الثلاثاء   
   11 11 2025   
   20 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 17:03

غزة | الاحتلال يواصل خروقاته للهدنة وتحركات أميركية لإنشاء قاعدة عسكرية قرب القطاع

في اليوم الحادي والثلاثين من بدء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، واصل جيش الاحتلال الصهيوني خرق الاتفاق، حيث استشهد وأصيب خلال الساعات الماضية، عدد من الفلسطينيين بنيران الاحتلال الذي قصف بمسيّراته مناطق عدة، لا سيما شرقي خان يونس.

كما نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف شرقي خان يونس وفي رفح، أعقبها دوي انفجارات ضخمة سمعت في مختلف مناطق القطاع.

وفي التفاصيل، فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة وصول 3 شهداء ومصاب بنيران الاحتلال إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأشارت إلى أنه منذ بدء وقف إطلاق النار استشهد 245 فلسطينيا وأصيب 623 آخرون، فيما انتشلت الطواقم المختصة 529 شهيدا من تحت الأنقاض.

وبذلك ارتفعت حصيلة ضحايا حرب الإبادة إلى 69 ألفا و182 شهيدا و170 ألفا و694 مصاباً.

سياسيا، قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إن اتفاق شرم الشيخ ما زال في مرحلته المبدئية، مشيراً إلى أن الحركة أنجزت المرحلة الأولى من ثلاث محطات يجري العمل عليها.

وأكد أن جميع الأطراف، باستثناء العدو، تبدي إرادة لوقف الحرب، في حين بدأت خسائر العدوان تنعكس على الداخل الإسرائيلي.

وأضاف حمدان أن “أخطر ما يواجه الفلسطينيين ليس القتل والدمار فقط، بل مشروع نتنياهو لإقامة إسرائيل الكبرى”، معتبراً أن الكيان الإسرائيلي يمثل تهديداً إقليمياً يمتد إلى لبنان واليمن وسوريا والعراق وحتى قطر.

في غضون ذلك، وزعت الولايات المتحدة مشروع قرار مُعدّلاً في مجلس الأمن يتضمن “شروطاً وتسلسلاً أوضح” لانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، فيما بحث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع نظيره التركي هاكان فيدان سبل تثبيت وقف إطلاق النار وضمان الاستقرار في القطاع.

خطة لإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية

وفي تطور لافت، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن الولايات المتحدة تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية كبيرة في منطقة غلاف غزة، وفق ما أورده موقع “شومريم” العبري.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين أن القاعدة “ستُخصص لاستخدام قوات دولية من المتوقع أن تعمل داخل القطاع للحفاظ على وقف إطلاق النار”، حسب تعبير الصحيفة، وأنها ستكون قادرة على استيعاب عدة آلاف من الجنود، بميزانية تقديرية تبلغ نحو نصف مليار دولار.

وأوضح المسؤولون أن واشنطن دفعت خلال الأسابيع الأخيرة باتجاه تسريع المشاورات مع حكومة وجيش الاحتلال، وبدأت دراسة مواقع محتملة لإقامتها في الغلاف.

وأشار موقع “شومريم” إلى أن هذه الخطوة تمثل تحولاً جذرياً في السياسة الأميركية تجاه الصراع، إذ اعتادت “إسرائيل” منذ 1967 على تقليص أي وجود دولي في الأراضي الفلسطينية، بينما يعكس المشروع الجديد إصرار واشنطن على لعب دور مباشر في إدارة الملف الغزي.

وذكرت “يديعوت” أن المشروع قد يثير جدلاً داخلياً في الولايات المتحدة، خاصة داخل الحزب الجمهوري المعارض لتوسيع التدخل العسكري الأميركي خارج البلاد.

ووفق مصادر إسرائيلية، يُتوقّع أن يتولى مركز القيادة الأميركي في كريات جات السيطرة الكاملة على عملية توزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة، فيما يقتصر الدور الإسرائيلي على المشاركة عبر منسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية المحتلة.

وأشار الموقع إلى أن السفارة الأميركية أحالت الاستفسارات حول المشروع إلى وزارة الحرب والقيادة المركزية الأميركية، دون تلقي رد رسمي حتى الآن.

وكانت واشنطن قد حاولت خلال حرب الإبادة إقامة رصيف بحري عائم قبالة سواحل غزة، لكنه تعرض لأضرار عدة مرات بسبب سوء الأحوال الجوية، ما أدى إلى تفكيكه وإعادة تركيبه ثلاث مرات بين أيار/مايو وحزيران/يونيو 2024، قبل أن يتم تفكيكه نهائياً في نهاية حزيران/يونيو.

الوضع الإنساني المتردي

من جهتها، قالت وزارة الصحة في غزة إن “نسبة الأطفال من إجمالي عدد حالات البتر نحو 25% ونسبة النساء 12.7%”.

وأضافت أن “نقص الإمكانيات الطبية والأدوات المساندة يزيد من معاناة الجرحى مبتوري الأطراف”، مشيرة إلى أن “6 آلاف حالة بتر أطراف مسجلة لدينا بحاجة إلى برامج تأهيل عاجلة طويلة الأمد”.

يأتي ذلك في وقت كشفت فيه الإحصاءات الصادرة عن وزارة الحكم المحلي بقطاع غزة، عن الضرر الهائل الذي لحق بالبنية التحتية نتيجة العدوان الإسرائيلي، وأدّى إلى انهيارها.

وحذر القائمون على عدة بلديات في محافظات غزة من احتمال غرق شوارع وأحياء عديدة نتيجة انسداد خطوط التصريف وانهيار أجزاء كبيرة من الشبكات.

وشددوا على أن أي طفح أو إشكاليات في برك التجميع سيؤدي إلى تدفق المياه الملوثة إلى الشوارع والمنازل والمخيمات المحيطة، مما يشكل خطراً مباشراً على حياة السكان وانتشار الأمراض والتلوث البيئي.

في حين، كشف مدير البرامج الصحية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بشار مراد أن 80% من المياه في قطاع غزة ملوثة بالكامل، مشيراً إلى أن ذلك أدّى إلى تصاعد الحالات المصابة بفيروس الكبد الوبائي مع تسجيل أكثر من 70 ألف حالة منذ بدء حرب الإبادة.

المصدر: مواقع إخبارية