الإثنين   
   03 11 2025   
   12 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 22:20

الصحافة اليوم: 3-11-2025

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الإثنين 3 تشرين الثاني 2025 في افتتاحياتها المواضيع والملفات المحلية والاقليمية والدولية الآتية…

الأخبار:

تفاصيل عروض الغربيّين وكيف يتصرّف جعجع والصحناوي | أميركا للبنان: وقف العداء لا الحرب فـقط!


«المفاوضات المباشرة، ولا شيء غير المفاوضات المباشرة»!
باختصار، هذه هي خلاصات أسبوع الرسائل الدبلوماسية والأمنية إلى لبنان. الفكرة ليست عصيّة على الفهم. وتوم برّاك، الذي يبدو مُستفِزاً للناس هنا، يقول الأمور كما هي. هو يشرح بأن ما يقوله، ليس سوى ما يسمعه في واشنطن وفي تل أبيب. لكنّ برّاك، لا ينفي، أنه شخصياً كان يتأمّل الكثير من محاولاته في بيروت. فالرجل مُحبط جداً إزاء ما يصفه بـ«الهراء» الموجود لدى القادة في لبنان، وهذا ما يجعله يرفع الصوت ولو بطريقة تُزعِج اللبنانيين…

من اللافت، أن برّاك يسعى كل الوقت إلى تمييز الرئيس نبيه بري عن بقية المسؤولين. قال كلاماً مُعيباً بحق الآخرين، من الموجودين في الحكم أو خارجه. لكنه تحدّث عن بري بطريقة مختلفة. تماماً كما فعل السيناتور الأكثر صهيونيةً ليندسي غراهام، عندما قال لصديق له بعد زيارته الأخيرة إلى لبنان، إنه يوافق برّاك على رأيه، وإنه يوجد فقط نبيه بري من يمكن التحدّث معه.

الاهتمام الأميركي برئيس المجلس، لا علاقة له بتقييم أميركا لموقفه من أصل الصراع. لكنّ رجال الصفقات الذين كلّفهم دونالد ترامب بالمهام الشاقّة، ينطقون بما يفترضون أنه مناسب لخطة العمل. وهو ما قاله برّاك: «بري أكثر سياسيّي لبنان خبرة. لديه معرفة جيدة بكيفية صناعة القرار في الغرب، والأهم، أنه الوحيد الذي تحاوره، وكأنك تتحدث مباشرة مع حزب الله. وهو صريح، يقدّم الأجوبة الحاسمة في كثير من الأحيان، وفي مرات عدة، تفهم أنه يحتاج إلى وقت من أجل تسليم جواب واضح».

لكنّ برّاك، وكذلك غراهام، وكذلك الآخرون، لا يجيبون عن سبب تعثّر مساعيهم مع الجانب الآخر من المعادلة. هم يكرّرون معزوفة أن إسرائيل هي الطرف الأقوى في المعادلة، فهي من انتصر في الحرب الأخيرة على لبنان وسوريا، ولن يكون هناك من يقدر على الضغط عليها من أجل مراعاة أحد، لا في دمشق ولا في بيروت. حتى إن مورغان أورتاغوس، تشرح أيضاً: «الآن، لديكم فرصة خاصة، كون الرئيس ترامب يملك تأثيراً على القيادة في إسرائيل، وبالتالي، استخدموا هذه الفرصة، لكن عليهم تقديم الأوراق أولاً، وهذا لا يكون إلّا من خلال المفاوضات».

عند هذه النقطة، يعود الجميع إلى أصل المشكلة. وفي بيروت، لم يكن الرئيس جوزيف عون يرتدي الحزام الناسف عندما طلب إلى قائد الجيش التصدّي لتوغّلات قوات الاحتلال. بل كان، يختار لحظة تناسبه، للاحتجاج على الضغوط الأميركية غير المتوقّفة عليه. ربما نجح في استغلال اللحظة ليصرخ في وجه الأميركيين: أعطوني شيئاً أقدر على استثماره من أجل إنجاح المفاوضات. وهم لا يردّون عليه، وكلّما حاول المناورة معهم، يعودون إلى تذكيره: لقد تعهّدت لنا، وتعهّدت للسعودية أيضاً، قبل شهر من انتخابك، بأنك تحتاج إلى ثلاثة أشهر فقط، حتى تنجز خطة حصر السلاح. وها قد مرّت المهلة، وأعطيناك مهلة ثانية، ولم تفعل شيئاً… وفوق ذلك، تطلب من الجيش مساعدة حزب الله بدل نزع سلاحه؟

طبعاً، لن نجد من هو مسرور بحال أهل الحكم أكثر من أنصار الولايات المتحدة. في بيروت، يقود سمير جعجع الدفّة بحذر شديد. هو يرفع الصوت تدريجياً ضد الرئيس عون، وقرّر أن يدخل في معركة مع الرئيس بري، ومع أنه يعتبر نفسه في تحالف مع الرئيس نواف سلام، إلا أنه بات يجد صعوبة في الاستمرار بالحكومة. ولو سمحت له السعودية لاستقال منها قبل شهرين على الأقل. لكنّ جعجع، الذي يستعدّ للانتخابات – حتى ولو لم تحصل – لا يجد عنواناً يفيده في تعبئة الشارع، إلا العودة إلى نغمة سيطرة أو إعاقة حزب الله لبناء الدولة.

ثم، لديه سلاح آخر يحتاج إليه في الشارع المسيحي، بالقول، إن جوزيف عون يسير على خطى ميشال عون، ولا يريد مواجهة حزب الله ولا مواجهة الآخرين. لكنّ جعجع الذي لم يُخفِ موقفه من الحرب الإسرائيلية على لبنان حتى قبل توسّعها، يعاود الكرّة الآن، ويتولى مهمة التهديد، بأننا مقبلون على حرب حاسمة هذه المرة. وما يقوله جعجع، هو تكرار لقول كل حلفاء أميركا خلال الأشهر الثمانية الماضية: ما كان على إسرائيل أن توقف الحرب في تشرين الثاني الماضي، كان عليها مواصلة الضغط ولو فعلت ذلك، لكان سلاح حزب الله معروضاً للبيع الآن!

لكن لجعجع حلفاء ولو لم يجلسوا معه على الطاولة نفسها. ففي واشنطن، يجلس أنطون الصحناوي، مع أركانه. يخطّط في كيفية تعزيز الضغط على الحكم في لبنان من أجل القيام بكل ما يقود إلى «فرط» حزب الله. المصرفي الذي يقاتل لأجل إعادة إنعاش القطاع المصرفي كما كان عليه قبل الأزمة، يضع اليوم كل بيضه في سلة إسرائيل. وهو أيضاً، يكرّر تجربة والده قبل 43 عاماً، عندما كان في استقبال قوات العدو التي وصلت إلى بيروت، وأعطاها مكتب التمثيل الأول لها في ضبية.

لكنّ أنطون اليوم، يقول، إنه لا يقدر على العودة إلى لبنان خشية أن يقتله حزب الله، لكنه يعد أنصاره والمحبّين، والضيوف الذين يهتم لأمرهم حين يزورون واشنطن، بأنه عائد أكيداً إلى لبنان، لكنه سيدخل إلى لبنان عبر حدوده الجنوبية، وسيقود سيارته من حيفا باتجاه بيروت. لكنّ أنطون، مثل جعجع، لا يهتم فقط بالجانب العسكري، فهما من طينة واحدة، وهي تعمل وفق برنامج أساسه، أن مهمة نزع السلاح، هي من اختصاص أميركا وإسرائيل فقط، وأن الجيش اللبناني سيكون قادراً فقط على تنظيف المسرح بعد توقّف الحرب.


