السبت   
   22 11 2025   
   1 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 20:51

مقدمة نشرة الأخبار الرئيسية لقناة المنار السبت 22\11\2025

كتابة: علي حايك
قراءة: غادة عساف النمر

في البلدِ المصابِ بكلِ أنواعِ الاحتلالِ تَحُلُّ عليه ذكرى الاستقلالْ وأرضُهُ كسمائِهِ تحتَ قبضةْ الاسرائيلي، وقوامُهُ السياسيْ تحتَ سطوةِ الاميركي، وامنُهُ الاجتماعي والاقتصادي بين فَكَيْ حقدٍ داخليٍ وحصارٍ او ابتزازٍ خارجي ..
تحلُ ذكرى الاستقلالْ وسيادةُ اللبنانيين مستباحةْ، ودماءُ ابنائهم تنزفُ على الطرقاتِ على مرأى امهاتِهِم وأبنائهم، فيما سياسيوهم المبتَلون بالحقدِ والاستزلامِ وبخْ السمْ والاستقواءِ حتى بالاسرائيلي، يتفاخرون في المجالسِ وعلى المنابرْ، ويضيفون الى مواهِبِهم التوقعاتْ كـ “نوستراداموس الجمهوريةْ” سمير جعجع الذي بشَّرَ اللبنانيين بأنَّ الامورَ ذاهبةٌ الى تصعيدٍ أكبرَ فأكبرْ، ومصعِّداً ضدَّ رئيسِ الجمهورية واصفاً كلامَهُ عن الوشايةِ لدى الاميركي بالكلامْ السخيفْ والسذاجةِ الكبيرة ..
فهلْ هذا الكلام ردٌ داخليٌ بطعمٍ خارجيٍ على مبادرةِ الرئيسْ عون الخُماسيةْ التي قدَّمَها بالامسْ على مذبحِ الاستقلالِ المخضَّبْ؟ ورسالةٌ على أنَّ التنازلَ اللبناني غير كافٍ؟ وأنَّه ممنوعٌ رهنُ الخطواتِ التفاوضيةِ بانسحابِ الاسرائيلي ووقفِ اعتداءاتِهِ وتحريرِ الاسرى؟.
مبادرةٌ انسحَبَ عليها سريعاً مصيرُ سابقاتِها، فعاجلَها الاسرائيليُ بتصعيدٍ عدوانيْ من شمسطار البقاعيةْ الى مرتفعاتِ سجد والجبور والمحمودية وكفرحمام الجنوبية، وباستهدافِ مواطنٍ بين مجدل سلم وشقرا ، وشابٍ اخر على طريقِ زوطر – ميفدون امام َمرأى عائلته، وارتقائِهما شهيدين ..
وفيما لا يريد ُالكثيرون الاستفادةَ من التجارب، فان أهلَ الارض – الاكثرَ التصاقاً مع الواقعِ المرير – هم أكثرُ الواقعيين العارفينَ بالتغولِ الصهيونيِ وبالمتغيراتِ عندنا وحولَنا من سوريا الى فلسطين، وعليه فهم لا يثقون بهذا العدو ِولا وعودِ سيدِه الاميركي، ودليلُهم من غزة التي لا تزالُ تنزفُ بين يدي وعود ِترامب والضفةُ المهددةُ بالضم ِالى الكيانِ العبريِ على عينِ المبادراتِ العربيةِ والاتفاقاتِ الابراهيمية.
واللبنانيون الصامدون لا ينكرون واقعَ سوريا التي غَيَّرَ حكامُها الجددُ تموضعَها وانهَوا عقوداً من العداءِ مع الاسرائيلي واعطوه كلَ شيءٍ ولم يعطِهم لا الارضَ ولا الامان. وسوريا المتغيرةُ هذه لا تزالُ غارقةً واقتصادَها بسيلٍ من الوعودِ الاميركيةِ والدوليةِ والعربيةِ دونَ ترجمةٍ على ارضِ الواقع..
في الوقائعِ المرّةِ ان الجنوبيين واخوانَهم هم اكثر ُمن تعبِ من اللادولة، وهم من دفعوا ثمنَ تَغَيُّبِها عنهم بل انكارها لهم ، وما بخلوا بتقديمِ اغلى التضحياتِ لحمايتِها ورفعِ اسمِها واستقلالِها الحقيقيِ رغم انها لا تزال أُماً جاحدة ًلتضحياتِهم ومعاناتِهم وتبخلُ عليهم حتى بالموقف ..

المصدر: موقع المنار