الخميس   
   19 06 2025   
   23 ذو الحجة 1446   
   بيروت 15:38

الصحافة اليوم: 19-6-2025

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 19 حزيران 2025 العديد من المواضيع المحلية والاقليمية والدولية …

الاخبار:

إسرائيل تستعجل التدخّل الأميركي: قمنا بما علينا

بينما تَدخل المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران يومها السابع، تبدو الصورة أكثر وضوحاً؛ إذ ليس ما يجري مجرد عملية تستهدف قدرات محدّدة لدى إيران لمنعها من تهديد إسرائيل في المستقبل القريب، كما ادُّعي في البداية، بل هو مواجهة إستراتيجية قد تحدّد مستقبل الشرق الأوسط، وموازين القوى فيه لعقود مقبلة.

ورغم أن إسرائيل تتبجّح بنجاحات تزعم تحقيقها في إيران، فإنها، وللمفارقة، لا تخفي ما يقلقها حقاً؛ ومفاده أنه لا يمكنها بمفردها بلوغ الهدف الحقيقي والإستراتيجي المعلَن من الحرب، وهو تدمير المشروع النووي الإيراني بشكل كامل. حتى الآن، أظهر الجيش الإسرائيلي قدرات عسكرية واستخباراتية، خاصة في الضربة الافتتاحية، إلا أنه ما يزال بعيداً من ضرب أهمّ هدف إستراتيجي من منظور إسرائيلي، أي منشأة «فوردو» النووية، التي تقبع تحت طبقات سميكة من الأرض والصخور، ولا يمكن ادّعاء النصر من دون تدميرها.

في المقابل، تدرك الولايات المتحدة، التي أرسلت، أخيراً، مساعدات عسكرية لتعزيز الدفاعات الإسرائيلية بوجه الضربات الإيرانية المتواصلة، مشكلة النقص الحاد في الذخائر الدفاعية الحيوية لدى إسرائيل – وخصوصاً صواريخ منظومة «حيتس» بأنواعها – (وفقاً لما كشفته مصادر استخبارية أميركية لوسائل الإعلام)، والذي يضغط على صاحب القرار العسكري والإستراتيجي الإسرائيلي، للإلحاح على واشنطن بالتدخل المباشر.

لكن الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، تبقى متردّدة في الانخراط الكامل في الحرب، وذلك لوجود حسابات سياسية معقدة، ومخاوف من الدخول في نزاع طويل الأمد لا يمكن التنبؤ بنتائجه. ورغم ما تقدّم، لا يستبعد البعض في واشنطن وتل أبيب، احتمال التحرك الأميركي المباشر، «إذا توافرت الشروط المناسبة».

تبقى شهية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتحقيق انتصار كاسح في هذه المعركة، بلا أثمان، في ذروتها

على أيّ حال، فإن الوقت يداهم الجميع: إسرائيل، الولايات المتحدة، وحتى إيران، التي تواجه ضربات غير مسبوقة على جبهتها الداخلية، من دون أن يشلّها ذلك عن الاستمرار في توجيه ضربات «ردّية» صاروخية. وهنا، يبرز تجاذب بين خيارين لدى الطرف المعادي الذي ابتدأ الحرب: الاكتفاء بما تَحقق حتى الآن، مع المخاطرة بأن يفقد «الإنجاز» قيمته في المستقبل القريب، أو المضيّ قُدُماً نحو إنهاء المشروع النووي الإيراني بشكل كامل، وربما أيضاً إنهاء النظام الإيراني نفسه في حال تهيّأت الظروف، وهو أمر لا يمكن إسرائيل بلوغه من دون دعم أميركي مباشر. وفي هذا الإطار، يحذر الخبراء العسكريون والأمنيون في تل أبيب من أنه إذا لم تتبلور «نهاية إستراتيجية» لهذه الحرب، وإذا لم تُدمر البنية النووية الإيرانية بشكل نهائي، فإن إيران ستكون لديها قنبلة نووية في أقل من عام.

