الجمعة   
   17 10 2025   
   24 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 03:07

كتلة الوفاء للمقاومة: على الحكومة أن تضاعف جهودها لمنع الاعتداءات الإسرائيلية

أكدت كتلة الوفاء للمقاومة أن تصاعد واستمرار المجازر والاغتيالات والاعتداءات الإسرائيلية الإجراميّة على الأراضي اللبنانية، والتي ‏كان آخرها ‏الاستهداف اللئيم لمنشآت مدنيّة وتجاريّة في منطقة المصيلح إنما يرسل رسالة واضحة للبنان ‏واللبنانيين ولكل العالم بأنَّ ‏العدو لن يتوقف عن اعتداءاته لمنع أي محاولة لإعادة إعمار ما هدَّمته آلته الحربيّة ‏العدوانيّة.

موقف الكتلة جاء بعد جلستها الدوريّة بتاريخ 16 تشرين الأول/أكتوبر 2025 برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، حيث تداولت الكتلة في قضايا وشؤون نيابية وسياسية عدّة تتصل بلبنان وفلسطين والمنطقة.

وشددت على أن هذا ما يحتِّم على الحكومة ‏أن تُضاعف جهودها وتُفعِّل إجراءاتها، وأن لا تكتفي بالخطوة الأخيرة التي ‏جاءت في الاتجاه الصحيح، والمتمثِّلة أولاً ‏بحضور عددٍ من وزرائها المعنيين لمعاينة آثار العدوان وإعلان وقوفهم ‏إلى جانب المتضرّرين، وثانياً بالشكوى التي تقرر ‏رفعها إلى مجلس الأمن الدولي.

وقالت الكتلة “إنّ الحكومة يمكنها أن تستنفر ‏دبلوماسيتها عبر العالم وتحرّك صداقاتها الدوليّة لإدانة ‏العدو الصهيوني وجرائمه ضدّ لبنان ومواطنيه”.

كما شددت الكتلة على الأولويّات السياديّة التي يتوجّب أن تحكم مسار السياسة والمواقف والمقاربات في ‏البلاد من ‏أجل مواجهة الاحتلال وتحقيق الأمن والاستقرار فيها وهي وقف الأعمال العدائيّة من قبل العدو ‏الصهيوني والانسحاب من ‏كامل النقاط التي لا يزال يحتلّها في لبنان، وإعادة الأسرى وإطلاق الحكومة اللبنانية ‏لورشة إعادة الإعمار.

ودعت إلى الكتلة إلى التزام موقف وطني موحّد ضدّ العدو الصهيوني واعتداءاته وإدانة ما يبتدعه هذا العدو من حق ‏استباقي ‏فيما يدّعيه من تهديدات متجاوزاً للآليّات التي رسمها إعلان وقف النار.‏

وقال إن الإجراءات المتخذة من قبل هيئة التحقيق الخاصّة بوضع إشارات على أملاك بعض اللبنانيين الموضوعين ‏على ‏لوائح العقوبات الاميركية، وكذلك الإجراءات ضدّ الجمعيات الخيرية والأفراد الذين ينشطون في حقل ‏المساعدات ‏الاجتماعيّة لمساعدة القرى المدمّرة والمتضرِّرة بناءً للتعميم من حاكم مصرف لبنان وهم ليسوا على ‏لائحة العقوبات الأميركيّة ‏والوطنيّة هو تجاوز لحدّ القانون، وتعسف في استخدام السلطة، كما انه يشكل انحرافاً ‏خطيرا غير مسبوق في استهداف ‏شريحة متنوعة من اللبنانيين من دون أي وجه حق سوى الاستجابة لرغبات ‏الاميركيين ومحاولة استرضائهم.

وحذرت من مغبة الاستمرار في هذا النهج، ودعت الحاكم للمبادرة فورا ‏إلى تصحيح الموقف والعودة عن هذا القرار الخاطئ ‏والمجحف كونه يهدد الاستقرار الاقتصادي والامن ‏الاجتماعي، ويدخل البلد في دائرة من التوترات التي لا طائل منها، ‏ويشوِّه صورة العهد وشعاراته السياديّة.‏

كما وجهت الكتلة أسمى ايات التهنئة والتبريك لكشافة الإمام المهدي (ع) رئيسا وقيادات وكشفيين واهالي في كل ‏المناطق ‏والقطاعات والافواج ، وتعبر عن أسمى ايات الاعتزاز والفخر بهم جميعاً و”بأجيال السيّد” للفعالية ‏الاحتفالية الراقية التي ‏نظمتها الاحد الماضي في المدينة الرياضية والتي جاءت لتتوج احتفالية الذكرى السنوية ‏الاولى لارتقاء سيد شهداء الامة ‏السيد حسن نصرالله، وصفيه الهاشمي والقادة الشهداء والشهداء القادة وكل ‏الشهداء‎

ولفتت إلى أن هذه الاحتفالية الاستثنائية الفريدة ‏والمتميزة انما تجسد فعل التزام ووفاء لخط المقاومة ونهج قادتها، ‏وهي الدليل الساطع على الالتفاف الجماهيري الواسع حول ‏خيارات المقاومة وعمق ايمان الناس بصدق مواقفها ‏بما يشكل ضمانة حقيقية لحفظ كرامة وسيادة الوطن وعزة اهله.

أكدت كتلة الوفاء للمقاومة، أنّ الصراع مع العدو الصهيوني ما كان ولن يكون في يوم من الأيام صراع حدود، بل سيبقى صراع وجود، ما دام هذا الاحتلال العدواني الغاصب بإجرامه المدمّر ومخططاته التآمرية وأطماعه التاريخية محتلاً لترابنا اللبناني وأرضنا العربية والإسلامية، ويستمر في تهديد مقدساتنا المسيحية والإسلامية.

وأشارت الكتلة إلى أن غزّة نفضت بثبات وصمود أهلها الأسطوري، وببسالة وتضحيات مقاومتها الملحمية، عن نفسها غبار حرب الإبادة العدوانية الصهيونية المدعومة أميركياً بالكامل، والتي لم يكن لها أن تبدأ، فضلاً عن أن تستمر، لولا الغطاء السياسي الأميركي وجسر الإمدادات العسكرية الذي اعترف الرئيس ترامب من موقع الشريك بأنه قدّمه لحكومة المجرم نتنياهو، في حين نجح التلاحم بين أهل غزّة ومقاومتها في إفشاله، كما أفشل العديد من المخططات الإجرامية وسيناريوهات الترحيل والتفريغ وتهجير أهل القطاع إلى خارج فلسطين.

وأشارت الكتلة إلى أنّ قيادة العدو أُصيبت بخيبةٍ شديدة لأن شعارات العدوان التي أطلقها المجرم نتنياهو في بداية حربه العدوانية لم تتحقق، فأسرى العدو لم يعودوا بفعل قوّة جيشه كما وعد، وإنّما بفعل التفاوض مع حركة حماس كما تعهّدت الحركة. كذلك فإن مئات الأسرى الفلسطينيين، ولا سيما المحكوم عليهم بمؤبّدات عديدة، قد خرجوا إلى الحريّة، إضافة إلى العديد من الأسرى الأطفال والنساء.

ورأت الكتلة أنّ همروجة إحلال السلام فيما أسماه الرئيس الأميركي “منطقة الشرق الأوسط” والتي تغنّى بها سواء في الكنيست الصهيوني، حيث أكّد أمامه شراكة الولايات المتحدة في حرب الإبادة والتجويع ضد الفلسطينيين في غزّة، أو في شرم الشيخ بحضور عددٍ من رؤساء وزعماء وحكام عرب ومسلمين، لا تفصح عن أي التزام أميركي بحقوق الفلسطينيين، ولا تعدو كونها مسرحية فاشلة بإخراج رديء جداً، لم يقتنع بها مطلقوها، فضلاً عن أن تنطلي على أيٍ من شعوب المنطقة وفصائل مقاومتها وأحرار العالم وشرفائه.

وتوجّهت الكتلة بالتهنئة إلى الشعب الفلسطيني الصامد الصابر في غزّة، وإلى فصائل المقاومة كافةً، وعلى رأسها حركة حماس، معبّرةً عن اعتزازها وافتخارها بالملحمة الأسطورية التي خطّها المجاهدون الفلسطينيون على أرض غزة، والتي أجبرت العدو على الرضوخ لمطالب المقاومة. كما جدّدت تبريكاتها للشهداء الأبرار، وأعربت عن ثقتها المطلقة بأنّ حركة حماس وفصائل المقاومة سيقومون بكل ما يمكن لضمان الحقوق الفلسطينية.

كما هنّأت الكتلة الأسرى الأبطال رجالاً ونساءً وأطفالاً بانتزاعهم حريتهم من أسر الجلاد الصهيوني، مثمّنةً صبرهم وصمودهم وتضحياتهم وعذاباتهم طيلة فترة الأسر.

وأكدت الكتلة على أنّ ما قدّمه أهل غزة وأبطال المقاومة من بطولات وتضحيات وصبر وصمود وثبات، يشكّل نموذجاً فريداً وأمثولةً تحتذى لكل الشعوب والأحرار على مستوى العالم.

المصدر: العلاقات الاعلامية