الأربعاء   
   19 11 2025   
   28 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 21:54

ناصر الدين تفقد مستشفى الضنية الحكومي ومراكز رعاية أولية: الصحة فوق السياسة وفوق أي اختلاف أو خلاف بالرأي


رعى وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين حفل افتتاح قسم العلاج الكيميائي وإعادة تأهيل وتوسيع قسم غسيل الكلى في مستشفى سير ـ الضنية الحكومي، بحضور النائب جهاد الصمد، النائب السابق قاسم عبد العزيز، ممثل النائبين السابقين أحمد فتفت وسامي فتفت الدكتور عمر فتفت، قائمقام قضاء المنية ـ الضنية جان الخولي، رئيس مصلحة الصحة في الشمال سعد الله صابونة، مدير مستشفى طرابلس الحكومي ناصر عدرة، مديرة مستشفى المنية الحكومي ديما جمال، نائب رئيس إتحاد بلديات الضنية عمّار صبره، رؤساء المراكز الصحية في الضنية، الطاقم الإداري والطبي في مستشفى سير ـ الضنية الحكومي وفاعليات.

جمال

بعد النشيد الوطني، أشار مدير مستشفى سير ـ الضنية الحكومي بشار جمال الى افتتاح “قسم العلاج الكيميائي بمكرمة من الحاج خالد مرعي جمال كصدقة جارية عن روح والديه، وأيضا إعادة تأهيل وتوسيع قسم غسيل الكلى بمكرمة من الحاجة فاطمة جمال كصدقة جارية عن روح زوجها وولديها”.

وقال: “إن لهذه الأقسام دورا أساسيا وحيويا في تغطية علاج الأمراض المستعصية والمزمنة بشكل كامل وعلى نفقة وزارة الصحة، مما يخفف من الأعباء المادية ويوفر الوقت على مرضى المنطقة، بخدمة ممتازة وبإشراف فريق طبي وتمريضي مشهود له بالكفاءة والتميز. إن هذا الإنجاز هو ثمرة تعاون بين مجلس الإدارة وإدارة المستشفى وبين الخيرين من أبناء المنطقة برعاية ودعم مباشرين من وزارة الصحة، كما كنا افتتحنا سابقا قسم عناية حديثي الولادة والخدج بتعاون مماثل”.

اضاف: “هذا المستشفى يمثل الشريان الحيوي الصحي الوحيد في الضنية، لذا من الواجب علينا جميعا أن ندعمه ونطوره ونعمل لكي يكون على أعلى المستويات الطبية والخدماتية الصحية الممكنة لأهلنا في الضنية والجوار. وقد استطعنا أن نجتاز واحدة من أسوأ الأزمات الإقتصادية في لبنان، بالتزامن مع جائحة كورونا، واستطعنا بالتنسيق الكامل مع وزارة الصحة أن نؤمن الخدمات الطبية الأساسية لكافة أقسام المستشفى. وهنا لا بد لنا من شكر كل فرد من أسرة مستشفى سير ـ الضنية الحكومي على تفانيهم في عملهم بكل إيمان وإخلاص رغم الوضع الإقتصادي المتردي”.

وتابع: “خطة إدارة المستشفى اليوم، أن تمضي قدما بتطوير المستشفى وخدماته عن طريق إنشاء أقسام جديدة، وإعادة تجهيزه بما يتلاءم مع مسار التقدم والتطور، وتجديد صيانته، وتطوير فريق عمله عن طريق التدريب المستمر والتأهيل الدائم لكافة موظفيه، مع تأكيدنا أنه لاستمرارية هذا المرفق لا بد من تضافر الجهود والتعاون مع وزارة الصحة والفاعليات والمجتمع المدني لضمان إستمرارية العمل فيه في ظل الظروف الإقتصادية الإستثنائية”.

المقدسي

بدوره، قال نقيب أطباء طرابلس والشمال الدكتور إبراهيم مقدسي: “الشكر لإدارة المستشفى على التطور الطبي لأن من يعرف المعاناة وأنا منهم عندما كنت اعمل في هذا المستشفى، يعرف أين كنا وأين أصبحنا، ونأمل أن نحافظ على ما وصلنا إليه ونتقدم إلى الأمام، لأن مسؤولية المجتمع المدني هي حماية ودعم الفريق الطبي في المستشفى. ونحن بدورنا نؤكد أننا سنقف سدا منيعا أمام أي اعتداء على أي طبيب أو ممرض أو موظف في كل مستشفيات طرابلس والشمال ولبنان”.

ناصر الدين

ثم قال وزير الصحة: “زيارتنا إلى الضنية تأخرت إلى هذا اليوم، ويشرفنا وجودنا اليوم بين أهلنا وناسنا في الضنية، هذه المنطقة التي تاريخيا لم تنصفها الدولة ولا الحكومات المتعاقبة، ويحق لكم العتب كثيرا على الدولة، لكننا اليوم نفتح صفحة جديدة مع أهل المنطقة عنوانها الحضور الحكومي والوزاري في هذه المنطقة العزيزة، التي نتوجه بالشكر إلى كل طبيب وممرض وموظف وعامل في هذا المستشفى، فبالرغم من أنه لم يقبض مستحقاته لكنه يقوم بواجبه الإنساني على أكمل وجه”.

أضاف: “أستغل المناسبة لأعلن أمامكم أن وزارة الصحة قررت دعم هذا المستشفى بتجهيزات قيمتها مليون ونصف مليون دولار، لأن القطاع الصحي وصحة الإنسان فوق السياسة وفوق أي اختلاف أو خلاف في الرأي، إضافة إلى تأكيد التزامنا التعاون بالشراكة الصحية والطبية بين القطاعين العام والخاص”.

وتابع: “يسرني الإعلان اليوم أن ماكينة لتفتيت حصى الكلى سنقدمها للمستشفى وستكون موجودة هنا مطلع العام المقبل. أما المساهمات المالية التي هي العائق أمام استمرار وتطور عمل المستشفيات الحكومية ومعالجة الخلل فيها، فقد سرّعنا دفعاتنا المالية لها. وبما يخص مستشفى سير ـ الضنية الحكومي فقد بدأنا بدفع المستحقات المالية المتوجبة له، وهي 350 الف دولار على دفعتين إحداهما قبل نهاية هذا العام، لأن الضنية تستأهل منا كل مساعدة لتقديم الخدمات الصحية والطبية اللازمة للمحتاجين فيها، وسنسعى بكل جهدنا لخدمة أهلنا في الضنية وفي كل لبنان من دون منّة”.

اجتماع

وبعد ان جال وزير الصحة مع الصمد والوفد المرافق في أنحاء المستشفى مطلعا على سير العمل فيه، عقد اجتماعا موسعا مع موظفي المستشفى والعاملين فيه ناقش فيه أحوالهم ومطالبهم.

مركز “الايمان”

ثم زار ناصر الدين والصمد والوفد المرافق مركز “الإيمان” الصحي في سير التابع للجمعية الطبية الإسلامية، واطلع على الخدمات الصحية المقدمة وآليات العمل، مشيدا بجهود الطواقم الطبية والإدارية التي تقدم خدمات أساسية لأهالي المنطقة منذ عقود.

بعد كلمة ترحيبية من مدير المراكز الصحية محمود موسى، عرض عضو الهيئة الإدارية في الجمعية الطبية الإسلامية الدكتور أحمد البوش لظروف تأسيس الجمعية والمؤسسات التابعة لها، والخدمات الصحية والإنسانية التي تقدمها. كما تحدث مدير المركز جهاد فاهمة عن الدور الحيوي الذي تلعبه مراكز الرعاية الصحية.

ناصر الدين

من جهته، أكد وزير الصحة “أهمية تعزيز دور مراكز الرعاية الصحية الأولية في على لبنان، باعتبارها خط الدفاع الأول للحد من ارتفاع كلفة الاستشفاء، كما أن التشخيص المبكر والعلاج المبكر في هذه المراكز يخففان بشكل كبير من حاجة المرضى للوصول إلى المستشفيات، خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة”.

وأعلن عن “قرب تنفيذ عدد من المشاريع تشمل إعادة تفعيل برنامج تأمين الأدوية المزمنة، بعد توقيع مناقصة بقيمة تقارب 18 مليون دولار لتوفير أدوية الأمراض المزمنة مثل السكري، والضغط، والقلب، وغيرها، وإطلاق مناقصة جديدة لتأمين معدات وتجهيزات لمراكز الرعاية الصحية الأولية في مختلف المناطق اللبنانية، تشمل أجهزة الإيكو، والـ ECG، وأجهزة المختبر، وكراسي طب الأسنان، وغيرها، وإدراج مراكز الرعاية الصحية الأولية ضمن آلية أسقف مالية في موازنة 2026 أسوة بالمستشفيات، بحيث يتم دعم المراكز وفق عدد المستفيدين والأولوية للمراكز غير المدعومة”، مؤكدا أن “الوزارة تعمل بمنهجية شفافة موثقة بالأرقام، وأن دعم مراكز الرعاية الأساسية سيصل إلى جميع المناطق اللبنانية من دون استثناء، خصوصا المناطق الطرفية ذات الإحتياجات الأكبر”.

الصمد

أما الصمد فشكر لوزير الصحة على الجهود التي يبذلها، وأكد أن “ترجمة الأقوال إلى أفعال هي ما تحتاجه المنطقة اليوم”، مشددا على أن “الضنية لا تزال بحاجة للكثير من الدعم والاهتمام”، منوها بجهاز الطوارئ، مشبها عناصره بـ”الجندي المجهول في خدمة الناس”.

مركز بخعون الطبي

ثم زار ناصر الدين والصمد والوفد المرافق مركز بخعون الطبي للرعاية الأولية، في حضور رئيس مجلس إدارة المركز محمد سعدية والفريق الطبي والإداري، رئيس إتحاد بلديات الضنية مصطفى سعادة ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.

ورحب سعدية بوزير الصحة والوفد المرافق، وشكر المتبرع خالد جمال على تقديمه ما يلزم لدعم المركز، مشيرا ألى أن “المركز بدأ عمله بالتزامن مع انتشار جائحة كورونا، ثم تحول إلى مركز للرعاية الصحية الأولية، وهو يقدم خدماته مجانا للمواطنين وحتى الدواء في حال توافره، كما أن التحاليل المخبرية التي يقدمها شبه مجانية”، موضحا أن المركز “عالج أكثر من 16 الف نازح من اهلنا في الجنوب والبقاع خلال فترة العدوان الإسرائيلي على لبنان”.

ولفت إلى أن “المركز يضم اختصاصات طبية مختلفة، ويعمل فيه 63 شخصا بين طبيب وممرض وموظف، وأنه يحتاج إلى دعم وزارة الصحة وجهات مانحة للحصول على جهاز تصوير بالأشعة، إضافة إلى تجهيزات أخرى”.

ناصر الدين

ورد وزير الصحة بالقول: “هذا المركز مميز وهو من أفضل المراكز التي رأيتها خلال جولاتي لجهة التقسيم والمعدات والطاقم التمريضي والطبي الذي يقدم الخدمات لعدد كبير جدا من المرضى يصل إلى 6 آلاف شهريا”.

وتطرق إلى “الوضع المستجد في وزارة الصحة لجهة دعم مراكز الرعاية الأولية بالتجهيزات والسقوف المالية”، منوها بجهود المتبرع خالد جمال لخدمة المركز، وقال: “حان الوقت لأن تستعيد الدولة وجودها في مراكز الرعاية الأولية، ومن هذا المنطلق بدأنا في الوزارة بطرح مناقصات خاصة بالمعدات، سنوزعها حسب الحاجة على المراكز التي تخدم أكبر عدد من المواطنين، وخلال أشهر قليلة سنبدأ بتوزيع الأدوية أيضا في مراكز صحية نفتخر بها ولها منا كل الشكر والتقدير”.

غداء

وفي ختام الجولة، أقام الصمد حفل غداء تكريما لوزير الصحة والوفد المرافق في مطعم “دار المياس” ببلدة بخعون، حضره حشد من الشخصيات وفاعليات المنطقة، ورحب خلاله الصمد بوزير الصحة “في ربوع الضنية”، وقال: “في هذه الزيارة التفقدية لمستشفى سير ـ الضنية الحكومي النابعة من اهتمامكم به وبالمراكز الصحية في المنطقة، يهمنا أن نلفت عنايتكم إلى أنه في الضنية ليس هناك أي مستشفى خاص، والمستشفى الحكومي فيها يعتبر الملاذ الرئيسي لأبناء المنطقة طلبا للعلاج”.