اهتمام جعجع والصحناوي يتركّز على سبل مواجهة الجسم السياسي والمدني لحزب الله. لقد هالهما، كيف أن حزب الله وقف على قدميه بعد الحرب القاسية. وكيف أن قاعدته أعادت تفويضه مجدداً، مُعلِنة التزام خيار المقاومة، ثم كانت الصدمة في أن الحزب أعاد ترتيب أموره المدنية. فمؤسساته التربوية والصحية والخدمية تعمل دون توقف. الرواتب الشهرية تُصرف للعناصر والعاملين في المؤسسات.

ولديه وحدة خاصة، أدارت إنفاق أكثر من مليار دولار في أقل من سنة على نحو نصف مليون متضرّر من الحرب الإسرائيلية. وفوق ذلك، فإن حزب الله يصرّ على تنظيم احتفالات حاشدة، فلا يتأثّر باكتشاف شبكة عملاء كانت تخطّط لتفجير الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيد حسن نصرالله، ثم يصرّ في وقت لاحق، على حشد نحو مئة ألف نظّموا وشاركوا في احتفال كشفي في المدينة الرياضية. وبينهما، خوضه تحدّياً في وجه الحكومة من خلال احتفال صخرة الروشة.

بالنسبة إلى جعجع والصحناوي، ومعهما حشد من القيادات والقوى اللبنانية، فإن الأولوية الخاصة بنزع السلاح، تفرض بالتوازي على أميركا وإسرائيل العمل على الملف المدني أيضاً. ويمارس الصحناوي كل الألاعيب القذرة عبر شبكته في مصرف لبنان ورجالاته في الإعلام والسياسة. فيما يلاقيه جعجع في منتصف الطريق برفع شعار تحييد لبنان.

عند هذه النقطة، يعود الجميع مرة واحدة إلى عنوان الرسالة الأميركية المفتوحة: حان الوقت لتدخلوا في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل؟
أحد كبار زوار بيروت، قال، إن الطرح الأميركي يستند إلى عناصر كثيرة، أهمها أن «برنامج السلام» الذي يقوده الرئيس ترامب، يشمل لبنان. ولكن على لبنان معرفة أن الخطوة الأولى، تكون في إقدامه ليس على الاعتراف بإسرائيل خلافاً لقوانينه. فهذا أمر واقع وقائم. بل أن يدخل المفاوضات، من أجل التوصل إلى حل مؤقّت، عنوانه، إلغاء أسباب التوتر على الحدود.


وفي الشرح، لا يحتاج الزائر إلى كثير من الكلام، ويُنقل عنه قوله: «بالنسبة إلى الأميركيين، فإن تجربة سوريا لها حساباتها الأخرى. في لبنان، لا تريد إسرائيل منح أي فرقة لبنانية امتيازات خاصة. لقد تعلّمت من تجاربها السابقة. لكنها، تريد أن تقرّ الحكومة اللبنانية بمبدأ التفاوض السياسي المباشر، ثم تقبل بتوقيع اتفاق أمني – سياسي – عسكري، يقوم أولاً على إعلان لبنان إنهاء حالة العداء مع إسرائيل. وبعدها تكون الأمور أكثر سهولة في التنفيذ.

الفكرة بحسب مداولات أخرى، تبدو مطابِقة لما يطرحه توم برّاك. فتجربته في دمشق، تقول، إن القيادة السورية الجديدة، لم تعد في حالة حرب مع إسرائيل. وإن الأمر لا يتعلق بوقف الأعمال الحربية أو العدائية، بل بإنهاء حالة العداء.

في حالة لبنان، يفهم الأميركيون أن تحقّق هذا الهدف، يعني أن جميع السلطات في لبنان، تشريعية كانت أو تنفيذية أو سياسية أو حتى اجتماعية، أو عسكرية وأمنية، سوف تنتقل من مرحلة الحرب إلى مرحلة التعايش مع إسرائيل. وهذا يعني، أنه لن يكون هناك أي مبرّر، سياسي أو قانوني أو حتى أمني لوجود شيء اسمه مقاومة.

طبعاً، يُغدِق الأميركيون الوعود مع هذه السردية، من خلال ما يكرره توم برّاك بأنّه بمجرد انتهاء حالة العداء، فإن إسرائيل ستقبل باتفاق أمني يفرض وقف هجماتها والانسحاب من النقاط التي تحتلّها. كما أن الجهات الضامنة لهذا الاتفاق، سوف تتولّى تعزيز قوة الجيش اللبناني، باعتباره القوة العسكرية الوحيدة المسؤولة عن حدود وأمن لبنان. وفي حال التزم بتنفيذ موجبات الاتفاق الأمني، ضمن برنامج زمني مقبول لإزالة الجناح العسكري لحزب الله، فسيكون من السهل على الولايات المتحدة إقناع «أغنياء المنطقة» بالإنفاق على إعادة الإعمار، وإطلاق دورة الاقتصاد اللبناني.

برّاك، وكذلك الآخرون من المبعوثين الأميركيين، لا يهتمون إن قال لهم البعض، إن ما تطالبون به، يُسمى «استسلاماً» أمام الغطرسة الإسرائيلية. وإذا كان صعباً على الوسطاء الأميركيين، فهم معنى أن المقاومة ليست في وارد الاستسلام، فإنه سيكون من الصعب توقّع حلحلة في الأفق. وهو ما يجعل إسرائيل تعود إلى لعبتها المفضّلة، القائمة على استخدام القوة ولو ضد أهداف غير واضحة. لكنّ المهم بالنسبة إليها، أنها ترى نفسها في موقع المتفوّق سياسياً وعسكرياً وأمنياً ونفسياً!
وهنا أيضاً، عودة إلى السؤال – اللغز: على ماذا يراهن حزب الله؟

90 شاحنة بدلاً من 400: العدو «ينظّم» التجويع

 لم يفضِ وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ منذ 20 يوماً، إلى تحسّن الوضع المعيشي في قطاع غزة. فالاتفاق الذي كان يُفترض أن يسمح بدخول 400 شاحنة من المساعدات يومياً إلى القطاع، أفرغه العدو الإسرائيلي من مضمونه، وذلك عبر التلاعب بأعداد الشاحنات التي تدخل عبر معبر «كرم أبو سالم»، بعد فحص وتدقيق يستغرقان وقتاً طويلاً. وهكذا، تقلّص عدد الشاحنات التي تدخل يومياً إلى ما متوسّطه 90 شاحنة، وهو العدد نفسه الذي سُمح بعبوره عقب المجاعة الثانية، في أثناء عملية «مركبات جدعون»، وصولاً إلى العملية البرّية على مدينة غزة.

مَن يجُبْ أسواق القطاع، يدرك أنّ ثمّة إدارة غير عشوائية لنوعية البضائع التجارية المسموح بدخولها. فالمحال التجارية تتكدّس فيها أنواع ثانوية من البضائع – على حساب المواد الأساسية -، من مثل الشوكولاتة والمشروبات الساخنة (النسكافيه والكابوتشينو والقهوة)، وشتّى أنواع المعلّبات والأجبان المصنّعة والمسلّيات كالتشيبس والمكسّرات، بينما لم يُسمح حتى بعد 20 يوماً من الاتفاق، بدخول كمّيات وافية من اللحوم والخضار والبيض. كذلك، لا يزال كيلوغرام اللحم يُباع بنحو 30 دولاراً، وكيلوغرام اللحوم البيضاء بنحو 40 دولاراً. أمّا البيض، فأصبح محلّ تندّر الأهالي حول سبب منعه؛ «فهل يدخل في صناعة قذائف الياسين 105» مثلاً؟!

