الأحد   
   21 09 2025   
   28 ربيع الأول 1447   
   بيروت 01:30

الرئيس المشاط: ماضون بثورتنا لاستعادة كل حقوق شعبنا وإسناد فلسطين ومعاقبة العدو وتعزيز وحدة أمتنا

بارك رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط، للمرابطين في جبهات الشرف والدفاع عن كرامة شعبنا، ولكل المخلصين في مختلف الميادين، وكل اليمنيين الأحرار، حلول الذكرى الحادية عشرة لثورة الـ21 من سبتمبر، التي تأتي هذا العام محمّلة برياح التحديات والمتغيرات المتسارعة، في مرحلة تنزف فيها جراح أمتنا.

وفي خطاب له مساء السبت بمناسبة الذكرى “السبتمبرية” الفتية، لفت الرئيس المشاط إلى أن تزامنها يأتي مع ما يعانيه الشعب الفلسطيني في مواجهة أعتى موجات الإجرام والبطش الصهيوني، حيث تُستباح المنطقة العربية بأسرها، ويُمعن العدو الصهيوني في عربدته؛ فيضرب هنا ويغتال هناك.

وقال: “إن آخر فصول إجرام العدو الإسرائيلي كان العدوان الغادر، ومحاولة الاغتيال الآثمة التي استهدفت الوفد المفاوض لحركة حماس في قلب العاصمة القطرية الدوحة.. والجريمة الوحشية بحق المدنيين والمساكن في حي التحرير بالعاصمة صنعاء ومحافظة الجوف، والعدوان على ميناء الحديدة”.

وأضاف أن “هذه الأحداث المتتابعة، بما تحمله من أبعاد، تقدم الدليل القاطع على صوابية وفاعلية ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة”، مؤكداً أن الثورة “أعادت لليمن كرامته وانتزعته من براثن الوصاية”.

ونوّه إلى أن “ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة كانت ضرورة وطنية، وحاجة شعبية ملحّة في لحظة كانت مقدرات الوطن تتآكل، والقيم يُستبدل بها غيرها، وفي لحظة كانت الهوية على طريق التجريف بفعل عبث الخارج وأدواته الداخلية الملوثة بالتبعية والفساد”.

وتابع في خطابه: “ثورة 21 سبتمبر فضحت حقيقة قوى النظام السابق، التي استمرأت التفريط والخيانة، وباعت القرار الوطني، وفرغت مؤسسات الدولة من مضمونها السيادي لصالح الوصاية الأجنبية. ومن يستذكر تلك المرحلة المظلمة التي سبقت اندلاع الثورة الشعبية، سيدرك أننا كنا نعيش ذروة الانحدار الوطني”.

وبيّن أنه قبل الثورة “انتقل مركز القرار من دار الرئاسة إلى مبنى السفارة الأمريكية، وأصبح السفير هو الآمر الناهي”.

وأكد أن “القضية الفلسطينية كانت حاضرة بأولويتها في ثورة 21 سبتمبر منذ الوهلة الأولى لانطلاقها، باعتبارها القضية المركزية والمظلومية الأكبر”.

وأوضح أن “الثورة حافظت على موقفها المبدئي والديني بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وعمّدته بالدماء والمواقف الخالدة”، لافتاً إلى أن الثورة “منعت الملاحة الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر، وخليج عدن، والبحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط”.

واستطرد: “ثورة 21 سبتمبر سخّرت كل إمكاناتها لمناصرة الشعب الفلسطيني، وفي إطار هذا الموقف ارتقى رئيس الوزراء، وعدد من رفاقه الوزراء، وعدد كبير من أبطال القوات المسلحة والمواطنين”، مبيناً أنه “لولا ثورة الـ21 من سبتمبر، لكان التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي قد أُعلن من اليمن استجابة للتوجيهات الأمريكية”.