ويُعيد احتمال وقوع فشل كهذا، أو في أحسن الأحوال الوقوف عند نجاح نسبي، إلى الواجهة كلام رئيس «الموساد» السابق، مائير داغان، قبل 14 عاماً، إذ قال إن أي تدخل عسكري إسرائيلي ضد إيران سيكون بمنزلة الذريعة التي تحتاجها طهران لإعادة تشغيل مشروعها النووي بجدية أكبر. فهل يتحقّق مضمون هذا التحذير الآن؟ الواقع أن الضربات الإسرائيلية، ورغم أنها ألحقت أضراراً بالمشروع النووي الإيراني، فإنها قد تُستخدم بالفعل مبرّراً لتسريع العمل نحو تصنيع القنبلة النووية، في اليوم الذي يلي الحرب.

ومن هنا، يحذر الكثيرون في إسرائيل من أن المضيّ قُدُماً من دون دعم أميركي مباشر، ومن غير خطة سياسية واضحة، ونقطة خروج من الحرب من شأنها ترجمة «الإنجازات» الموضعية إلى نجاحات على المدى الطويل، على رأسها تكبيل إيران وتهديداتها وقدرتها على ترميم نفسها، قد يؤدي – مهما كانت درجة الأذية التي ستلحق بإيران – إلى سيناريو كارثي بالنسبة إلى إسرائيل.

بناءً على ما تقدّم، تبقى الأنظار شاخصة نحو واشنطن، بعد أن قالت تل أبيب كلمتها، وأفهمت حليفتها بأنها غير قادرة على تحقيق الهدف الإستراتيجي الوحيد الذي تسعى إليه، وهو إجبار إيران على الجلوس صاغرة إلى طاولة المفاوضات لتوقيع وثيقة استسلام شاملة. فهل تقرر الولايات المتحدة التدخل؟ القرار ليس سهلاً، وهو محفوف بالمخاطر، خاصة أن القدرة الإيرانية على الرد على المصالح الأميركية، وما يتصل بها في المنطقة، ستكون بلا حدود في حال اختارت واشنطن الانخراط مباشرة في الحرب. ومع ذلك، تبقى شهية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتحقيق انتصار كاسح في هذه المعركة، بلا أثمان، في ذروتها.

الحرب على إيران تقسم أميركا | إدارة ترامب: صوت «الحمائم» يتراجع

الانقسام يتعمّق في واشنطن حول الحرب على إيران: صقور البيت الأبيض يضغطون، وخصومهم يتحرّكون تشريعياً لفرملة ترامب ومنعه من التورّط المباشر.

لا ينفكّ الهجوم الإسرائيلي ضدّ إيران، وانعكاساته المحتملة على المصالح الأميركية، يفرض نفسه بنداً أساسيّاً في النقاش الدائر في واشنطن.

ديمقراطيون وجمهوريون ضدّ ترامب!
وفي خضمّ تصاعُد حدّة ذلك النقاش، بين الفريق المؤيّد للدعم الأميركي المطلق لإسرائيل في هذه العملية، والآخر الرافض للانخراط المباشر في حرب إضافية في الشرق الأوسط، والمتحفّظ على صيغة الدعم المقدّم لتل أبيب، عرض عضو مجلس الشيوخ الأميركي، تيم كين، مطلع الأسبوع الجاري، تشريعاً لمنع الرئيس دونالد ترامب من استخدام القوّة العسكرية ضدّ إيران من دون تفويض من الكونغرس.

وبرّر السيناتور الديمقراطي عن ولاية فرجينيا، المعروف بمعارضته الحرب على إيران، وبمواقفه المنادية بضرورة استعادة الكونغرس صلاحياته في مسألة إعلان الحرب من البيت الأبيض، على غرار مشروع كان تقدّم به خلال الولاية الأولى لترامب، عام 2020، تقديم مشروع القانون الجديد، بأنّ الدستور الأميركي «يمنح الكونغرس وحده، وليس الرئيس، سلطة إعلان الحرب».

وتابع كين، في بيان، أن الدخول في أيّ أعمال قتالية مع إيران يجب أن يكون عبر إعلان حرب، أو تفويض محدّد باستخدام القوّة العسكرية، وفقاً للدستور، مشدّداً على أنّه «ليس من مصلحة أمننا القومي الدخول في حرب مع إيران، إلا إذا كانت تلك الحرب ضرورة لا مفرّ منها للدفاع عن الولايات المتحدة.

