الأربعاء   
   29 10 2025   
   7 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 01:31

مظاهرة “مليونية الحريديم” تهدد مستقبل الحكومة الاسرائيلية وتدفع نحو حل الكنيست والانتخابات المبكرة

تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى مدينة القدس المحتلة، حيث يستعد الشارع الإسرائيلي لمظاهرة ضخمة تحت عنوان “مليونية الحريديم” في ساحة جسر الحبال، وسط ترقب سياسي غير مسبوق حول مصير الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، مع تصاعد احتمال إنهاء دعم الحاخامات المتشددين للائتلاف الحاكم والدفع نحو حل الكنيست والانتخابات المبكرة.

وتأتي هذه التطورات بعد تصاعد الغضب في صفوف القيادات الدينية، إذ تشير تقديرات إلى إمكانية إعلان الحاخامات المتشددين عن نهاية دعمهم للائتلاف خلال المظاهرة المرتقبة، في خطوة تُعد حاسمة للدفع نحو انتخابات مبكرة قبل عام من تاريخها القانوني.

وتسلط صحيفة “معاريف” الضوء على اختلال التوازن داخل الائتلاف، حيث بات تأثير المرجعيات الدينية العليا في حزبي شاس و”أغودات إسرائيل” يفوق نفوذ القيادات السياسية التقليدية، مثل أرييه درعي وموشيه غافني ويِتسحاق غولدكنوبف، الذين أقروا بفقدان السيطرة على القاعدة الدينية، وعدم قدرتهم على إقناع الحاخامات بمخاطر إسقاط الحكومة على مخصصات التعليم والسكن.

وأكد التقرير أن الأزمة الحالية تفجرت بسبب إخفاق الحكومة في تمرير قانون التجنيد الإجباري، وهو مطلب رئيسي للحاخامات المتشددين، الذين يعتبرون أن حكومة “تعجز عن حماية عالم التوراة” لا يمكن أن تبقى.

وبات مستقبل الحكومة مرهونًا بقرار المرجعيات الدينية، بعيدًا عن حسابات السياسيين المتشددين، ما يضيّق خيارات نتنياهو وحلفائه في احتواء الأزمة.

يواصل رئيس الوزراء نتنياهو تحركاته بالتعاون مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن، يوآف بسموت، لمحاولة التوصل إلى تفاهم جديد مع القيادات الدينية وتأجيل الحسم عبر “ورقة مبادئ”، إلا أن غياب نص نهائي لقانون التجنيد وانعدام الثقة بالدوافع الحكومية يقلِّص احتمالات التوصل لاتفاق.

وترصد المصادر نفاد صبر الحاخامات، حيث أكد أحدهم “إن انتهى دعمنا، انتهت الحكومة أيضًا”، في تعبير مباشر عن هشاشة التحالف الحكومي الذي بات رهينًا لموقف ديني حاسم. وإذا أقدمت المرجعيات الدينية بالفعل على سحب دعمها يوم الخميس، فإن إسرائيل ستتجه إلى انتخابات مبكرة هي الخامسة خلال أقل من خمس سنوات، في مشهد يعكس عمق الأزمة الداخلية وهشاشة التحالفات بين الأحزاب الدينية والقومية المتشددة.

المصدر: مواقع