هذا الواقع علّق عليه الناشط الحقوقي، عبد الله شرشرة، بأنه استمرار لمسلسل الإبادة، قائلاً في منشور له على «فيسبوك»، إنّ «جزءاً من أدوات الحصار اليوم، يتمثّل في السماح بدخول عدد كبير من السلع التي تتكوّن بشكل أساسي من الكاربوهيدرات والسكّريات والنشويات والمسلّيات، مثل القهوة والشوكولاتة والبوظة ومكوّنات الحلويات، وذلك بهدف إجبار المواطنين على تناول سلع ذات سعرات حرارية مرتفعة، بحيث ترفع الوزن الظاهري وتخفي ملامح التجويع الذي مورس على الفلسطينيين طوال 700 يوم».

ويسرد شرشرة تجربته الشخصية، قائلاً إنه فقد 20 كيلوغراماً، من وزنه في أثناء سنتَي الحرب، لكن وزنه الآن يزيد لأنه مجبر على تناول ما توفّر من أطعمة، تحتوي على السكّريات المرتفعة والدهون، ولا تعوّض قيمة البروتين ولا الفيتامينات ولا المعادن الأساسية اللازمة، لمنع سوء التغذية الحقيقي. ويضيف «أنهم يجبروننا بشكل ممنهج على رفع أوزاننا حتى يثبتوا للأمم المتحدة أنّ المجاعة قد انتهت. ويمنعون دخول اللحوم إلا بكمّيات ضئيلة جدّاً، بينما يغرقون الأسواق بجبنة الموزاريلا».

هذا النسق من الإدارة البنيوية للجوع، يجري استثماره إعلامياً من قبل فرق الدعاية الإسرائيلية، على نحو مدروس، إذ نشرت صفحات الضباط الإسرائيليين، مشاهد من غزة للبسطات والمتاجر الممتلئة بالبضائع ومحلات الحلويات، التي افتتحت أبوابها مؤخّراً ومطاعم الشاورما، وهو ما يُراد عبره الادّعاء أنّ إسرائيل، لا تتسبّب بتجويع القطاع. أمّا في الواقع، فإنّ شحّ كمّيات الخضروات والفواكه التي يُسمح بإدخالها ومعها كمّيات اللحوم الشحيحة، وغياب البناء الاقتصادي المنظّم، أسهما في عشوائية الأسواق ورفع أسعار السلع بما يتجاوز القدرة الشرائية للأهالي، الذين أثقلهم النزوح والمجاعات المتلاحقة.

ويقول الخبير الاقتصادي، محمد أبو جياب، إنّ «ما يجري منذ وقف إطلاق النار جريمة بحق السكان. حتى اللحظة لم تنخفض الأسعار إلى وضع يسمح لكل طبقات المجتمع، بتناول الخضروات والفواكه واللحوم». ويضيف: «عامل الندرة في اللحوم، يرجّح أولوية استهلاكها لمن يمتلكون المال لشراء اللحم المطهو من المطاعم، حيث أصحاب المطاعم يشترون الكمّية الأكبر من اللحوم.

أمّا بالنسبة إلى الفواكه والخضروات، فلا يزال سعر كيلوغرام البندورة يتجاوز الـ5 دولارات، وسعر كيلوغرام التفاح الـ10 دولارات، وكذلك الموز والبصل وكافة أنواع السلع، وهي أسعار فلكية قياساً بالواقع الذي خلّفته الحرب، إذ إنّ 70 ألف موظف حكومي و250 ألف عامل، وهم السواد الأعظم في الكتلة البشرية العاملة، أضحوا بلا عمل ولا دخل يومي أو شهري».
وفي النتيجة، تمارس إسرائيل، أعلى مستويات إدارة البؤس والمجاعة، وتصنع مشهداً خادعاً، تَظهر فيه بضائع مكدّسة بلا مشترين، وأجسام يزيد وزنها من دون صحة.

البناء:

بعيداً عن الانشغال بحرب غزة وتطبيق الاتفاق حولها، وعن هموم كل منهما في الداخل والخارج ينصرف كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لمتابعة انتخابات عمدة نيويورك عاصمة العالم ومدينة أميركا الأولى وعاصمة المال ومدينة أكبر تجمع لليهود في العالم، حيث تقول كل استطلاعات الرأي إن ترامب ونتنياهو سوف يخسران المعركة أمام الشاب الثلاثيني المسلم الاشتراكي المساند لغزة وفلسطين، من أصول هندية أوغندية زهران ممداني الذي سوف يصبح غداً عمدة نيويورك العالمية، رغم الأموال التي أنفقها أصحاب المليارات بهدف محاصرته، ورغم تجنيد وسائل الإعلام العملاقة ضده، وتنشيط عشرات المغردين والمؤثرين شيطنة صورته، لكن ممداني هزم خطاب الكراهية وصار مرشح كل فقراء المدينة، الذين وعدهم بالنقل المجاني وتجميد الإيجارات وتأمين بقالات مخفضة الأسعار، وتضمنت معه النخب المثقفة من الديانات ومن الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وتحوّلت مساندته لفلسطين ومجاهرته بإسلامه مصادر تعاطف معه وتوسيعاً لدائرة المؤيدين الذين يشكلون موجة شبابية تجتاج أميركا كلها.
لبنان الذي كان يستمع لتهديدات بنيامين نتنياهو، وصلته كلمات المبعوث الأميركي توماس برّاك من البحرين، وما فيها من العجرفة وقلة الأدب، واللبنانيون لا ينكرون أن دولتهم فاشلة، لكنهم لا يعتبرون جيشهم من ضمن هذا الفشل، بل يرون فيه قصة تضحية ووفاء ونجاح، ويرون الدولة الفاشلة في المال الذي تولى إدارته رجل أميركا المحبوب رياض سلامة الذي نال في عشرين سنة سبعة دروع تقدير أميركية، والذي هددت السفيرة الأميركية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب بفرض العقوبات على المصرف المركزي والمصارف اللبنانية إذا تمت تنحية سلامة من منصبه، ويرى اللبنانيون دولتهم الفاشلة في نظام طائفي تضغط أميركا للتلاعب بتوازناته لكنها تدعم الذين يمنعون تجاوزه نحو إلغاء الطائفية واعتماد المادة 22 التي تنص على انتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي، وتساءل كثير من المتابعين عن سر استعجال برّاك وزميلته مورغان أورتاغوس انضمام لبنان إلى مسار التفاوض السوري الإسرائيلي قبل اكتمال هذا المسار، ولماذا لا ينتظرون النهاية المشرفة التي يتحدثون عنها لعلها تكفي لإقناع لبنان، إلا إذا كانت الفضيحة التي سوف تسفر عنها المفاوضات تستدعي انضمام لبنان إليها قبل انكشافها؟
في الجنوب شيّعت مدينة النبطية شهداء المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني ليل أول أمس والتي أسفرت عن استشهاد أربعة مواطنين من أبناء المدينة، ومعهم الشهيد حسن غيث الذي ارتقى أول من أمس بغارة معادية وكانت مسيّرة معادية استهدفت مساء أول أمس سيارة من نوع رانج روفر في منطقة دوحة بلدة كفر رمان، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين، كما أصيب ثلاثة مواطنين آخرين بجروح في سيارةٍ أخرى.
بالتوازي يعقد غداً مؤتمر إعادة الإعمار في مجمع نبيه بري الثقافي في المصيلح، باهتمام ومتابعة مباشرين من رئيس المجلس النيابي نبيه بري حيث شكّل هذا العنوان والمكان أكثر من رسالة إلى مَن يعنيهم الأمر، وتقول مصادر معنية بالتحضير للمؤتمر إن انعقاده في ظل التهديد بربط إعادة الإعمار بنزع سلاح المقاومة، هو جواب كافٍ وبمشاركة هيئات دولية معنية بإعادة الإعمار، على كل مَن يراهن على إبقاء الجنوب في دائرة التهجير والتدمير. وقالت المصادر إن المؤتمر نقطة تحول لا سيّما أنه يأتي في ظل ظروف أمنية ضاغطة مع استمرار العدوان الإسرائيلي، وظروف سياسية داخلية تتمثل بحرب شرسة على «الثنائي» من بعض القوى الداخلية تحت ذريعة حصر السلاح، فتستثمر هذه القوى في حربها نجاح «إسرائيل» بتوجيه ضربات مؤلمة للمقاومة، وتستظلّ بفيئها لعلها تنجح في كسر شعبية «الثنائي» في بيئته.

