الجمعة   
   31 10 2025   
   9 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 00:59

ترامب يأمر باستئناف التجارب النووية الأميركية في تصعيد جديد على خلفية الاختبارات الروسية والصينية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، أنه أمر باستئناف تجارب الأسلحة النووية في الولايات المتحدة، وذلك لأول مرة منذ أكثر من 30 عاماً. جاء هذا القرار بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجاح موسكو في اختبار مسيّرة بحرية قادرة على حمل رؤوس نووية وصاروخ كروز يعمل بالدفع النووي.

وجاء إعلان ترامب قبيل لقائه نظيره الصيني شي جينبينغ في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية، في خطوة يرى مراقبون أنها تمثل عرضاً جديداً للقوة وتشدداً في مواقفه حيال الكرملين، خاصة في ظل تعثر المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وكتب ترامب على منصته “تروث سوشل”: “بسبب برامج الاختبار التي تقوم بها دول أخرى، وجهت وزارة الحرب ببدء اختبار أسلحتنا النووية على قدم المساواة”، معلناً أن التجارب ستستأنف “فوراً”.

وأكد ترامب تفوق بلاده النووي بقوله إن لدى الولايات المتحدة أسلحة نووية أكثر من أي دولة أخرى، مشيداً بجهوده في “تحديث وتجديد كامل للأسلحة الموجودة”. وأضاف أن “روسيا تأتي في المرتبة الثانية، والصين في المرتبة الثالثة بفارق كبير، لكنهما ستكونان متساويتين خلال خمس سنوات”، في حين تُشير بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إلى أن روسيا تملك 5489 رأساً نووياً، مقابل 5177 للولايات المتحدة و600 للصين.

ولم يوضح ترامب طبيعة التجارب المزمع استئنافها، علماً أن واشنطن من الدول الموقعة على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، ما يجعل استئناف الاختبارات انتهاكاً للمعاهدة. وبرر الرئيس الأميركي خطوته بالإشارة إلى “برامج اختبار” تجريها دول أخرى دون أن يحدد روسيا بالاسم، مضيفاً على متن الطائرة الرئاسية: “إذا كانوا يجرون اختبارات، فأعتقد أننا سنجريها أيضاً”، من دون الإشارة إلى توقيت أو أماكن الاختبارات.

وتوالت الردود الدولية على القرار الأميركي، إذ أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الاختبارات الروسية الأخيرة لم تكن نووية، داعياً إلى فهم تصريحات الرئيس ترامب على نحو صحيح. كما دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غوو جياكون واشنطن إلى اتخاذ “إجراءات ملموسة لحماية نظام نزع الأسلحة النووية ومنع الانتشار العالمي وحماية التوازن والاستقرار الاستراتيجيين”.

وفي نيويورك، شدد متحدث باسم الأمم المتحدة على أن التجارب النووية “غير مسموح بها تحت أي ظرف”، مذكراً بموقف الأمين العام الداعي إلى تجنب جميع الإجراءات التي قد تؤدي إلى سوء تقدير أو تصعيد خطير.

يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه العلاقات الأميركية الروسية فتوراً متزايداً إثر تعثر المفاوضات حول إنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط استمرار التزام موسكو وواشنطن من حيث المبدأ باتفاق “نيو ستارت” للحد من الأسلحة النووية، رغم توقف آليات التحقق منذ عامين واقتراب انتهاء مدة الاتفاق في فبراير المقبل، بينما تقترح موسكو تمديده لعام إضافي دون تحديد الإجراءات الرقابية اللازمة.

المصدر: أ.ف.ب.