الثلاثاء   
   14 10 2025   
   21 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 14:37

الصحافة اليوم: 14-10-2025

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 14 تشرين الاول 2025 في افتتاحياتها وصفحاتها الاولى الملفات والمواضيع الآتية:

الأخبار:

قلق من تصعيد إسرائيلي ضدّ لبنان… وأميركا تُريد المفاوضات | أوروبا تبحث: كيف نُبقِي قواتنا في الجنوب بعد عام؟

جاء استبعاد لبنان عن قمّة شرم الشيخ أمس ليؤكّد أنْ لا مقعد له، حتى بين المتفرّجين، وأنه ليس مشمولاً بخطة «السلام الكبير»، التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وعزّز تغييب لبنان الانطباع بأنه لم يعد على رادار الأولويات، وليس جزءاً من الحل في المنطقة. لكنّ ترامب قرّر أن «يُبرِّد» قلوب «مُحبِّيه وداعميه» بأن تطرَّق، ومن داخل الكنيست الإسرائيلي، إلى ملف لبنان. فقال إن «حزب الله هو خنجر ضربَ إسرائيل ونهيناه»، مشدّداً على دعمه «نزع السلاح وحصره بيد الدولة وبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها»، إلى جانب دعمه رئيس الجمهورية جوزيف عون، الذي اعتبر أنه «يقوم بعمل رائع».

في المقابل، أكّد عون أن على إسرائيل «وقف عدوانها على لبنان، ليبدأ مسار التفاوض»، مشيراً إلى أن عدوان المصيلح السبت الماضي «هو خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضدّ لبنان، في وقت تقيّد لبنان بالاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في تشرين الثاني الماضي». وقال عون إنه «سبق للبنان أن تفاوض مع إسرائيل برعاية كلّ من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية، فما الذي يمنع أن يتكرّر الأمر نفسه لإيجاد حلول للمشاكل العالقة، ولا سيما أن الحرب لم تؤدّ إلى نتيجة».

من هذه النقطة انطلقت النقاشات على نطاق أوسع حول سيناريوهات بدأ التداول فيها منذ الإعلان عن التوصّل إلى اتفاق في غزة حول ما يُحضّر للبنان في حال رفض حزب الله تسليم سلاحه. وبدأ الفريق الأميركي في لبنان الترويج لفكرة أن نموذج غزة قد يتكرّر في لبنان إذا فشلت الدولة في تنفيذ المطلوب منها. وقد عزّز اعتداء المصيلح الأخير هذه الخشية، خصوصاً أن بوادر التصعيد لم تتأخر لتطلّ برأسها بالتزامن مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة، وهو ما فُسِّر كرسالة بأن إسرائيل مستعدّة لاستئناف الحرب على لبنان.

من الواضح أن لبنان يتهيّب المرحلة المقبلة، مع احتمال أن يكون العدو يفكر في خوض جولة جديدة، بهدف تحويل جنوب الليطاني إلى منطقة عازلة. ويُنقَل عن أركان السلطة قلقهم من أن تكون الأيام المقبلة صعبة جداً، إن لم يكن على الصعيد العسكري، فعلى الصعيد السياسي، إذ سيزداد حجم الضغوط لدفع لبنان إلى القبول بما طلبته واشنطن وتل أبيب، وهو التفاوض المباشر وتقديم التنازلات كما حصل مع حركة «حماس» في غزة، فضلاً عن إمكانية فرض عقوبات على شخصيات سياسية بهدف الضغط عليها.

وقالت مصادر مطّلعة إنه نُقل أخيراً عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «واشنطن بدأت تفكر في اليوم التالي لجنوب لبنان كما حصل في غزة، وهناك تصوّرات قيد البحث من بينها إمكانية تسليم الجنوب لقوة دولية، ولا سيما بعد مغادرة اليونيفل، وقد تكون هذه القوات أميركية إلى حين الانتهاء من حلّ الملفات العالقة، ولا سيما موضوع الترسيم البري».

ويُشار، في هذا السياق، إلى أن جهات أوروبية نافذة، تحدّثت عن اتصالات جارية بين دول في الاتحاد الأوروبي عن الصيغة الأنسب، لضمان بقاء قواتها العاملة ضمن «اليونيفل» في لبنان، بعد انتهاء مهامها نهاية العام المقبل.

وهو مشروع، يحتاج إلى بحث كبير، لأن نشر قوات أوروبية، لا يحصل بقرار من الأمم المتحدة، بل باتفاق بين لبنان والاتحاد الأوروبي مجتمعاً أو مع كل دولة على حدة، مع العلم أنه يجب فهم الأسباب الموجبة لبقاء هذه القوات في لبنان، وفي الجنوب على وجه الخصوص، ولا سيما أن إسرائيل لم تعد تثق بأي قوة من خارج النادي الأميركي المباشر. وهو نادٍ يضم دولاً لا ترسل جنودها إلى لبنان في حالته الراهنة.

