الأربعاء   
   22 10 2025   
   29 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 19:38

بعد اتفاق وقف اطلاق النار.. هكذا يواصل الاحتلال لاإنسانيته

اسابيع مرت على اتفاق وقف اطلاق النار ولا يزال قطاع غزة بحاجة للكثير من المساعدات، لا سيما في ظل مماطلة الاحتلال في فتح المعابر خاصة معبر رفح لإخراج الحالات الطبية الطارئة أو ادخال المساعدات الغذائية او المعدات والوقود ومتطلبات المستشفيات لعلاج المرضى والمصابين.

هم مرضى تفاقمت حالتهم جراء حصار امتد عامين وارتحل منهم كثيرون، ومصابون مدنيون بنيران الاحتلال الذي ركز استهدافاته على المواطنين العزل ضاربا عرض الحائط القيم الاخلاقية والقوانين الدولية، فاستشهد عشرات الآلاف، واصيب عدد ضخم من المواطنين، بل وجه العدو طائراته ومدافعه نحو المستشفيات فأخرجها من الخدمة، وطالت غاراته المرضى والمصابين في المشافي.

وفي اكبر مأساة انسانية في التاريخ الحديث بلغ حسب وزارة الصحة عدد شهداء العدوان  68216 شهيدًا وعدد المصابين 170361 منذ السابع من أكتوبر 2023.

وقد تبدت جوانب عديدة ايضا من وحشية الاحتلال الى جانب القتل اليومي والارهاب والترويع والتهجير، في التجويع المتعمد والحصار المطبق، وحتى في ما ظهر على الاسرى المفرج عنهم من علامات التعذيب.

 الاوضاع تستمر على صعوبتها بعد وقف اطلاق النار

اليوم وحتى بعد وقف اطلاق النار لا يزال الاحتلال ينتهك الجوانب الانسانية الضرورية ومن الشواهد:

  • عدم فتح معبر رفح رغم المناشدات الاممية وهو معبر اساسي
  • معبر كرم ابو سالم الذي اعلن الاحتلال فتحه امس يتأرجح بين الفتح والاغلاق وليس واضحا كمية المساعدات التي تدخل عبره
  • مماطلة في ادخال الوقود ومعدات ازالة الركام والبحث عن المفقودين.. يقول ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بغزة ان كمية الأنقاض تقدر بنحو 55 مليون طن. والحق القصف أضرارا طالت 90 % من البنى التحتية للقطاع بخسائر تقدر بنحو 70 مليار دولار.
  • اكثر من 100 خرق لوقف اطلاق النار اسفرت عن اكثر من 100 شهيد و200 جريح
  • بحسب تصريح لليونيسف اليوم فإن الوضع في قطاع غزة مروع جدا ويجب تدفق المساعدات، فلا مواد إغاثية لإنقاذ الناس ولا حاضنات وكثير من المعدات الطبية لا يسمح بدخولها، وكثير من الأطفال بحاجة إلى علاج كامل من سوء التغذية لإبقائهم على قيد الحياة.
  • اكدت الاونروا اليوم ان “لدينا ما يكفي من غذاء لتلبية حاجات غزة لشهرين ولم يُسمح بدخولنا حتى الآن”.


تحقيقات اممية ومستقلة تؤكد الابادة الجماعية

في آذار 2025 خلُص تحقيق للجنة دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة  إلى أن الكيان “ارتكب أعمال إبادة جماعية” في قطاع غزة. وقالت اللجنة إن السلطات الإسرائيلية “دمّرت جزئياً القدرة الإنجابية للفلسطينيين في غزة كمجموعة عبر التدمير الممنهج لقطاع الصحة الإنجابية”.

    وفي 16 ايلول 2025، خلصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة، المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلّة، إلى أنّ الكيان ارتكب إبادة جماعية ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

    وخلص تحقيق للجنة مستقلة في الأمم المتحدة، أن كبار قادة الكيان مثل نتنياهو وهرتسوغ “حرضوا على الإبادة الجماعية.”

    وفي تقرير من 72 صفحة وجدت اللجنة، التي شكّلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن “إسرائيل ارتكبت أربعة أعمال تُصنف ضمن إبادة جماعية” في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

    ورغم العديد من التقارير الاممية والدولية بل المشاهد اليومية الموثقة التي تثبت ارتكاب حكومة العدو وجيشها اكبر الفظائع، يبقى السؤال حول محاسبة قادة الاحتلال اذا كان المجتمع الدولي فشل لعامين في وقف المجازر، بل لا يزال الاحتلال بعد اتفاق وقف اطلاق النار يمارس وحشيته ومماطلته في الاوضاع الانسانية.

    اذاً على مدى عامين لم يعبأ الاحتلال وداعموه بالمدنيين وواصل قصفهم وحصارهم ولم يصل الى اهدافه العسكرية فبات يدور في حلقة مفرغة وتعالت الاصوات الداخلية المنادية بوقف حرب فاشلة فيما تصاعدت التحركات الشعبية في دول العالم، فتنامى القلق الاميركي والصهيوني من عزلة دولية، فكان فشل تحقيق الحرب وصمود الغزيين وتصاعد الاصوات المعارضة لاستمرار الحرب في العالم وبدء حركة مقاطعة للكيان دافعا لادارة ترامب للتنسيق مع الكيان لطرح وقف اطلاق النار، ولا يزال القطاع يحتاج الكثير الكثير من العمل لاستعادة جزء من حياته السابقة، حيث مرت عليه مأساة انسانية لا تتسع لوصف تفاصيلها مجلدات وكتب.

    المصدر: موقع المنار