الأربعاء   
   05 11 2025   
   14 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 13:39

منظمة فرنسية تحذّر: الجوع يهدد حياة الملايين في اليمن بسبب استمرار الحصار

حذّرت منظمة “أطباء العالم” الفرنسية من تفاقم أزمة الغذاء في اليمن، مؤكدة أن البلاد أصبحت ثالث أكثر دولة متضررة من نقص الغذاء في العالم بسبب الحصار المفروض عليها منذ أكثر من 10 سنوات، حيث يعاني ما يقارب نصف السكان من الجوع، ونحو نصف الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية المزمن.

وأوضحت المنظمة في تقرير حديث، أن اليمن يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، إذ تتزايد أعداد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل متسارع، فيما تعاني واحدة من كل ثلاث أسر من مستويات حادة أو متوسطة من المجاعة.

وأشارت إلى أنه مع بداية العام المقبل، قد يواجه أكثر من 18 مليون يمني مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، بينما سيكون نحو 41 ألف شخص مهددين بالموت جوعاً، في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية وغياب أي أفق للحل.

وأضافت المنظمة أن العائلات اليمنية تجد نفسها أمام خيارات قاسية، إذ يضطر الكثير من الآباء إلى التخلي عن وجباتهم لإطعام أطفالهم، أو بيع أراضيهم ومواشيهم وكل ما يملكون للبقاء على قيد الحياة.

وأشارت منظمة “أطباء العالم” إلى أن العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي ونقص المياه النظيفة كلها عوامل تغرق اليمن في دوامة المجاعة، لافتة إلى أن سنوات العدوان تسببت في تدمير البنية التحتية وسبل العيش، ومنعت الوصول إلى الخدمات الأساسية في الصحة والتغذية.

وبيّنت أن النساء والفتيات يتأثرن بالأزمة بشكل أكبر، حيث يعانين من الحرمان الصحي وسوء التغذية والضغوط الاقتصادية، وسط انهيار متسارع في قدرات النظام الصحي، الذي فقد أكثر من 2800 مركز طبي منقذ للحياة، موضحة أن تدابير الأمن الغذائي في اليمن وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عشر سنوات، إذ لا يتم تلبية سوى 10% فقط من الاحتياجات التمويلية اللازمة، فيما يزداد الطلب يوماً بعد آخر بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض العملة الوطنية، لا سيما في المحافظات والمناطق المحتلة.

كما حذّرت المنظمة من أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أكثر عرضة للوفاة بسبب الأمراض الشائعة بعشر مرات من غيرهم، مشيرة إلى أن غياب العلاج يؤدي إلى انهيار أجهزة الجسم وتحلل البروتينات الحيوية، ما يتسبب في موت بطيء ومؤلم.

ووجهت المنظمة دعوة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لضرورة التحرك لعاجل لتوفير الدعم الغذائي والطبي قبل فوات الأوان.

المصدر: موقع المسيرة