يبقى كل ذلك عالقاً، بانتظار وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى. ووفقاً للمصادر المطّلعة، فإن «السفير الجديد يحظى بدور كبير على عكس أسلافه الذين هُمّشوا بسبب الموفدين الدوليين، والمعلومات تتحدّث عن أن عيسى سيكون له نشاط استثنائي في المرحلة المقبلة بشأن الوضع بين لبنان وإسرائيل».

في هذه الأثناء، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية تقريراً، قالت فيه إن «علينا أن نوجّه أنظارنا نحو الشمال؛ فبعد وقف إطلاق النار مع حزب الله، الذي قوبل بانتقادات، أصرّت الحكومة والجيش على تنفيذ وثيقة التفاهم الجانبي، التي تمنح الجيش حرّيّة تصرف تامة ضد أيّ نشاط من حزب الله يعيد تهديد سكان الجليل».

وأضافت أنه «لم تعد السياسة قصّ العشب ولا الاحتواء ولا محاولة منع التصعيد، فالواقع الجديد الذي نراه بوضوح وراء السياج هو فرض واقع أمني حازم ويومي لا مساومة فيه.

وتواجَه محاولات حزب الله لرفع رأسه، وإعادة بناء نقطة مراقبة، وتهريب أسلحة، أو حتى الاقتراب من البنية التحتية الإرهابية التي أعدّها ودُمّرت، بردٍّ هجومي، إذ إن الجيش الإسرائيلي يقف على الخطوط الأمامية وما وراءها، وفي مواجهة السكان، ويبادر ويهاجم ويقتلع كل جذور الإرهاب. وهذا النموذج يثبت فاعليته، ويجب أن يكون الواقع الوحيد الذي نسعى إليه، ونتبنّاه الآن أيضاً في الجنوب إزاء غزة».

احتفالية ترامبية لنعي المقاومة | أميركا للعرب: «نظّفوا وراء إسرائيل»

منذ ما قبل وصوله إلى شرم الشيخ، للمشاركة في القمّة التي أُطلق عليها اسم «السلام 2025»، حدّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، موقع العرب في الشرق الأوسط الذي يريده ما بعد حرب غزة، حين قال في خطابه أمام «الكنيست» الإسرائيلي، إنّ الدول العربية والإسلامية التي تبنّت خطّته لوقف الحرب في قطاع غزة، ما كان بإمكانها أن تفعل لولا ما سمّاه «إضعاف إيران وتدمير حزب الله وحماس بالقوة الأميركية والإسرائيلية»، بمعنى أنها كانت ستخاف من تبعات تلك الموافقة، مقرّاً بأنّ الدور الذي أراده للدول المذكورة، وحقّقه، كان الضغط الذي مارسته على «حماس» للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

بهذا التوجّه الذي أضيف إليه اصطحابه كل أركان إدارته، وتسميته إياهم بالأسماء، وتحديده الأدوار التي قاموا بها في هذه الحرب إلى جانب إسرائيل، بدا أنّ ترامب يقارب مسائل الشرق الأوسط، من موقع الشراكة الكاملة مع إسرائيل، وأنّ الخلافات التي اعترف بوجودها مع رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، هي مجرّد تفصيل ضمن هذه الصورة. وفي الأساس، لم يكن ترامب، ليتوجّه إلى شرم الشيخ، لولا أنه يريد توريط الدول المشاركة في استكمال تطبيق خطّته، ولا سيّما مهمّة نزع سلاح فصائل المقاومة، وهو ما فشلت إسرائيل في تحقيقه بالحرب، مقابل الضمانات التي أعطاها هو بوقف العدوان، رفعاً للحرج الذي أصاب الأنظمة الحليفة لأميركا.

لم يكن الجوّ في شرم الشيخ احتفالياً، كما كان في إسرائيل، وإن بدا أنّ ما جمع بين الحدثين هو حديث ترامب بلغة المنتصر، وتوجّهه في إسرائيل إلى «شركاء في النصر»، وفي شرم الشيخ إلى مجموعة من الحلفاء الذين حاول «الطبطبة» عليهم باعتبار أنهم على الجانب المهزوم بالفطرة، وذلك بوجود الشهود من الحلفاء الأوروبيين الذين لا يرتقون كثيراً، بنظره، عن العرب.

وبحسبه، فإنّ على جميع من شاركوا في القمّة، وهم ممثّلو 31 دولة ومنظمة دولية، الاضطلاع بمهمّة «تنظيف» ساحة المعركة وإعادة إعمار قطاع غزة «بصورة آمنة»، أي بما يوفّر أمن إسرائيل، واستكمال إدماج الأخيرة في المنطقة عبر توسيع «اتفاقات أبراهام». أمّا فقراء الدول التي لا تملك قدرة على الدفع، فوجودها كان لزوم إكمال النصاب العربي والإسلامي، والتوقيع على صكّ الهزيمة، ولو اقتصر الموقّعون، باسم المجتمعين، على تركيا ومصر وقطر باعتبارهم الوسطاء، إلى جانب الولايات المتحدة.

