الثلاثاء   
   23 09 2025   
   30 ربيع الأول 1447   
   بيروت 20:25

الدنمارك تعتبر تحليق مسيّرات قرب مطار كوبنهاغن “الهجوم الأخطر” على بنيتها التحتية

نددت الدنمارك الثلاثاء بما وصفته بـ”الهجوم الأخطر” على بنيتها التحتية، بعد تحليق مسيّرات مجهولة المصدر فوق مطار كوبنهاغن، ما أدى إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية مؤقتاً الاثنين.

واستؤنفت الرحلات الجوية الثلاثاء من مطاري كوبنهاغن وأوسلو، عقب ليلة من الفوضى الناجمة عن تحليق الطائرات المسيّرة في محيطهما، فيما أكدت الشرطة الدنماركية أنها تتعامل مع جهة تمتلك “إمكانيات متقدمة”.

وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميته فريدريكسن، إن المسيّرات التي تسببت بإغلاق المطار مثلّت “الهجوم الأخطر” على البنى التحتية الحيوية في البلاد حتى الآن.

وأضافت في بيان: “ما شهدناه الليلة الماضية كان الهجوم الأخطر على البنى التحتية الدنماركية الحيوية حتى اللحظة”، مشيرة إلى أن الحادث يتماشى مع سلسلة هجمات مماثلة بالمسيّرات وعمليات خرق المجال الجوي وهجمات قرصنة استهدفت مطارات أوروبية مؤخراً.

وتطرقت رئيسة الوزراء إلى تحليقات مماثلة للمسيّرات في أجواء بولندا ورومانيا، بالإضافة إلى انتهاك مقاتلات روسية للأجواء الإستونية، فيما اتهمت حكومات تلك الدول روسيا بالوقوف خلفها، وهو ما نفته موسكو.

وقالت فريدريكسن لقناة “دي آر” إنها “لن تستبعد” احتمال ضلوع روسيا في الحادث.

من جهته، رأى قائد شرطة كوبنهاغن، ينس يسبرسن، في مؤتمر صحافي أن الجهة المنفذة “تمتلك الإمكانيات والإرادة والأدوات اللازمة”، مضيفاً: “عدد المسيّرات وحجمها ومساراتها والوقت الذي قضته فوق المطار كلها مؤشرات على أن من نفّذ الهجوم جهة فاعلة لديها قدرات. من هي؟ لا أعلم”.

دان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ما اعتبره انتهاكاً روسياً للمجال الجوي الدنماركي، بينما نفت روسيا أي صلة لها بالحادثة، حيث قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: “نسمع اتهامات لا أساس لها كل مرة. يتعيّن على المسؤولين ألا يوجّهوا مثل هذه الاتهامات بلا دليل”.

أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، فقد اعتبر أن “تحديد الجهة المسؤولة لا يزال مبكراً جداً”، مؤكداً أن الدنماركيين يواصلون تقييم ما حدث، وأن الحلف على اتصال وثيق معهم. وحذّر في الوقت ذاته موسكو من مواصلة نهج “التصعيد” بانتهاك أجواء الدول الشرقية التابعة للناتو.

ونشرت قوات الشرطة بكثافة في المطار لأغراض التحقيق، مدعومة بالجيش الدنماركي وجهاز الاستخبارات، فيما حذّر مدير العمليات في جهاز الاستخبارات، فليمينغ دراير، من “خطر تخريب مرتفع”، مؤكداً أن الحادث قد يكون بمثابة اختبار لقدرات الرد على أي تهديد محتمل.

وتأتي حادثة المسيّرات بعد أسبوع تقريباً من إعلان الدنمارك أنها ستستحوذ للمرة الأولى على أسلحة دقيقة بعيدة المدى، بهدف تعزيز القدرة على إصابة أهداف بعيدة، وسط تحذيرات من استمرار تهديد روسي لسنوات مقبلة.

وأفادت إدارة مطار كوبنهاغن أن الحادث أثر على نحو 20 ألف مسافر، تم تحويل 31 رحلة جوية وإلغاء 100 أخرى، فيما اصطف عدد كبير من الركاب أمام مكاتب بيع التذاكر لاستبدال بطاقاتهم.

وأكد قائد شرطة كوبنهاغن أن المسيّرات شوهدت لعدة ساعات قبل أن تختفي من تلقاء نفسها، مشيراً إلى خطورة محاولة إسقاطها بسبب احتمال سقوطها على طائرات أو منازل أو وقود. وأوضح أن المسيّرات ربما أقلعت من قارب، وقد جاءت من اتجاهات مختلفة، فيما يستمر التحقيق بالتعاون مع نظيرتها النروجية بعد إغلاق مطار أوسلو لساعات نتيجة تحليق مسيّرات مماثلة.

ويقع مطار كوبنهاغن على ساحل مضيق أوريسند بين السويد والدنمارك، وتم إغلاقه مساء الاثنين عند الساعة 20:30 وأعيد فتحه بعد منتصف الليل بقليل.

المصدر: أ.ف.ب.