ولفت إلى أن “أهالي المنطقة الذين يربو عددهم على 150 ألف نسمة، عدا عن مقيمين فيها من مناطق لبنانية أخرى ومن نازحين سوريين، يعانون من وضع معيشي صعب، ونطالب بأن يؤخذ ذلك بالإعتبار، وأن يُترجم في دعم المستشفى الحكومي وتجهيزه بأفضل المعدات، وتعزيز دوره في المجال الطبي والإستشفائي، وتوطيد العلاقة أكثر بينه وبين نقابة الأطباء والجهات الضامنة من الضمان الإجتماعي إلى تعاونية موظفي الدولة”.

وقال: “ننتهز الفرصة اليوم لنؤكد ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وحماية السلم الأهلي في وجه العدو الإسرائيلي، الذي يواصل إعتداءاته على لبنان بالرغم من قرار وقف إطلاق النّار الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا. وإذا كنا نختلف مع البعض في كيفية مواجهة هذا العدو، فإنه لا يجوز أبدا الإستقواء بالخارج ضد فئة لبنانية في الداخل”.

أضاف: “كلنا نريد السلام العادل والشامل والمنصف الذي يقوم على وقف العدوان وإنهاء الإحتلال وعودة الأسرى وإعادة الإعمار، لكن هل العدو الاسرائيلي الذي لم يلتزم بقرار وقف العدوان على لبنان وبقرارات دولية أخرى يريد السلام فعلا؟ وهل هو مؤمن بالسلام العادل والشامل؟ إن السلام لا يكون من طرف واحد، وإلا فإنه في هذه الحال يتحول إلى استسلام”.

وتابع: “إن جميع القوانين والأعراف الدولية والشرائع الدينية أقرت مبدأ مقاومة المحتل دفاعا عن النفس والأرض، لأنه طالما هناك احتلال فهناك مقاومة. وفي هذا السياق لا يسعنا إلا أن نوجه تحية إلى الجيش اللبناني وقيادته الحكيمة التي تقوم بواجبها دفاعا عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي، وفي حماية سلمه الأهلي واستقراره، رغم الإمكانات الضعيفة التي يمتلكها والتي يجب تعزيزها عديدا وعتادا، ورغم الحملات التحريضية التي يتعرض لها قائد الجيش والمؤسسة العسكرية. وهنا نتقدم بأحر التعازي الى اهالي شهداء الجيش الذين سقطوا امس، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى”.

وختم: “معالي الوزير، نعود لنرحب بكم في ربوع الضنية، آملين أن يشهد المستشفى الحكومي فيها وبقية المستشفيات الحكومية في لبنان، تطورا يلبي حاجات اللبنانيين للإستشفاء والطبابة في هذا الزمن الصعب”.

ناصر الدين

ورد ناصر الدين قائلا: “وضعنا تصورا لدعم المستشفيات الحكومية في كل لبنان، وخصوصا في قرى ومناطق الأطراف، ولذلك زرنا اليوم مستشفى سير ـ الضنية الحكومي واطلعنا على حاجاته، ووضعنا سلسلسة من الإجراءات التي تدعم المستشفى لناحية المعدات والمساهمات المالية والتصور للعام 2026. وهنا ألفت إلى أن المسؤولية مشتركة بين الوزارة والإدارة. فقد بدأنا مسار إعادة دعم المستشفى الحكومي بمعدات وتجهيزات ليتمكن من الإستمرار في الخدمة والتقدم، ووضعنا تصورا زمنيا لمساعدة المستشفى بمسار مالي لمساعدة الموظفين ماليا. كما زرنا مراكز رعاية صحية أولية تشكل نموذجا يبيض الوجه وهي مبادرات فردية، ووضعنا خطة لمساعدتها بمعدات ومساهمات مالية من وزارة الصحة، لأننا هكذا نرى الإنماء المتوازن ونعمل عليه”.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام