الأربعاء   
   05 11 2025   
   14 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 21:48

مقدمة نشرة الاخبار الرئيسية لقناة المنار الأربعاء 5\11\2025

انه انقلابُ الصورة.. حتى باتَ الردُّ على حربِ الابادةِ التي يرتكبُها العدوُ الصهيونيُ بحقِ اهلِ غزةَ من شوارعِ نيويورك..
زهران ممداني عُمدةً لاكبرِ مدينةٍ بالعالم، المسلمُ الديمقراطيُ الاشتراكيُ كما يصفُ نفسَه – وجّهَ اكبرَ صفعةٍ لدونالد ترامب وللمنظومةِ الحزبيةِ الاميركية، متسلحاً بجيلِ الشبابِ من مسيحيين ومسلمين وحتى يهودٍ آزروهُ بوجهِ “مليارداريةِ السياسةِ” واباطرةِ الدولةِ العميقة ، ما عمّقَ الازمةَ والارباكَ في صفوفِ الادارةِ الاميركية ِ والاوساطِ الصهيونيةِ في تل ابيب التي رَفعت الصوتَ عالياً محذرةً من تبدلٍ كبيرٍ بل خطرٍ وجودي يؤسِّسُ له هذا الانقلابُ بالمزاجِ العامِّ الاميركي..
زهران ممداني المهاجرُ الثلاثينيُ ، الواضحُ الموقفِ والرأيِ والانتماء، وصلَ الى السلطةِ بزخمٍ كبيرٍ وترحيبٍ من اهلِ نيويورك الذين صوَّتوا بقوةٍ لشابٍّ يحملُ بكلِّ مبادئِه ما يخالفُ دونالد ترامب وافكارَه..
فهل من يفكرُ في مِنطقتِنا بما جرى في عمقِ البيتِ الاميركي؟ هل من يقرأُ هذا التغيُّرَ الذي اصابَ دونالد ترامب ومنظومتَه الصهيونيةَ بانتكاسةٍ كبيرة؟ هل من يحملُ في مِنطقتِنا بعضاً من منطقِ ممداني المتصالحِ مع معتقدِه وانتمائِه وافكارِه واهدافِه، فلا يرى بدونالد ترامب قدَراً لا يمكنُ مخالفتُه؟
على عكسِ صناديقِ نيويورك وعمومِ المدنِ الاميركيةِ التي اصابت ادارة ترامب بانتكاسةٍ سياسيةٍ كبرى، لا تزالُ مِنطقتُنا تُكَبِّرُ وتهللُ لكلِّ اُمنيَّةٍ ترامبيةٍ وليس فقط لكلِّ قراراتِه مهما كانت عجرفتُها، وصولاً الى بلدِنا الذي يَستجدي بعضُ سياسييهِ ترامب ونتنياهو للقضاءِ على المقاومة بل على لبنان، وسَوْقِ من تبقَّى فيه الى مستنقعِ التطبيع. فيُهللونَ ويساندونَ المنطقَ الاسرائيليَ على الدوامِ ويُبرّرونَ له عدوانَه الذي حطَّ اليومَ على طريقِ العباسية – برج رحال مستهدفاً سيارةً ما ادى الى ارتقاءِ شهيد.
ومع مواقفِ السياسةِ التي تنحو الى مزيدٍ من الانحدار، فبعضُ الاعلامِ الى مزيدٍ من الفجورِ وتحريفِ الحقائقِ والكَذِبِ والتباكي الممجوج. وكلُّ هذا لن يُغيِّرَ في الحقيقةِ المُرَّةِ التي يتجرعُها هؤلاءِ بانهم سارقون ناهبون للمالِ العامّ، مهما حاضروا بالعفّةِ والسيادة. والقولُ ليسَ للمنار وانما للقضاءِ اللبناني الذي ابرمَ حُكماً بذلك، ام انَ القضاءَ لديهم تِمثالٌ من تمرٍ متى شاؤوا عبدوهُ ومتى جاعُوا اَكلوه؟ لن ينفعَ هؤلاءِ محاولاتهم للتضليل ، فبكلِّ هدوءٍ نُظهرُ الحقائقَ ونبيِّنُها بالدليل. ومن فَمِهِم نُدِينُهم، كما بحكمٍ قضائي ..
بقلم علي حايك
تقديم : كوثر الموسوي نون

المصدر: موقع المنار