السبت   
   25 10 2025   
   3 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 20:19

عمليات التصويت المبكر تبدأ في انتخابات رئاسة بلدية نيويورك

بدأت مدينة نيويورك، أكبر مدن الولايات المتحدة، السبت، عمليات التصويت المبكر عبر البريد لانتخاب رئيس جديد للبلدية، وقد يكون الفائز في نهاية العملية الانتخابية المقررة في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر هو زهران ممداني، البالغ من العمر 34 عامًا وينتمي إلى الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي.

وتنطلق خلال عطلة نهاية الأسبوع عمليات التصويت المبكرة عبر البريد لكل سكان نيويورك المسجلين على اللوائح الانتخابية الذين يختارون هذه الطريقة بدل التوجه إلى مراكز الاقتراع في يوم الانتخابات.

ومنذ فوزه المفاجئ في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في حزيران/يونيو، أصبح زهران ممداني، النائب في برلمان ولاية نيويورك عن حي كوينز الشعبي، الأوفر حظًا للفوز.

حصل ممداني على الجنسية الأميركية في عام 2018، وهو ابن عائلة مثقفة من الشتات الهندي ومسلم واشتراكي، ويُعرف بمعارضته لسياسات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، خاصة على صعيد الاقتصاد والهجرة.

وفي هذه المدينة المترامية الأطراف، التي يبلغ عدد سكانها 8.5 ملايين نسمة وتعد من الأغلى في العالم، ركز ممداني حملته على وعد بجعل المدينة في متناول كل الفئات، مع توفير مساكن بإيجارات مضبوطة بأعداد أكبر، بالإضافة إلى حافلات ودور حضانة مجانية.

ويواجه ممداني في الانتخابات حاكم ولاية نيويورك السابق أندرو كومو، البالغ 67 عامًا، وهو من الشخصيات البارزة في الحزب الديمقراطي وخسر أمام ممداني في الانتخابات التمهيدية، فضلاً عن كورتس سليوا، الجمهوري البالغ الحادية والسبعين.

وأظهرت نتائج ثلاثة استطلاعات للرأي في تشرين الأول/أكتوبر أن زهران ممداني سيحصل على 46 إلى 52% من الأصوات، بفارق 11 إلى 13% عن كومو، فيما يتوقع أن يحصل كورتس سليوا على 15 إلى 19% من الأصوات.

وحصل حاكم الولاية السابق الخميس على دعم رئيس البلدية المنتهية ولايته، إريك أدامز، الذي انسحب من السباق نهاية أيلول/سبتمبر بسبب نتائج استطلاعات الرأي غير المشجعة بعد ولاية شابتها اتهامات بالفساد.

وبعدما كانا خصمين، بات الرجلان يركزان هجماتهما على ممداني، متهمينه بأنه “معاد للأعمال التجارية” و”بائع أوهام” لأفقر الفقراء.

ويُتهم ممداني أيضًا بأنه “متطرف”، بالنظر إلى تصريحات سابقة اعتبر فيها الشرطة “عنصرية”، أو أنه يمثل تهديدًا لليهود في المدينة بسبب تأييده للفلسطينيين ومواقفه القاطعة جدًا تجاه سياسة إسرائيل.

لكن هل يكفي ذلك لكومو، وزير الإسكان السابق في عهد بيل كلينتون، لتعويض تأخره؟ يقول لينكولن ميتشل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا: “هذا ممكن لكن غير مرجح”.

ويضيف أن كومو “ليس على الموجة نفسها مع جزء كبير من سكان نيويورك، فميله إلى التهويل والمبالغة بمشكلة الجريمة وصورة الرجل القوي والذكوري التي يعكسها، عفا عنها الزمن ولم يعد الكثير من الناخبين يؤيدون ذلك”.

وأمام هذه الشخصية البارزة في العقود الأخيرة، نجح المرشح الشاب القريب من الأجيال الجديدة والمنسجم مع وسائل التواصل الاجتماعي في استقطاب جزء كبير من الشباب الذين كانوا ابتعدوا عن السياسة.

والجمعة حصل ممداني على دعم مهم من حكيم جيفريز، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، وهو شخصية وسطية في الحزب.

وقد يؤدي انسحاب الجمهوري كورتس سليوا من السباق، وهو أمر يتمناه كثيرون، إلى تعزيز الجبهة المناهضة لممداني، إلا أن المرشح الذي يعتمر قبعة حمراء باستمرار يستبعد هذه الخطوة.

وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن ترامب تصالح مع فكرة فوز ممداني، متوعدًا إياه بعرقلة مهمته، وقال الثلاثاء: “انظر إلى استطلاعات الرأي ويبدو أننا سنحصل على شيوعي كرئيس لبلدية نيويورك (…) لكن إليكم النبأ السار: عليه أن يمر عبر البيت الأبيض. كل شيء يمر عبر البيت الأبيض”.

ويخشى من خلال هذا التصريح حدوث تشدد من السلطات الفيدرالية حيال المدينة بعد تدخل لافت لشرطة الهجرة هذا الأسبوع في مانهاتن.

المصدر: أ.ف.ب.