يشهد لبنان سباقاً محموماً بين المساعي الدبلوماسية الهادفة إلى تجنيبه الانزلاق نحو الحرب، وبين التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة التي تلوّح بعملية عسكرية واسعة النطاق. وفيما تواصل واشنطن ضغوطها على المسؤولين اللبنانيين محذّرة من أنّ بقاء سلاح «حزب الله» خارج أيّ تسوية سياسية سيجعل المواجهة أمراً محتوماً، يتعامل لبنان مع مرحلة بالغة الحساسية، تتقاطع فيها الضغوط الدولية مع حسابات داخلية معقدة..
ويقوم وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية، جون هيرلي بجولة إلى الشرق الأوسط وأوروبا، وأفاد بيان لوزارة الخزانة الأميركية بأن جون هيرلي – وهو أكبر مسؤول عن العقوبات في وزارة الخزانة – يزور «إسرائيل» والإمارات وتركيا ولبنان، في أول جولة له إلى الشرق الأوسط منذ تولّيه منصبه. وقال هيرلي، في بيان: «لقد أوضح الرئيس ترامب أن الأنشطة الإرهابيّة والمزعزعة للاستقرار التي تمارسها إيران يجب أن تواجه بضغط مستمر ومنسق». وأضاف: «أتطلع إلى لقاء شركائنا لتنسيق جهودنا من أجل حرمان طهران ووكلائها من الوصول المالي الذي يعتمدون عليه للالتفاف على العقوبات الدولية، وتمويل العنف، وتقويض الاستقرار في المنطقة».
وصف المبعوث الأميركي توم برّاك، لبنان بـ»الدولة الفاشلة»، مشيراً إلى أن «الجيش اللبناني يعاني من نقص في الموارد المالية والبشرية»، ولافتاً في المقابلة إلى أن «القيادة اللبنانيّة صامدة، لكن عليها التقدّم أسرع بشأن سلاح حزب الله»، مشيراً إلى أن «حزب الله يجني أموالاً أكثر من مخصّصات الجيش اللبناني».
برّاك أضاف في كلمة له أمام منتدى حوار المنامة أن «إسرائيل مستعدّة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الحدود، وعلى اللبنانيين اللحاق بركب المفاوضات والحرص على حدودهم»، معتبراً أنه «من غير المعقول ألا يكون هناك حوار بين لبنان و»إسرائيل»».
وإذ اعتبر أن «القيادة اللبنانية صامدة»، رأى أنه «لن تكون هناك مشكلة بين لبنان و»إسرائيل» إذا تم نزع سلاح الحزب. فـ»إسرائيل» تقصف جنوب لبنان يوميًّا لأن سلاح حزب الله لا يزال موجوداً»، مشيراً إلى أنّ «آلاف الصواريخ في جنوب لبنان لا تزال تهدد «إسرائيل»». وشدّد برّاك على أنّه «لم يعُد هناك وقت أمام لبنان وعليه حصر السلاح سريعاً».
ورأى مسؤول في الخارجية الأميركية في تصريح لشبكة «فوكس نيوز» أن نزع سلاح حزب الله وإنهاء أنشطة إيران عبر وكلائها حاسم للاستقرار بلبنان، معتبراً أن حزب الله المسلّح تهديد للبنان وجواره، ولبنان المستقر فرصة استثمار جذابة.
وأعلنت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر في تصريحاتها لـ«الحدث» دعم بريطانيا الكامل لجهود الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، معتبرةً إياهما القوى الشرعية الوحيدة التي يجب أن تكون لها السلطة في البلاد. وأكدت الوزيرة أن المملكة المتحدة تساند لبنان في سعيه إلى الاستقرار والتنمية، مشيرة إلى أن الدعم البريطاني يتجاوز الكلمات ليشمل التعاون الفعلي في مجالات عدة، بما في ذلك الدعم الأمني والاقتصادي.
وفيما يتعلق بموقف بريطانيا من حزب الله، وصفت الوزيرة الحزب بأنه «قوة مدمّرة» في المنطقة، زاعمة أن الأنشطة التي يقوم بها تمثل تهديداً للأمن الإقليمي واستقرار دول الشرق الأوسط. وأضافت أن بريطانيا تعتبر حزب الله جزءاً من «شبكة تهديدات» تمتدّ عبر المنطقة، الأمر الذي يعوق جهود بناء سلام دائم في لبنان وفي الدول المجاورة. أكدت الوزيرة أن المملكة المتحدة تبذل جهوداً مستمرّة لمنع عودة الصراع إلى لبنان، لافتة إلى أن لبنان يجب أن يظلّ دولة ذات سيادة كاملة. وأوضحت أن بريطانيا تعمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والدول العربية، لتوفير الدعم اللازم للبنان في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية الكبيرة التي يواجهها. وتابعت وزيرة الخارجية البريطانية: ضبط الحدود بين «إسرائيل» ولبنان سيكون تحت مظلة الأمم المتحدة.
إلى ذلك، أعلنت أوساط سياسية أن لبنان يتّجه إلى قبول التفاوض مع «إسرائيل»، من دون معارضة تطعيم أيّ وفد للتفاوض بمدنيين من الخبراء القانونيّين والتّقنيّين، ويأتي ذلك بعد التواصل والتشاورِ الذي حصل بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام.
وأمس، ألقى سلام كلمةً في مقرِّ جامعةِ الدُّولِ العربيّة في القاهرة، أكد فيها التزامَ الدولةِ «إصلاحًا وسيادةً»، مبيّنًا العملَ على «التطبيقِ الكاملِ لاتّفاقِ الطائف» وتنفيذِ القرارِ 1701 «بصورةٍ تامّة»، وبسطِ سلطةِ الدولةِ على كاملِ الأراضي، وإعادةِ الحياةِ إلى القرى الجنوبيّة. وانتقد «الخروقاتِ الإسرائيليّةَ المستمرّة»، ودعا الأشقاءَ العرب إلى «الضغطِ على المجتمعِ الدولي» لفرضِ «الانسحابِ الكاملِ من الأراضي اللُّبنانيّة وإطلاقِ سراحِ الأسرى». كما شدّد على «سياسةِ عدمِ التدخّل» في شؤونِ الآخرين، والسعيِ إلى «شراكاتٍ استراتيجيّةٍ متينةٍ مع الأشقّاءِ العرب»، وتفعيلِ الاتّفاقاتِ والمؤسّساتِ القائمةِ وربطِها بمشروعاتٍ اقتصاديّةٍ وتعليميّةٍ وتكنولوجيّةٍ عابرةٍ للحدود.
أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أمس، أن الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن تحقيق السيادة وطرد العدو الإسرائيلي، رافضاً، في الوقت نفسه، المساعي الإسرائيلية لتجريد لبنان من قوته عبر نزع سلاح المقاومة.
وشدّد على أهمية «الالتزام بوثيقة الطائف باعتبارها العقد الاجتماعي الذي ارتضاه اللبنانيون»، معتبراً أن السيادة وتحرير الأرض وطرد العدو الإسرائيلي، إلى جانب التضامن الوطني، تمثّل المبادئ الأولى في هذا العقد، وأن المواطنة الحقيقية تعني أن يتألم الجميع لألم أي فرد في أي منطقة من لبنان.
وفيما أثنى على موقف رئيس الجمهورية، جوزاف عون، في إعطاء الأوامر للجيش بالتصدّي للتوغلات الإسرائيلية، مؤكداً أن مثل هذه المواقف من الرؤساء الثلاثة والوزراء والمسؤولين في الدولة تشكل أساساً يمكن البناء عليه، طالب الحكومة بأن تدرج على جدول أعمالها دراسة خطة لدعم الجيش اللبناني كي يتمكن من التصدّي للعدوان الإسرائيلي، وأن تضع برنامجاً زمنياً لتحقيق هذا الهدف في جنوب لبنان.
إلى ذلك تتزايد الأوضاع توتراً، حيث اعتبر رئيس وزراء العدو الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، أنّ «حزب الله يتلقّى ضرباتٍ مستمرّة، لكنّه يحاول إعادة تسليح نفسه»، مجدّدًا دعوته الحكومة اللبنانيّة إلى «تنفيذ التزاماتها بتجريد الحزب من السلاح». وأوضح نتنياهو، «سنمارس حقّنا في الدّفاع عن أنفسنا كما نصّ اتفاق وقف النار مع لبنان، ولن نسمح للبنان بأن يتحوّل مجدّدًا إلى جبهةٍ ضدّنا».
واتهم وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس حزب الله بـ»اللعب بالنار»، محمّلاً الحكومة اللبنانية والرئيس اللبناني مسؤولية «المماطلة في تنفيذ التزاماتهم» المتعلقة بنزع سلاح الحزب وإخراجه من الجنوب. وأكد الوزير أن «إسرائيل» ستواصل تطبيق سياسة «الحد الأقصى» في ردودها العسكرية، مشدداً على أنها «لن تسمح بأي تهديد يستهدف سكان الشمال»، داعياً السلطات اللبنانية إلى «تحمّل مسؤولياتها الكاملة لضمان الاستقرار ومنع التصعيد». وقال كاتس في مقابلة مع القناة الـ14 إن «إسرائيل» ستتعامل مع أي تهديد مشيرًا إلى أن المبعوثين الأميركيين أبلغوا الحكومة اللبنانية بذلك. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في تغريدة له عبر منصة «إكس»، أن «إسرائيل» أوصلت رسالة إلى الجانب اللبناني بأنها قد تقصف الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً، إذا لم ينزع سلاح حزب الله.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن تل أبيب في حالة تأهب قصوى تحسبًا لأي تصعيد قد يحدث، خصوصًا مع قرب انتهاء المهلة المحدّدة لنزع سلاح حزب الله في منطقة جنوب الليطاني، والتي يُتوقع أن تشهد ذروتها في غضون شهر من الآن.
بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، يُتوقع أن تصل الأوضاع إلى ذروتها في جبهة الشمال مع قرب انتهاء المهلة التي تمّ تحديدها من قبل الأمم المتحدة والحكومة اللبنانيّة لنزع سلاح حزب الله في منطقة جنوب الليطاني. هذا التصعيد المرتقب يعكس التصعيد الأمني المتزايد في المنطقة، والذي قد يتسبّب في وقوع مواجهات عسكرية جديدة، خصوصًا في ظل التوترات المستمرّة بين الطرفين.
من جهة أخرى، كشف المصدر الأمني الإسرائيلي عن تغيير في نهج الإدارة الأميركية تجاه الملف اللبناني. ففي الوقت الذي كانت فيه واشنطن تسعى في السابق إلى دعم لبنان في حل قضايا أمنيّة معينة، بدأت الإدارة الأميركيّة في الضغط بشكل أكبر على الحكومة اللبنانيّة. يبدو أن واشنطن تدرك أن الجهود المبذولة لنزع سلاح حزب الله لم تكن كافية حتى الآن، وأن الوقت قد حان لتكثيف الضغط على الدولة اللبنانية من أجل الوفاء بالتزاماتها في هذا الشأن.
وشدّد البطريرك المارونيّ بشارة الراعي على أنّ «تعطيل إدراج قانون الانتخاب على جدول أعمال المجلس النيابيّ هو تراجعٌ عن مبدأ المساواة والمواطنة بحسب الدستور، فالوطن لا يقوم بالتهميش بل بالمشاركة بين أبنائه المقيمين والمنتشرين». وأضاف أنّ «قانون الانتخاب خصَّص للمغتربين اللبنانيين ستّة مقاعد، واحدًا لكلّ قارّة، لكنّ العديد من القوى الوطنيّة يطالب اليوم بحقّ المغتربين الكامل في انتخاب جميع النواب المئة والثمانية والعشرين لا أن يقتصر اقتراعهم على ستّة فقط. المغترب اللبنانيّ ليس مواطنًا من الدرجة الثانية، بل هو ابن الوطن غادره مكرَهًا وبقي مرتبطًا عاطفيًّا واقتصاديًّا وإنسانيًّا. لقد ساهم المغتربون وما زالوا في دعم لبنان في أصعب الأوقات بالتحويلات الماليّة والمشاريع، فهل يكافَأون بتقليص حقّهم الدستوريّ؟».

