الإثنين   
   27 10 2025   
   5 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 21:07

دعوة أممية عاجلة لوقف إطلاق النار في السودان وتصاعد النزوح مع تقدم الدعم السريع في الفاشر

أكدت مصادر أمنية وعسكرية سيطرة قوات الدعم السريع على بلدة الزريبة ومحلية “أم دم حاج أحمد” بولاية شمال كردفان، وذلك بعد يوم من إعلانها بسط نفوذها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وفي ظل هذه المستجدات، أطلقت الأمم المتحدة نداء عاجلاً لوقف إطلاق النار الفوري في الفاشر وبقية أنحاء السودان، وسط موجات نزوح واسعة للسكان من شمال كردفان، إثر اشتباكات عنيفة مع الجيش السوداني وتقدم أرتال الدعم السريع إلى مقر رئاسة الحكومة المحلية للمنطقة.

وأفادت شبكة أطباء السودان في بيان بأن قوات الدعم السريع قتلت 47 مواطنًا – بينهم 9 نساء – في مدينة بارا شمال كردفان، ونفذت عمليات اغتيال بتهمة الانتماء للجيش، وارتكبت أعمال نهب واختطاف بحق المواطنين.

وتسود مخاوف كبيرة حيال الأزمة الإنسانية المتفاقمة في مدينة الفاشر غربي السودان، حيث أدى تصاعد القتال لانقطاع الاتصالات ونزوح آلاف السكان، بينما علق مئات الآلاف من المدنيين في مناطق النزاع عقب إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على المدينة الاستراتيجية في إقليم دارفور.

وأشارت شبكة أطباء السودان إلى ارتكاب الدعم السريع جريمة تطهير عرقي في الفاشر بقتل مواطنين عزّل على أساس إثني، مرجحة أن عدد الضحايا بالعشرات في ظل صعوبة الوصول للمناطق المتضررة.

وفي سياق متصل، لا تزال قوات الدعم السريع تحتجز الصحفي معمر إبراهيم بالفاشر منذ الأحد، وسط دعوات أطلقها اتحاد الصحفيين السودانيين للإفراج الفوري عنه، محملاً قوات الدعم السريع كامل المسؤولية عن سلامته.

من جهته، وصف رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس ما يحدث في الفاشر بأنه “جرائم حرب وتطهير عرقي”، مشدداً على تلقي تقارير مقلقة بشأن سلوك قوات الدعم السريع في الفاشر وبارا، ومناشداً المنظمات الدولية التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات.

وطالبت الأمم المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأفريقي وهيئات حقوقية، بتدخل فوري لحماية المدنيين في بارا وكافة المدن السودانية، وفتح تحقيق دولي لمحاسبة قادة قوات الدعم السريع على تلك الجرائم.

على صعيد متصل، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء تقارير مقتل مدنيين ونزوح جماعي مع تصاعد القتال في ولاية شمال دارفور.

وفي وقت سابق من الاثنين، اتهمت هيئة “محامو الطوارئ” قوات الدعم السريع بارتكاب “مجزرة” في مدينة بارا وتصفيتها مئات المدنيين عقب سيطرتها على المنطقة.

وفي كلمة له خلال قمة آسيان في ماليزيا، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التدخلات الخارجية تعمِّق الأزمة في السودان وتقوِّض فرص السلام، ودعا المجتمع الدولي إلى وقف إمداد أطراف النزاع بالسلاح، واصفاً ما يجري في الفاشر بأنه “تصعيد مروع”، مشدداً على أن حجم المعاناة في السودان “يفوق الاحتمال”.

وأظهرت مشاهد وصور نشرتها “لجان المقاومة-الفاشر” فرار المدنيين من المدينة ووجود جثث متناثرة قرب مركبات محترقة.

ويواصل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع القتال منذ منتصف إبريل/نيسان 2023، ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ولجوء قرابة 15 مليوناً حسب بيانات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.

المصدر: أ.ف.ب.