السبت   
   20 09 2025   
   27 ربيع الأول 1447   
   بيروت 12:08

الصحافة اليوم: 20-9-2025

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 20 أيلول 2025 العديد من المواضيع والملفات المحلية والاقليمية والدولية…

الاخبار:

دعا القوى المحلية بما فيها الخصوم إلى التعاون لمواجهة التحديات | الشيخ قاسم مخاطباً السعودية: افتحوا «صفحة جديدة» مع المقاومة

في تطور هو الأول من نوعه منذ وقت طويل، بادر حزب الله إلى مخاطبة السعودية بصورة مباشرة وعلنية، داعياً إياها إلى فتح صفحة جديدة مع قوى المقاومة، على ضوء توسع العدوان الإسرائيلي في المنطقة، ووصوله إلى قطر. كما دعا قاسم جميع القوى المحلية إلى التعاون على المشتركات لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وإعادة بناء الدولة.

وفي خطاب ألقاه أمس في الذكرى الأولى لاغتيال قادة وحدة الرضوان، أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ الحكومة اللبنانية مسؤولة عن مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، داعياً إيّاها إلى دراسة خياراتها. وتوجّه إليها بالقول: «نحن، كمقاومة، حاضرون أن نقوم بواجبنا إلى جانب الجيش اللبناني، إذا كان لديكم أي قرار، أيّاً يكن.

نحن حاضرون، لكن فقط في مواجهة العدو الإسرائيلي، وليس أن نتواجه نحن مع بعضنا»، منبّهاً إلى أنّ «الله أنقذ لبنان من فتنة خمسة آب، بتكويعة خمسة أيلول، لأنّ أي فتنة ستنقلب على ‏الجميع».‏

وفي هذا السياق، حثّ قاسم «كل مَن في الداخل اللبناني،‎ ‎حتى الذين وصلت الخصومة بيننا وبينهم إلى ما يُقارب ‏العداء»، على «عدم تقديم خدمات لإسرائيل،‎‏ وألّا يكونوا خُدّاماً لإسرائيل،‎ ‎من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون».

ودعا إلى التوحّد لـ«طرد إسرائيل وبناء لبنان. نجري الانتخابات النيابية في موعدها، وتضع ‏الحكومة بند الإعمار كأولوية، وتسرّع عجلة الإصلاح المالي والاقتصادي، وتكافح الفساد، ونتحاور بإيجابية ‏لاستراتيجية الأمن الوطني».‏

وثمّن قاسم موقف الرؤساء الثلاثة في العدوان الأخير على الجنوب، غير أنه اعتبر «هذا يحتاج إلى متابعة وإلحاح يومي.‏ دعوا الأولوية تكون: إيقاف العدوان، مواجهة إسرائيل، إخراج المحتلّ وبداية الإعمار. هذه هي الأولويّات، لا تكون الأولويّات أن نشتغل ببعضنا البعض، دعوا هذه الأولويّات تكون واضحة».‏

أميركا لا تدعم لبنان
وحول مزاعم الدعم الأميركي للبنان، قال قاسم إنّ «أميركا لا تفعل إلا أن تطلب ‏من لبنان، وتأخذ من لبنان، وتضغط على لبنان‎، وأنشأت أكبر سفارة في لبنان من أجل أن تدير المخابرات ‏على لبنان ومن لبنان. طائراتها في الجوّ تُعطي الإحداثيات للكيان الإسرائيلي‎، ترعى لجنة اتّفاق،‎ ‎وهذه اللجنة وظيفتها وعملها فقط، أن ترى كيف تضرب المقاومة، وأهل المقاومة».

المنطقة بأسرها أمام «منعطف سياسي استثنائي خطير» وما بعد ضربة قطر
«يختلف عمّا قبلها»

وأضاف أنها «لا تُعطي الجيش ‏اللبناني إلا مقدار الأسلحة التي يستطيع عبرها أن يُدير الوضع الداخلي‎، أي سلاح فيه شبهة أنه يمكن أن ‏يصل إلى الكيان الإسرائيلي، أي سلاح له مدى أو له فاعلية، أو يمكن أن يؤثّر على الطيران، أو يمكن أن يؤثّر ‏على الجيش الإسرائيلي، ممنوع أن يحصل عليه الجيش اللبناني، ليس فقط من أميركا، بل من أي مكان في ‏العالم، ممنوع». وعليه، أكّد قاسم أنه «لا يوجد دعم. حتى عندما يعطون الجيش، يعطونه من أجل إسرائيل، ‏لا يعطونه من أجل لبنان. فإذاً، أميركا تتصرّف بعدائية حقيقية».‏

دعوة إلى السعودية
إلى ذلك، حذّر قاسم من أنّ «المنطقة بأسرها أمام منعطف سياسي استثنائي خطير»، مع وصول العدو الإسرائيلي إلى «ذروة الإجرام والتوحّش، وعدم التقيّد بأي قاعدة إنسانية أو قانونية أو دولية أو حقوقية، ‏وذلك بمؤازرة كاملة تفصيلية من قبل الإدارة الأميركية». وشدّد على أنه «يجب أن نعرف تماماً ماذا نواجه: هناك مشروع اسمه إسرائيل الكبرى وليس عدواناً إسرائيلياً مؤقّتاً ‏لأسباب، ويمكن حلّ المشكلة. لا، هذه المشكلة لن تُحلّ بالطرق المعتمدة.

لا تُحلّ بالاتّفاقات، ولا تُحلّ بالصبر ‏الدائم، ولا تُحلّ بتدخّل الدول الكبرى، لأنها لن تتدخّل إلا لمصلحة إسرائيل»، داعياً إلى البحث «عن حلول أخرى ‏حتى نواجه هذا التحدّي الخطير».‏

وفي هذا السياق، وجّه قاسم دعوة علنية إلى السعودية لـ«تصفية العلاقات» و«فتح صفحة جديدة مع المقاومة»، عبر حوار «يعالج الإشكالات، ويُجيب عن المخاوف، ويؤمِّن المصالح‎. مبني على أنّ إسرائيل هي العدو، وليست المقاومة‎. يُجمِّد الخلافات التي مرّت في الماضي». وإذ أكّد أنّ «سلاح المقاومة وجهته العدو الإسرائيلي، وليس لبنان، ولا السعودية، ولا أي مكان، ولا أي ‏جهة في العالم»، نبّه قاسم إلى أنّ «الضغط على المقاومة هو ربح صافٍ لإسرائيل، وعندما لا تكون المقاومة موجودة، فهذا يعني أنّ ‏الدور سيأتي على الدول»‎

.‎
واعتبر قاسم أنّ «ما بعد ضربة قطر، يختلف عمّا قبل ضربة قطر. يعني حتى نحن في ‏طريقة تفكيرنا، الدول، الأنظمة، الشعوب، الناس، الحركات، القوى المختلفة، تفكيرها بعد قطر يجب أن يكون ‏غير تفكيرها قبل قطر. لأنه بعد قطر، انكشف كلّ شيء، اتّضح كلّ شيء. أصبح الموضوع التوسّعي لا مفرّ ‏منه إذا بقينا على نفس الوتيرة. لا بدّ أن نغيّر، لا بدّ أن نبدّل».

لذا، دعا قاسم إلى «قلب المعادلة (…) يجب أن تكون إسرائيل هي الخطر، وليس المقاومة، وأن نعلم أنّ خطر إسرائيل شامل على ‏الجميع: على المقاومة وعلى الأنظمة وعلى الشعوب»، مشدّداً على أنه «يجب أن نتّخذ الإجراءات لإيقاف العدو، لا أن نساعده على المقاومة وعلى مشروعه التوسّعي».‏

واشنطن تهدّد | لا مساعدات قبل نزع السلاح: لدينا خطة لتدخّل عسكري إذا فشلت مساعي الحكومة

بينما يُنتظر أن تقوم المندوبة الأميركية مورغان أورتاغوس بزيارة إلى لبنان اليوم، لمتابعة تنفيذ خطّة الجيش اللبناني لنزع سلاح حزب الله، أطلق السيناتور الأميركي الصهيوني ليندسي غراهام تهديدات باللجوء إلى القوة العسكرية في حال فشلت المساعي السلمية لنزع سلاح حزب الله.

