الإثنين   
   27 10 2025   
   5 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 13:23

روسيا تعلن نجاح الاختبارات النهائية لصاروخ مجنح نووي بورييفستنيك

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الاختبارات الختامية للصاروخ المجنح العابر للقارات «بورييفستنيك»—المعروف أيضًا باسم «نذير العاصفة» قد انتهت بنجاح، مشيرًا إلى أنّه يختلف عن أنظمة التسليح التقليدية بامتلاكه محركًا نوويًا ويمنحه مدى طيران عمليًا غير محدود.

وذكرت موسكو أن الاختبارات جرت في 21 تشرين الأول/أكتوبر، وأن الصاروخ قطع مسافة تفوق 14 ألف كيلومتر خلال حوالى 15 ساعة طيران، في حين طبّق خلال التجربة نمط تحليق على ارتفاعات منخفضة (بين 10 و50 متراً) وبسرعات دون سرعة الصوت، مما يصعّب اكتشافه بواسطة أنظمة الرادار والدفاع الجوي التقليدية.

وصف الصاروخ بأنه صاروخ مجنح شبيه بصاروخ «توماهوك» الأمريكي من حيث الشكل والمهام، لكنه يختلف عنه بوجود محرك نووي توربيني نفاث يوفر دفعًا رئيسيًا ويمكنه نظريًا إبقاء المنظومة في الجو لفترات طويلة. وتقول المواصفات الروسية إن «بورييفستنيك» يبلغ طوله قرابة 12 متراً مع المسرّع (نحو 9 أمتار بعد انفصاله)، ويُطلق من منصات أرضية، ويحمل رأسًا حربيًا نووياً.

وتؤكد التصريحات الرسمية أن النسخة المتوفرة حاليًا مزوّدة برأس نووي، وأن روسيا تعتزم إدخال السلاح إلى الخدمة خلال السنوات المقبلة، مع توقعات بدخوله الخدمة الرسمية بعد عام 2027 إذا لم تُبرم اتفاقات جديدة للحدّ من التسلّح الاستراتيجي.

وأثار الإعلان ردود فعل متباينة دوليًا، حيث سبق أن أطلق الغرب على هذا النظام تسميات دراماتيكية مثل «صاروخ يوم القيامة»، معبّرين عن مخاوف تتعلق بانتشار تقنيات دفع نووي جوي وخطر التلوث الإشعاعي في حال وقوع أعطال. وبينما تصرّ روسيا على أن المشروع يمثل تطورًا فريدًا في مجال الردع الاستراتيجي، يشكك بعض المراقبين الغربيين في جدوى العمل بمثل هذه التقنية ويمتنعون عن تأكيد كل المواصفات المعلنة.

ويُذكر أن تطوير «بورييفستنيك» رُبط جزئيًا بردّ موسكو على انسحابات دولية من معاهدات للحدّ من أنظمة الصواريخ المضادة في السنوات الماضية، ويُعد جزءًا من استراتيجية روسية لتعزيز قدراتها الاستراتيجية والردعية.

يبقى ملف الصاروخ محط مراقبة دقيقة على صعيد موازنات الأمن الدولي وسياسات الحدّ من الانتشار، إذ يطرح أسئلة تقنية وقانونية وبيئية إلى جانب أبعاده الاستراتيجية والأمنية.

المصدر: روسيا البوم