الجمعة   
   07 11 2025   
   16 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 01:23

تصاعد جديد للتوتر في إثيوبيا: سلطات إقليم عفر تتهم قوات تيغراي بالهجوم وسيطرة على قرى وقصف مدنيين

مع عودة التوتر بين أديس أبابا وإقليم تيغراي شمال إثيوبيا، أعلنت سلطات إقليم عفر شمال شرقي البلاد أنها تعرضت لهجوم من قوات تيغراي التي سيطرت بالقوة على ست قرى وقصفت مدنيين بالهاون والمدفعية الثقيلة، في تطور يسلط الضوء مجدداً على اضطرابات الداخل الإثيوبي.

وسبق لمتمردي تيغراي أن خاضوا حرباً دامية ضد الحكومة المركزية بين 2020 و2022، أودت بحياة نحو 600 ألف شخص، وتوسعت إلى مناطق عفر التي سبق لقواتها أن ساندت السلطات الفدرالية في أديس أبابا. وتستمر العلاقات المشحونة بين الحكومة المركزية ومناطق أخرى في إثيوبيا وسط تصاعد للتوتر منذ بداية العام الحالي.

وأكدت الإدارة المحلية لعفر، الأربعاء، أن جبهة تحرير شعب تيغراي “دخلت إلى منطقة عفر” المحاذية للحدود مع جيبوتي وإريتريا، فيما أصرت سلطات تيغراي على نفي الاتهامات، معتبرة أن “الاتهام لا أساس له ولم يتم انتهاك حدود عفر” وواصفةً الأمر بأنه “مؤامرة تهدف إلى الإضرار بشعب تيغراي”.

ولم تتوفر معلومات دقيقة حول أعداد الضحايا أو حجم الأضرار وفق بيانات رسمية، فيما تحدث مصدر إنساني من المنطقة عن توقف الاشتباكات الليلة الماضية ورصد أعداد كبيرة من النازحين المدنيين.

واتهمت سلطات عفر قوات تيغراي بمهاجمة منطقة ميغلي وإطلاق نيران الأسلحة الثقيلة على الرعاة المدنيين، وأعلنت استعدادها لتنفيذ مهام دفاعية إذا استمرت الهجمات، إذ ترى السلطات أن هذه العمليات العسكرية تهدد اتفاق السلام الموقع في بريتوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، والذي أنهى حرب تيغراي.

وبينما يصعب تحديد الأسباب المباشرة لاندلاع الاشتباكات الأخيرة، يرى خبراء الشأن الإفريقي أنها تندرج ضمن فرضية الدخول في حرب جديدة بين تيغراي والحكومة المركزية.

وعلى خلفية تصاعد التوتر، لم تصدر سلطات أديس أبابا أي رد بشأن إمكانية تدخلها العسكري في إقليم عفر. ويتزامن الوضع الداخلي الإثيوبي المتأزم مع توتر إقليمي، إذ تتهم أديس أبابا إريتريا بالاستعداد لشن حرب جديدة ودعم جماعات مسلحة مناهضة للحكومة المركزية، في حين وصفت أسمرة تلك الاتهامات بأنها “ادعاءات باطلة”.

وتأتي هذه التطورات في ظل علاقات تاريخية متقلبة بين إثيوبيا وإريتريا، اتسمت بحرب دامية بين 1998 و2000، قبل أن يتحقق تقارب نسبي في العام 2018، سرعان ما تلاشى بعد أحداث حرب تيغراي. كما تسجل علاقات متوترة بين أديس أبابا والقاهرة بسبب ملف سد النهضة، بينما تشهد العلاقات بين مصر وإريتريا تقارباً متزايداً في الأشهر الأخيرة، أكده الرئيسان عبد الفتاح السيسي وأسياس أفورقي خلال لقاء في القاهرة هذا الأسبوع.

المصدر: أ.ف.ب.