وقال غراهام، في مقابلة مع قناة «شمس» التي تبث من أربيل، إن «الوقت قد حان لإنهاء وجود حزب الله كميليشيا مسلّحة خارج إطار الدولة»، معتبراً أن الحزب يُشكّل تهديداً مباشراً لأمن لبنان والمنطقة، وأنه «مدرّب ومموّل من إيران، ويخدم مصالحها لا مصالح اللبنانيين».

وأشار غراهام إلى أن واشنطن لا تزال تُفضّل الحل السلمي بالتعاون مع الحكومة اللبنانية، لكنّه لم يُخفِ أن هناك خطة بديلة – الخطة ب، في حال تعثّرت المسارات السياسية. وقال في هذا السياق: «إذا فشلت الجهود لنزع سلاح حزب الله بالطرق السلمية، فإن الولايات المتحدة وشركاءها مستعدّون للانتقال إلى خيارات أخرى أكثر حزماً، بما فيها استخدام الوسائل العسكرية».

وقال السيناتور الجمهوري الذي زار لبنان قبل مدة، إن بلاده «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفه بـ»تحوّل لبنان» إلى قاعدة عسكرية إيرانية على حدود إسرائيل». وتابع: «إن الدعم الأميركي للبنان، خصوصاً العسكري والاقتصادي، مرتبط بشكل مباشر بمدى التقدّم في ملف حصر السلاح بيد الدولة»، مشدداً على أن هذا الأمر يُعدّ شرطاً أساسياً لأي تفاوض أو دعم أميركي مستقبلي. وحول دور الدول العربية، أوضح غراهام أن «هناك إجماعاً إقليمياً متزايداً» على ضرورة تجريد حزب الله من سلاحه، مضيفاً أن استمرار الوضع الراهن «يُهدّد الاستقرار الإقليمي، ويمنع لبنان من استعادة سيادته الكاملة».

في هذه الأثناء يُتوقّع أن تكون زيارة أورتاغوس شبيهة بالزيارة السابقة. فهي ستنتقل بالطوّافة إلى الناقورة للمشاركة في اجتماع الميكانيزم غداً الأحد، والاجتماع بعدد من الضباط الميدانيين المعنيين بتنفيذ خطّة مصادرة السلاح جنوب الليطاني. وبحسب المعلومات، فإنّ أورتاغوس «غير راضية عن التقدّم البطيء للخطّة، رغم تقديرها لجهود الجيش». ونُقل عن فريق عملها في لبنان أنها سوف «تتحدّث بلهجة عالية السقف تجاه ضرورة الإسراع في سحب السلاح، استغلالاً لضعف حزب الله العسكري في المدّة الراهنة».

وفي السياق، كشف نهار الأمس، عن أضرار كبيرة جرّاء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت بلدات في شمال وجنوب الليطاني يوم الخميس. غير أنّ اهتمام المعنيين تركّز حول معرفة ما إذا كان الجيش اللبناني قد تبلّغ مسبقاً بالغارات. مصادر عسكرية تجيب بأنّ «الجيش لم يكن على علم مُسبق بالغارات، لكنّ الميكانيزم كانت تعلم»، مع الإشارة إلى أنّ آليّة التنسيق بين الجيش والميكانيزم، تقضي بإبلاغه مسبقاً بتحرّكات الأطراف الشريكة فيها، وضمناً إسرائيل.

وهو ما يُطبّق على الجيش الذي ينسّق معها قبل قيامه بأي خطوة، وليس في جنوب الليطاني فقط. وفي أحيان كثيرة، لا تأذن له اللجنة بتنفيذ مهمّات أو تحرّكات أو انتشار، فضلاً عن أنها لا تنفكّ عن نقل طلبات العدو إليه، بالكشف على مواقع يزعم أنها مخازن وقواعد عسكرية للمقاومة.

فؤاد شكر وإبراهيم عقيل: عن شراكة في فهم الأصل والأدوات والبحث عن النصر

ابراهيم الأمين

حتى إشعار آخر، سيبقى الحديث الحقيقي عن ما جرى خلال العامين الماضيين، أمراً صعب المنال. الأمر، ببساطة، مرتبط بحقيقة أن الحرب التي تقوم الآن مع العدو، فيها قواعد لا تشبه كل ما عرفه العرب منذ قيام الكيان، وفي المعركة الجديدة، آليات تفكير وأدوات عمل، يُفترض أن لا تشبه البتة كل ما سبق. لكنها، قبل ذلك كلّه، حرفة الصمت، والقدرة على الكتمان.

وسط هذا الجهد المتنوّع، الجاري تحت النار، تستمر لجان التحقيق – التقييم في عملها. وهي مهمة ينتظر الجمهور نتائجها بشغف. لكنها مهمة، لا تقلّ ثقلاً عن عملية بناء الاستراتيجية الجديدة للمقاومة. والأهم فيها، أنها تحصل، وعلى الجمهور، أن يهدأ قليلاً، وأن يصبر ولا يلحّ في معرفة ما يجب معرفته، لأن الحديث يحتاج إلى ظروف خاصة.

ومثلما وثق الناس بقيادة المقاومة، التي قاتلت واستشهدت، أو التي صمدت ولا تزال في قلب المعركة، من المهم أن يثق الجمهور، بأن من يتولّى مهمة تقصّي الحقائق، مجموعة أَكْفَاء، يقف على رأسهم، رجل مشهود له، بالنزاهة والمعرفة والإخلاص والعدل، وهو واحد من الذين يفعل أكثر ما بوسعه، من أجل الوصول إلى ما يجعل الصورة واضحة…

الحديث سببه، أن الحديث عن القادة الشهداء، لا يزال محفوفاً بالمخاطر. وفيه الكثير من الأمور التي لا تزال حاضرة في الميدان. وبرغم كل ما قيل عن قدرات العدو التجسّسية، فهو لا يزال يبحث عن تفاصيل كثيرة، بما يخدم هدفه بسحق المقاومة، فكراً وتنظيماً وناساً. وهو عدو يعرف بأن ما يقوم به، يبقى في أحسن الأحوال، تطبيقاً لاستراتيجية «جزّ العشب». فلا هو نجح، ولا هو يتجرّأ على ادّعاء القدرة على إنهاء المقاومة.

في مثل هذه الأيام، من العام الماضي، دخلت المنطقة منعطفاً خاصاً، هو الثاني بعد «طوفان الأقصى». وما فعله العدو في لبنان، كان له تأثيره على ما هو أبعد بكثير من لبنان. ولولاه، لَما كانت سوريا خرجت من محور المقاومة، ولَما كانت إيران قد ضُربت، ولا حتى قطر.
وعندما نجح العدو في الوصول إلى قادة المقاومة البارزين، فهو سجّل انتصاراً واضحاً. لكن لم يترجمه هزيمة للمقاومة، التي تتصرّف بتواضع كبير، إزاء حقيقة تعرّضها لخسارة ثقيلة، لكن، مع قناعة بالقدرة على تجاوزها. وهنا، يصبح الحديث عن المواجهة مرتبطاً بقوة، بالخطط التي كان بين القادة الشهداء من وضعها وفكّر فيها. وهي جزء من أدوات البحث عند جيل جديد من القادة الذين يختبرهم الله كلّ يوم.