اللواء:

مفاوضات دعم الإستقرار على طاولة محادثات سلام في القاهرة

لبنان يسعى للإستفادة من المناخ الاقليمي لتثبيت وقف الأعمال العدائية.. والحجار مع وفد أمني إلى الرياض

شكلت الاتفاقيات الـ 15 ومذكرات التفاهم المرفقة بها، والتي نجمت عن اجتماعات الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية المصرية بإشراف مباشر من رئيسي الحكومة في لبنان نواف سلام والمصرية مصطفى مدبولي، حصيلة وافرة، وخطوة في اطار دعم الاستقرار والامن في لبنان، وتوفير ما يلزم لإعادة الاعمار، بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وفي اطار السعي المصري للتوصل إلى هدنة ذات ديمومة في الجنوب، وضعت القاهرة الرئيس سلام في أجواء الدور الذي تلعبه القاهرة لمنع بلوغ الحرائق إليه مجدداً، إذا تجددت الحرب الاقليمية – الدولية، وذلك عبر اتصالات تجري مع تل أبيب وواشنطن وطهران، فضلاً عن بيروت.
وعلى هذا الصعيد وفي أول ظهور له أمام الكونغرس قال السفير الاميركي الجديد في بيروت ميشال عيسى انه «سيعمل على مفاوضات مباشرة بين لبنان واسرائيل.
يشار الى ان تصريحات توماس براك حول أن «لبنان دولة فاشلة، والجيش اللبناني يعاني من نقص في الموارد المالية والبشرية». كان مدار متابعة بين منتقد له، ومؤيد.
وقال برّاك في كلمة له أمام منتدى حوار المنامة: «إسرائيل مستعدّة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الحدود، وعلى اللبنانيين اللحاق بركب المفاوضات والحرص على حدودهم».
وتابع: «من غير المعقول ألا يكون هناك حوار بين لبنان وإسرائيل».
كما لفت إلى أنّ «القيادة اللبنانية صامدة لكن عليها التقدّم أسرع بشأن حصر سلاح حزب الله، ولن تكون هناك مشكلة بين لبنان وإسرائيل إذا تم نزع سلاح الحزب. فإسرائيل تقصف جنوب لبنان يوميًّا لأن سلاح حزب الله لا يزال موجوداً»، مشيراً إلى أنّ «آلاف الصواريخ في جنوب لبنان لا تزال تهدّد إسرائيل».
وشدّد على أنّه «لم يعد هناك وقت أمام لبنان وعليه حصر السلاح سريعاً».
إذاً، انتهى الاسبوع امس على مجازر جديدة ارتكبها العدو الاسرائيلي بسقوط خمسة شهداء في منطقة النبطية بالغارات المعادية، فيما استمر التصعيد المعادي السياسي بمزيد من التهديد والوعيد، بإنتظار ما ستسفر عنه نتيجة المسعى المصري الجديد الذي تردد أنه يشمل البحث في مفاوضات بين لبنان وكيان الاحتلال من خارج السياق المطروح ولكن لم تتضح تفاصيله وان كانت التسريبات تشير الى انه بحث عن امكانية حصول اتفاق امني لتهدئة الوضع المتوتر وافق عليه لبنان ومن بنوده اعادة احياء اتفاق الهدنة الموقع عام 49، ولكن قابلته اسرائيل بالغارات واغتيال المواطنين وعدم اعطاء اي موقف حتى الان من المبادرة المصرية.