يساورني قلق بالغ من أن أحدث تصعيد في الأعمال القتالية بين إسرائيل وإيران سرعان ما سيجرّ الولايات المتحدة إلى صراع آخر لا نهاية له». كذلك، اعتبر السيناتور عن ولاية فيرمونت، بيرني ساندرز، أن توقيت الغارات الإسرائيلية داخل إيران، يشي برغبة حكومة بنيامين نتنياهو في تقويض المحادثات حول الملف النووي الإيراني، داعياً الولايات المتحدة إلى تجنّب الصراع.

حملت المواقف الأخيرة لنائب الرئيس الأميركي نبرة غير حاسمة حول وجهة القرار النهائي للبيت الأبيض

ومع أنّ معظم المشرّعين من الحزب الجمهوري، الذي يهيمن على الكونغرس بمجلسَيه، لم يظهروا رغبة كبيرة في معارضة سياسة البيت الأبيض، فقد حفلت الأيام القليلة الماضية بأكثر من موقف معارض للهجوم على إيران، في صفوف حزب الرئيس.

فقبل ساعات، خرج النائب الجمهوري عن ولاية كنتاكي، توماس ماسي، في منشور عبر منصة «إكس»، لانتقاد تدوينات ترامب الأخيرة، التي تعكس تبنّياً أميركيّاً صريحاً لذلك الهجوم، مشدّداً على «أنّ هذه ليست حربنا، ولا ينبغي لنا استخدام جيشنا هناك»، قبل أن يعقّب بالقول: «إذا كان الأمر كذلك، فيجب على الكونغرس أن يقرّر مثل هذه الأمور وفقاً لدستورنا».

وأعلن ماسي توجّهه لعرض مشروع قرار جديد على مجلس النواب، يحظى بتأييد من مشرّعين جمهوريين وديمقراطيين على السواء، وهو مشروع حول صلاحيات الحرب مماثل لذلك الذي كان تقدّم به كين، داعياً جميع أعضاء الكونغرس إلى المشاركة في رعايته.

وعلى المنوال عينه، عبّر السيناتور الجمهوري عن الولاية نفسها، راند بول، في حديث إلى شبكة «سي إن إن»، عن أمله في ألّا يستسلم ترامب للضغوط التي تدعوه إلى التدخّل المباشر في الحرب على إيران، مضيفاً أن «مهمّة الولايات المتحدة ليست التورّط في هذه الحرب».

وعلى مستوى إدارة ترامب، حملت المواقف الأخيرة لنائب الرئيس، جي دي فانس، نبرة غير حاسمة حول وجهة القرار النهائي للبيت الأبيض في شأن التعامل مع إيران خلال الفترة المقبلة؛ ذلك أنّه كشف أنّ الرئيس قد يقرّر «اتخاذ إجراءات إضافية لإنهاء تخصيب اليورانيوم في إيران»، في إشارة عُدّت تلميحاً إلى مشاركة محتملة لواشنطن في الحرب على طهران، من جهة، في موازاة محاولته استرضاء القاعدة الشعبية لتيار «ماغا»، الذي يرفض السواد الأعظم منه خوض بلاده حرباً جديدة في الشرق الأوسط، من جهة ثانية.

وبحسب مراقبين للشأن الأميركي، فإنّ كلام فانس يعكس تغليب معظم أعضاء فريق ترامب عامل الولاء له، والانصياع لقراراته، وإنْ كانت مخالفة لقناعاتهم، وبخاصة الفريق الذي كان داعماً للمسار الدبلوماسي مع الإيرانيين، بقيادة ستيف ويتكوف، ولا سيما أن فانس نفسه لطالما كان متوجّساً من فكرة الحرب على إيران، سواء لِما يمكن أن ينجم عنها من «تصعيد خطير مطوّل، لا يمكن السيطرة عليه» على مستوى الشرق الأوسط، أو لِما يمكن أن تثيره من نوايا لـ»تغيير النظام».

وبحسب مصادر مقرّبة من فانس، فإنّ الأخير حوّل اهتمامه، مع بدء الحرب الإسرائيلية على إيران، إلى محاولة إبعاد بلاده قدْر الإمكان عن الدخول على خطّ الصراع، بما يتجاوز تبادل المعلومات الاستخبارية مع تل أبيب.

