السبت   
   25 10 2025   
   3 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 17:52

ساحل العاج تنتخب رئيسها والحسن وتارا يتصدر السباق لولاية رابعة

بدأ الناخبون في ساحل العاج، صباح السبت، الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد للبلاد، في انتخابات يتصدرها الرئيس الحالي الحسن وتارا، الحاكم منذ عام 2011، والمرشح لولاية رابعة، في ظل معارضة منقسمة أُقصي أبرز قادتها من السباق.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي (وت غ)، حيث يتنافس خمسة مرشحين على رئاسة الدولة التي تُعد واحة استقرار نسبي في منطقة تشهد انقلابات وأعمال عنف متكررة.

وكما في انتخابات عامَي 2015 و2020، يتوقع معظم المراقبين فوز وتارا (83 عاماً) من الجولة الأولى، إذ يقدّره أنصاره بـ«الضربة القاضية»، في اقتراع دعا إليه نحو تسعة ملايين ناخب.

وقال جيل يابي، مؤسس مجموعة “واثي” لدراسات غرب إفريقيا، إن «من الصعب تخيّل أي مفاجأة في غياب قادة المعارضة البارزين».

فقد مُنع الرئيس السابق لوران غباغبو والمصرفي الدولي تيجان ثيام من الترشح أو حتى التصويت، إذ أُقصي الأول بسبب إدانة جنائية، والثاني بسبب إشكاليات في الجنسية.

وشجّع حزباهما في الأسابيع الأخيرة المواطنين على الاحتجاج ضد القرار وضد ترشح وتارا لولاية رابعة، فيما ردّت السلطات بحظر التظاهرات بحجة “حماية البلاد من الفوضى”، وهو ما أثار انتقادات منظمات حقوقية اعتبرت القرار “انتهاكاً فاضحاً لحرية التعبير”.

وأصدرت المحاكم أحكاماً بالسجن لثلاث سنوات بحق عشرات الأشخاص بتهمة “بلبلة النظام العام”، كما نُشر نحو 44 ألف عنصر من قوات الأمن والدرك والجيش في أنحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة.

وترتبط الانتخابات في ذاكرة الإيفواريين بالاضطرابات، بعد الأزمات التي رافقت اقتراعي عامَي 2010 و2020، وأسفرت عن مقتل نحو 3 آلاف و85 شخصاً على التوالي.

وبقيت التظاهرات محدودة في معاقل المعارضة جنوباً وغرباً، حيث قُتل أربعة أشخاص بينهم دركي في كمين قرب أغبوفيل.

وفي المدينة نفسها، ساد الهدوء الجمعة، وكانت الحركة في الأسواق طبيعية. وأُعلن حظر تجول ليلي في مقاطعة العاصمة السياسية ياموسوكرو يومي الجمعة والسبت، بينما أكد رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة إبراهيم كويبيير كوليبالي أن “الانتخابات تثير الخوف، لكننا نأمل ألا تتحقق هذه المخاوف على الأرض”.

وتُعد نسبة المشاركة من أبرز رهانات هذا الاستحقاق، وسط توقعات بتعبئة كبيرة في شمال البلاد حيث غالبية السكان من إثنية مالينكي المؤيدة تقليدياً للرئيس.

وفي ظل غياب القادة الكبار للمعارضة، يواجه وتارا أربعة مرشحين لا يمثل أيٌّ منهم حزباً كبيراً، ولا يمتلكون موارد توازي الحزب الحاكم “تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلام”.

ويعوّل وزير التجارة السابق جان لوي بيون (60 عاماً)، المنشق عن “حزب ساحل العاج الديمقراطي”، على تمثيل “جيل جديد”، بينما تأمل السيدة الأولى السابقة سيمون إهيفيه غباغبو (76 عاماً) في استقطاب أنصار زوجها السابق.

لكن معسكر اليسار يخوض السباق منقسماً، مع ترشح منشق آخر هو أهوا دون ميلو القريب من الأوساط الروسية، إلى جانب المرشحة هنريات لاغو، المعارضة المعتدلة التي حصلت على أقل من 1% في انتخابات 2015.

وقال إيمي، سائق سيارة أجرة في أبيدجان: «لن أصوّت السبت، لأنه ليس لدي مرشح»، فيما رأت مروى توريه، صاحبة متجر، أنه «يجب علينا كمواطنين أن نصوت من أجل بلادنا».

ورغم إشادة كثير من المواطنين، بمن فيهم بعض المعارضين، بالحصيلة الاقتصادية لحكم وتارا الممتد لأربعة عشر عاماً، فإن آخرين ينتقدون ارتفاع كلفة المعيشة وتفاوت الاستفادة من النمو.

ونُشر نحو ألف مراقب محلي و251 مراقباً دولياً من “سيدياو” والاتحاد الإفريقي لمتابعة سير العملية الانتخابية. وتُغلق مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السادسة مساءً، على أن تُعلن النتائج مطلع الأسبوع المقبل.

المصدر: أ.ف.ب.