الإثنين   
   20 10 2025   
   27 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 15:37

ملايين البشر فقدوا حاسة الشم دون أن يدركوا ذلك.. هل أنت منهم؟

لا تزال آثار جائحة كوفيد-19 المستمرة محسوسة في جميع أنحاء العالم، ولكن بعض العواقب أكثر وضوحاً من غيرها. تشير أبحاث جديدة إلى أن نسبة كبيرة من الناس ربما فقدوا حاسة الشم بعد الإصابة بكوفيد-19، دون أن يدركوا ذلك، وفق منصة ScienceAlert.

من المعروف أن الإصابة بكوفيد-19 يمكن أن تؤدي إلى فقدان حاسة الشم، أو فقدان جزئي لحاسة الشم (ضعف حاسة الشم). في الواقع، يحدث هذا مع العديد من الالتهابات الفيروسية، حيث تتداخل الفيروسات مع خلايا ومستقبلات مختلفة في الممرات الأنفية. غالباً ما تعود حاسة الشم، ولكن ليس دائماً.

هنا، أراد باحثون في الولايات المتحدة إلقاء نظرة فاحصة على العواقب طويلة المدى لكوفيد-19 على قدرات الناس على الشم.

أجروا اختبارات شم على 2956 متطوعاً لديهم تاريخ من إصابات كوفيد-19 و569 متطوعاً لم يصابوا بالفيروس. في المتوسط، تم إجراء اختبار الشم بعد 671 يوماً من خضوع المشاركين لأول اختبار لكوفيد-19.

من بين مجموعة كوفيد-19، اعتقد 1393 شخصاً أن لديهم مشاكل في حاسة الشم، وأكدت الاختبارات وجود حوالي 80% منهم. والمثير للدهشة أن الـ 1563 شخصاً الآخرين في تلك المجموعة لم يُبلغوا عن أي مشاكل في حاسة الشم، لكن نتائج الاختبارات أظهرت أن 66% منهم عانوا من ضعف أو فقدان حاسة الشم بعد إصابتهم بكوفيد-19.

تؤكد ليورا هورويتز، طبيبة الباطنة العامة من كلية غروسمان للطب Grossman School بجامعة نيويورك، أن من لديهم تاريخ إصابة بكوفيد-19 قد يكونون أكثر عرضة لضعف حاسة الشم، وهي مشكلة غير معروفة جيدًا لدى عامة الناس.

وكتب الباحثون في ورقتهم المنشورة على Jama Network: “تؤكد نتائجنا دراسات المسح السابقة التي تشير إلى أن فيروس كورونا المستجد مرتبط بخلل مستمر في حاسة الشم، وتؤكد دراسات موضوعية سابقة صغيرة وجدت أن المرضى يقللون من تقدير فقدان حاسة الشم لديهم”.

أما سبب عدم ملاحظة الكثير من المصابين بفقدان حاسة الشم المرتبط بكوفيد لذلك، فهو غير واضح. يشير الباحثون إلى احتمال وجود تلف في الدماغ يحد من إدراك الناس لحواسهم.

مع ذلك، هناك العديد من الأبحاث ذات الصلة. على سبيل المثال، رُبط فقدان حاسة الشم سابقاً بحالات مثل الزهايمر. يبدو أن حاسة الشم والوظيفة الإدراكية مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، ونحن نعلم أن كوفيد-19 يمكن أن يؤثر على كليهما.

تقول هورويتز: “تشير هذه النتائج إلى ضرورة أن يُراعي مقدمو الرعاية الصحية إجراء اختبار فقدان حاسة الشم كجزء روتيني من رعاية ما بعد كوفيد. فبينما قد لا يُلاحظ المرضى ذلك فوراً، إلا أن ضعف الأنف قد يُؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية والجسدية”.

المصدر: cnbc arabia