ولا يقتصر ذلك الانقسام على الفريق السياسي لترامب، بل يتعدّاه إلى فريقه الأمني، إذ تنقل وسائل إعلام أميركية، عن مصادر مطّلعة، قولها إنّ مدير «وكالة الاستخبارات المركزية»، جون راتكليف، حرص على «الاكتفاء بعرض تقديرات الوكالة (حول إيران) إلى ترامب، من دون أن يتبنّى ما يغلّب وجهة نظر أيٍّ من الفريقَين» المؤيّد والمعارض للتدخل العسكري المباشر، في حين كانت مواقف مدير الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، واضحة للعيان في «معارضتها لهذا التدخّل».

أحجية تغيّر مواقف ترامب
وفي معرض تحليلها تحوّل ترامب إلى تبنّي الحرب الإسرائيلية على إيران، رأت صحيفة «نيويورك تايمز» أنه «ليس هناك ما يدعو إلى الاستغراب في أن يأذن ترامب بدعم إسرائيل بشكل غير مباشر في حربها على إيران، بالنظر إلى تشدّده المعروف إزاء طهران منذ ولايته الرئاسية الأولى».

ومع إشارتها إلى أنّ الرجل «لم يكن يوماً من أنصار مبدأ عدم التدخّل» العسكري في الخارج، أوضحت الصحيفة الأميركية أنّ حجّة السياسيين الأميركيين المؤيّدين للمبدأ المذكور، وتحذيراتهم من قدرة إيران على إحداث حالة من الاضطراب في عموم الشرق الأوسط، «بدت أضعف بكثير بعدما تمكّن الإسرائيليون من تدمير وكلاء إيران في المنطقة»، مشيرة إلى أنّ الرئيس الأميركي متمسّك بنهجه الثابت في السياسة الخارجية، والذي يقوم على «عقد الصفقات، في موازاة التلويح باستخدام القوّة كورقة مساومة حاسمة».

وتابعت الصحيفة أنّ «الدرس المستفاد هنا هو أن ترامب هو مَن يقرّر ولا أحد غيره، إذا ما جنح إلى قبول تنازلات من طهران» قد يعتبرها «معسكر الصقور» في واشنطن «زائفة» و»غير كافية»، لافتة إلى أنّه «يؤمن بقدرته على إنجاز الكثير عبر توجيه بضع ضربات مؤلمة إلى إيران، مع تجنّب تغيير النظام فيها».

وبحسب مصادر أميركية مسؤولة، فإن ترامب بدأ يميل نحو تأييد وجهة نظر نتنياهو الرافضة للمسار الدبلوماسي، مطلع حزيران الجاري، حين «بدأ يحدوه الاعتقاد بأن الإيرانيين يتلاعبون به في المفاوضات الدبلوماسية، على غرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين» في ملف المفاوضات الجارية حول أوكرانيا، على رغم توجّسه في الوقت نفسه، من مساعي نتنياهو الرامية إلى «جرّه إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط».

وأشارت الصحيفة إلى أنّ ترامب «وجد نفسه، بين عزمه على منع إيران من الوصول إلى القنبلة النووية، ورغبته في إظهار نفسه كرئيس قوي، من جهة، وبين خشيته من العواقب الإستراتيجية والسياسية المحتملة لاستخدام القوة ضدّ إيران»، من جهة ثانية.

كما كشفت، نقلاً عن المصادر نفسها، أنّ ترامب كان «مبهوراً» بما أبلغه إيّاه نتنياهو، خلال اتصال هاتفي في التاسع من الجاري، بأن «المهمّة (ضد إيران) بصدد الانطلاق»، وأن «لدى إسرائيل قوات جاهزة للعمل على الأرض داخل إيران»، بعدما نجح الأخير في إقناعه بجدوى الخيار العسكري لتعزيز موقف واشنطن في المفاوضات النووية.

خصوم حزب الله ينظّرون لمرحلة «ما بعد إيران»: حملة تهويل جديدة على المقاومة وعون

لم يكن ممكناً التعاطي مع الخطاب التحريضي الداخلي ضد المقاومة وبيئتها، إلا من ضمن مسار الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وترجمة نتائجها سياسياً باعتبارها فرصة ذهبية لقطف ثمار سنوات من التآمر.