حتى في الشكل، كان ترامب وصل متأخّراً عدّة ساعات عن الموعد المحدّد للقمّة، وبالتالي لم يُتح لبعض الزعماء التحدّث في أثناء الجلسة المغلقة، فيما شهدت القاعة التي احتضنت القمّة حالاً من التململ بين القادة والرؤساء الذين وصلوا في الصباح الباكر. وفي المضمون، تناولت المناقشات الدور الذي يمكن أن تقوم به كل دولة؛ وبينما أبدت فرنسا استعدادها لتأدية دور أكبر إلى جانب بريطانيا، بما في ذلك إمكانية إرسال قوات لتكون ضمن القوات الدولية، اتّجه الألمان إلى الحديث عن دعم ومساندة من دون قوات، على الأقل في المرحلة الأولى، وفتحت إيطاليا بدورها كافة الخيارات لدعم مسار التهدئة.

كذلك، تناولت المناقشات ضرورة استمرار الضغط لمنع ضمّ أراضٍ في الضفّة الغربية، في وقت تحدّث فيه المصريون عن أنّ سلاح المقاومة سيكون ضمن نقاشات الفرق الفنّية التي ستبدأ العمل في المرحلة التالية، مع ضرورة إيلاء دور أكبر للسلطة الفلسطينية التي ستعمل على تقديم وجوه جديدة قادرة على إدارة المشهد باعتبارها جزءاً من خطّة التهدئة. على أنّ المسؤولين المصريين لم يخفوا مخاوفهم من إخلال إسرائيل بالاتّفاقات، في حين كرّروا مع القطريين «التزامهم» بضمان عدم تنفيذ المقاومة أي أعمال تجاه إسرائيل.

أمّا اتصال ترامب، من القاعة بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، فعكس الاهتمام الأميركي ليس فقط بتمويلات دول الخليج لإعادة إعمار غزة، وتحديداً السعودية والإمارات، ولكن أيضاً بتوسيع «اتّفاقات أبراهام» وتطبيع العلاقات السعودية – الإسرائيلية، بما يفتح الباب أمام دول أخرى للانضمام إلى هذه الاتّفاقات.

وبحسب مسؤول في الخارجية المصرية، تحدّث إلى «الأخبار»، فإنّ «قنوات التواصل مع السعودية والإمارات ستعود بشكل سريع من أجل مشاركتهما في المزيد من الإجراءات الداعمة لاتفاق التهدئة، بعد توتّر دفع إلى غياب ابن سلمان و(رئيس الإمارات، محمد) بن زايد عن القمّة»، وإنّ «الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد يقوم بجولة خليجية لعقد لقاءات مباشرة ما لم تحدث انفراجة سريعة».

وعلى الهامش، جرى حديث مطوّل بين الرئيسين المصري، السيسي، والفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول غزة ولبنان، في وقت كانت لافتة فيه النقاشات التي أجراها ماكرون مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي التقى، بدوره، مع مسؤولي الاستخبارات المصرية. وتناول هذا اللقاء مسألة تدريب الكوادر الفلسطينية في مصر والأردن، ليكونوا قادرين على تولّي زمام الأمن في غزة، في وقت تتطلّع فيه القاهرة إلى دعم دولي عبر الأمم المتحدة، وشراكات «أمنيّة واستراتيجية» ستوفّرها الولايات المتحدة ودول أوروبية، لإنشاء قوات دولية من عدّة بلدان، غالبيّتها إسلامية.

وحول الجدل الذي صاحب الإعلان عن تلقّي نتنياهو، دعوة عبر الهاتف من الرئيس المصري في أثناء محادثة بين السيسي وترامب، في أثناء وجود الأخير في القدس المحتلة، فإنّ الاعتذار بداعي «الأعياد اليهودية» وجدته القاهرة فرصة لإنجاح المؤتمر بشكل أكبر لاعتبارات عدّة، في مقدّمها التحفّظات العربية التي كانت ستفرض نفسها على المشهد الختامي للقمّة.

وقال مسؤول مصري، لـ«الأخبار»، إنّ القاهرة عندما وجّهت الدعوة إلى نتنياهو، بطريقة غير متوقّعة، كانت تنوي استغلال فرصة حضوره وعقد لقاء مغلق بينه وبين عباس والرئيس الأميركي. وأضاف أنّ مكتب نتنياهو، تحدّث إلى المسؤولين في الرئاسة المصرية، عن بعض التفاصيل قبل أن يعلن اعتذاره عن الحضور، مشيراً إلى أنّ الاعتذار ربما حدث بسبب عدم رغبة نتنياهو، في مناقشة «حلّ الدولتين» بشكل قد يؤثّر عليه سلباً في الداخل الإسرائيلي. ورغم أنّ البيان الختامي للقمّة تضمّن التأكيد على «مسار حل الدولتين والدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967»، إلا أنّ هذا الأمر لم يحضر في النقاشات الجوهرية التي تركّزت على مؤتمر إعادة الإعمار في غزة، فحسب.

