الجمعة   
   17 10 2025   
   24 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 00:02

رئيس حركة حماس في الضفة الغربية: صفقة “طوفان الأقصى” من أعظم المحطات النضالية في تاريخ شعبنا

أكّد رئيس حركة حماس في الضفة الغربية زاهر جبارين، في كلمة ألقاها مساء اليوم الخميس، أن صفقة “طوفان الأقصى” ستُسجَّل من أعظم المحطات النضالية في تاريخ الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أنها كسرت قيد أكثر من أربعة آلاف أسير، بينهم 500 أسير محكومون مدى الحياة، وأُخرجوا رغمًا عن المحتل المجرم الفاشي، في مشهد مهيب يليق بشعب عزيز كريم مثل أبناء شعبنا الفلسطيني البطل.

وقال جبارين في كلمته: “للعدو المجرم نقول: حقوقنا الوطنية ليست للمساومة، والدولة الفلسطينية ليست منَّةً من أحد، بل هي حق لشعبنا”.

وأضاف أن العالم يقف اليوم أمام اختبار حقيقي، مؤكّدًا أن من يريد السلام للمنطقة عليه أن يبدأ بتطبيق الموقف الدولي الجامع بإقامة الدولة الفلسطينية، وإنهاء قضية الأسرى بضمان الإفراج عمن تبقّى منهم في سجون الاحتلال دون حروب.

وشدّد على أن بقاء الأسرى في السجون سيجعل جذوة الصراع مشتعلة، وأن ما تتعرض له “ضفة العياش” من محاولات ضمٍّ وتوسيع للاستيطان ومحاولات تهويد القدس، سيجعل برميل البارود في المنطقة قابلاً للانفجار والاشتعال.

وتوجّه جبارين برسالة إلى الأسرى قائلاً: “لرفقاء الأسر أقول، إن حريتكم أمانة في أعناقنا، وإن العمل على تحريركم هو عهدنا لكم، فقضيتكم هي قضية كل حرٍّ مقاومٍ من أبناء شعبنا، وستظل هذه القضية جزءًا من عقيدة الصراع مع هذا المحتل المجرم، يحملها الأبطال جيلًا بعد جيل، باعتبارها قيمة إنسانية ووطنية عليا”.

وأكد رئيس حركة حماس في الضفة أن الحركة ملتزمة بتطبيق الاتفاق الذي يضمن وقف الحرب وحماية الشعب الفلسطيني من العدوان، والبدء بعملية الإعمار، معلنًا رفض الحركة لأي شكل من أشكال الوصاية الدولية على الشعب الفلسطيني.

وقال: “آن الأوان لإعطاء شعبنا حقه في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة، ولا تبقى الدولة الفلسطينية رهينةً للانحياز الأعمى الذي يُمارَس لصالح العدو الصهيوني. فالشعب الفلسطيني وحريته قيمة إنسانية عليا بين كل شعوب الأرض”.

ودعا جبارين إلى “استمرار ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة، وعلى رأسهم نتنياهو المجرم، وعزل هذا الكيان النازي الغاصب”، محذرًا في الوقت ذاته من العودة إلى مسار التطبيع على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن “اللحظة التاريخية التي صنعتها معركة طوفان الأقصى يجب استثمارها عربيًا وإسلاميًا في إقامة الدولة الفلسطينية”.

وتابع جبارين قائلاً: “نعيش أيامًا عظيمة من أيام الله، كبَتَ الله فيها عدونا وكفَّ بأسه عن شعبنا الصامد في غزة العزّة والكرامة، وبفضل الله أولًا ثم بفضل مقاومتنا الباسلة وبثبات شعبنا العظيم، تمكّنت المقاومة من عقد صفقة أفرج من خلالها عن أكثر من ألفين من أسرى شعبنا الأبطال”.

وأشار إلى أن المقاومة “تكتب اليوم مرةً أخرى صفحة جديدة من الحرية والكرامة والعزّة في تاريخ نضال شعبنا، وعلى طريق تحقيق أهدافه بالتحرير والعودة”.

وقال جبارين: “في هذا المقام نقول، سلام على غزة في العالمين بما قاومت وصبرت، وبما جادت به من البطولة والتضحية والفداء، سلام على أهلها الذين تحمّلوا الجوع والعطش والقتل ورفضوا الاستسلام. فكانت غزة وستبقى عصيّة على أعدائها، لا تعرف الانكسار، تعشق الحياة وتعزف أناشيد الحرية والنصر من وسط الركام والدمار”.

ووجّه التهنئة إلى الأسرى المحررين قائلًا: “نبارك لأسرانا البواسل حريتهم التي جاءت ممهورةً بدم الشهداء؛ فهذه الحرية معها عهد وميثاق على مواصلة طريق المقاومة والحرية”.

وأضاف: “اليوم عهد القادة الشهداء ينتقل إلى ثلّةٍ جديدةٍ من أبناء شعبنا عرفت معنى وعد الرجال، فكان الوعد الذي قطعه الشهيد القائد أبو إبراهيم السنوار وإخوانه هو بوابة الأمل التي فتحت أبواب السجون لأسرانا، وهذا الوعد هو أمانة لبقية الرجال والأسرى المحررين من شعبنا”.

وتابع: “الرحمة لشهداء شعبنا، وعلى رأسهم القادة الشهداء هنية والسنوار والعاروري والضيف، الذين تقدموا شعبهم في معركة بطولية من أجل حرية الوطن. تلك الثلة المباركة من القادة الشهداء آمنوا بأن حرية الأوطان تستحق التضحية، فاختاروا وقف تصفية القضية وشطب حقوق شعبنا بخوض هذه المعركة البطولية التي قدموا فيها أرواحهم، «وللحرية الحمراء باب، بكل يدٍّ مضرّجةٍ يُدَقّ»”.

وأكد جبارين أن “عهدنا لتلك الثلة المؤمنة من سادتنا الشهداء أن نسير على ذات الطريق، وإن محاولات الاغتيال لن تُخيفنا ولن تكسر إرادتنا، ونحن مستعدون لدفع الأثمان من أجل حرية شعبنا وحقوقه المشروعة”.

وختم كلمته بالقول: “الرحمة لشهداء شعبنا الأطهار، والحرية لأسرانا البواسل، والشفاء العاجل لجرحانا الميامين، والتحية لجماهير شعبنا في كل أماكن تواجدهم. فالمعركة لم تنتهِ بنهاية صوت البنادق، بل هي متواصلة، وعنوانها الحقوق الوطنية والدفاع عن الأرض وحرية الأسرى وحماية المقدسات”.

المصدر: موقع المنار