لم يكن ممكناً التعاطي مع الخطاب التحريضي الداخلي ضد المقاومة وبيئتها، إلا من ضمن مسار الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وترجمة نتائجها سياسياً باعتبارها فرصة ذهبية لقطف ثمار سنوات من التآمر.

وبعد تمادي هذا الفريق في العداء لثنائي حزب الله وحركة أمل، امتداداً للمناخات السياسية الخارجية منذ ما قبل اتّفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، واجه هؤلاء مقاربة رئيس الجمهورية جوزيف عون في ما خصّ ملف سلاح المقاومة، بغضب غير مسبوق باعتباره يضيّع فرصة لن تتكرّر، ونظّموا برعاية خليجية – أميركية حملات إعلامية ضده تتّهمه بالتسليم للحزب والخضوع له.

ولأنّ هذا الفريق، من «قوات» وكتائب و«تغييريّين» و«جولانيّين»، يقرأ في كل تحرك للعدو انتصاراً لمشروعه السياسي، وجدَ في الحرب الصهيونية على إيران فرصة أكبر، وبدأ يعدّ العدّة لجملة تهويلية جديدة عنوانها سلاح حزب الله أيضاً، لمزيد من الضغط على رئيس الجمهورية، باعتبار أنه «لم يعُد هناك مجال للتهرّب أو لإعطاء ذرائع»، و«بعدما فقد حزب الله عاموده الفقري وأصبحَ مشلولاً تماماً»، وعليه، «آن الأوان للبحث في مرحلة ما بعد إيران».

نُقل عن مسؤولين في السفارة الأميركية في بيروت أنّ
واشنطن جمّدت حالياً اهتمامها بلبنان

وفي حين ينتظر العالم القرار الأميركي بدخول الحرب مباشرة ضد إيران، لا يزال لبنان الرسمي يُفضّل البقاء على ضفة النهر منتظراً ما ستؤول إليه أوضاع المنطقة، في ظل حرب مدمّرة يتهيّب الجميع تداعياتها.

ولا يزال رئيس الجمهورية يفضّل عدم القيام بأي خطوة قبل اتّضاح مسار الأمور، في حين ثمّة مَن يستعجل الأمور قبل أوانها، ويروّج لدخول لبنان مرحلة جديدة، ويسوّق عشية زيارة السفير الأميركي توماس باراك لبيروت اليوم، أنّ «التطورات الأخيرة دفعت الإدارة الأميركية إلى اتّخاذ قرار بحسم الملف اللبناني، وأنّ باراك سيدعو إلى الإسراع بنزع السلاح وبسط الدولة سيادتها على كل أراضيها تمهيداً لتطبيق القرار 1701، وربما يحدّد جدولاً زمنياً مريحاً لجمعه».

كما سيشدّد الموفد الأميركي، بحسب أجواء هذا الفريق، على «ضرورة أن يحيّد حزب الله نفسه عن المعركة الحالية، لما قد يترتّب عليه من أكلاف مادّية وبشرية لا قدرة له ولا للبلد على تحمّلها، لأنّ الولايات المتحدة جدّية جداً في التعامل مع ملف إيران».

ويؤكّد هؤلاء الذين نقلوا الولاء من مورعان اورتاغوس إلى باراك أنّ هذا الأخير «سينجز هذه المهمّة»، رغم تأكيدات نُقلت عن مسؤولين في السفارة الأميركية في بيروت، بأنّ واشنطن جمّدت حالياً اهتمامها بلبنان، وأنّ زيارة باراك كانت مقرّرة مسبقاً.

وقالت مصادر مطّلعة إنّ «الفكرة الوحيدة المتعلّقة بلبنان التي تجري مناقشتها هي إمكانية إقدام العدو الإسرائيلي على عمل أمني أو عسكري ما للتخلّص ممّا تبقّى ولم تبادر الدولة اللبنانية بالتخلّص منه»، إضافة إلى هواجس من إمكانية «توسيع العدو الحرب في حال لم يتمكّن من ردع إيران وإضعافها، إذ إنّ إطالة أمد الحرب سيكون لمصلحتها، وقد يدفع الأميركيين إلى عقد اتّفاق معها لاحقاً بما لا يتناسب مع المصلحة الإسرائيلية».