البناء:

ترامب للكيان مبروك النصر… نحن شركاء الإبادة… وللعرب هاتوا أموالكم وطبّعوا

الاتفاق يوقف الحرب بلا أفق حلّ القضية الفلسطينية وسلاح المقاومة عنصر تفجير

فشل عربي إسلامي أوروبي بانتزاع كلمة من ترامب حول حلّ الدولتين وفلسطين

انتهى اليوم الأميركي الطويل بصورة واضحة حول حقيقة الموقف الأميركي، كما أعلنه الرئيس دونالد ترامب، بما لا يقبل التأويل، حيث وقف الحرب على غزة ليس مجرد وقف للنار لفتح طريق البحث عن حل سياسي، بل وقف نهائي للحرب لأن «إسرائيل» خسرت قواعدها وقوّتها في الغرب وصولاً إلى أميركا، مبشّراً الإسرائيليين بأنهم سوف يخرجون من العزلة ويستعيدون مكانتهم وعلاقاتهم وسمعتهم مع وقف الحرب، ولأن وقف الحرب مصلحة أميركية إسرائيلية كما كانت الحرب، تباهى ترامب ودعا الإسرائيليين للتباهي بما أسماه بالنصر، وهو عملياً كان النجاح بقتل 100 ألف فلسطيني أغلبهم نساء وأطفال وشيوخ، وتدمير 90% من مساكن غزة ومستشفياتها ومدارسها وبناها التحتية، مؤكداً مشاركته في حرب الإبادة بتقديم كل أنواع السلاح والدعم المالي والدبلوماسي والقانوني، واعداً بأن وقف الحرب ليس طريقاً نحو حل سياسي تشكل الدولة الفلسطينية وحل الدولتين جزءاً منه، وهو يتباهى بأنه وافق على ضم القدس وجعلها عاصمة ونقل سفارة أميركا إليها، ويتجاهل أي حديث عن الضفة الغربية، وتبقى غزة تحت عهدة مجلس دوليّ برئاسته مقاطعة بلا هوية، مجرد جغرافيا وسكان تتاح لهم فيها شروط البقاء على قيد الحياة، بمقدار تخليهم عن هويتهم الوطنية والسلاح، وعندما انتقل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى شرم الشيخ متعمّداً ترك حكام 20 دولة ينتظرون لساعتين وهو يلقي خطابه أمام الكنيست، تعمّد معاقبتهم على عدم حضور بنيامين نتنياهو معه، كم كان قد خطط لذلك فتصرّف بفظاظة في مخاطبة العرب بلغة تختصرها معادلة، أنتم اثرياء هاتوا أموالكم وطبّعوا.
حكام الدول المشاركة وهم من المؤيدين لقيام دولة فلسطينية لم يسمعوا كلمة من ترامب تلاقي دعواتهم، وانتهت القمة على مجرد وقف الحرب وفتح الباب للإعمار بشرط نجاح حكام الدول العربية والاسلامية بنزع سلاح المقاومة، لأن ترامب لا يرى في غزة جزءاً من الشعب الفلسطيني الذي يناضل لنيل حقوقه، هو لا يعترف بوجود وطن فلسطيني، وبعدما أهدى القدس لكيان الاحتلال وامتنع عن ذكر الضفة الغربية، محتفلا بعودة الأسرى الإسرائيليين، بينما احتفل الفلسطينيون بعودة أسراهم دون أن يضيعوا وقتهم بالاستماع إلى كلمتي ترامب في الكنيست وشرم الشيخ، بانتظار اتضاح معالم مرحلة وقف الحرب، وكيف سوف يواصل الإسرائيليون حربهم على المقاومة عندما يقررون أن مساعي نزع السلاح قد فشلت ويحصلون من ترامب على الضوء الأخضر لتطبيق نموذج لبنان على غزة، بينما فشل ترامب في إيقاف الملاحقة القضائية بحق نتنياهو في الكيان، وربما يكون قد نجح في فتح الطريق أمام حكومة ائتلافية بين نتنياهو والمعارضة بقيادة يائير لبيد، كما قالت تلميحات ترامب أمام الكنيست.

