حذر حرس الثورة الإسلامية في ايران من أن “أي خطأ من قِبل الأعداء، لا سيما الكيان الصهيوني الغاصب والمجرم والسلطة الحاكمة المتغطرسة والمخادعة في أمريكا، سيواجه بردٍّ حاسمٍ، مدمر، في الوقت المناسب”.
وفي بيان بمناسبة حلول أسبوع الدفاع المقدس، أكد الحرس الثوري أن “الردع الفعّال هو ثمرة اليقظة الدائمة والابتكار في تصميم الاستراتيجيات والتكتيكات والعمليات أثناء القتال مع الأعداء، وكذلك التطور المستمر للتقنيات والأنظمة الدفاعية والعسكرية المتقدمة في جميع الميادين”.

وأضاف البيان أنه “في حال وقوع أي خطأ حسابي جديد أو أي عدوان من قبل العدو، فستكون للجمهورية الإسلامية الإيرانية اليد العليا التي تمكّنها من المبادرة في ميدان المعركة، وستمنح العدو ردًا مميتًا”.
في ما يلي النصّ الكامل لبيان حرسِ الثورةِ الإسلامية الايراني:
بسم الله الرحمن الرحيم
إن أسبوع الدفاع المقدس في الحقيقة احتفالٌ بانتصار المقاومة الشعبيّة، وتذكيرٌ بإحدى أزهى فصول تاريخ الثورة الإسلامية، ومصدر فخرٍ للوطن ومنبِع مقاومة على نطاق عالمي. إن الدفاع المقدس فصلٌ استطاع فيه شعب إيران، بالاعتماد على الإيمان والوحدة والقيادة الإلهية، أن يحبطَ العدوان الشامل والعالمي الذي استهدَفَ وحدةَ أرض إيران وثوّرتها والنظام الإسلامي، وأن يحافظَ بكلّ كرامةٍ على عزّ البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها.
وتتجلّى عظمة الدفاع المقدس حين نفكرُ في نتائج الحروب التي سبقتَه فلا نستذكر غير الخضوع والهزيمة والمهانة السياسية والاجتماعية وفقدان الأراضي. وبعد 37 سنةً من الدفاع المقدس، وصلَت القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية، مستوحاةً من دروس وإنجازات الدفاع المقدس وتوجيهات قائد الثورة الإسلامية والقائد العام للقوات، الإمام السيد علي الخامنئي، إلى مستوى فعّالٍ من الاكتفاء الذاتي والردع والاستعداد القتالي على نطاقٍ يقارب حروبًا عالمية، وقد شهد الجميع تجلّياتٍ من ذلك في دفاعٍ مقدس استمرّ 12 يومًا.
وفيما نستذكر بدايةَ الذكرى الخامسة والأربعين للدفاع المقدس، والتي تزامنت مع موسمِ الدفاع المقدس الذي دام 12 يومًا، وهو تجسيدٌ للوحدة والتماسك الوطنيين وفشل المعتدين الصهيونيين والأمريكيين في تحقيق أهدافهم الخبيثة والشيطانية ضد الثورة والنظام الإسلامي، نؤكدُ للشعب الإيراني العظيم أن الحرس الثوري الشعبي القوي، إلى جانب سائر القوات المسلحة، يعزّزُ يومًا بعد يومٍ قدراته القتالية وقوّته الهجومية والدفاعية وسعاته الاستراتيجية.
لقد أظهرت تجربةُ الدفاع المقدس الأولى والثانية أن «الردع الفعّال هو ثمرةُ الجاهزية الدائمة والابتكار في تصميم الاستراتيجيات والتكتيكات والعمليات في مواجهة الأعداء، وتطوير التقنيات والأنظمة الدفاعية والعسكرية المتقدمة باستمرار في كلّ الميادين». وعلى هذا الأساس، فإن عمليةَ تمكين القوات المسلحة في مختلف المجالات لن تتوقف، وفي حال حدوث أي خطأ حسابي جديد أو أي عدوان من قِبل العدو، فستكون للجمهورية الإسلامية الإيرانية اليد العليا والمبادرة في ساحة المعركة، وستمنح العدو ردًا قاتلًا وموعظيًا آخر.
وأظهرت تجربةُ الحرب المفروضة الأخيرة أنه حتى في أصعب ظروف الحصار الاقتصادي وضغوط العدو متعددة الأبعاد والقصوى، تمكنت القوات المسلحة للبلاد، بالاعتماد على العلم والقدرات المحلية، من الوصول إلى مستوىٍ من الاكتفاء الذاتي والنمو والردع في المجالات العسكرية والدفاعية، والاستفادة من هيكل قيادةٍ متين، وأن تُحقّق الانتصارَ بالمُبادرَة على جيوشٍ متطوّرةٍ عالميًا، وتُحبط أهدافَ العدو.
إن هزيمةَ الأعداء في الحربين العدائيتين الشاملتين والمكثفتين ضد الجمهورية الإسلامية، وفشلَ الأعداء في معاركٍ أمنية وسياسية واقتصادية ونفسية وإعلامية ومحاولات خلق الفوضى وزعزعة الاستقرار الداخلي، أظهرت أن الشعب الإيراني بوعيه وبصيرته ووحدته المقدسة وقف صامدًا كحصنٍ فولاذيّ أمام الحرب المركّبة للعدو، وأفشل مخططاتِه. وكما أن الشعب مستعدّ، إذا لزم الأمر، لأن يعلّم كلَّ معتدٍ ومتدخّل دروسًا جديدة.
وكما قال الإمام الخميني (رض): “كل يوم من أيام الدفاع المقدس كان نعمةً لنا»، فهذه البركات تظهر اليوم في جميع المجالات — من تطوير التقنيات الدفاعية المتقدمة إلى تعزيز القدرات العلمية والاجتماعية — وتُذكرنا بأن طريق المقاومة والتقدّم هو مسار ضمان الاستقلال والأمن الوطني”.
إن “حرسَ الثورة الإسلامية، يحيي ذكرى وتضحيات وشجاعات الشهداء والمضحّين والمقاتلين في الدفاع المقدس (الذي دام ثماني سنوات وأيضًا موسم الدفاع المقدس الذي استمرّ 12 يومًا)، ويشكر وعي ووحدة الإيرانيين الأبطال في مواجهة أي تهديد أو اعتداء من معسكر الأعداء ضد الوطن الإسلامي، ويُحذّرُ من أن أي خطأٍ من الأعداء، لا سيما الكيان الصهيوني الغاصب والمجرم والسلطة الحاكمة المتغطرسة والمخادعة في أمريكا، تجاه المصالح أو الأمن الوطني أو الأراضي الجمهورية الإسلامية، سيُواجَه بردٍ قاطعٍ ومُدمِرٍ وفي الوقت المناسب ويُثير الندم من قِبل القوات المسلحة والمدافعين الأقوياء عن الوطن، وبالأخص «حراس الثورة الشجعان». الجاهزيةُ الشاملةُ القتالية، والتدبيرُ الاستراتيجي، وأمنُ الشعب كأساس، والقدراتُ الاستخباراتية، والدفاعُ البري والبحري والجوي، والصاروخي والسيبراني، والدعمُ اللامحدود للمقاومة وسائر ميادين القتال، كلها على أعلى مستوياتها مُهيّأة ومستعدة لاتخاذ إجراءاتٍ مضادّة”.
المصدر: وكالة تسنيم