الخميس   
   13 11 2025   
   22 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 20:03

ضربات بالطائرات المسيّرة ومعارك ضارية بين الجيش والدعم السريع في مروي وكردفان

نفذت قوات الدعم السريع، الخميس، سلسلة ضربات بواسطة طائرات مسيّرة على مدينة مروي شمال السودان حيث يقع سد رئيسي، بحسب ما أفاد الجيش السوداني، فيما تتواصل المعارك بين الجانبين في منطقة كردفان الاستراتيجية.

تزامنت هذه التطورات مع تحذير مجموعة السبع، الأربعاء، من “التصعيد الأخير في العنف” في الحرب الدموية المتواصلة في السودان منذ أكثر من عامين ونصف، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وأدت إلى نزوح ما يقارب 12 مليون شخص، متسببة بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية حول العالم.

ويشهد السودان منذ أسابيع تصاعدًا حادًا في وتيرة العنف، خاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، حيث توالت التقارير حول انتهاكات جسيمة وجرائم مروعة بحق السكان المدنيين.

وأكد الجيش السوداني أن الطائرات المسيّرة استهدفت مقرًا عسكريًا ومطار المدينة إضافة إلى سد مروي، مشيرًا إلى أنه تصدى للهجمات وحمّل قوات الدعم السريع المسؤولية عنها. وتقع مروي ضمن منطقة يسيطر عليها الجيش منذ عدة أشهر، وتبعد حوالي 350 كيلومترًا عن الخرطوم. ولم ترد معلومات مؤكدة عن وقوع ضحايا جراء الهجوم الأخير.

وبحسب مصادر أمنية، تم إطلاق سبعة مقذوفات على المدينة، فيما أحصى مراسل وكالة فرانس برس في المنطقة عشرة انفجارات، وأورد شهود عيان أن عدد الانفجارات تجاوز عشرين انفجارًا بين منتصف الليل والفجر، وتسببت في انقطاع تام للطاقة وغرق المدينة في الظلام.

وأصبح استخدام الطائرات المسيّرة شائعًا في النزاع بين الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وفي دارفور، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن نحو 90 ألف مدني فروا من الفاشر منذ سقوطها، مع استمرار المعارك وارتفاع عدد الضحايا إثر اشتباكات عسكرية ونزوح جماعي.

امتدت المعارك مؤخرًا إلى منطقة كردفان ذات الأهمية الاستراتيجية بين الخرطوم وغرب البلاد، حيث تشير شهادات النازحين إلى وقوع انتهاكات جسيمة، من بينها اعتداءات جنسية وإطلاق نار عشوائي على المدنيين، إضافة إلى انتشار الجثث على الطرقات أثناء النزوح القسري.

وناشدت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، الأطراف كافة إلى وقف إطلاق النار أو فتح ممرات إنسانية لتسهيل إيصال الدعم للمحرومين، مشيرة إلى أن العنف أجبر زهاء 50 ألف شخص على الفرار من كردفان أيضاً.

على الصعيد الدولي، دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأربعاء، إلى تحرك عاجل لوقف إمدادات السلاح لقوات الدعم السريع، محذراً داعميها بأنهم سيواجهون تبعات ذلك، ورفض روبيو التصريح عن الإمارات العربية المتحدة بشكل مباشر، رغم الاتهامات المتزايدة لها بدعم قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن الإدارة الأميركية ستخاطب الدول المعنية لوقف الدعم العسكري.

وفي سياق متصل، اندلعت مواجهات وحرائق في مدينة بابنوسة، آخر معاقل الجيش في ولاية غرب كردفان، التي فرض عليها حصار لأشهر، إلى جانب مدن الأُبيّض وكادوقلي والدلنج.

وأعلنت قوات الدعم السريع، عبر قناتها على منصة “تلغرام”، أنها نشرت أعدادًا كبيرة من مقاتليها حول بابنوسة استعدادًا للسيطرة على مقر الجيش هناك.

المصدر: أ.ف.ب.