فيما تصدّرت زيارة الرئيس الأميركي دونالد وترامب إلى المنطقة الاهتمام المحلي والإقليمي والدولي، وبين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، توزعت وقائع الزيارة إلى الأراضي المحتلة والقمة الدولية الإسلامية العربية وإنجاز الدفعة الأولى من تبادل الأسرى بين «إسرائيل» وحركة حماس ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تردّدت أصداء الشق اللبناني من خطاب ترامب في بيروت وانطلق سيل التحليلات عن مراميه ومعانيه وأبعاده وما إذا كان مجرد موقف أو حثّ للحكومة اللبنانية على الاستمرار بخطتها لحصرية السلاح، أم لإرضاء «إسرائيل» بأنها حققت إنجازات في لبنان بالقضاء على حزب الله لمنح رئيس حكومة الاحتلال جرعة دعم معنوية وسياسية بعد إخفاقه في حرب العامين في غزة. وعلمت «البناء» من أوساط دبلوماسية غربية أن الملف اللبناني سيتحرّك في وقت قريب، وسيكون الملف التالي بعد غزة، ولا يعني أننا سنشهد حرباً كالحرب السابقة بين لبنان و»إسرائيل»، لكن التوجه الإسرائيلي إلى رفع وتيرة التصعيد بعد الانتهاء من تطبيق المراحل الأولى من «وثيقة غزة» التي وقعها ترامب ومعه 20 دولة أمس، في شرم الشيخ. وأوضحت الأوساط أن التداعيات العسكرية والأمنية والسياسية لاتفاق غزة لن تلفح لبنان فحسب، بل المنطقة برمّتها، وستعمل الدبلوماسية الأميركية على تسريع وتيرة الحلّ في لبنان عبر زيارات مكثفة للموفدين الأميركيين، ومن المحتمل أن تزور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس بعد بدء السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى مهامه الدبلوماسية رسمياً، على أن تعمل واشنطن على إعادة تفعيل عمل «الميكانيزم» والضغط على جميع الأطراف لضبط الحدود وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، بعد مسلسل التصعيد الإسرائيلي الأخير لا سيما الاعتداء على المدنيين ومصالحهم في المصيلح.
فيما حذّرت جهات سياسية عبر «البناء» من ذهاب «إسرائيل» إلى جولة تصعيد عسكرية ـ جوية أوسع على لبنان، لحرف الأنظار والأضواء الإعلامية عن رضوخ «إسرائيل» لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والرهائن عبر مفاوضات مع حماس وليس بالقوة العسكرية، ولمنع أي انقسامات سياسية في الداخل الإسرائيلي حول اتفاق غزة، وذلك عبر شن حرب خارجية.
ورأى الرئيس الأميركي خلال خطابه في «الكنيست» الإسرائيلي أنّ «حزب الله هو خنجر ضرب «إسرائيل» وأنهيناه والرئيس اللبناني يعمل على سحب السلاح وحصره بيد الدولة ونحن ندعم الرئيس لبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها وهناك أمور جيّدة تحدث في لبنان».
وبرأي مصادر سياسية فإنّ خطاب ترامب عن لبنان مليء بالمغالطات والأخطاء، والأرجح يعلم بأنّ حزب الله لم ينتهِ وإلا لماذا كلّ هذا الضغط الأميركي والغربي والعربي على الحكومة والدولة اللبنانية لنزع سلاح الحزب؟ ولماذا تستمر «إسرائيل» بحرب القتل والتدمير والاغتيالات وتهدّد بحرب أوسع مع توغل برّي لتدمير البنية التحتية العسكرية والصاروخية للحزب؟ ولفتت المصادر لـ»البناء» إلى أنّ ترامب يبحث عن إنجازات وهمية لإضافتها إلى سجله بأنه أوقف الحرب على ثماني جبهات بثمانية أشهر، وأنه أزال كلّ التهديدات لأمن «إسرائيل»، وقام بتضليل الرأي العام الإسرائيلي واسترضاء اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة والعالم. وتساءلت المصادر: إذا كان الغزل السياسي الترامبي برئيس الجمهورية اللبناني حول حصرية السلاح وحديثه عن أمور جيدة تحدث في لبنان، يعكس رضى أميركياً عن الدولة اللبنانية، فلماذا لا يوقف ترامب ضغط إدارته ووزارة خارجيته ومبعوثيه عن لبنان؟ ولماذا لم يوقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان منذ 27 تشرين الثاني الماضي أي منذ حوالي عام؟
وإذ أفادت معلومات «البناء» أنّ تشاوراً رئاسياً يحصل بين الرؤساء الثلاثة بشكل مباشر وغير مباشر لمواكبة أمرين: الأول التطورات العسكرية والأمنية الخطيرة خلال الأيام القليلة الماضية أكانت الاعتداءات الإسرائيلية على المصيلح خصوصاً وإحباط مخطط كبير لعمليات إرهابية في الضاحية الجنوبيّة خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيد حسن نصرالله، والملف الثاني هو مواكبة تطورات المنطقة وما يجري في شرم الشيخ وتداعيات توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وانتهاء الحرب في غزة على لبنان والاستعداد لعروض أميركية جديدة ومفاوضات تستكمل تطبيق الورقة الأميركيّة وخطة الجيش وتعيد إحياء لجنة الإشراف الخماسية في الجنوب.
وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون أنه سبق للدولة اللبنانية أن تفاوضت مع «إسرائيل» برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تمَّ الإعلان عنه من مقرّ قيادة «اليونيفيل» في الناقورة. فما الذي يمنع أن يتكرَّر الأمر نفسه لإيجاد حلول للمشاكل العالقة، لا سيّما أنّ الحرب لم تؤدّ إلى نتيجة؟ فـ «إسرائيل» ذهبت إلى التفاوض مع حركة «حماس» لأنه لم يعُد لها خيار آخر بعدما جرّبت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بدّ من التفاوض، أما شكل هذا التفاوض فيُحدّد في حينه. وسئل الرئيس عون عمَّا اذا كان لبنان في خطر، فأجاب «لبنان ليس في خطر إلا في عقول بعض الذين يتخذون مواقف نقيض الدولة، ولا يريدون أن يروا بأن لبنان يقوم من جديد، لا سيما أنّ كل المؤشرات الاقتصادية إيجابية، المشكلة في لبنان أن البعض يريد حلولاً سريعة، لكن 40 سنة من الأزمات المتتالية والتعثر لا يمكن إنهاؤها بسرعة».
