السبت   
   18 10 2025   
   25 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 19:51

الصين تبدأ الاثنين مناقشات لتحديد مسار اقتصادي جديد

تبدأ الصين الاثنين أربعة أيام من المناقشات المغلقة لتحديد التوجهات الاقتصادية الكبرى للسنوات المقبلة، في ظل تباطؤ النمو والتوترات التجارية، وفق ما أعلنته وسائل الإعلام الرسمية.

وستجمع الجلسة العامة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والتي تُعد بمثابة برلمان الحزب، نحو 200 عضو أصلي و170 عضوًا مناوبًا، لمناقشة أولويات ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ومن المتوقع أن تُعقد المناقشات في قصر الشعب الكبير، المبنى الذي يستضيف الأحداث السياسية الكبرى على أطراف ساحة تيان آنمن، مع منع الصحافيين من الحضور باستثناء وسائل الإعلام الرسمية.

وسيُكرّس الاجتماع، الرابع للفترة 2022-2027، لعرض المقترحات الاقتصادية والاجتماعية الخاصة بالخطة الخمسية الخامسة عشرة (2026-2030)، والتي تشكّل حجر الأساس لتحقيق الأهداف الكبرى التي حددها الرئيس شي جينبينغ، بما في ذلك تعزيز الاكتفاء الذاتي التكنولوجي وتقوية القدرات الاقتصادية والعسكرية للبلاد.

ومن المتوقع أن يترأس شي الاجتماع الذي يفترض أن يختتم يوم الخميس، على أن تنشر السلطات بعدها وثيقة تلخص القرارات الرئيسية، ليتم عرض النص النهائي للخطة على البرلمان للمصادقة الرسمية في مارس المقبل.

وتأتي هذه الجلسة في ظل ضعف الاستهلاك الداخلي، والأزمة المزمنة في قطاع العقارات، والاضطرابات التجارية مع الولايات المتحدة.

وقال الخبير الاقتصادي لدى “رابوبنك”، تيوو ميفيسن: “حتى وإن كانت الجلسات العامة تحظى باهتمام أقل، فهي المناسبة التي تُناقش وتُقر فيها التوجهات الكبرى للبلاد، ولها تداعيات عالمية نظرًا لوزن الاقتصاد الصيني”.

ويشير خبراء إلى ضرورة التحول نحو نموذج نمو قائم على الاستهلاك الداخلي بدل الاعتماد على الاستثمار في البنى التحتية والصادرات، بينما لا يزال الطلب الاستهلاكي للأسر ضعيفًا نسبيًا مقارنة بما كان عليه قبل جائحة كوفيد.

كما يُتوقع أن يناقش المشاركون فائض القدرات الصناعية الذي يؤدي إلى زيادة العرض في بعض القطاعات ويغذي التوترات التجارية مع شركاء الصين الأجانب، مع سعي السلطات لتنسيق سياسات تحد من الفائض وتحفز الطلب الداخلي، وفقًا للخبيرة الاقتصادية في “موديز أناليتيكس”، سارة تان.

وتزامنًا مع بدء المناقشات، ستنشر السلطات المؤشرات الاقتصادية للربع الثالث، بما في ذلك مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي. وتشير التقديرات إلى تباطؤ النمو إلى 4.8% خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر، وهو أضعف معدل فصلي منذ عام.

المصدر: أ.ف.ب.