قراءة: بتول أيوب نعيم
كتابة: علي حايك
صدَقَ جنرالُ الميكانيزم على ما يبدو – الاميركيُ جوزيف كليرفيلد – بانَ عملَ اللجنةِ سيكونُ مختلفاً بعهدِه.
فمن اولِ اجتماعٍ برئاستِه كانت وقاحةُ العنوانِ الذي يوضحُ تموضعَ اللجنةِ واولوياتِها: “مراجعةُ التقدمِ الذي أحرزَهُ الجيشُ اللبنانيُ في الحفاظِ على ترتيباتِ وقفِ الأعمالِ العدائية، وتعزيزُ جهودِ نزعِ السلاحِ في لبنان”.
فبيانُ السفارةِ الاميركيةِ الصادرُ باسمِ المجتمعين اظهرَ اجماعَ المواقفِ على تحويلِه كرقيبٍ على اداءِ الجيشِ اللبناني، اما العدوانيةُ الصهيونيةُ فلم يُشِر اليها بوضوح، بل اكتفى بالحديثِ عن فرصِ التخفيفِ المستمرِ من انتهاكاتِ ترتيباتِ وقفِ الأعمالِ العدائية ، وبأنّها تضطلعُ بدورٍ محوريٍ في رصدِ الالتزاماتِ التي تعهدَ بها كلٌ من إسرائيلَ ولبنان، والتحققِ منها، واضعةً الضحيةَ والجلادَ في مكانٍ واحد .
احدٌ لن يجدَ قدرةً على تفسيرِ او تبريرِ محتوى البيان، الذي اتسمَ بوقاحةٍ اميركيةٍ وانحيازٍ تامَّينِ للاسرائيلي، وهو ما يُعطيهِ غطاءً كاملاً باستمرارِ اعتداءاتِه التي طالت اليومَ الجيشَ اللبنانيَ بالقاءِ قنبلةٍ من محلقةٍ اسرائيليةٍ بالقربِ من مركزِه في بلدةِ الضهيرة واطلاقِ النارِ على دوريةٍ له على طريقِ المجيدية – بسطرة. وبالمناسبةِ فانَ اليونيفل اَسقطت مسيرةً اسرائيليةً رمت قنبلةً على دوريةٍ له في كفركلا، فماذا عن الاعتداءِ على جيشِنا الوطني؟
في همومِنا الوطنيةِ غابَ عشراتُ الشهداءِ عن بالِ مجلسِ الوزراءِ للتعزيةِ بهم وادانةِ قتَلَتِهِم الصهاينة، لكنْ حضرَ ملفُ اعادةِ الاعمارِ بجديةٍ عبرَ احالةِ آليةِ تحديدِ ودفعِ المساعدةِ عن الأضرارِ اللاحقةِ بالوحداتِ السكنيةِ وغيرِ السكنيةِ جراءَ العدوانِ الصهيونيِ الى لجنةٍ وزاريةٍ مختصة.
والى لجنةٍ مماثلةٍ اُحيلَ مقرحُ الوزير يوسف رجي حولَ قانونِ الانتخابِ بعدَ سحبِ فتيلِه الانفجاري من الجلسة، فيما فجّرَ رئيسُ الجمهوريةِ موقفاً لافتاً من رفضِه التعطيلَ الذي جرى بالامسِ لجلسةِ مجلسِ النواب الذي قاده حزب القوات، داعياً الجميعَ الى ضرورةِ العملِ لما فيه مصلحةُ البلد..
في البلدِ النازفِ فلسطينَ لعبٌ صهيونيٌ بوقفِ اطلاقِ النار وفقَ حاجةِ حكومةِ بنيامين نتنياهو وبغطاءٍ تامٍّ من دونالد ترامب. وحصيلةُ ساعاتٍ من العدوانِ قبلَ العودةِ الى الهدنة عندَ العاشرةِ صباحا: اكثرُ من مئةِ شهيدٍ بينَهم عشراتُ الاطفال.
المصدر: موقع المنار