وعن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، أجاب الرئيس عون ««إسرائيل» مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا، ولعلّ قصف الجرافات وآليات الحفر في المصيلح يوم السبت الماضي خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، في وقت تقيَّد لبنان بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي، وطالبنا مراراً بتدخل أميركي وفرنسي لكنهما لم تتجاوبا. الآن نأمل أن نصل إلى وقت تلتزم فيه «إسرائيل» وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض لأنّ هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب إلا نعاكسه».
بدوره، أشار رئيس الحكومة نواف سلام في تصريح له، إلى أنه «بينما حكومتنا ملتزمة بمضمون إعلان وقف العمليات العدائية لشهر تشرين الماضي، وهي تعمل جاهدة على بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية وعلى حصر السلاح، ما زالت البلاد تتعرّض لاعتداءات إسرائيلية شبه يومية. لذلك، أدعو الأشقاء والأصدقاء الإقليميين والدوليين إلى مشاركتنا العمل من أجل وقف هذه الاعتداءات وانسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من الأراضي اللبنانية، ومساعدتنا في اعادة الإعمار، مما يساهم ليس في استقرار لبنان فحسب، بل في استقرار المنطقة بأسرها».
وكان سلام كتب عبر حسابه على «اكس»: «ما تعرّض له المهندس طارق مزرعاني، منسّق تجمّع أبناء القرى الجنوبية الحدودية، من تهديد مباشر عبر مكبّرات صوت من مسيّرة إسرائيلية، مدانٌ بأشدّ العبارات. ولا يسعني في هذا السياق إلا أن أجدّد التزام الحكومة الكامل بإعادة الإعمار وبحقّ جميع أبناء الجنوب، ولا سيّما سكان القرى الحدودية، في العودة الآمنة والمستدامة إلى بلداتهم وقراهم».
ووضع مصدر نيابي في الثنائي الوطني، العدوان الإسرائيلي الأخير على المصيلح في إطار سعي الاحتلال إلى إعاقة إعادة الإعمار في الجنوب وضرب كلّ القطاعات والمصالح والأشخاص والأدوات التي تستخدم في إعادة إعمار القرى الحدودية لتكريس واقع جغرافي وديموغرافي وسياسي جديد على الحدود، وتيئِيس بيئة المقاومة وأهالي الجنوب من العودة إلى قراهم، وذلك للضغط عليهم وتشديد الحصار عليهم لتأليبهم على المقاومة حتى تخرج البيئة منتفضة على السلاح وتدعو إلى تسليمه. وشدّد المصدر لـ»البناء» على أنّ بيئة المقاومة الصابرة والصامدة والتي خبرت واختبرت بكافة المحطات والظروف الصعبة لن تفرّط بإنجازات المقاومة خلال العقود الأربعة الماضية ولن تبيع كرامتها مقابل إعادة إعمار منازلها وبالتالي لن تقايض السلاح بإعادة الإعمار. ورأى المصدر أنّ ملف إعادة الإعمار أهمّ تحدّ للحكومة والدولة اللبنانية لإثبات جديتها وجدوى دورها والخيار الدبلوماسي في منع العدوان وتحرير الأرض، وإلا لن نسمح بعد الآن لأحد بالطلب من المقاومة تقديم خطوات جديدة أو تسليم السلاح في شمال الليطاني، مضيفاً: بعد الانسحاب الإسرائيلي ووقف العدوان وإعادة الأسرى وتثبيت الحدود يصار إلى إقامة حوار وطني صريح حول كافة المسائل والقضايا الوطنية لا سيما الواردة في اتفاق الطائف ولم تطبق، ومن ضمنها حصرية السلاح بيد الدولة.
وأشار قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على المواطنين، واستهدافه الممتلكات والمنشآت المدنية، وآخرها في منطقة المصيلح في الجنوب، مشيراً إلى أنّ هذه الاعتداءات تتسبّب بسقوط شهداء وتُخلّف أضراراً مادية كبيرة، وتمثل تهديداً مستمراً للبنان، وخرقاً فاضحاً للقوانين الدولية واتفاق وقف الأعمال العدائية.
وخلال تفقده قيادة لواء المشاة العاشر في بلدة كفرشخنا ـ زغرتا اعتبر أنّ أمن لبنان مُصون بفضل احتراف العسكريين وصلابتهم وعزيمتهم وإصرارهم على أداء الواجب عن قناعة وإيمان رغم صعوبة المرحلة الحالية، وأنّ المؤسسة العسكرية تبقى محلّ إجماع اللبنانيين وثقة الدول الشقيقة والصديقة، وبفضل تفانيهم. وقال مخاطباً العسكريين: «لكلّ منكم دوره الأساسي في استمرار الجيش الذي يتولى مهمات جساماً ونوعية في الداخل وعلى امتداد الحدود، فلا مجال أمامنا للضعف أو التهاون، حيث إن الجيش يجسّد الأمان بالنسبة إلى المواطنين وإنه لن يتوانى عن تقديم التضحيات من أجل خلاص لبنان».
بدوره، أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، أنّ السلاح ليس هواية نضحّي بها بأبنائنا وندفنهم تحت التراب، متسائلاً: «هل وجدنا من يدافع عنّا في وجه العدوّ كي لا نستخدم السلاح؟». وقال: «الدين عدالة وليست هناك عدالة مجتزأة. ونتمنى لهذه الثقافة أن تكون هي السائدة بيننا في لبنان. فنحن شعب واحد ومصلحتنا واحدة». وأضاف: «لن يبقى بلد إذا لم نؤمن بهذه الثقافة. وسيكون ذلك في مصلحة «إسرائيل» التي لا تلتزم بعهود ومواثيق.. «الإسرائيلي» يعلن صراحة أطماعه بأرضنا ومياهنا ويطرح شعار «إسرائيل الكبرى»، لذلك لا يمكن أن نكون حياديين في هذه الحالة».

