أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في كلمته خلال افتتاح “ملتقى الإعلام العربي” في بيروت، أن الإعلام يمثل اليوم قوة ناعمة وصوتًا مسؤولًا، قادرًا على صناعة الرأي وتشكيل الوعي، وحماية الحقيقة في مواجهة موجة التضليل والشائعات التي تهدد المجتمعات.
وقال عون إن الحقيقة تواجه تحديات كبرى في زمن الانقلابات على القيم والمعايير، حيث لم تعد الحقائق مطلقة كما كانت في الماضي، وبرزت ثقافة “ما بعد الحقيقة” التي تركز على الإثارة أكثر من الدقة. وأضاف: “الحكم الصالح يحتاج إلى من يقول له الحقيقة، بينما الشعبويات الكارثية تقوم على التطبيل والتضليل، وهنا تكمن معاناة المسؤولين بين مصارحة شعوبهم وقيادتهم على درب الخلاص الصعب، وبين الانصياع للضغوط والأوهام”.
وأشار الرئيس إلى أن الإعلاميين اليوم يتحملون مسؤولية جسيمة، فهم رسل العصر في زمن التحولات التكنولوجية الهائلة، حيث انتقلت الكلمة من المكتوبة إلى المسموعة، ثم المرئية، والآن أصبحت لحظية ورقمية. لذلك، يجب عليهم أن يحافظوا على استقلالهم المالي والمعنوي، وأن يضمنوا أن يظل الخبر سقفه الحقيقة، وأن تظل رسالتهم موجهة لخدمة الإنسان والمجتمع والنظام العام.
وشدد عون على أن القانون الدولي وحقوق الإنسان يمنحان الإعلام الحر مسؤوليات واضحة، مؤكدًا أن المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تكفل حرية التعبير، بينما المادة 29 تحدد القيود التي تحمي حقوق الآخرين وتحافظ على النظام العام. وأضاف: “مسؤوليتكم اليوم أن تجعلوا من الحقيقة كل الخبر، فالتاريخ يثبت أنه يمكن تضليل بعض الناس كل الوقت، أو كل الناس بعض الوقت، لكن من المستحيل تضليل كل الناس كل الوقت”.
ولفت الرئيس عون إلى أن لبنان يظل دائمًا منصة حاضنة للإعلام العربي وملتقى للحوار والحرية، مشددًا على أن المدينة اللبنانية تمثل مركزًا للثقافة والكلمة الحرة. وختم بالقول: “الحقيقة وحدها تحرر، والحقيقة وحدها تعمر، والحقيقة وحدها تحقق الخير للبشر جميعًا. عاش الإعلام الحر المسؤول… لتحيا شعوبنا بخير ومسؤولية وحرية”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام
