السبت   
   25 10 2025   
   3 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 18:20

عودة تدريجية للحياة في أسواق غزة مع دخول المساعدات الإنسانية

بدأت مظاهر الحياة تعود تدريجيًا إلى أسواق مدينة غزة، بعد دخول كميات من المساعدات الإنسانية التي شملت الخضروات والفواكه والمواد الغذائية الأساسية، ما ساهم في انخفاض نسبي في الأسعار مقارنة بالفترة الماضية.

وشهدت الأسواق في محيط شارع عمر المختار وسوق الزاوية حركة خجولة للبائعين والمتسوقين، حيث استعادت البسطات والعربات التجارية نشاطها جزئيًا، فيما بقي الإقبال على الشراء محدودًا بسبب تدهور الأوضاع المعيشية.

ورغم هذا الانخفاض في الأسعار، يؤكد المواطنون أن الأزمة الاقتصادية لا تزال خانقة، إذ لا تُمكّن غالبيتهم من الشراء بسبب غياب مصادر الدخل وتوقف الأعمال نتيجة الحرب والدمار الذي طال معظم القطاعات.

ويقول أحد الباعة في سوق الزاوية: “الأسعار انخفضت قليلًا بعد دخول المساعدات، لكن الناس لا يوجد لديها مال. الكل متعطل عن العمل، ولا يوجد دخل. الوضع صعب جدًا.”

فيما أوضح متسوق أنه جاء لشراء حاجيات بسيطة لأطفاله، لكنه “لم يتمكن من شراء كل ما يحتاجه”، مشيرًا إلى أن “الأسعار وإن بدت أقل، تبقى مرتفعة مقارنة بقدرة الناس الشرائية”.

ويشير مواطنون إلى أن انخفاض الأسعار لا يعني تحسن الأوضاع، فـ”المشكلة الحقيقية ليست في توفر السلع بل في غياب السيولة النقدية”، بحسب قولهم، في ظل استمرار البطالة الجماعية وفقدان الممتلكات وفرص العمل.

وتعكس الأجواء في الأسواق في غزة مفارقة واضحة بين توفر السلع نسبيًا بعد فتح المعابر وبين عجز المواطنين عن الشراء، ما يعكس عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها الحرب.

ويأمل السكان أن تترافق جهود الإغاثة الدولية مع دعم اقتصادي مباشر للأسر المتضررة، يتيح لها استعادة الحد الأدنى من الحياة الكريمة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وتزايد الحاجات الأساسية للسكان.

ويقول أحد المواطنين بحسرة وهو يغادر السوق خالي اليدين: “نريد أن تعود الحياة كما كانت، نريد عملاً ودخلاً، لا نريد فقط المساعدات.”

المصدر: يونيوز