وتطرق إلى أننا “اليوم نطوي عقداً من العدوان الأمريكي السعودي الغاشم، الذي لم يتوقف حتى الآن، بكل ما حشد له من ترسانة عسكرية وتحالفات دولية وإمكانات مالية وسياسية”، مؤكداً أن اليمن يقف أكثر صلابة بعد سنوات من القتل والتدمير الممنهج والحصار الخانق والتجويع المتعمّد.

وقال: “ونحن نحتفل بذكرى الثورة، نتذكر إخوتنا في غزة، الذين يعيشون قرابة العامين تحت إجرام الكيان الصهيوني دون رادع من حكومات وجيوش أمتنا العربية والإسلامية”، مضيفاً: “نقول لشعبنا بكل فخر واعتزاز، إن واحدة من أهم ثمرات ثورتنا المباركة هو وقوف اليمن، قيادة وشعباً، وعلى كل المستويات، رسمياً وشعبياً، إلى جانب إخوتنا في فلسطين وغزة”.

وفي الخطاب، جدد الرئيس المشاط التأكيد على ثبات موقفنا إلى جانب فلسطين وقضيتها العادلة، معلناً من جديد “تضامن اليمن، حكومة وشعباً، مع الدول العربية وشعوبها التي تتعرض للعدوان الإسرائيلي المستمر والمتمادي”.

وبيّن أن “العدوان الإسرائيلي على الدول العربية يؤكد وحشية العدو، وسيره في تطبيق وترسيخ معادلة الاستباحة بدعم أمريكي وغربي فاضح”، مشيراً إلى الآمال التي كانت معلّقة على قمة الدوحة، لأن تكون مقرراتها عملية بدلاً من الكلام وعبارات الشجب.

وفي هذا الصدد، خاطب الرئيس المشاط زعماء الدول العربية قائلاً: “الرسالة في العدوان الصهيوني على قطر كانت واضحة للجميع، وهي أن الدور ينتظرهم”، مضيفاً: “إذا لم يستفق الجميع، فنحن أمام عدو لا يحتكم لشيء إلا إلى لغة القوة، مهما دُسّت الرؤوس في التراب”.

وواصل خطابه لهم: “القواعد الأمريكية في المنطقة هي لحماية العدو الإسرائيلي، وليست لكم كما يتوهم البعض، بل عليكم”، مجدداً التأكيد على “موقف اليمن الداعم للوحدة العربية والإسلامية في مواجهة الخطر الإسرائيلي”.

وأردف بالقول: “نُعبّر عن إرادة الشعب اليمني كل يوم، بضربات قواتنا المسلحة إلى عمق الكيان الغاصب”، منوهاً بأن “القوات المسلحة ستنفذ أقسى الضربات على الكيان الصهيوني المجرم”.

وجدد العهد لشعبنا “بأننا نعمل على استرداد كافة حقوق الشعب، والحفاظ على سيادته ومقدراته وثرواته”، داعياً “المواطنين في المناطق المحتلة إلى رفض التواجد العسكري لقوى الاحتلال”.

كما جدد دعوته لدول العدوان إلى تنفيذ التزاماتها تجاه السلام، وجبر الضرر الذي لحق باليمن جراء العدوان والحصار.

وفي ختام الخطاب، تقدم الرئيس المشاط “بأحر التعازي وأصدق المواساة لكل شهداء اليمن عامة، ونخص بالذكر شهداء الهجمات العدوانية الإسرائيلية الأخيرة على الأحياء المدنية في مديرية التحرير ومحافظتي الجوف والحديدة”، مؤكداً “لشعبنا أن هذه الدماء الطاهرة لن تذهب هدرًا، فهي في سبيل الله ونصرة لإخواننا في فلسطين”، منوهاً بأن “الحكومة مستمرة في أداء مهامها وخدمة الشعب، وأننا على ذات الطريق سنمضي في مسار التغيير الجذري حتى تحقيق بناء الدولة اليمنية الحديثة والعادلة، على درب الشهداء الأبرار، إن شاء الله”.

المصدر: المسيرة