عون للتفاوض في «زمن التسويات» وسلام يطالب القمة بدعم لبنان لإنهاء الإحتلال

الرئيس الأميركي يرحِّب بـ«حصر السلاح»: حزب الله خنجر ضرب إسرائيل وأنهيناه

كما هي القاعدة الذهبية المعروفة: حرب، فوقف نار، فمفاوضات فإتفاقيات أو معاهدات جديدة.

لم تخرج حرب غزة أو ما عُرف بـ«طوفان الاقصى» مع ما ترتَّب عليه من جهات اسناد عن هذه القاعدة، شبه الثابتة، فلبنان الذي سبق غزة الى توقيع اتفاق لوقف النار لم تحترمه اسرائيل لتاريخه، فهي حافظت على احتلالها 5 نقاط او تلال او اكثر، ولم تطلق سراح الاسرى، ولم تسمح باعادة الاعمار، ولم توقف الاعتداءات والغارات والاستهدافات للاشخاص والآليات والمنازل والمزروعات، وحتى الطرقات.. والعصافير المهاجرة..

ومع ذلك، بقي السؤال الملحّ والمثير: لماذا لم يُدعَ لبنان الى قمة شرم الشيخ وهو المعني، كسواه وأكثر من دول الشرق الاوسط بالصراع في الشرق الاوسط؟!

في غزة، انجزت الخطوة الاولى من خطة ترامب (الرئيس الاميركي) بادخال المساعدات ووقف النار، وتبادل الاسرى والمحتجزين من الاسرائيليين والفلسطينيين، امتداداً الى قمة السلام في شرم الشيخ التي كان بطلها الرئيس دونالد ترامب، محاطاً بزعماء عرب ومسلمين واوروبيين من اجل احلال السلام، وانعاش الاتفاقيات الابراهيمية في عموم الشرق الاوسط، الذي لن يشهد حرباً عالمية ثالثة، على حدّ تعبير سيد البيت الابيض..

وحسب معلومات «اللواء» فإن لبنان الرسمي يترقب الخطوات المقبلة بعد الاتفاق الامني في غزة وكيف سيتطور بعد كلام ترامب ومؤتمر شرم الشيخ عن تحقيق السلام في المنطقة وبدء البحث في اعادة اعمار قطاع غزة. ولم يتلقَّ المسؤولون اي اتصال خارجي بخصوص الخطوات المقبلة ولا كيف سيتم التعامل مع اوضاعه واين مكانه في حركة التسوية الجارية ولو ببطء. وكيف سيكون شكل هذه التسوية؟. لذلك فالانتظار اللبناني هو سيد الموقف، لكن مع ترقب ما سيقوم به الجانب الاميركي مع كيان الاحتلال الاسرائيلي لوقف اعتداءاته المتصاعدة على لبنان، وبإنتظار انتهاء مهلة الشهرين المعطاة لجمع السلاح جنوبي نهر الليطاني.

وقال ترامب في كلمته، خلال توقيع وثيقة «اتفاق غزة في شرم الشيخ: حزب الله هو خنجر ضرب اسرائيل وأنهيناه»، مضيفاً الرئيس اللبناني يعمل على سحب السلاح وحصره بيد الدولة، ونحن ندعمه، وهناك امور جيدة تحدث في لبنان.

وفي الكنيست قال ترامب حول لبنان: «ندعم رئيسه الذي يعمل على سحب سلاح حزب الله وحصره بيد الدولة لبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها، والرئيس عون يقوم بعمل رائع وهناك أمور جيّدة تحدث في لبنان».