وهنا، تحديداً، يتقاطع بعض الداخل اللبناني مع العدو في الاستعجال، مخافة تغيّر الظروف وضياع الفرصة.

ولذلك، يتوقّع أن تتصاعد في الأيام المقبلة حملة التهويل ضد حزب الله وبيئته على قاعدة «إمّا استئناف الحرب الإسرائيلية أو الخضوع المطلق»، وكذلك ضد رئيس الجمهورية جوزيف عون حتى لا يضيّع «الفرصة الأخيرة»!

اللواء:

كلام إيراني عن دور لحزب الله على طاولة الموفد الأميركي اليوم
مطار القليعات على جدول مجلس الوزراء.. وجولة أممية للتمهيد لطلب التمديد لليونيفيل

دفع الدخول الأميركي المباشر على خط الحرب الدائرة رحاها منذ سبعة ايام بين اسرائيل وايران الى تنشيط الحركة الدبلوماسية الاقليمية والدولية، لاحتواء الموقف، والسعي الى انهاء الحرب، حتى لا تتأثر الاوضاع في عموم دول الشرق الاوسط، وربما في آسيا واوروبا وحتى الولايات المتحدة نفسها.
وسط هذه الاجواء المبلدة، يصل الموفد الاميركي طوم باراك الى بيروت (وهو موفد ترامب الى سوريا) ومعه ملف مزارع شبعا، وموضوع سلاح حزب الله، وناقلاً تحذيراً شديد اللهجة عن عزم اسرائيل انتزاع حزب الله، وتسليم اسلحته الى الدولة.
ويلتقي باراك كبار المسؤولين الرسميين، والقادة الامنيين، لنقل رسالة مفادها عدم التدخل في الحرب، حيث ان المعلومات تتحدث عن ان الموقف الايراني سيكون في البحث بين الزائر الاميركي والمسؤولين اللبنانيين.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الرئيس جوزف عون بقي على متابعته التطورات في حين ان الموقف الصادر عنه لجهة إبعاد لبنان عن صراعات لا دخل له فيها هو السقف الذي ترتكز عليه وجهة النظر اللبنانية، وأوضحت ان الرئيس عون يستقبل صباح اليوم المسؤول الأميركي طوم باراك الذي يحضر في زيارة استطلاعية، مؤكدة انه سيستفسر عما تحقق في ملفي السلاح والإصلاحات ولم تتحدث عن مهلة سيحددها المسؤول الأميركي عن هذين الملفين.
الى ذلك علمت “اللواء” ان وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني كان من بادر في مجلس الوزراء الى طرح ملف حاويات قابلة للإشتعال طالبا معالجة الملف.
والاخطر ما نقل عن مسؤول ايراني انه اذا دخلت الولايات المتحدة الحرب بصورة مباشرة لمصلحة اسرائيل، فهذا يعني ان حزب الله سيتحرك.

مجلس وزراء الجمعة: مطار القليعات

ويعقد مجلس الوزراء جلسة عند الثالثة من بعد ظهر غد الجمعة، في السرايا الحكوية برئاسة رئيس الحكومة نواف سلام لبحث جدول اعمال من 15 بنداً، ابرز ما فيها مشروع قانون معجل يرمي الى الاجازة للحكومة تصميم وانشاء وتطوير وتأهيل وتشغيل مطار رينيه معوض في القليعات-عكار،بطريقة «بي او تي» او «دي بي او تي» .
ومن البنود ايضا مشاريع واقتراحات قوانين ومشاريع مراسيم.وتعيين وشؤون وظيفية. وشؤون مختلفة وقبول هبات.
وكتب رئيس الحكومة نواف سلام، عبر منصة «اكس»: خطوة جديدة لتفعيل مطار رينيه معوض في القليعات، حيث عقدت بحضور وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني اجتماعًا في السراي الحكومي مع الاستشاريين من شركة دار الهندسة (شاعر ومشاركوه) برئاسة المهندس مروان قبرصلي، الذين قدموا عرضاً للمخطط التوجيهي الأوّلي الذي كان قد طُلب منهم إعداده لهذا المطار. وقد شكرتهم على سرعة إعدادهم لدراستهم ومهنيتها العالية. وطلبت منهم استكمال عملهم بدراسة جدوى. وقد التزم الاستشاريون بتقديمها خلال الشهرين المقبلين.
وقال الوزير رسامني بعد الاجتماع: نشكر دار الهندسة التي قدمت هبة لهذا الامر.
‎واصبحنا جاهزين، ولقد قدمت دار الهندسة للرئيس سلام المخطط التوجيهي مع دراسة تمهيدية لكل المشروع وشرحت كل التفاصيل والامور الادارية والقانونية المطلوبة لكي يحقق هذا المشروع النتيجة المطلوبة قي اقرب وقت ممكن، كما تطرقت للجدول الزمني لدفتر الشروط.
‎وردا على سؤال حول تاريخ انطلاق المطار قال: المطلوب الية للوصول لهذا الامر، ونحن نعمل عليها في مجلس الوزراء، وسبعقد يوم الجمعة المقبل اجتماع لمجلس الوزراء لتقديم طلب الى مجلس النواب بالنسبة لهذا الامر، ونحن نسرع بقدر الإمكان والمفروض ان يلزم المشروع في مطلع السنة المقبلة ان شاء الله.

