الأربعاء   
   15 10 2025   
   22 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 22:54

وقف إطلاق نار بين باكستان وأفغانستان بعد مقتل العشرات في تجدد المواجهات الحدودية

قُتل عشرات الجنود والمدنيين مع تجدد المواجهات الحدودية بين باكستان وأفغانستان، الأربعاء، وفق مسؤولين من الجانبين، قبل إعلان إسلام أباد موافقة الجانبين على وقف لإطلاق النار لمدة 48 ساعة.

وجاء الإعلان في بيان لوزارة الخارجية الباكستانية بعد أسبوع من اندلاع العنف بين البلدين الجارين، عقب الانفجارات التي شهدتها أفغانستان الأسبوع الماضي، وقع اثنان منها في كابول، واتهمت باكستان بالوقوف وراءهما.

وأطلقت حكومة طالبان هجمات السبت عبر أجزاء من الحدود الجنوبية، فيما توعدت إسلام أباد بالرد بقوة. وتتهم باكستان أفغانستان بإيواء مجموعات مسلحة بقيادة طالبان الباكستانية، وهو ما تنفيه كابول.

وخلال المواجهات، تصاعدت سحب الدخان الأسود فوق كابول إثر انفجارين هزا العاصمة مساء الأربعاء. وأوضح المتحدث باسم حكومة طالبان أن الانفجارين ناجمان عن صهريج نفط ومحولات كهربائية، من دون ربطهما صراحة بالاشتباكات مع باكستان.

لكن مصدرًا أمنيًا باكستانيًا أفاد بأن إسلام أباد نفذت “ضربات دقيقة” في العاصمة الأفغانية، فيما تجابت سيارات الإسعاف وسط المدينة وانتشر زجاج المباني المتضررة، وفرضت قوات طالبان طوقًا على عدة شوارع.

وأعلنت باكستان وقف إطلاق النار بعد ساعة تقريبًا من وقوع الانفجارين، فيما أمرت حكومة طالبان الجيش بالالتزام بالهدنة.

وفي وقت سابق، اتهم الجيش الباكستاني طالبان الأفغانية بمهاجمة نقطتين حدوديتين في جنوب غرب وشمال غرب البلاد، مشيرًا إلى مقتل 20 مقاتلاً من طالبان في هجمات قرب سبين بولدك في ولاية قندهار الجنوبية، فضلاً عن سقوط 30 آخرين في المواجهات الليلية على طول الحدود الشمالية الغربية.

بدورها، أفادت طالبان بأن 15 مدنيًا قتلوا وأصيب العشرات بجروح قرب سبين بولدك، وأن “اثنين أو ثلاثة” من مقاتليها لقوا حتفهم، فيما أفاد مسؤولون بإصابة نحو مئة مدني، مؤكّدين عودة الهدوء إلى المنطقة بعد مقتل جنود باكستانيين والسيطرة على مواقع وضبط أسلحة، وهو ما وصفه الجيش الباكستاني بأنه “أكاذيب صارخة”.

ولم تعلن باكستان حصيلة قتلاها في المواجهات الأخيرة، لكنها أشارت الأسبوع الماضي إلى مقتل 23 من جنودها في الاشتباكات الأولى.

وتصاعدت الهجمات منذ الثلاثاء، حيث أُطلقت النار على منازل المدنيين في سبين بولدك، مما أسفر عن مقتل عائلة كاملة وإصابة أربعة أطفال، فيما أُغلقت المحال التجارية وفرّ العديد من السكان. وفي شامان، على الجانب الباكستاني من الحدود، وصف أحد السكان المواجهات بأنها “فوضى عارمة”، مؤكّدًا شعور النساء والأطفال بالرعب.

وفي حادث منفصل، قُتل سبعة جنود من قوات حرس الحدود في هجوم على نقطة تفتيش في بيشاور بولاية خيبر بختونخوا، وتبنّت جماعة مسلحة جديدة تُسمى “اتحاد المجاهدين” الهجوم.

وأكد وزير الدفاع الباكستاني أن الجهود لإقناع سلطات طالبان الأفغانية بالتوقف عن دعم حركة طالبان الباكستانية فشلت، مشيرًا إلى أن الحركة تتشارك العقيدة نفسها مع طالبان الأفغانية، وتتهم بقتل مئات الجنود منذ عودة طالبان إلى السلطة في كابول عام 2021.

وكانت المواجهات الأولى بين البلدين اندلعت مساء السبت، بعد أن أطلقت كابول عمليات عسكرية في خمس ولايات حدودية على الأقل، رداً على ضربات جوية نفذها الجيش الباكستاني، فيما أعلنت إسلام أباد الرد بقوة، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط عشرات القتلى على جانبي الحدود.

المصدر: أ.ف.ب.