ولاقاه السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بالقول: من الضروري أن ينجح لبنان في نزع سلاح حزب الله قبل أن يعمّ السلام الحقيقي في المنطقة. ويجب أن تكون المنطقة والعالم مستعدين لمساعدة لبنان في هذا المسعى المهم.

ولئن شهد الجنوب والمناطق الاخرى، توقفاً ملحوظاً في الاعتداءات والاغتيالات، ما خلا تحليقاً للمسيَّرات في اجواء بلدات اقليم التفاح على علو متوسط، وفوق عدد من بلدات النبطية والزهراني، وتحريض اسرائيلي مكشوف ضد الناشط الجنوبي (من سكان حولا الحدودية) طارق مزرعاني والتهويل والتحريض على قتله، فإن لبنان الذي رحب بما جرى في غزة، طالب بلسان الرئيس نواف سلام قمة شرم الشيخ الى ان تساهم في فتح افق جديد في المنطقة، مطالباً الاشقاء والاصدقاء الى مشاركة لبنان العمل من اجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية وانسحاب جيش الاحتلال من كامل الاراضي اللبنانية واطلاق الاسرى، والمساهمة في اعادة الاعمار.

وذهب الرئيس جوزف عون الى ابعد من ذلك الى الاعلان انه في حين ان المنطقة تسير نحو التفاوض لارساء السلام والاستقرار، وهي تعطي نتائج، ولا يمكن ان نكون خارج المسار القائم في المنطقة، وهو مسار «تسوية الازمات» ولا بدّ من ان نكون ضمنه، اذ لم يعد في الامكان تحمل المزيد من الحرب والدمار والقتل والتهجير».

 سبق للدولة اللبنانية ان تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما اسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تمَّ الإعلان عنه من مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة. فما الذي يمنع ان يتكرَّر الامر نفسه لايجاد حلول للمشاكل العالقة، لاسيما وأن الحرب لم تؤدِّ الى نتيجة؟ 

اضاف:اسرائيل ذهبت الى التفاوض مع حركة «حماس» لانه لم يعد لها خيار آخر بعدما جربت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بد من التفاوض، اما شكل هذا التفاوض فيحدد في حينه.

وسئل الرئيس عون عمَّا اذا كان لبنان في خطر، فأجاب «لبنان ليس في خطر الا في عقول بعض الذين يتخذون مواقف نقيض الدولة، ولا يريدون ان يروا بأن لبنان يقوم من جديد، لاسيما وأن كل المؤشرات الاقتصادية إيجابية، المشكلة في لبنان ان البعض يريد حلولا سريعة، لكن 40 سنة من الازمات المتتالية والتعثر لا يمكن انهاؤها بسرعة.

وعن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، أجاب الرئيس عون: «إسرائيل مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا، ولعل قصف الجرافات وآليات الحفر في المصيلح يوم السبت الماضي خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، في وقت تقيَّد لبنان بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي، وطالبنا مرارا بتدخل أميركي وفرنسي لكنها لم تتجاوب. الان نأمل ان نصل الى وقت تلتزم فيه إسرائيل وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض لان هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب الا نعاكسه».

والتقى الرئيس عون نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري الذي اطلعه على نتائج الاتصالات الجارية مع الجانب السوري لمعالجة الملفات قيد البحث، لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية السوري اسعد الشيباني الى بيروت الأسبوع الماضي. وأشار الرئيس متري الى حضور وفد قضائي سوري الى لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة للبحث في الملفات القضائية بين البلدين.

وفي السياق، أوضح السفير المصري علاء موسى، أن «لبنان حاضر في القمة بكل قوة، وتم التوافق على أن من يشارك هو من له علاقة في ما يحصل في غزة ويساهم في استقرارها وإعادة الإعمار فيها في المستقبل». 

وأضاف: على لبنان أن يُنهي مسألة حصر السلاح، ونرجو أن نستفيد من الجو العام في المنطقة وأن يستفيد منه لبنان.

وفي المواقف الحكومية، كتب رئيس الحكومة نواف سلام الموجود في باريس في زيارة خاصة عبر حسابه على «اكس»: «ما تعرّض له المهندس طارق مزرعاني، منسّق تجمّع أبناء القرى الجنوبية الحدودية، من تهديد مباشر عبر مكبّرات صوت من مسيّرة إسرائيلية، مدانٌ بأشدّ العبارات. ولا يسعني في هذا السياق إلا ان اجدد التزام الحكومة الكامل بإعادة الإعمار وبحقّ جميع أبناء الجنوب، ولا سيّما سكان القرى الحدودية، في العودة الآمنة والمستدامة إلى  بلداتهم وقراهم».

الميكانيزم غداً

وغداً، تعود «الميكانيزم» للاجتماع في الناقورة، والسعي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية والتحليق عبر المسيَّرات على كافة الاراضي اللبنانية.

المصدر: الصحف اللبنانية