الصابرينَ بجرحاهُم وعوائلِ شهدائِهم وارادةِ حياتِهم التي لن تَنكسر..
المصدر: قناة المنار