السبت   
   18 10 2025   
   25 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 21:59

مقدمة نشرة الأخبار الرئيسية لقناة المنار السبت 18-10-2025

لا شيءَ يعلو فوقَ اصواتِ الصواريخِ الصهيونيةِ التي تَعتدي على الجنوبيين والبقاعيين وأغلبِ اللبنانيين ، إلاَّ الاصواتُ الداعيةُ الى مفاوضاتٍ مباشِرَةٍ مع هذا العدو ..
وكما كانت الحججُ بأنَّ الحكمةَ تَفرضُ عدمَ عصيانِ الاميركي بمطالبَتِهِ سحبَ سلاحِ المقاومةْ، هي نفسُها التي يَحملُها اهلُ الاستسلامِ المعتبِرينَ أنْ لا حلولَ في الميدانْ إلاَّ بالذهابِ الى مفاوضاتٍ مباشِرَةٍ مع الصهيوني مقدِّمَةً للتطبيع..
وإنْ كان قد طُبِعَ على جباهِ هؤلاءْ الفشلُ في مشاريعِهِم على مدى عقود، ومحاولَتِهِم إعادةَ الكَرَّةْ بالاساليبِ والادواتِ نفسِها، ويتوقَّعون نتائجَ مغايرةْ، فانَّ غِيرَتَهُم المدَّعاةْ على الجنوبْ والجنوبيين لا تكونُ بالاستسلامِ لمطالبِ العدو وإنَّما بشحذِ كلِ انواعِ الاسلحةِ السياسيةِ والدبلوماسيةْ والعسكريةْ وحتى الثقافيةْ والاجتماعيةْ لمواجهَتِهِ. وإنْ كانت وجهةُ هؤلاء تل ابيب فإنَّهم يَعرفون أنَّهم يأخذونَ البلدَ الى مَطَبٍ أكبرَ بكثيرْ من سوابِقِهِم التي تجاوزَها اللبنانيون على مدى الاشهرِ الماضية..
وعلى وقعِ اصواتِ هؤلاء يُشَيِّعُ الجنوبُ كلَ يومْ شهيداً – وليس آخرُهُم شهيدُ اليوم في ديركيفا – ويَنعَى منشأةً اقتصاديةً مَدنية أو مظهراً من مظاهرِ الحياةِ التي يحاولُ الجنوبيون انتشالَها من بين ركامِ اعتداءاتِ الاسرائيلي والغيابِ الحكومي ..
حكومةٌ لا تَقدرُ على ردعِ العدو كما تقولْ، ولا تريدُ اعادةَ الاعمارِ كما تفعلْ، وليس أسوأُ أفعالِها منعُ جمعيةِ فرحْ العَطَاء الخاليةِ من ايِ انتماءٍ سياسيٍ او طائفيٍ او مذهبيْ، كما تُعرِّفُ عن نفسِها – تمنعُها من ترميمِ مبانْ طالَها العدوانُ الصهيوني في منطقةِ البَسطة في بيروت بحجةِ نقصٍ بالاذوناتِ والتراخيص ..
امَّا الآذانُ الحكوميةُ فصماءُ عن اصواتِ اهالي الأسرى اللبنانيين في السجونِ الاسرائيلية، الذين رَفعوا الصوتَ من صور، مطالبين الحكومةَ الالتزامَ بوعودِها وتحمُّلِ مسؤولياتِها اتجاهَ ابنائِها، والبحثَ عن ايِ سبيلٍ لاطلاقِ سراحِهِم، بعد ان أفقدَت من يدِها إحدَى اهمْ الاوراقْ باطلاقِها قبل اشهر سجيناً اسرائيلياً بالمجانْ دونَ أن تفاوضَ عليه لاطلاقِ أسراها او بعضِهِم على الاقل ..
بقلم علي حايك
تقديم غادة عساف النمر