شكر: «أعادت المقاومة الناس إلى موقعهم الطبيعي في مواجهة الاحتلال. وقدّمت نموذجاً لقيادة منخرطة حتى الاستشهاد»

من بين القادة الذين استشهدوا العام الماضي، يوجد اثنان فيهما الكثير من العناصر المشتركة على صعيد الموقع والدور. كانا كولدين لعائلة واحدة، لكل منهما، كتلة الأحاسيس الخاصة به، وأدوات التعبير التي يحبها. لكنهما، ظلّا حتى يوم استشهادهما، يخدمان في ميدان واحد، قبل أن يُدفنا في موقع واحد، كما رغبا.

فؤاد شكر وإبراهيم عقيل، شخصان عرفتهما في مراحل مختلفة من عمرهما الجهادي، وتعرّفت إلى الكثير من الأعمال التي كانا خلفها، أو قاداها خلال أربعين عاماً. وأعرف جيداً، أن لكل منهما، بصمته التي لا يمكن إغفالها مهما حصل من أحداث. وسيبقى الجميع يذكرهما، كما فعل مع الشهيدين اللامعين، عماد مغنية ومصطفى بدر الدين.

في سيرة الرجلين، حكايات كثيرة عن رحلة المقاومة. لكن ما هو أهم، يتعلق بخلاصات صارت من الثوابت في عقليْهما، عند الحديث عن المقاومة كفكرة وقدرة وإرادة وأعمال. أجد نفسي أمام خلاصة ردّدها «السيد محسن» دائماً، فهو أوجزها بطريقة عفوية لأول مرة، ليعود بعد عقد من الزمن، لصياغتها بطريقة أكثر حرفية، قبل أن يعود بعد عقد آخر، ليرسم الصورة بشكل واضح وبسيط.

خلاصة واحدة من رحلة طويلة مع الشهيد شكر، أحاول صياغتها بعباراته، وفيها يقول: «إن المقاومة، فعل أريد منه إعادة الناس إلى موقعهم الطبيعي في التصدّي للعدوان ومقاومة الاحتلال. ولم تكن المقاومة لتخلق حقيقة قائمة قبلها، تتصل بمقاومة الظلم والقهر والطغيان. وإن ما فعلته المقاومة في لبنان، هي أنها اجتهدت لتقدّم نموذجاً يثق الناس به، فلا ينزعجون إن امتشق أولادهم السلاح.

وقدّمت المقاومة نموذجاً قيادياً، يعمل على تحقيق شعار الإمام الخميني القائل بـ«نحن نستطيع»، ثم كان لقادتها موقع أساسي في تعزيز المصداقية عند الناس، فتعرّف الناس إليهم، كقادة منخرطين، مخلصين وصادقين، وقد أفنوا أعمارهم في الجهاد واستشهدوا في الميدان.

ثم إن المقاومة في لبنان، عرفت من اليوم الأول، أن عليها أن تبدأ القتال. وأن تقاوم الاحتلال بالنار، وأن تعلن رفضها خيار التطبيع والاستسلام. وهي عندما تنامت، كانت تعرف أن التضحيات شرط للبقاء، لكنها، لم تكن لتفرّط في العباد، وبعد 14 سنة من اجتياح 1982، أرست المقاومة أول قواعد اشتباك مع العدو تحمي فيها المدنيين، ثم عادت بعد 12 سنة، لتثبّت قواعد أشدّ صرامة في حماية المدنيين وضمان حريتهم في الحركة والسكن والعمل بعد حرب تموز 2006. وكل ذلك حصل، لأن هناك من فكّر، ودرس، وقاتل، واستشهد، ولكنه بقي صامدا».

عقيل: «نقاتل جبروت العالم وقد جُمع في جيش واحد، ومتى كسرنا تفوّقه في الميدان، تصبح هزيمته الكاملة أكثر سهولة»

بالموازاة، كان الشهيد إبراهيم عقيل، يمارس حرفته في البحث عن كل جديد. والرجل الذي يحب الابتعاد عن الأضواء، كان يجيد الحضور حيث يفترض أن حضوره ضروري. وللمناسبة، فإن الحاج عبد القادر، واحد من أبرز قادة المقاومة العسكريين، الذين يعرفون قيمة الإعلام وقيمة السردية. وهو الذي بحث واستحصل على تجارب أمم كثيرة، وعندما ينخرط في عمل له صلة بعالم الإعلام، يكون حاضراً بطريقة منهكة لمن يقف قبالته، ليس إلحاحاً منه على فكرة، بل لقدرته على توفير متطلبات قد لا تخطر في بال عسكري.

لكن لعبد القادر، ميزة خاصة في العمل العسكري الاحترافي، وهو الرجل الذي يعرفه كل من مرّ على معسكرات ووحدات الحزب الجهادية. وفهمه للمعركة مع عدو كإسرائيل، لم يكن معزولاً عن كل ما يجري من حولنا، وفي العالم أيضاً. لذلك كان شديد الحزم في القول: «نحن نقاتل كل جبروت قوى الاستعمار العالمية، وقد جُمعت في يد جيش واحد، ومعها، كل الحقد الذي يجعل الإنسان وحشاً لا حدود لفظاعته، وهو أمر يفرض علينا إيلامه في المكان الذي يصيبه بوهن، من خلال كسر قدرته على التفوّق في أرض المعركة، وجعله يكتشف أن آلة الموت التي بيده، لا تنفعه في معركته، ولا هي قادرة على تحقيق النصر له، ومتى هُزم هناك، يصبح سهلاً الانقضاض عليه في كل مكان آخر».

فلسفة عبد القادر، التي أخذته إلى عوالم عسكرية وتقنية عالمية، جعلت منه رجل خبرة احتاج إليه قادة عسكريون من عالم بعيد، سمعوه في أمور كثيرة، وأشعرهم بأن الأمر يحتاج إلى إرادة قبل أي شيء آخر، وهو الذي كان بخيلاً جداً في الحديث عن إنجازات كبيرة قامت بها المقاومة، ليس لرغبة منه في ترك الحديث لغيره، بل لأنه كان يتصرّف، أنه أمام عدو يجب أن تحرمه كل معلومة مهما كانت صغيرة. حتى إنني فشلت لعقدين على الأقل، في إقناعه بالحديث عن عملية جرت في الشريط الحدودي، لأنه كان واثقاً، بأن تفصيلاً بسيطاً لم يعرف العدو عنه شيئاً، وهو تفصيل كان سبباً في نجاح العملية.

بين محسن وعبد القادر، مساحة كبيرة من النقاء الذي يميّز المخلصين، كما بينهما مشتركات، يصعب أن تراها في حركات شبيهة في العالم، ويمكن اقتفاء أثرها، عند تلامذة لا يزالون، يجلسون ويتذكّرون أفضال الرجلين على مسيرة، حقّقت الكثير لهذه الأمة، وفي إرث سيزهر متى حان الأوان!

واشنطن تروّج لاتفاق قريب والقاهرة تشكّك: العدوّ يتلقّى ضربة في غزّة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أول من أمس، مقتل 4 من ضباطه وإصابة 3 آخرين، في عملية للمقاومة في جنوب قطاع غزة. فيما كانت «كتائب القسام»، تؤكّد أن «غزة لن تكون لقمة سائغة لجيشكم الرعديد، ونحن لا نخشاكم»، معلنةً تجهيز «جيش من الاستشهاديين وآلاف الكمائن والعبوات» لتحويل غزة إلى «مقبرة لجنودكم». وهدّدت الكتائب بأن «القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية تدخل في حرب استنزاف قاسية ستكلّفها أعداداً إضافية من القتلى والأسرى»، مؤكّدة أن مقاتليها باتوا مدرّبين على «زرع العبوات داخل قمرات الآليات»، مشيرة إلى أن جرّافات العدو «ستكون أهدافاً مميّزة وستُستخدم لزيادة أعداد الأسرى».

وشدّدت على أن «الأسرى موزّعون داخل أحياء مدينة غزة»، ولن يُراعى الحفاظ على حياتهم «طالما أن نتنياهو قرّر قتلهم»، معتبرة أن توسيع العدوان يعني أن «مصيرهم سيكون كمصير رون أراد». ومن جهته، وتعليقاً على مقتل الضباط الأربعة، شدّد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، على أن «معركتنا ضد الإرهاب مؤلمة وتكلّفنا ثمناً يومياً، لكنها لن تثنينا عن مسارنا»، مضيفاً: «لن نتوقف ولن ننهي الحرب قبل تحقيق كامل أهدافنا». فيما أشار المحلّل العسكري في صحيفة «معاريف»، أفي أشكنازي، إلى أن «الأحداث الأمنية في قطاع غزة، تُثبت أن الجيش لم يفعل كل ما يلزم لحماية جنوده، وأن حسم حماس في رفح لم يتحقّق بعد».

وفي سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال أنه هاجم أكثر من ألف هدف في قطاع غزة خلال الأيام العشرة الأخيرة، في وقت قدّرت فيه «القناة 12» العبرية أن قرابة نصف مليون فلسطيني أُجبروا على النزوح من مدينة غزة حتى الآن. وحذّر جيش العدو من أنه سيستخدم «قوة غير مسبوقة» في المدينة، وأغلق شارع صلاح الدين، داعياً أهالي غزة إلى الإخلاء جنوباً عبر شارع الرشيد الساحلي.

وفي المقابل، وصف المتحدّث باسم بلدية غزة، عاصم النبيه، الوضع الإنساني في المدينة بـ«الكارثي»، مشيراً إلى «تكدّس مئات آلاف العائلات وسط المدينة، في ظل غياب تام للمساعدات، وانهيار كامل في منظومة الخدمات، ودمار واسع في البنية التحتية». وأكّد «عدم وجود أرقام دقيقة حول عدد من غادروا المدينة حتى الآن».

وفي السياق نفسه، أعلنت «شركة الاتصالات الفلسطينية»، أمس، استعادة خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية في محافظتي غزة وشمال غزة، رغم استمرار العدوان، مشيرة إلى أن طواقمها أنجزت العمل «رغم خطورة الظروف الميدانية». إلى ذلك، كشف «مكتب الأمم المتحدة» لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 11 منشأة تابعة لـ«الأونروا»، تُستخدم كملاجئ لنحو 11 ألف نازح، «تعرّضت لأضرار خلال خمسة أيام فقط، ما يعكس حجم الخطر الذي يتعرّض له المدنيون في غزة».

لا توجد حالياً أيّ قناة وساطة أو مقترح فعلي للتبادل

في غضون ذلك، يلوح في الأفق تحرّك أميركي جديد عبر المبعوث الخاص، ستيف ويتكوف، الذي يروّج لفكرة «اتفاق شامل في وقت قريب جداً»، غير أن مصادر مصرية قلّلت من شأن هذه المبادرة، واعتبرتها «شراءً للوقت» للسماح للاحتلال بتنفيذ اقتحام بري شامل لمدينة غزة وتدميرها بسرعة، وإجبار سكانها على النزوح القسري. في حين أشار المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، إلى أن «الاجتياح البرّي لمدينة غزة يتمّ ببطء ولم يلبِّ التوقّعات الأميركية»، ما دفع ويتكوف إلى «الاعتراف بأن الجداول الزمنية التي أقنع بها نتنياهو الإدارة الأميركية كانت بعيدة عن الواقع».

ورغم ذلك، لا يزال نتنياهو يتمتّع بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما يمنحه هامشاً إضافياً للاستمرار في الحرب، بحسب الصحيفة. فيما كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مساعٍ أميركية لإبرام «صفقة سلاح ضخمة مع إسرائيل بقيمة 6 مليارات دولار، تشمل 30 مروحية هجومية من طراز أباتشي AH-64 بقيمة 3.8 مليارات دولار»، وصفقة أخرى بقيمة 1.9 مليار دولار لتزويد الجيش الإسرائيلي بـ3250 مركبة هجومية.

ورغم الترويج الأميركي لاستعداد الإسرائيليين «لعقد صفقة تبادل»، فإن «هيئة البث الإسرائيلية» نقلت عن مصادر تأكيدها أنه «لا توجد حالياً أي قناة وساطة أو مقترح فعلي للتبادل»، فيما نقل ويتكوف للمسؤولين المصريين أن المطلب الإسرائيلي «واضح»، وهو «الإفراج عن جميع الرهائن فوراً ودون شروط، مقابل وقف العملية العسكرية». الأمر الذي اعتبره وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، بمثابة «تفاوض بلا أفق».

دولياً، فشل «مجلس الأمن» مجدّداً في تبنّي مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة، مساء أول من أمس، حق النقض «الفيتو» للمرة السادسة منذ بدء الحرب. وفي هذا الإطار، ثمّنت حركة «حماس» موقف الدول العشر التي تبنّت مشروع القرار، داعيةً تلك الدول وجميع الهيئات الدولية إلى مواصلة الضغط على «حكومة مجرم الحرب نتنياهو»، لوقف المجازر الموثّقة، وضمان محاسبة قادة الاحتلال أمام «المحكمة الجنائية الدولية».

اللواء:

رسالة سعودية لعون نقلها بن فرحان قبل سفره إلى نيويورك

توازن مالي في الموازنة بين ضغوط الشارع ومتطلّبات صندوق النقد

تركز الاهتمام الرسمي عشية سفر الرئيس جوزف عون، اليوم، الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقاء كلمة لبنان أمام رؤساء الوفود المشاركة، على الاتفاق على كيفية مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، وتحصين الوضع جنوب الليطاني، فضلاً عن إنجاز مناقشة موازنة الـ2026، وإقرار موادها قبل وصول وفد صندوق النقد الدولي الى بيروت مطلع الأسبوع.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» انه اذا كان الحدث يتمحور حول اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وما ترافقها من لقاءات ولاسيما بشأن حل الدولتين بمبادرة سعودية وفرنسية، الا ان مشاركة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون فيها ستجعل الملف اللبناني يأخذ حيِّزاً من الاهتمام انطلاقا من الخطاب الذي يلقيه ويسلط الضوء فيه على المقاربة الرسمية لمجموعة قضايا خارجية ومحلية تستدعي المتابعة الدولية.

ورأت المصادر ان عودة لبنان على الخارطة الدولية هو إنجاز بحق ذاته، وقالت ان الرئيس عون سيتحدث عن الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة وخرق آلية وقف اطلاق النار واحترام لبنان للقرارات الدولية وتفاصيل اخرى.

الى ذلك أوضحت ان إقرار الموازنة قد لا ينتظر عودة الرئيس عون من نيويورك اذ انه من غير المستبعد ان تبصر النور يوم الإثنين المقبل.

وفي مجال آخر اشارت الى انه لا بد من انتظار توالي ردات الفعل على ما قاله الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بشأن العلاقة مع السعودية.

ومساء امس، وقبل سفره الى نيويورك استقبل الرئيس عون في قصر بعبدا مستشار وزير الخارجية السعودي الامير يزيد بن فرحان، واجرى معه جولة أفق تناولت الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
وفُهم ان الموفد السعودي نقل رسالة عاجلة للرئيس عون قبل سفره الى نيويورك.
ومجمل الأوضاع، عرضها الرئيسان عون ونواف سلام في بعبدا، بدءاً من الاعتداءات الاسرائيلية التي لم تتوقف طوال الأيام الماضية.

وكان المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير أقسم اليمين امام الرئيس عون بعد تعيينه رئيساً لادارة الموظفين في مجلس الخدمة المدنية بالوكالة الى حين تعيين رئيس اصيل لهذه الادارة، وحضر مراسم قسم اليمين الرئيس سلام.

وبحث الرئيس عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل العدوان الاسرائيلي المتمادي، وما يتعين ان يطرحه الوفد اللبناني الى اجتماع «الميكانيزم» (آلية مراقبة وقف النار) في الناقورة غداً، بمشاركة الموفدة الاميركية مورغن اورتاغوس.
واطَّلع رئيس الجمهورية من وزير الطاقة والمياه جو صدي على نتائج المحادثات التي اجراها في باريس مع المسؤولين في شركة توتال، والمتعلقة بالتنقيب عن الغاز في الحقول اللبنانية.
إذاً، يغيب رئيس الجمهورية عن لبنان اعتباراً من اليوم وحتى نهاية الاسبوع المقبل للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، ويرتقب ان يثير بشكل خاص في كلمته او في لقاءاته مع رؤساء الوفود المشاركة تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وسقوط المزيد من الشهداء والجرحى وتدمير كل مقومات الحياة في قرى الجنوب كما يحصل في غزة، وسبل لجم كيان الاحتلال عن خرق تفاهم وقف الاعمال العدائية، بينما لم يظهر اي رهان على ان زيارة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس اليوم الى لبنان ومشاركتها في اجتماع لجنة الاشراف الخماسية ستؤدي الى اي نتيجة طالما ان الاحتلال يدير الأذن الطرشاء لكل مساعي التهدئة.

وافيد من مجلس الوزراء الذي انعقد امس في السرايا الحكومية، عن «اتصالات سياسية عديدة على اعلى المستويات ، وفخامة الرئيس اجرى الاتصالات اللازمة والمساعي وكذلك وزارة الخارجية، كما ان هناك بيانا واضحا من اليونيفيل» كما اعلن وزير الاعلام بول مرقص بعد الجلسة. وقال: فالحكومة رغم انكبابها على دراسة موضوع الموازنة فانها لا تهمل هذا الأمر والمساعي والضغوط قائمة باتجاه ردع الاعتداءات الاسرائيلية والايضاح امام الدول الراعية والضامنة للترتيبات الامنية ان تقوم بدورها.
وقبل سفره، عرض رئيس الجمهورية مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام التطورات الأمنية الأخيرة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية وبقاعية، والاتصالات الجارية لمعالجة هذه التطورات. كما عرض الرئيسان لمسار مناقشة مشروع قانون موازنة 2026، إضافة الى الأوضاع العامة وذلك قبيل سفر رئيس الجمهورية الى نيويورك.

وقد سبق وزير الخارجية يوسف رجي رئيس الجمهورية الى نيويورك والتقى امس الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في مقر الامم المتحدة، ومن المنتظر ان يلتقي ايضا رئيس الجمهورية.

وجدد غوتيريش، خلال اللقاء، «دعم الأمم المتحدة التام للبنان وشعبه»، مؤكدا «تعاطفه معه في ضوء التحديات العديدة التي واجهها».وأشار إلى أن «تمديد مجلس الأمن لولاية اليونيفيل لمدة سنة كان أفضل الممكن»، مؤكدا «موقف الأمم المتحدة المبدئي الذي يدعو إسرائيل إلى احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وإلى الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة»، مشددا على «دعم الأمم المتحدة لموقف الحكومة اللبنانية في ما يتعلق ببسبط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية».
وثمَّن رجي «وقوف الأمم المتحدة إلى جانب لبنان»، مؤكدا أن «الحكومة اللبنانية اتخذت قرار حصر السلاح، وهو قرار لا عودة عنه، ينفذ بحكمة وبتصميم. كما شدد على ضرورة أن يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل للانسحاب من لبنان ووقف اعتداءاتها عليه». وتخوف من «التقارير التي تشير إلى نية إسرائيل توسيع المناطق العازلة على طول الحدود الجنوبية»، مطالبا بـ«تحرير الأسرى اللبنانيين في إسرائيل».
كما شدد على «أهمية البحث في آلية تحل مكان اليونيفيل بعد انسحابها»، مؤكدا أن أمن قوات اليونيفيل وسلامتها أولوية بالنسبة للبنان، مع إدانة كل الاعتداءات على القوات ومقرها».
وتناول رجي موضوع النزوح السوري، مشيرا إلى أن «لبنان لا يمكنه أن يتحمل أكثر أعباء هذا النزوح، لأسباب اقتصادية، اجتماعية وأمنية»، مؤكدا «ضرورة دعم عودة اللاجئين والنازحين إلى سوريا».
و‏تطرق رجي إلى «الأزمة المالية التي تواجه الأمم المتحدة»، متمنيا «الأخذ في الاعتبار مصالح الموظفين اللبنانيين في الأمم المتحدة».

الموازنة في مجلس الوزراء

على صعيد درس الموازنة، وبعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء عصر امس، ادلى الوزير مرقص بالمعلومات الرسمية الاتية:استكمل مجلس الوزراء جلساته المتعلقة بالموازنة برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام وحضور معظم الوزراء بغياب كل من وزيرة التربية ووزير الخارجية والمغتربين، ما حصل هو ان الوزراء الذين لم يبحثوا شؤون وزارتهم لناحية المبالغ المرصودة لهم تابعوا دراستها، وكانت هناك مداخلات لوزراء البيئة والسياحة وكذلك كان هناك اعادة بحث بالمواد المعلقة من الجلسات الماضية والتي كانت بحاجة الى مزيد من التدقيق ، كالمادة ٣٥ والتي كانت مقترحة وتم تعديلها،ذ بحيث اننا حافظنا على الاعفاءات التي كانت معطاة للصحف الورقية والمجلات والكتب حفاظا على هذا القطاع الذي بدأ يتناقص وله اهمية كبرى بالذاكرة والتراث مع تقدم الصحافة الالكترونية وغيرها ، وقد حاولنا على سبيل المثال الحفاظ على هذه المزايا وتفنيد «فرسان الموازنة» اي ان لا يكون هناك احكام او نصوص ليس لها علاقة مباشرة بالموازنة، كذلك مكافحة الشركات الوهمية التي تنشأ خصيصا للاستيراد ولتفادي الأرباح والتهرب منها ومن الرسوم الجمركية وتستغل كواجهة، وايضا ما يتعلق بموضوع الالتزام الضريبي والامتثال من حيث عدم التهرب الضريبي.
اضاف: هذه هي الهواجس التي كانت مسيطرة على النقاش في الجلسة لكي تكون موازنة تعكس بالفعل رغبة الحكومة بعدم اثقال كاهل المواطن بضرائب ورسوم، ولكن في الوقت نفسه ان تستطيع جباية وان لا يكون هناك تهرب ضريبي وان يستمر التوازن بين الإيرادات والنفقات وان لا نحقق عجزا في الموازنة.
تابع مرقص: ولأننا لم ننجز بعد الموازنة وهناك قسم يتعلق بالإيرادات ولم نناقش الواردات سنعقد جلسة عند الساعة الثالثة من بعد ظهر الاثنين المقبل في السرايا.
وحول الوقفات الاحتجاجية للعسكر في المناطق وما اذا ستلحقهم زيادات ملحوظة في الموازنة، قال وزير الاعلام: هناك الكثير من النقاش حول هذه المسائل ان كان بالنسبة للعسكريين او الاساتذة او باقي القطاعات، لكن في نفس الوقت وبالتوازي هذا هو هاجسنا و لكن لا نريد تكرار الأزمة التي حصلت سابقا بسبب سلسلة الرتب والرواتب ، لذلك فاننا نبحث كيفية تلبية هذه الاحتياجات الضرورية والمشروعة واللازمة، وبنفس الوقت ان لا تكون مهملين للنواحية الايرادية والواردات التي يجب تغطي هذه النفقات والحاجات.
وقال: اننا نحاول البحث عن اماكن التهرب الضريبي لمكافحته لانه خلال السنوات الماضية كان يقال بدل زيادة الضرائب على المواطنين يجب الضرائب ومن يتهرب من دفع الضرائب والرسوم ، وقد أعطيت مثلا عن الشركات الوهمية، ولكن في النهاية نحن ندرس الموازنة والتي من الطبيعي ان تتضمن ضرائب ورسوم.
واكد مرقص حق مجلس النواب في تعديل مشروع الموازنة لكنه قال: لكننا نرتقب امكانية التعديل في الحكومة قبل ان يحصل ذلك في مجلس النواب لأننا نبحث كل مادة على حدة من اجل ذلك هي تأخذ هذا الوقت الطويل.
وتابع مرقص: وسنوضح لصندوق النقد وغيره ان الموازنة الحالية تتضمن توازنا بين الإيرادات والنفقات ولا تتضمن عجزا وهذا الامر هو فعلي وليس شكلياً.

انتفاضة الادارة

مطلبياً، هددت رابطة موظفي الادارة العامة بشل المؤسسات، والتوقف الشامل والمفتوح عن العمل، في حال اقرار الموازنة الحكومية من دون اي تصحيح للأجور والرواتب.
واكدت أن «ساعة الصفر اقتربت، وأن صبر الموظفين نفد بالكامل، وأي تجاهل اضافي لمطالبهم المحقة، سيقابل بانتفاضة إدارية عارمة.
نيابياً، سأل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الرئيس نبيه بري: كيف يستطيع مؤيدو امل وحزب الله ان يترشحوا عن المقاعد الستة في الخارج وان يقوموا بالحملات الانتخابية، بينما لا يستطيعون القيام بالأمر نفسه حملاتٍ وتصوتاً للنواب 128 من الخارج.
وابدى استعداد كتلة الحزب النيابية مناقشة اي اقتراح آخر، شرط ألَّا تتحول اللجنة الفرعية الى مقبرة للمشاريع، لأن الوقت قصير امام المهل، داعياً الى احالة المشاريع ككل الى الهيئة العامة لمجلس النواب، لتصوت لما تراه مناسباً من قوانين.

حزب الله لصفحة جديدة مع السعودية

وسط ذلك، توقف المراقبون عند تطور جديد في موقف حزب الله من المملكة العربية السعودية، فدعا امينه العام الشيخ نعيم قاسم السعودية الى فتح صفحة جديدة مع المقاومة مؤكدا ان سلاحها موجه فقط نحو العدو الاسرائيلي وليس الى السعودية او لبنان او اي مكان او جهة في العالم فيما سبق، وقال نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي ان لا مشكلة بين الحزب وبين السعودية. فيما بدا انه بداية تعاطٍ مختلف من الحزب مع تطورات المنطقة واستشعار بالحاجة الى العرب في هذه المرحلة التي يوسع العدو الاسرائيلي عدوانه على المنطقة العربية بعد الغارات على العاصمة القطرية الدوحة.
وربطت مصادر بين التطور الجديد في مواقف حزب الله، سواءٌ العربية او الداخلية، وزيارة امين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني، واجتماعه مع ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان.
وقال قاسم في الذكرى السنوية الاولى لاغتيال احد ابرز قياديي الحزب العسكريين ان سلاح المقاومة وجهته العدو الاسرائيلي، وليس لبنان ولا السعودية، ولا اي مكان آخر، ولا اي جهة في هذا العالم.
واعتبر ان الضغط على المقاومة هو ربح صافٍ لاسرائيل، وعندما لا تكون المقاومة موجودة، فهذا يعني ان الدور سيأتي على الدول.
وفي الشأن الداخلي، وجّه قاسم دعوة إلى مختلف القوى السياسية، بما فيها تلك التي وصلت خلافاتها مع حزب الله إلى حدّ «العداء»، داعياً إلى «وقف تقديم الخدمات المجانية لإسرائيل، والتمسك بالتفاهم الوطني لمواجهة الاستحقاقات القادمة».
وأضاف: «نحن شركاء في الحكومة والمجلس النيابي، فلنعمل معاً من خلال تفاهمات وطنية لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة». وأكد أن الضغط على المقاومة هو مكسب صافٍ لإسرائيل، مضيفاً: «غياب المقاومة يعني أن الدور سيأتي على دول أخرى في المنطقة».
ودعا إلى الوحدة في مواجهة المشروع الإسرائيلي، قائلاً: «فلنكن يداً واحدة لطرد إسرائيل وبناء لبنان، ولنُجرِ الانتخابات في موعدها، ونتحاور بإيجابية لصوغ استراتيجية وطنية للأمن القومي».
يُشار الى ان سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري نُقل عنه ان المملكة تعتبر ابناء الطائفة الشيعية في لبنان كأبناء لها.

اليونيفيل تتَّهم جيش الاحتلال بالخروقات

وفي خطوة، تصب في اطار ردع جيش الاحتلال الاسرائيلي، ووقفه عند حد معين، طالبت قوات حفظ السلام العاملة في الجنوب (اليونيفيل) الجيش الاسرائيلي الى التوقف الفوري عن شن اي غارات اضافية، والتزام الانسحاب من كامل الاراضي اللبنانية، مع دعوة كافة الاطراف الالتزام، وتجنيب اي انتهاكات او خطوات من شأنها ان تؤدي الى تصعيد اضافي.
وذكرت اليونيفيل ان احكام قرار مجلس الامن 1701، والتي نصت على التفاهم على وقف الاعمال العدائية شددت على معالجة الخلافات وتجنب اللجوء الى العنف من جانب واحد، مشيرة الى ان استمرار التصعيد يهدد التقدم الذي احرزته الاطراف في جهودها لاستعادة الاستقرار.
ووصفت «اليونيفيل» الاستقرار في الجنوب «بالهش» نتيجة الغارات الاسرائيلية المتكررة، وكشفت ان القصف على ديركيفا وبرج قلاويه جعل اليونيفيل تنتقل الى اماكن آمنة، وتوقفت عند مهام الجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة على طول المناطق المسموح لها التحرك ضمنها، معتبرة ان عدوان امس الاول انتهاك واضح وصريح للقرار 1701، ودعت الجيش الاسرائيلي إلى الالتزام بالقرار والانسحاب من النقاط الخمس التي احتلتها.
على الأرض، ومن جراء الغارات الاسرائيلية، سقط شهيدان، وعدد من الجرحى تراوح بين الـ3 و11 جريحاً.
الاول باستهداف سيارته قرب مدخل مستشفى تبنين، والثاني في سيارة بيك آب لنقل المياه في جديدة انصار- قضاء النبطية.
والشهيد في غارة تبنين هو حسين حسان رمضان من بلدة الطيبة وسكان جبشيت.
وبعد ظهر أمس شنَّ العدو غارة استهدفت شاحنة لنقل المياه في حي هونين بالمنطقة بين أنصار وكوثرية الرز، ادت الى ارتقاء شهيد هو عمار هايل القصيباني. ولاحقا اغار طيران العدو على محيط بلدة حاروف وعلى منطقة مزرعة تول قرب النبطية.
وقبل ذلك، القت قوات الاحتلال عددا من القنابل الصوتية على مرفأ الناقورة ما ادى الى إصابة صياد بجروح طفيفة. كما ألقت مسيَّرات اسرائيلية قنبلتين صوتيتين بين بلدتي مركبا والعديسة.
واطلقت مدفعية العدو قذائف مضيئة بإتجاه حرج بلدة يارون بهدف إشعال حريق فيه.
وكان مركز عمليات طوارئ وزارة الصحة، قد اعلن في بيان أن مواطناً من الجنسية السورية أصيب بجروح في واحدة من غارات العدو الإسرائيلي على بلدة ميس الجبل امس الاول.

البناء:

مجلس الأمن يقر عودة العقوبات على إيران… وروسيا والصين: لا قيمة قانونية

الاتفاق السوري الإسرائيلي تفاؤل وتساؤل… واليمن صواريخ وتظاهرات مليونية

الشيخ قاسم لحوار يزيل المخاوف مع السعودية… وما بعد العدوان على قطر غير ما قبله

كتب المحرر السياسي

انتهى مجلس الأمن الدولي بالتصويت لصالح إقرار الطلب الأوروبي بالعودة إلى العقوبات الأممية التي كانت قبل اتفاق 2015 مفروضة على إيران، بينما قالت إيران وشاركتها روسيا والصين إن الطلب الأوروبي فاقد للأهلية والشرعية القانونية وإن القرار الأممي بعودة العقوبات بلا قيمة قانونية، ويفترض أن يدخل القرار حيز التنفيذ خلال ثمانية أيام، مفتوحة على فرص تفاوضية تتم على حافة الهاوية، في ظل تهديد إيراني بالانسحاب من اتفاقية حظر الأسلحة النووية الموقع بينها وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع تأكيد سقوط الاتفاق الموقع مؤخرا من الوكالة على عودة مفتشيها إلى إيران، بينما لا تشعر إيران بقلق كبير من عودة العقوبات بوجود علاقات اقتصادية بينها وبين مجموعة بريكس ومجموعة شنغهاي التي لن تلتزم بالعقوبات خلافاً لما كان عليه الوضع قبل العام 2015.
في واشنطن تضارب في المعلومات حول مصير الاتفاق السوري الإسرائيلي مع زيارة وزير خارجية الحكومة السورية الجديدة أسعد الشيباني لأميركا وتعثر ترتيب موعد بينه وبين وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، بينما لا يزال الغموض يلف إمكانية ترتيب موعد بين الرئيس الانتقالي في سورية أحمد الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهذا التعثر والغموض يطرحان أسئلة حول مدى صدقية التفاؤل بتوقيع الاتفاق السوري الإسرائيلي، في ظل شروط إسرائيلية يتسبّب قبولها بإضعاف مكانة تركيا الإقليمية وفتح الطريق أمام “إسرائيل” لاستهداف الأردن ما يثير حفيظة دول الخليج وفي مقدمتها السعودية.
في المنطقة تواصل قوات الاحتلال عمليات القصف التدميري لقطاع غزة ويسقط العشرات من الشهداء، بينما تستمر حرب التجويع، ويتولى اليمن مواصلة استهداف السفن المتجهة الى كيان الاحتلال في البحرين العربي والأحمر، وقد وجه أمس صواريخه وطائراته المسيرة إلى أماكن عدة في الكيان أهمها محيط مطار بن غوريون، وميناء أم الرشراش.
لبنانياً كان خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم هو الحدث، خصوصاً بما تضمنه من دعوة للحوار مع السعودية، تحت شعار أن ما بعد العدوان على قطر ليس كما قبله، وأن المشروع الإسرائيلي يستهدف الجميع ولا أحد بمنأى عن تداعياته، وتوقعت مصادر متابعة ان يترجم موقف الشيخ قاسم بمساع إيرانية تستكمل ما بدأ، تسفر عن بدء حوار علني مع المملكة السعودية.

وأكَّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خلال الذكرى السنوية الأولى لشهادة القائد الجهادي الكبير الشهيد إبراهيم عقيل والشهداء من قادة وحدة الرضوان والمدنيين، أنّ «ما بعد ضربة قطر مختلف عما قبلها»، موضحًا أنَّ البعض يصنّف المقاومة عدوًا ويعتبر الكيان «الإسرائيلي» صديقًا. وأضاف الشيخ قاسم أنَّ ما بعد ضربة قطر تغيّر منطق الاستهداف، فباتت المقاومة والأنظمة وكل عائق جغرافي وسياسي أمام مشروع «إسرائيل الكبرى» في مرمى الاستهداف. ولفت إلى أنَّ الهدف يمتدّ لفلسطين ولبنان والأردن ومصر وسورية والعراق والسعودية واليمن وإيران، محذّرًا من خطر هذا المشروع التوسعيّ المدعوم من قوى كبرى.
وأكّد ضرورة قلب المعادلة، واضعًا خطة سريعة وواضحة لا تحتاج إلى تفسير، وهي أنَّ المطلوب أن تُعتبر “إسرائيل” الخطر لا المقاومة.
ودعا الشيخ قاسم كلّ اللبنانيين، حتى مَن وصلت الخصومة معهم إلى حدّ العداء، إلى الامتناع عن تقديم أي خدمات لـ”إسرائيل”، محذّرًا من أن “إسرائيل” لن توليهم اهتمامًا إذا أصبح لبنان جزءًا من مشروع “إسرائيل الكبرى”. ولفت إلى أنَّ الحاجة ملحّة لبناء لبنان معًا، مشيرًا إلى أن حزب الله قدّم تجربة في إيقاف العدو عند حدّه، وأنه شارك بعد ذلك في انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة والتعاون في التشريعات وإدارة البلد.
وتابع أنَّ مسار الحوار يجب أن يكون مدعومًا بتفاهمات حتى لا يكون هناك خدمة لـ”إسرائيل”، مؤكّدًا أن المقاومة مستمرة. وقال الشيخ قاسم إن “لجنة الميكانيزم لم تُصدر أمرًا لـ”إسرائيل” بوقف عدوانها، ولا سُمِع منها أن قالت لـ”إسرائيل”: أوقفِ عدوانك”.
وأضاف أن “الضغط الدولي يتجلّى أيضًا بمنع الإعمار”، موضحًا أن “أميركا تعمل على عرقلة إعادة الإعمار كجزء من سياسة الضغط على البيئة المؤيدة للمقاومة”.
ودعا الشيخ قاسم السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة ضمن عدة أسس، موضحًا أن من أسس الحوار معها معالجة الإشكالات والردّ على المخاوف وتأمين المصالح المشتركة.
وأضاف الشيخ قاسم أن هذا الحوار ينبغي أن يُبنى على قناعة واضحة بأن “إسرائيل” هي العدو وليست المقاومة، وأنه يجب تجميد الخلافات الماضية، على الأقل في هذه المرحلة، من أجل التوجه للجم “إسرائيل”.
وأشار إلى أن سلاح المقاومة موجّه نحو العدو “الإسرائيلي” فقط، لا نحو السعودية ولا نحو أي جهة في العالم، وأن هذا النهج سيستمرّ، محذرًا من أن الضغط على المقاومة يُعدّ ربحًا صافًيا لـ”إسرائيل”، وأن غياب المقاومة سيُعرّض دولًا أخرى للخطر. واعتبر أنَّ المقاومة الفلسطينية تشكّل سدًا منيعًا أمام التوسع “الإسرائيلي”، داعيًا إلى توحيد الموقف على قاعدة أن العدو هو “إسرائيل”.
ووصفت مصادر سياسيّة خطاب الشيخ قاسم بالوطنيّ والهادئ والعميق حيث قدّم رؤية واضحة ومعبرة عن المشهد الإقليمي وحجم خطورة المشروع الإسرائيلي الذي يستهدف كل دول المنطقة ما يستوجب التضامن العربي والإسلامي والتركيز على صد الأطماع الإسرائيلية وإجهاض مشروعها الذي سيهدد أمن واستقرار كل المنطقة بما فيها حلفاء الولايات المتحدة ومَن يستعدّ لتوقيع اتفاقات أمنية وسلام وتطبيع مع “إسرائيل”. ولفتت المصادر لـ”البناء” الى أن مواقف الشيخ قاسم تحمل جملة رسائل داخلية وخارجية وتحاكي التطورات التي حصلت في المنطقة وتعكس إعادة قراءة التحوّلات والتحالفات في المنطقة، متوقعة أن تترك الرسائل انعكاسات إيجابيّة في الداخل والخارج.
وعلمت “البناء” أن الاتصالات الإيرانية – السعودية مهّدت لنضوج حزب الله والسعودية لفتح صفحة جديدة وتصفير المشاكل، كاشفة أن الاتصالات بين الرياض وطهران سبقت بأسابيع جلسة مجلس الوزراء في 5 أيلول وقراراتها التي جاءت ترجمة لهذه الاتصالات الإقليمية الى جانب نصائح أميركية للحكومة بعدم الذهاب بعيداً في الضغط على حزب الله والطائفة الشيعيّة ما سيؤدي الى انفجار شعبي وسياسي وأمني داخلي يطيح بالإنجازات التي حققتها واشنطن في لبنان بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
وأفادت مصادر دبلوماسية عربية تعليقًا على الشيخ قاسم، بأن “اللافت بالخطاب هو التأكيد على الدور السعودي الإيجابي، وهذا ما تلقفته دوائر عربية بإيجابية ستظهر في الأيام المقبلة”.
وأشارت مصادر دبلوماسية، لقناة “الجديد”، إلى أنّ “التصعيد الإسرائيلي في القرى الجنوبية والبقاع، يحمل رسالة واضحة مفادها بأن وتيرة الاستهداف مستمرة، وتشمل مواقع محددة في مناطق متعددة، مع إمكانية توسّع العمليات لتطال مناطق داخلية خارج نطاق الجنوب”. ونقلت القناة عن مصادر دبلوماسية عربية قولها إنّ “استهداف قطر أثار هواجس من التصعيد الإسرائيلي محلياً وإقليمياً”.
إلى ذلك، نقلت “الجديد” عن مصادر مقرّبة من “حزب الله”، إشارتها إلى أنّ “موقف الشيخ نعيم قاسم يأتي في وقت يستشعر فيه الحزب الخطر على كل المنطقة، لا سيما بعدما قرأ دلالات استهداف قطر والتهديد الإسرائيلي لمصر وفيها رسائل اسرائيلية خطيرة”، وذلك بعد خطاب لقاسم دعا فيه السعودية إلى حوار يتم التأكيد على أنّ “إسرائيل” هي العدو للمنطقة.
وقالت المصادر: “الحزب قرر أن يبادر بطي الماضي وفتح الباب لمواقف عربية موحدة ومنسجمة”.
في غضون ذلك، استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون، في قصر بعبدا، أمس مستشار وزير الخارجية السعودي يزيد بن فرحان، وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
أمنياً، واصل الاحتلال عدوانه على لبنان، حيث استهدفت غارة من مسيّرة سيارة أمام مدخل مستشفى تبنين الحكومي، أدّت في حصيلة نهائية إلى سقوط ضحية وإصابة أحد عشر شخصاً بجروح من بينهم إثنان بحال حرجة، بحسب مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة. وأفادت المعلومات أن المستهدف في غارة تبنين هو حسين حسان رمضان من بلدة الطيبة وسكان جبشيت. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية بصاروخ موجّه شاحنة لنقل المياه في المنطقة الواقعة بين أنصار وكوثرية الرز وأفيد عن وقوع إصابات.
وأعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة التابع لوزارة الصّحة العامّة، في بيان، أنّ “غارة العدو الإسرائيلي على سيّارة في بلدة أنصار، أدّت إلى سقوط شهيد”.
وعمدت محلقة إسرائيلية إلى إلقاء قنابل حارقة على منطقة جبل الرفيع في إقليم التفاح، ما تسببت بإشعال حريق كبير في الأحراج والأعشاب اليابسة. وسارعت فرق من الدفاع المدني وفوج الإطفاء في اتحاد بلديات إقليم التفاح و”كشافة الرسالة الإسلامية”، و”الهيئة الصحية الإسلامية” إلى محاصرة النيران وإخمادها. كما حلقت طائرة مسيّرة إسرائيلية مساء أمس فوق الضاحية الجنوبية لبيروت.
إلى ذلك، برزت مواقف لافتة لقوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، حيث أشارت في تصريح صحافي الى أن” الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في جنوب لبنان الليلة الماضية تُعد انتهاكاً واضحاً وصريحاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وتشكل تهديداً مباشراً للاستقرار الهش الذي تحقق في تشرين الثاني من العام الماضي. كما أنها تقوّض ثقة المدنيين في إمكانية التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع”. وقد اضطرت وحدات من قوات حفظ السلام في موقعين بمنطقة دير كيفا، بالقرب من برج قلاوية، إلى الانتقال إلى أماكن آمنة نتيجة هذه الاعتداءات، التي عرّضت بشكل خطير حياة الجنود اللبنانيين وعناصر اليونيفيل والمدنيين للخطر”. وختمت: “إننا ندعو جيش الدفاع الإسرائيلي إلى التوقف الفوري عن شن أي غارات إضافية، والتزام الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية. كما نؤكد ضرورة أن تلتزم جميع الأطراف تجنب أي انتهاكات أو خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد إضافي. ندعو جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بأحكام قرار مجلس الأمن الرقم 1701 وتفاهم وقف الاعمال العدائية، إذ إن هذه الآليات وُضعت خصيصاً لمعالجة الخلافات وتجنب اللجوء إلى العنف من جانب واحد، وتجب الاستفادة منها الى اقصى الحدود. كما يشكّل استمرار التصعيد تهديداً للتقدم الذي أحرزته الأطراف في جهودها لاستعادة الاستقرار”.
وعشية سفره غداً الى نيويورك لترؤس وفد لبنان الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عرض رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مجمل هذه الملفات، مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام وفي شكل خاص التطورات الأمنية الأخيرة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية وبقاعية، والاتصالات الجارية لمعالجة هذه التطورات. كما عرض الرئيسان لمسار مناقشة مشروع قانون موازنة 2026، إضافة الى الأوضاع العامة. وبحث الرئيس عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل الأوضاع الأمنية في البلاد، واطلع منه على تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية امس، على بلدات وقرى جنوبية، وعلى ما حققه الجيش في مجال مكافحة المخدرات في ضوء العمليات النوعية التي حصلت خلال الأيام الماضية في اطار القضاء على هذه الآفة وتوقيف المرتكبين.
على الخط الانتخابي، تواصلت السجالات حول القانون وتعديلاته، وفي السياق، توجّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول: “تقول إن لديكم مشروعاً انتخابياً آخر استكمالاً لما تمّ التوافق عليه في “الطائف”. ونحن بدورنا جاهزون لمناقشة أي اقتراح لديكم، ولكن بشرط واحد: ألّا تتحوّل اللجنة الفرعية إلى مقبرة للمشاريع، وأن يُحدَّد لها وقت قصير جداً نظراً لضيق المهل الفاصلة عن الانتخابات. وبعدها تُحال المشاريع كلها من اللجنة إلى الهيئة العامة لمجلس النواب، والتي يعود لها أن تصوّت وتُقرّ ما تراه مناسباً. هكذا تنتصر الديمقراطية، من خلال تعدّد الآراء، وإجراء النقاش، واتخاذ القرار في المكان الصالح: أي الهيئة العامة لمجلس النواب”.

المصدر: صحف