وذكرت المعلومات ان حركة الوسيط المصري تشمل التواصل مع واشنطن وايران وكيان الاحتلال اضافة الى لبنان، لكن التركيز على الجانب الاميركي علّه ينجح في دفعه الى الضغط على اسرائيل.
وذكرت مصادررسمية لـ «اللواء»: وافق لبنان على اقتراح التفاوض لكن بشروط عنوانها العريض وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة وقد اصبحت ثمانية وتحرير الاسرى واعادة اعمارقرى الجنوب.اماالاقتراح الاميركي بتوسيع لجنة الميكانيزم لتضم موظفين رسميين مدنيين فهو ايضا خاضع لشروط لبنانية بحيث يستعان بمدنيين تقنيين وخبراء ومسّاحي خرائط، لا سياسيين، وبتوقيت يختاره لبنان ووفق حاجات الجيش الذي يتولى التفاوض في اللجنة الخماسية، وبالمقابل هناك إصرار أميركي وضغط للتعجيل بجمع السلاح بالكامل من كل لبنان لا من الجنوب فقط، وللتفاوض المباشر مع إسرائيل، وقد ظهر ذلك في إشارة توم برّاك إلى أن لبنان هو «دولة فاشلة» لأنه بنظر براك لم يلتزم بما تعهد به لجهة سحب السلاح بالسرعة التي تريدها اميركا واسرائيل.
وبرأي المصادر الرسمية فإن المحطة الأولى في المسار التفاوضي على مستوى الموقف اللبناني، تتركز حول تثبيت وقف النار، وقيام إسرائيل بخطوة تُظهر التزامها قبل موافقة لبنان على مفاوضات أمنية. وبالتالي، فإن المفاوضات الأمنية هي البداية وبعد تثبيت التهدئة، ينتقل التفاوض حول تثبيت الحدود.
ومن جانب الاحتلال، أفادت “القناة 14 الإسرائيلية” بأنه «من المنتظر أن يقدم الجيش الإسرائيلي توصية إلى القيادة السياسية لاتخاذ إجراءات تهدف إلى إضعاف حزب الله، في وقتٍ تتزايد فيه التوترات على الجبهة الشمالية، وسط تصاعد التهديدات الإسرائيلية الموجّهة إلى لبنان». فيما قالت القناة 12 الإسرائيلية: ان «إسرائيل تتأهب لاحتمال التصعيد في جبهة الشمال ضد حزب الله».
وقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: حزب الله بالفعل يتلقى ضربات باستمرار، بما في ذلك في هذه الأيام، لكنه يحاول أيضاً إعادة التسليح والتعافي. نتوقع من حكومة لبنان أن تقوم بما التزمت به، أي نزع سلاح حزب الله، ولكن من الواضح أننا سنمارس حقنا في الدفاع عن النفس كما هو محدد في شروط وقف إطلاق النار. لن نسمح للبنان بأن يتحول إلى جبهة جديدة ضدنا وسنتصرف كما يجب.

وإتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حزب الله بـ «اللعب بالنار، محمّلاً الحكومة اللبنانية والرئيس اللبناني مسؤولية المماطلة في تنفيذ التزاماتهم المتعلقة بنزع سلاح الحزب وإخراجه من الجنوب».
واضاف: أن إسرائيل ستواصل تطبيق سياسة الحد الأقصى في ردودها العسكرية، وأنها لن تسمح بأي تهديد يستهدف سكان الشمال”، داعياً السلطات اللبنانية إلى “تحمّل مسؤولياتها الكاملة لضمان الاستقرار ومنع التصعيد».
واطلق كاتس مساء امس السبت، تهديدًا جديدًا باستهداف العاصمة اللبنانية بيروت في حال شنّ حزب الله أي هجوم يطال أي بلدة في شمال إسرائيل.وقال كاتس في مقابلة مع القناة الـ14 إن إسرائيل ستتعامل مع أي تهديد مشيرًا إلى أن المبعوثين الأميركيين أبلغوا الحكومة اللبنانية بذلك. وأضاف أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على بيروت لنزع سلاح حزب الله، مشيرا إلى أن إسرائيل تمنح ذلك فرصة، ولكن لن نوقف الهجمات بلبنان ولن نخرج من الحزام الأمني، وحققنا هدوءا بالجليل لم نره في 20 سنة.على حد قوله.
وفي السياق، ذكر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في تغريدة له عبر منصة «إكس»، أن إعادة تسليح حزب الله في لبنان، ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان، لافتا إلى أن الإرهاب قد ترسخ في لبنان وإزالته ضروري لاستقرار المنطقة وأمنها، وفق تعبيره..
كما نقلت قناة «العربية» عن مسؤول إسرائيلي قوله: أوصلنا رسالة أنّنا قد نقصف الضاحية مجدّداً إذا لم ينزع سلاح الحزب. وزعم «ان تقديرات أن حزب الله نجح بتهريب مئات الصواريخ القصيرة من سوريا».

وفد أمني إلى الرياض

وفي تطور جديد، افيد ان وزير الداخلية احمد الحجار انتقل من البحرين حيث شارك في منتدى المنامة، الى الرياض ورافقه المدير العامللامن العام اللواء حسن شقير والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبدالله، للبحث مع المسؤولين السعوديين في مجالات امنية مشتركة. وحسب المعلومات، فإن مستشار وزير الداخلية المكلف ملف لبنان الامير يزيد بن فرحان سيلتقي الوفد اللبناني في كلية الامير نايف للعلوم الامنية، لبحث الملفات الامنية المشتركة في المنطقة، وتحديداً استقرار الحدود وضبط تهريب المخدرات والسلاح.

