تظاهر عشرات المواطنين في نيودلهي، العاصمة الهندية، اليوم الأحد لمطالبة الحكومة باتخاذ خطوات فورية وجدية للحد من تلوث الهواء، وذلك بعدما غطت سحابة كثيفة من الضباب المحمّل بجزيئات دقيقة خطرة سماء المدينة.
وشهدت التظاهرة مشاركة عائلات أحضرت أطفالها وهم يرتدون كمامات ويحملون لافتات كتب على إحداها “أشتاق للتنفس”. وتعتبر نيودلهي وضواحيها، التي يبلغ عدد سكانها نحو 30 مليون نسمة، بين أكثر عواصم العالم تلوثًا بشكل منتظم.
ويغلف الضباب الدخاني سماء المدينة كل شتاء، إذ يحصر الهواء البارد الملوثات قرب سطح الأرض، ليخلق خليطًا فتاكًا من انبعاثات حرق المحاصيل، ودخان المصانع، والعربات.
وترتفع مستويات جزيئات “بي إم2.5” الدقيقة والمسببة للسرطان، والصغيرة بما يكفي لاختراق مجرى الدم، في بعض الأحيان إلى ما يصل إلى 60 ضعف الحدّ الصحي اليومي الموصى به أمميًا.
وخلال تظاهرة اليوم عند نصب بوابة الهند التذكاري حيث تجمع المحتجون، تجاوزت مستويات جزيئات “بي إم2.5” ثلاثة عشر ضعف الحد الأقصى اليومي الموصى به من منظمة الصحة العالمية.
ورغم المبادرات الحكومية الجزئية، التي شملت فرض قيود على وسائل النقل العاملة بالوقود الأحفوري، واستخدام شاحنات مياه لرشّ الرذاذ وتنقية الهواء، لم تحقق تغييرات ملموسة حتى الآن.
وقدّرت دراسة نشرتها مجلة “لانسيت بلانيتاري هيلث” العام الماضي أن 3.8 ملايين وفاة في الهند بين عامي 2009 و2019 ارتبطت مباشرة بتلوث الهواء.
ومع غروب الشمس خلف الأفق المغطى بالضباب الدخاني، تزايدت أعداد المتظاهرين قبل أن تتدخل الشرطة وتوقف العديد منهم، وتضعهم على متن حافلات وتصادر لافتاتهم بحجة عدم حصولهم على تصريح. وحملت إحدى اللافتات عبارة مؤثرة: “أريد فقط أن أتنفس”.
المصدر: أ.ف.ب.
