أكد وزير الصحة ركان ناصر الدين، في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر اليوم تطرق فيه الى ملف “مياه تنورين”، أن “صحة اللبنانيين لا تعرف لونا أو طائفة أو مذهبا أو سياسة، ووزارة الصحة لم ولن تكون إلا لكل اللبنانيين”.
وتابع عن أسباب التقصي في مياه تنورين قائلا إن شكاوى وردت عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول إشكالية تتعلق بهذه المياه، وكذلك أفاد أشخاص أنهم استخدموا مياه تنورين في إطار متابعة حالات أمراض منقولة عبر المياه. وهذا الأمر إعتُبر من قبل فريق الترصّد الوبائي إشارة وبائية وقرر التحقق والتقصي التقني.
واضاف: بناء عليه، جمع فريق الترصد الوبائي 5 عينات من الأسواق في بيروت وجبل لبنان وأرسلها الى مختبر مستشفى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأظهرت 3 من العينات وجود باكتيريا فيها (Pseudomonas aeruginosa). ولفت الوزير ناصر الدين إلى أن جمع عينات المياه تم في زجاجات معقمة ومصممة خصيصًا من ضمن بروتوكول نقل عينات المياه.
وتابع أن هذا الإجراء الأولي تبعه إجراء ثان في المعمل حيث تم جمع إحدى عشرة عينة بتاريخ الثامن من تشرين الأول وأُرسلت إلى مختبري ضهر الباشق والحريري، وكذلك تبين في واحدة منها في مختبر ضهر الباشق وجود الباكتيريا نفسها المذكورة أعلاه، والتي وجدت في عينات مأخوذة من الأسواق.
وقال إن العينات التي أُخذت من المعمل، شملت كل الخطوط باستثناء النبع، وقد ظهرت الباكتيريا في خط من خطوط الإنتاج. أضاف أنه بحسب القانون اللبناني، ينص المرسوم الإشتراعي رقم 108 في مادته التاسعة عشرة على التالي: “توقف أعمال التعبئة في المعمل مباشرة، ولا يسمح باستئناف العمل قبل التأكد من الماء أو المرطّب إلى حين يصبح سليما غير ملوّث بموجب قرار من الوزير نفسه”. وعلى هذا الأساس قامت وزارة الصحة العامة بهذا الإجراء بحسب القانون، فاتخذ القرار بإجراء احترازي يتمثل بالتوقيف الموقت يصار في خلاله إلى التوسع في التحقيق من خلال عيّنات إضافية والكشف على المعمل وإعطاء الإرشادات لبناء القرار النهائي.
وذكّر بأنه كان خارج البلاد عندما صدرت نتائج المرحلة الثانية من العينات. وقال إنه اتصل بنظيره الوزير نزار هاني باعتباره وزير الصحة بالوكالة، مشيرًا إلى أنه أيضًا وزير زراعة بالوكالة عندما يغيب الوزير الأصيل الدكتور نزار هاني. وحرص على تأكيد ثقته بالوزير الدكتور هاني الذي تفهم الإجراء الإحترازي والتقني الذي أرادت وزارة الصحة العامة اتخاذه. وقال إن الوزير هاني تعرّض لما تعرّض له، موجها له التحية لجرأته ومهنيته وتوقيعه على القرار.
وأردف ناصر الدين متابعًا أنه بعد الإجراء الإحترازي، تم التوسع في أخذ عينات إضافية للتدقيق بها قبل اتخاذ القرار النهائي. وبالفعل تم إرسال عينات إضافية من الأسواق إلى مختبرات إضافية جامعية ومرجعية كالتالي: ثلاث عينات إلى مختبر الأبحاث الصناعية وثلاث عينات إلى مختبر الجامعة الأميركية في بيروت. وقد أتت نتائج هذه العينات سليمة وخالية من البكتيريا وتم الإعلان عنها ببيان واضح صدر في وقت سابق (يوم الخميس) عن وزارة الصحة العامة.
في الموازاة، تم إرسال فريق تقني موسع من الترصد الوبائي والهندسة الصحية ومصلحة الصحة في الشمال للكشف على المعمل، وتحديدا على خط الإنتاج الذي ظهرت في عينة مأخوذة منه سابقًا الباكتيريا، وكذلك تم الكشف على الخزان والنبع وأخذ عينات إضافية. وأعطى الفريق الإرشادات والملاحظات الفنية والتقنية للمعمل الذي أبدى تجاوبًا مع هذه الملاحظات ونفذ الإجراءات التقنية المقترحة. ومباشرة تم الكشف اليوم أيضا من قبل فريق الهندسة الصحية على المعمل للتأكد من الإجراءات التي قام بها بحسب الإرشادات.
وقد تبين بعد فحص عينات جديدة أن هذه العينات سليمة من الباكتيريا.
وتابع قائلا: “لذلك وبناء على الإجراء الإحترازي الذي قامت به وزارة الصحة لحماية المواطنين، وبناء على نتائج الفحوصات الإضافية التي أثبتت خلو المعمل والعينات الإضافية من البكتيريا، وبناء على التزام الشركة بالإرشادات التي تقدمنا بها وبناء على تعهد الشركة بالإنتاج من ضمن الأصول الفنية والإدارية لوزارة الصحة، نعلن اليوم إعادة السماح لشركة تنورين بالإنتاج وتعبئة المياه في لبنان”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام