أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن دعوتنا في الداخل كانت دائمًا إلى الهدوء وان يكون الخطاب خطابا وطنيا، وأن يبتعد الجميع عن الاستفزاز والتحدي، لانه عندما يكون هناك خطر خارجي على سيادة البلد وأمنه وأرضه، يفترض بكل المخلصين سواء كانوا داخل أو خارج السلطة أن يتعاونوا ويتلاقوا لدرء الخطر الخارجي، وبعدها يمكن أن نأتي إلى حل مشاكلنا الداخلية .
وخلال مشاركته في الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لشهداء بلدة عيتا الجبل الجنوبية، بحضور فعاليات وشخصيات وعلماء دين وعوائل شهداء وجمع من الاهالي، قال النائب فضل الله أننا دائماً نحاول الابتعاد عن السجالات والخصومات الداخلية، ونخاطب من لديه مسؤولية وطنية وشعور بأن هذا الدم الذي يسفك في الجنوب هو دم وطني لبناني معني به كل من لديه شعور بالانتماء الى لبنان.
اضاف: نخاطب الحكومة والمسؤولين لنقول لهم بأن قضية الجنوب يجب أن تكون قضية وطنية وأن الاولوية يجب أن تكون اليوم لحماية السيادة وإعادة الإعمار، ولكن كثيرين اليوم يسعون لجر البلد إلى خلافات وسجالات من أجل تحقيق مآربهم السياسية، بما في ذلك محاولة مد اليد على القانون الانتخابي، فهم يريدون تعديل القانون ليسمحوا للمغتربين في الخارج ان ينتخبوا خلافاً للقانون الحالي، لأنهم يعتقدون أنه حيث يوجد مغتربين فإن لديهم القدرة على تجيير اصواتهم من خلال ارادة الدول التي يتواجدون فيها ويعلمون ان فريقنا السياسي غير قادر على ممارسة هذا الحق، ويعرفون أن ثمة عقوبات مفروضة علينا، وثمة منع وتهديد للمغتربين في الخارج، ما يعني أنه لا يوجد تكافؤ للفرص.
صفد البطيخ
وقال فضل الله إن اعمال القتل والاغتيال التي يمارسها العدو ضد المواطنين خصوصا في الجنوب فضلاً عن استهداف منشآت مدنية هي من اجل تحقيق مجموعة من الاهداف، من بينها ابقاء الجنوب قلقاً غير مستقر، والناس فيه غير مطمئنين، ومنع الاعمار وضرب كل ما له صلة بالاعمار، والضغط على لبنان الدولة والشعب من اجل اجباره على تقديم تنازلات سياسية.
كلام النائب فضل الله جاء خلال مشاركته في الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله بمناسبة الذكرى السنوية لارتقاء شهداء بلدة صفد البطيخ الجنوبية بحضور الاهالي وعلماء دين وعوائل شهداء.
وشدد النائب فضل الله على أن العدو يسعى من خلال ما يقوم به إلى تحقيق الأهداف التي عجز خلال حرب الستين يوماً عن تحقيقها، فقد عاد اهل الجنوب رغم كل ما حصل وتمسكوا باعمار قراهم وبلداتهم واحياء هذه الارض، ولم تنفع الضغوط السياسية الى الحد الذي يفرض فيه على لبنان تنازلات كبيرة.
ولفت النائب فضل الله إلى أننا بعد وقف اطلاق النار وافقنا على صيغة جديدة تختلف عن معادلة ما قبل الحرب، فما قبل الحرب كان هناك معادلات تحمي البلد في مواجهة العدو، وتحمي الارض وتحمي المدنيين وتمنعه من الاعتداء، ولكن خلال الحرب وفي ظل النتائج المترتبة وفي ظل الظروف التي استجدت في المنطقة وصلنا الى صيغة جديدة هي ان تتولى الدولة اللبنانية تحمل مسؤولية الامور، والدولة عندما تكون دولة بكل مؤسساتها ككيان هي المعنية ويجب أن تتصدى لحماية شعبها، وللاسف عندما سلمنا الامور للدولة رأينا نتائج الاستباحة الاسرائيلية المستمرة.
وقال النائب فضل الله: نحن في هذه المرحلة سنكمل في هذا المسار لجهة قيام الدولة بمسؤولياتها، وضرورة ممارستها اعلى درجات تحمل المسؤولية من خلال لجنة مراقبة وقف اطلاق النار، ومن خلال الضغوط الدبلوماسية والسياسية والاعلامية التي من المفترض ممارستها، فالدولة حالياً هي المسؤولة والحكومة تتحمل المسؤولية، نحن من داخل هذه الحكومة وداخل الدولة نقوم بكل ما يمكن ان نقوم به من اجل ان تلتزم هذه الدولة بالخطوات المطلوبة لوقف الاعتداءات، ولديها الكثير من الخيارات، لكنها تحتاج للمزيد الشعور بحجم المسؤولية، وبأن هذا الدم دم عزيز ولا يمكن الاستهانة به باي شكل من الاشكال.
وأشار النائب فضل الله إلى أننا نعمل عبر الدولة والحكومة، ولدينا مناقشة للموازنة ستبدأ هذا الاسبوع، ونحن متفقون في حزب الله وفي حركة أمل ان البند الاساسي على هذه الموازنة هو توفير اعتمادات مالية لاعادة الاعمار، خصوصاً البيوت المهدمة، وعليهم أن يخصصوا مبالغ واضحة وصريحة للمؤسسات الرسمية المعنية بالجنوب او ببقية المناطق لتبدأ ورشة اعادة الاعمار، فهناك امكانات مالية موجودة عند الحكومة.