لبنان في القاهرة

و كان الحدث السياسي امس في القاهرة بعقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين لبنانومصر بحضور رئيس الحكومة نواف سلام حيث جرى توقيع 15 اتفاقاً ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي في مجالاتٍ متعددة شملت الاقتصاد والتجارة، النقل، التعليم العالي، الزراعة، الطاقة، المالية، الإدارة العامة، البيئة، التنمية الإدارية، التعاون الصناعي، حماية المستهلك، وتنظيم العمل المشترك بين الأجهزة الرقابية في البلدين.
وكانت بعد الاجتماع كلمات للرئيس سلام ورئيس الحكومة المصرية الدكتور مصطفى مدبولي،وقال: سلام نلتقي في الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية – المصرية المشتركة، وهي ليست مجرد اجتماع بروتوكولي، بل محطة جديدة في مسيرة طويلة من التعاون والتكامل، تتجدد فيها الإرادة مهما تباعدت المسافات وتبدّلت الظروف.لقد مرّت ست سنوات على انعقاد الدورة السابقة في بيروت عام 2019. ست سنوات تغيّر فيها الكثير في عالمنا وفي منطقتنا، لكنّ الثابت الوحيد هو الإيمان بأن ما يجمع لبنان ومصر أعمق من أي تبدّل سياسي أو ظرف اقتصادي.
اضاف: لقد كان اجتماعنا مناسبةً لتجديد التزامنا بالعمل العربي العملي لا الشعاراتي، ولتأكيد حرص بلدينا على إرساء نموذجٍ صادقٍ في التعاون القائم على تبادل الخبرات وتكامل القدرات وتوحيد الرؤى.
واوضح قائلا: تميّزت هذه الدورة بروحٍ من الجدية والمسؤولية، وبإرادةٍ واضحة لتحويل التفاهمات إلى إنجازات. وهذه الروح هي التي تمنح العمل العربي بعده الحقيقي: أن يكون عملًا لا اجتماعًا، وشراكةً لا مجاملة.
ونوه «بالدور الرائد الذي تضطلع به جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في دعم الاستقرار الإقليمي، وفي الدفاع عن القضايا العربية، وفي مقدمتها قضية فلسطين، وفي السعي إلى ترسيخ الحلول السلمية للنزاعات وتعزيز منظومة العمل العربي المشترك. وبمواقف مصر الأخوية الداعمة للبنان سياسيًا ودبلوماسيًا في أحلك الظروف الاقتصادية والاجتماعية، ومساندتها له في مختلف المحافل الدولية والعربية..
وأكد رئيس الحكومة المصريّ أن هناك» توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتقديم كافة أشكال الدعم للبنان خلال الفترة المقبلة ، ودعم كافة مشروعات إعادة الإعمار في الجنوب اللبناني، مشددا على» دعم كل ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على أمن لبنان»، داعيًا الجيش الإسرائيليّ إلى «الانسحاب من النقاط الخمس».أن مصر تدعم كلّ ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على أمن لبنان واستقراره، مشيرًا إلى أن بلاده تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الجنوب اللبناني، وداعيًا الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب من النقاط الخمس تمهيدًا لبدء إعادة الإعمار.
وأكد رئيس الحكومة المصريّ «أن مصر تدعم كلّ ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على أمن لبنان واستقراره، مشيرًا إلى أن بلاده تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الجنوب اللبناني، وداعيًا الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب من النقاط الخمس تمهيدًا لبدء إعادة الإعمار. وقال: أن مصر تشجّع شركاتها على المشاركة في مؤتمر الاستثمار المزمع عقده في بيروت قريبًا.
واختتم بالإعلان عن زيارة مرتقبة له إلى بيروت الشهر المقبل، برفقة عدد من الوزراء، لمواصلة تفعيل العلاقات الثنائية بين لبنان ومصر.
وكان سلام قد التقى وزير الخارجية بدر عبد العاطي، حيث جرى البحث في العلاقات الثنائية بين لبنان ومصر، وتطورات الأوضاع في غزة والمنطقة، ولا سيّما المرحلة التي تلت اتفاق غزة وقمّة شرم الشيخ وما رافقها من جهود إقليمية ودولية لتثبيت الاستقرار.
ونوه سلام بالدور المصري المحوري في تثبيت اتفاق غزة ورعاية الجهود الإقليمية من أجل الاستقرار، مؤكدًا أنّ لبنان يسعى إلى الاستفادة من المناخ الإقليمي الجديد لتثبيت وقف الأعمال العدائية. وأشار إلى أنّ الظروف الحالية تشكّل فرصة لإطلاق مرحلة جديدة من التعاون العربي والدولي لدعم الاستقرار في لبنان.
وأكد الوزير عبد العاطي خلال اللقاء حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور مع لبنان في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وجدّد تأكيد موقف مصر الثابت في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، مشددًا على ضرورة التنفيذ الكامل وغير الانتقائي للقرار 1701. واستعرض الوزير الجهود التي تبذلها مصر لتثبيت اتفاق شرم الشيخ وتنفيذ بنوده بالكامل، تمهيدًا لبدء مرحلة إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار في غزة، مشيرًا إلى التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في القطاع بمشاركة عربية ودولية واسعة.
واختتم سلام زيارة القاهرة بزيارة مقر جامعة الدول العربية حيث عقد اجتماعًا مع الأمين العام للجامعة السيد أحمد أبو الغيط، تناول الأوضاع الإقليمية والتطورات في لبنان والعلاقات اللبنانية–العربية وسبل تعزيز العمل العربي المشترك.
وبعد الاجتماع، توجّه الرئيس سلام إلى القاعة الكبرى في مقرّ الجامعة، حيث ألقى كلمةً أمام المندوبين الدائمين للدول الأعضاء، تناول فيها اهيمة قيام الجامعة العربية كبيت لكل العرب، وقال: هاننا اليوم هو على إنهاء الاحتلال، ووقف الاستيطان، وحماية المدنيين، ودعم مسار الاعتراف بدولة فلسطين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تبنّيناها في قمة بيروت عام 2002، و»إعلان نيويورك» لحل الدولتين الذي رعته كل من المملكة العربية السعودية وفرنسا… ولقد قد حان الوقت لأن نؤمن بأنّ ما يجمعنا أكبر مما يفرّقنا، وأنّ ما يوحّد مصالحنا المشتركة أعمق من كل خلافٍ سياسيٍّ أو ظرفٍ آني.فالعالم العربي يمتلك اليوم من المقوّمات ما يجعله قادرًا على الانتقال من الشعور بالانتماء إلى هندسة المصلحة المشتركة.فالمصلحة المشتركة، حين تُبنى على الرؤية لا على الظرف، تتحوّل من خيارٍ سياسيٍّ إلى قاعدةٍ وجودية، ومن فكرةٍ إلى طاقةٍ خلاقة.فهي ليست شعارًا يُرفَع في المؤتمرات، بل ركنٌ حيٌّ يُبنى ويُغذّى ويُسقى بالثقة والإرادة، وينمو كلّما صدقت نية الشركاء في حمايته.
واكد سلام الحاجة إلى تحديث نموذج الجوار العربي بوصفه رافعةً استراتيجية للأمن والتنمية معًا، وإلى الانتقال من منطق ردّ الفعل إلى منطق المبادرة.وقال: في ظل التحديات المتسارعة التي تشهدها منطقتنا العربية، يقف لبنان اليوم على أتمّ العزم في مواجهة واقعه بثباتٍ ومسؤولية. لقد افتتح لبنان صفحةً جديدة في تاريخه بانتهاج سياسة واضحة تقوم على الإصلاح والسيادة معًا: إصلاحٌ في مؤسساته وإدارته واقتصاده، وسيادةٌ كاملة على أرضه وقراره.فالدولة اللبنانية تعمل اليوم على الالتزام الحقيقي باتفاق الطائف الذي يشكل أساس دستورنا وعلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 تنفيذًا كاملًا، انطلاقًا من ايمانها بالشرعية الدولية وتمسّكها باستعادة سيادتها وبسط سلطتها على كامل أراضيها، وحرصها على استعادة الحياة إلى القرى الجنوبية وإعادة الإعمار.
اضاف: لقد شهد العالم على التزام لبنان بوقف الأعمال العدائية، لكنّ الخروقات الإسرائيلية ما زالت مستمرة، واحتلال أجزاء من أرضنا قائم، وملف الأسرى والمفقودين لم يُقفل بعد. ومن هنا، ندعو أشقاءنا العرب إلى الضغط على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من أراضينا ووقف اعتداءاتها المتكررة واطلاق سراح اسرانا. وفي الوقت ذاته، يعتمد لبنان سياسة خارجية قائمة على عدم التدخّل في شؤون الدول الأخرى، كما يرفض أي تدخل خارجي في شؤونه. وهو يسعى إلى بناء شراكاتٍ استراتيجيةٍ متينة مع أشقائه العرب، إيمانًا بأنّ أمنهم واستقرارهم من أمنه واستقراره.
اضاف:نقدّر عالياً تضامن الدول العربية مع لبنان في ظروفه الصعبة، ودعمها له في مواجهة الأزمات المتتالية. فرغم حجم التحديات الداخلية، يبقى لبنان، كما كان دوماً، منفتحاً على محيطه، ثابتاً في عروبته.من هنا، فإنّ المطلوب من العالم العربي اليوم ليس الانكفاء ولا التنافس، بل بناء شراكاتٍ واقعية قائمة على المصالح الاستراتيجية المشتركة، المطلوب أن ننطلق مما هو قائم – من الاتفاقات، والهيئات، والمؤسسات العربية المشتركة – وأن نُعيد تنشيطها وربطها بمشروعاتٍ اقتصادية وتعليمية وتكنولوجية عابرة للحدود. فالتكامل الاقتصادي العربي ليس شعارًا، بل خطة بقاءٍ جماعيٍّ في زمن التحوّلات الكبرى.
وكان الرئيس سلام كشف خلال جولة على معرض الصناعات اللبنانية عن السعي لفتح الاسواق أمام الصناعات اللبنانية، لا سيما الاسواق الخليجية.
الحجار: الأمن والاستقرار على رأس الأولويات
وفي السياق، أكد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار أن «الامن والاستقرار في لبنان هما على رأس أولويات الدولة اللبنانية، وأن العمل جارٍ بكامل جدية وحزم من أجل بسط الدولة على كامل الاراضي اللبنانية بكل قواها حصراً.
وأكد في لقاء مع الجالية اللبنانية في البحرين أننا «نعمل في الداخلية – لضمان مشاركة المغتربين في هذا الاستحقاق الوطني في موعده في أيار».

