الخميس   
   23 10 2025   
   1 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 22:48

استهداف جديد بمسيّرات لمطار الخرطوم ووكالات أممية تدعو لتحرك عاجل لوقف الحرب

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، الخميس، لليوم الثالث على التوالي هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت مطار المدينة الواقع تحت سيطرة الجيش، وفق شهود عيان، فيما دعت أربع وكالات أممية إلى “تحرك عالمي عاجل” لوقف الحرب والتخفيف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وقال شاهد في جنوب الخرطوم، مقابل نهر النيل، إنّه سمع مرور مسيّرتين عند الرابعة صباحاً، تلاه إطلاق مضادات على مواقع سلاح المهندسين والسلاح الطبي. فيما أفاد شاهد آخر بمشاهدته للمسيّرات تتجه نحو المطار الذي تتعرض محيطاته لهجمات متتالية منذ ثلاثة أيام.

يُذكر أن المطار مُغلق منذ أبريل/نيسان 2023 بعد اندلاع القتال بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وقد كان مقرراً إعادة فتحه الأربعاء، إلا أن هجمات الثلاثاء والأربعاء حالت دون ذلك.

وأصدرت وكالات الأمم المتحدة الأربع – المنظمة الدولية للهجرة، ومفوضية شؤون اللاجئين، واليونيسيف، وبرنامج الأغذية العالمي – بياناً مشتركاً دعت فيه إلى “عناية دولية عاجلة بالأزمة في السودان لمعالجة المعاناة الهائلة والمخاطر المتزايدة التي تواجه السكان”.

وأشار البيان إلى أن أكثر من 900 يوم من القتال، مصحوبة بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وانقطاع الخدمات الحيوية والمجاعة، دفعت ملايين الأشخاص، خصوصاً النساء والأطفال، إلى حافة الموت. كما سلط الضوء على تفاقم الأزمة في ولايات كردفان، وخاصة دارفور، حيث تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر منذ 18 شهراً، ويعاني نحو 260 ألف مدني من نقص الغذاء والماء والرعاية الصحية.

وأوضح البيان أن سقوط الفاشر في يد قوات الدعم السريع سيمكّنها من السيطرة على كامل دارفور ومعظم الجنوب، بينما يسيطر الجيش على وسط السودان وشرقه وشماله.

ورغم استعادة الجيش للخرطوم خلال الربيع، لا تزال أجزاء كبيرة من العاصمة مدمرة وتشهد انقطاعات متكررة للكهرباء وهجمات بالمسيّرات، بينما تسعى الحكومة منذ أسابيع لإعادة تشغيل المطار ونقل المؤسسات الرئيسية من بورت سودان.

وأكدت نائبة المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أوغوتشي دانييلز أن “حجم العودة إلى الخرطوم يُمثل مؤشراً على القدرة على الصمود، وفي الوقت نفسه تحذيراً”، مشيرة إلى أن المدينة لا تزال تعاني آثار الحرب، إذ تعرضت المنازل لأضرار والخدمات الأساسية بالكاد تعمل.

وتستمر الحرب في السودان، التي دخلت عامها الثالث، في التسبب بمقتل عشرات الآلاف وتهجير نحو 12 مليون شخص، في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.

المصدر: أ.ف.ب.