رفع سقف السحوبات

مالياً، رفع مصرف لبنان سقف السحوبات النقدية الشهرية عملاً بالتعميم 158 من 500 دولار اميركي الى 800 دولار اميركي نقداً. وكذلك السحوبات المرتبطة بالتعميم رقم 166 من 250 دولاراً اميركياً الى 400 دولار اميركي نقداً، وذلك لمدة سنة قابلة للتجديد ابتداءً من 1 تموز 2025 ولغاية 1 تموز 2026.
وفي الاطار التشريعي – المصرفي، عقدت اللجنة الفرعية لقانون اصلاح المصارف برئاسة النائب ابراهيم كنعان وحضور الوزيرين ياسين جابر وعامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد.

تفعيل التجديد لليونيفيل

بدأ البحث الرسمي الجدي بين الامم المتحدة ولبنان حول التجديد لقوات اليونيفيل في نهاية شهر آب المقبل، بزيارة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام جان بيير لاكروا، زيارة إلى بيروت التي تستمر نحو أسبوع، التقى فيها امس رؤساء الجمهورية جوزاف عون والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة نواف سلام ووزيرالخارجية يوسف رجي، للبحث في الظروف المحيطة بعملية التجديد.
وذكرت مصادر رسمية واكبت زيارة لا كروا انه طمأن المسؤولين انه لن تكون هناك عقبات امام عملية التجديد لليونيفيل برغم وجود رأيين بين دول المنظمة الدولية رأي مع التجديد التلقائي ومن دون اي تعديلات في مهامها كما يطلب لبنان وهويبذل جهده في هذا السبيل، ورأي يطلب البحث في تعديل دورها ومهامها لتصبح اكثرفعالية، لكن ثمة مشكلة هي تأمين تمويل هذه القوات بعدما اوقفت الادارة الاميركية تمويلها لقوات السلام الدولية في دول العالم التي تشهد حروبا ومشكلات داخلية وليس لبنان فقط.
وقال لاكروا انه يجري العمل والبحث لتوفير دول بديلة تُساهم في تغطية النقص، وطلب من لبنان ان يباشر تحضيراته مطلع الشهر المقبل ليطلب التمديد رسمياً، واستكمال اتخاذ الاجراءات اللازمة المتممة لعمل اليونيفيل.

غارات ومنشورات

على الارض، استهدفت مسيّرة إسرائيلية منزلاً بصاروخين في بلدة باريش الجنوبية، ولم يسفر الاستهداف عن سقوط ضحايا، قبل ان يعدو الى الاغارة مرة ثانية على المنطقة.
وسجل تحليق مكثف للطائرات المسيّرة المعادية في اجواء عدد من البلدات شرقي صور، كما كثف العدو من تحليق مسيّراته فوق الضاحية الجنوبية لبيروت وفوق العاصمة.
وأفرج جيش العدو الإسرائيلي عن الراعي محمد غانم بعد احتجازه لنحو ساعة في موقع رويسات العلم.
ولم يكتفِ الاحتلال الاسرائيلي بذلك، فلجأت طائراته لرمي منشورات على شكل دولارات تحذر من قبض تعويضات من حزب الله.

المصدر: صحف