التحضير لورشة الإعمار

في سياق التحضير لبدء ورشة اعادة الاعمارفي الجنوب، يُعقد غداً الثلاثاء اجتماع موسع برعاية وحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري في «مجمع نبيه بري الثقافي» بتلة الرادار بالمصيلح الواقع على بعد عشرات الأمتار من موقع العدوان الإسرائيلي لمنشآت مدنية ومعارض للجرافات والآليات الثقيلة التي تستخدم في إعادة الإعمار. وهدف الاجتماع وضع برنامج خطط لإعمار الجنوب.
وحسب معلومات «اللواء» سيحضر اللقاء وزراء المال والاشغال والبيئة والصحة والزراعة وربماغير وزارات، وممثلون عن: مجلس الانماء والاعمار، ومجلس الجنوب، وقوات اليونيفيل، ومنظمات دولية معنية، والبنك الدولي، ومحافظي الجنوب والنبطية، ورؤساء الاتحادات البلدية في الجنوب.
وسيكون اللقاء لتنسيق العمل بين هذه الجهات لتحديد الخطط واولويات البدء بإعادة إعمار ما هدمه العدو الاسرائيلي في حربه المستمرة على لبنان، إضافة إلى التباحث في التكلفة المادية، ومصادر التمويل المتوقعة، الى مناقشة الأولويات لناحية تأمين الخدمات العامة، وإعادة مظاهر الحياة، وتأمين ظروف الترميم، وإعادة الإعمار، بهدف إعادة النازحين إلى قراهم، ومنازلهم، وأرزاقهم، وتمكينهم من العودة بعد أكثر من عام على نزوحهم من قراهم.

5 شهداء بالعدوان

إستفاقت مدينة النبطية ومنطقتها امس، على هول الجريمة البشعة التي ارتكبها العدو الاسرائيلي قبيل منتصف ليل السبت – الاحد، وادت الى استشهاد 4 من شبان المدينة وجرح 3 اخرين كانوا يمرون في المكان، بعدما استهدفتهم مسيرة معادية بغارة عندما كانوا بسيارتهم من نوع رانج روفر على طريق دوحة كفررمان، في الطرف الشرقي لبلدة كفررمان.
فقد ادى العدوان الجوي الى استشهاد كل من محمّد الجواد مصطفى جابر ( شقيقه الشهيد راغب جابر ارتقى في مجزرة بلدية النبطية في حرب ال66 يوما)، عبد الله غالب كحيل، محمد عباس كحيل، وهادي مصطفى حامد ( جريح بايجر ).
وادت الغارة الى احتراق السيارة المستهدفة، والى تحطم زجاج عشرات المنازل في «الدوحة» وهي منطقة سكنية بامتياز.
وشيّعت مدينة النبطية شهداء المجزرة الاربعة، إضافةً إلى الشهيد حسن غيث عامل الديليفري الذي ارتقى أول من أمس بغارة معادية على شوكين.
وأفادت المعلومات بأن الغارة استهدفت مساء أمس سيارة من نوع «رانج روفر» في منطقة دوحة بلدة كفررمان، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح في سيارة أخرى.
وشارك في مراسم التشييع حشود غفيرة من الأهالي والمواطنين، إلى جانب شخصيات رسمية ودينية وفعاليات اجتماعية وسياسية، وسط أجواء من الحزن والغضب والفخر بتضحيات الشهداء.
وردّد المشاركون هتافات مؤيدة للمقاومة، داعمين صمودها في مواجهة العدوان الصهيوني، وجددوا عهدهم بالوقوف خلف المقاومة لحماية الأرض والدفاع عن كرامة الوطن، مؤكدين أن خيار المقاومة هو السبيل الوحيد لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وشهدت المدينة منذ صباح أمس حالة من الحداد العام، حيث رفعت صور الشهداء في الشوارع والساحات العامة، وارتفعت أصوات التكبير والدعاء خلال مراسم التشييع.
وأكد المشاركون أن ما جرى يشكل جريمة جديدة ضمن سلسلة الانتهاكات الصهيونية ضد اللبنانيين، مستهدفًا الأحياء والمناطق السكنية بشكل متعمد، وطالبوا المجتمع الدولي والحكومة اللبنانية بالتحرك لوقف العدوان ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة بحق الشعب اللبناني.
وتحركت دبابات الاحتلال الإسرائيلي في محيط موقع بياض بليدا، بالتزامن مع إقامة مجلس عزاء للشهيد موظف البلدية إبراهيم سلامة في حسينية البلدة.
يذكر أن الشهيد تم إعدامه غيلة بالرصاص من قبل قوات الاحتلال، بعد توغلهم ليلاً إلى مركز بلدية بليدا.
كما تم رصد تحرك دبابتيْ «ميركافا» في محيط موقع المرج عند أطراف بلدة مركبا – قضاء مرجعيون. والقى العدو الإسرائيلي قذيفتين حارقتين باتجاه اطراف بلدة عيترون. فيما شوهد منطاد تجسس فوق مدينة الخيام.
وسجل تحليق الطيران الحربي الاسرائيلي في اجواء مدينة الهرمل وقرى البقاع الشمالي والبقاع الغربي.
على صعيد العمليات المعادية، استهدفت غارة من مسيَّرة اسرائيلية المنطقة الواقعة بين النميرية والشرقية، وأخرى وادي زفتا، كما شنت غارة على اطراف النبطية.

المصدر: الصحف اللبنانية