الأحد   
   16 06 2025   
   19 ذو الحجة 1446   
   بيروت 02:55

مقدمة نشرة أخبار المنار الرئيسية ليوم الأحد في 15-6-2025

في “بيت يام” كانت التجربةُ الاصعبُ في ايامِ بنيامين نتنياهو حتى الآن، وما يَتوعدُ به الايرانيونَ اكبرُ من ان تقدرَ عليه تل ابيب وحدَها، وعليه ارتفعت الاصواتُ العبريةُ باكراً لجرِّ الاميركيّ الى المعركةِ بشكلٍ مباشر، مع اعترافِهم باَنَ حضورَها غيرَ المباشرِ عبرَ دفاعاتِها الجويةِ ومعلوماتِها الاستخباريةِ وخُطَطِها العسكريةِ وكلِّ ترسانتِها الاستراتيجيةِ بخدمةِ تل ابيب ليسَ خافياً على احد.

أحدُ الكيانِ كانَ صعباً، من تل ابيب الى حيفا فـ”ايلات” وما بينَها من مراكزَ حساسةٍ واستراتيجيةٍ على ما تَسرّبَ من الاخبارِ العبريةِ والمشاهدِ الميدانيةِ رغمَ كلِّ اِطباقِ الرقابةِ العسكرية، اما عنترياتُ المواقفِ من نتنياهو وازلامِه بين الدمارِ غيرِ المسبوقِ على ارضِ كيانِهم فهي لَمحاولةٌ لرأبِ الصدعِ مع جبهةٍ داخليةٍ ارتفعَ صوتُها اعتراضاً من ثاني ايامِ الحربِ التي تَفرضُها تل ابيب على طهران ..

وان كانَ ما يراهُ العالمُ من استهدافاتٍ صهيونيةٍ في ايرانَ غيرَ مفاجئٍ من المنظورِ العسكريِّ نتيجةَ احتشادِ كلِّ تكنولوجيا العالمِ العسكريةِ وقواها الاستخباريةِ لخدمةِ تل ابيب في حربِها على الجمهوريةِ الاسلامية، فانَ الصادمَ للادارةِ الاميركيةِ وحكومةِ بنيامين نتنياهو حجمُ الاختراقاتِ المتواصلةِ للصواريخِ الايرانيةِ لمنظوماتِ الدفاعِ الاميركيةِ الاسرائيليةِ وما لفَّ لفَّها في المنطقة، ووصولُ تلكَ الصواريخِ الى اهدافٍ امنيةٍ واستراتيجيةٍ حساسة.

ومع حساسيةِ المرحلةِ من عمرِ المنطقةِ والعالمِ فانَ الواقعيةَ هي سمةُ المواقفِ الايرانيةِ القائمةِ على الحقِ بالدفاعِ عن السيادةِ والحقوقِ الايرانيةِ بوجهِ اعتداءٍ صهيونيٍ خارقٍ لكلِّ القوانينِ الدوليةِ والشرائعِ الانسانية، مع تأكيدِ الجمهوريةِ الاسلاميةِ الثباتَ في الحربِ المفروضةِ عليها والتي تَخَطَّتْ فيها تل ابيب كلَّ الخطوطِ الحمرِ بضربِ مواقعَ سكنيةٍ وبنًى تحتيةٍ ومطاراتٍ مدنيةٍ وحتى شبكاتِ جرِّ المياهِ كما جرى في طهران.

اما ما يَجري على اَلسنةِ الادارةِ الاميركيةِ من كذبٍ سياسيٍّ فلا ينطلي على الشعبِ الايرانيِّ العارفِ بالدليلِ تورطَ ادارةِ ترامب بالشراكةِ الكاملةِ مع تل ابيب بالحربِ عليه.

وعليهِ فانَ كلامَ الرئيسِ الاميركيِّ عن استعدادِه للوساطةِ بين تل ابيب وطهران لوقفِ الحربِ ما هو الا استشعارٌ بخطورةِ الحال، ومن هذا المنطلقِ كانَ الاستنجادُ بمبادرةِ الرئيسِ الروسي لتفعيلِ خطِّ تلكَ الوساطة. انها نارٌ اشعَلها المحتلُ الصهيونيُ ولا بدَ انها ستُحرقُ اصابعَه اِن لم يكن كاملَ يدِه التي يبلطجُ بها في المنطقة.

المصدر: موقع المنار