الثلاثاء   
   18 11 2025   
   27 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 10:11

سلاح الجو “الإسرائيلي” يحذّر من صفقة الـF-35 مع السعودية: تهديد مباشر للتفوّق العسكري

أبدى سلاح الجو الإسرائيلي قلقًا متصاعدًا من تداعيات المضي في بيع مقاتلات F-35 الأمريكية إلى السعودية، محذّرًا من أن هذه الخطوة قد تمسّ جوهر التفوق العسكري الذي تتمتع به إسرائيل في المنطقة منذ سنوات طويلة. وجاء التحذير ضمن وثيقة تقدّم بها سلاح الجو إلى القيادة السياسية، شددت على أن الاحتفاظ الحصري بطائرات الجيل الخامس الشبحية يمثّل عنصرًا أساسيًا في معادلة القوة الجوية الإسرائيلية.

وتؤكد الوثيقة أن القدرات المتقدمة لمقاتلات F-35، سواء في تقنيات الكشف ومعالجة البيانات أو في أنظمة الاتصال والشبكات القتالية، منحت إسرائيل أفضلية نوعية غير مسبوقة في الشرق الأوسط، ما مكّنها من تنفيذ عمليات حسّاسة وبعيدة المدى بواسطة أسطول “أدير”، خصوصًا تلك التي تُنفذ خارج الحدود بسرية عالية. وترى التقييمات العسكرية أن امتلاك السعودية للطائرة نفسها سيحدّ من هذا التفوق العملياتي، ويعيد رسم ميزان القوة الجوية في المنطقة بطريقة قد تعقّد الحسابات الإسرائيلية.

وتحذّر الوثيقة أيضًا من تأثيرات لوجستية محتملة للصفقة، إذ إن شراء الرياض لعدد كبير من مقاتلات F-35 من شركة “لوكهيد مارتن” قد يؤدي إلى إشغال خطوط الإنتاج الرئيسية، وهو ما قد ينعكس بتأخير تسليم الطلبيات الإسرائيلية الجديدة وتعطيل برامج التحديث المقررة في سلاح الجو.

وتأتي هذه المخاوف في وقت كانت إسرائيل قد وافقت فيه مؤخرًا على شراء السرب الرابع من طائرات F-35، إلى جانب سرب F-15IA من شركة “بوينغ” لاستبدال الطائرات القديمة وتعزيز قدراتها القتالية. ووفق ما جاء في الوثيقة، فقد نقل الجيش الإسرائيلي موقفه بوضوح إلى القيادة السياسية محذّرًا من تداعيات الصفقة على المدى القريب والبعيد.

وفي الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده تتجه للمضي في الصفقة قبل الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض. وكان ترامب قد ألمح الأسبوع الماضي إلى أنه يدرس طلبًا سعوديًا لشراء عدد كبير من الطائرات المتقدمة، مؤكدًا دعمه لمسار التطبيع الإقليمي بين الرياض وتل أبيب، فيما تشير تقارير أمريكية إلى أن السعودية طلبت شراء 48 مقاتلة F-35.

وبحسب مسؤول رفيع في البيت الأبيض، فإن الرئيس ترامب يميل إلى دعم الصفقة، لكنه سيحسم قراره النهائي بعد اجتماعه بولي العهد، في وقت تستعد فيه واشنطن لإدارة ملف حساس يجمع بين حسابات الأمن الإقليمي، وميزان القوى، وترتيبات التطبيع في المنطقة.

المصدر: وكالات